الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صُنفت من بين أفضل 20 سيدة حول العالم فى العلوم.. ومن بين أفضل 5 مهندسات فى إفريقيا غادة محمد عامر.. مهندسة مصرية لا تعرف المستحيل

من قرية صغيرة فى طنطا، محافظة الغربية، جاءت عالمتنا المصرية د.«غادة عامر». نشأت فى كنف أسرة بسيطة مكونة من أب أستاذ جامعى فى كلية الهندسة، وأم تُدرّس الرياضيات وفتاتين. 



كان هَمُّ الأسرة الشاغل هو العِلْم لأنه على حد قولهم «المستقبل».

اهتمت بممارسة الألعاب العقلية منذ الصغر.. آمنت منذ البداية أنه ليس هناك ما هو حكر على الرجال أو السيدات؛ ولكن الأمر يتعلق بالإرادة وتنظيم الوقت.  

عملت د.«غادة» فى مجالات مختلفة، ومحت من قاموسها كلمة «مش ممكن» فهى قادرة على فعل المستحيل.  حذت حذو والدتها التى كانت أولى نساء قريتها فى تعلم الرياضة البحتة والفيزياء، والتحقت بكلية الهندسة، وحصلت على البكالوريوس فى الهندسة الكهربائية فى التحكم والآلات عام 1995 من جامعة بنها، ثم حصلت على الماچستير عام 1999 من جامعة القاهرة فى هندسة القوى والآلات الكهربائية، وحصلت على الدكتوراه فى الاختصاص ذاته من الجامعة ذاتها عام 2002. تزوجت وأنجبت أربعة من الأبناء. تفوقت ونجحت حتى وصلت إلى أعلى المراكز، فكانت من بين القلة المحظوظة التى عملت مع الدكتور فاروق الباز العالم المصرى. 

الدكتورة «غادة عامر» وكيل كلية الهندسة جامعة بنها لشئون الدراسات العليا والبحث العلمى وزميل كلية الدفاع الوطنى فى مجال الذكاء الاصطناعى والتكنولوچيا والتنمية بأكاديمية ناصر العسكرية.. تحدّثت إلى «روزاليوسف» فى حوار خاص.. وإلى نص الحوار.. 

بدأتْ حديثها معنا معلنة أنه رُغْمَ مكانتها العلمية وتقلدها العديد من المناصب؛ فإن اللقب الذى تحب والأقرب لقلبها هو اسمها واسم والدها من دون ألقاب «غادة محمد عامر»، قائلة: «أحب دائمًا أن أذّكر نفسى أننى أحمل أمانة أن أرفع اسم والدى دائمًا، بينما الباقى هو وسائل لكى أحقق الأثر الخاص بمحمد عامر وابنته». ثم استطردت كلامها بالحديث عن قصة حياتها قائلة: «قصة حياتى فى اعتقادى بفضل الله كانت موفقة. وُلدت فى البحرين فى مستشفى المحرق وُضِعت بعد ولادتى فى الحضّانة وكانت الحضّانة تقع فى جزيرة بعيدة عن المستشفى الرئيسى. أقمت فى البحرين فى العامين الأولين من عمرى. تحكى لى والدتى أننى وُلدت بطريقة غريبة. فهى نزلت لمصر لكى تلدنى؛ لكننى ظللت فى بطنها لآخر الشهر التاسع «وراسى وألف سيف لأتولد فى البحرين» حتى إنها كتبت على نفسها تعهدًا فى الطائرة لكى تعود من أجل عملها، واضطرت أن تلدنى فى البحرين، ثم انتقلنا إلى الكويت وعشنا فيها حياة جيدة. اختارت عائلتى لى المدارس الحكومية لكى أحصل على تعليمى، ورُغْمَ هذا فإننى لم أحصل على أى دروس مساعدة فى أى مرحلة تعليمية فى حياتى. منذ صغرى كنت شقية جدًا وكانت والدتى تخاف عليّ من شدة شقاوتى وكنت جريئة جدًا؛ لكننى حقانية فلم أكن أتعدى حدودى فى التعامل مع الناس. كنت أتعامل مثل الولد. كنت أقود كل الفرق التى نلعب فيها مثل فريق الكرة. كنت ألتحق بالأنشطة وأقوم باللعب سواء فى المدرسة أو فى أى مكان. ونظرًا لوجودنا كأسرة مصرية فى الكويت قام والدى بربطنا بالسفارة المصرية وقدّم لنا فى الكثير من الأنشطة التابعة لها، ونظمت فرقة من الفتيات المصريات وكنت رئيسة الفرقة. كنا نقوم بغناء الأغانى الوطنية فى المدارس ونقوم بالعروض. وعندى الكثير من الصور وأنا أرتدى ملابس صعيدية وإسماعيلية وكويتية. وكنت أحصد دائمًا المركز الأول. فى الثانوية العامة كان الجميع يحصلون على الدروس الخصوصية وأنا كنت رافضة هذا الأمر وكنت أحب التعلم بنفسى. كانت والدتى تخاف عليّ وترغب فى أن أكون مثل قرنائى؛ لكننى الحمد لله استطعت فى النهاية تحصيل مجموع يؤهلنى لدخول كلية الهندسة فى مصر.

 حصلتِ على الكثير من التكريمات.. أخبرينى عن بعضها؟

- بدأت فى الحصول على التكريمات منذ الصف الثالث الابتدائى؛ حيث كان أول تكريم أحصل عليه وهو ترتيبى بالمركز الثالث على المدرسة، ثم حصلت على بطولات فى الشطرنج وتوجت كبطلة للشطرنج لمدة 3 سنوات مركز أول رجال وسيدات، ثم حصلت على لقب الطالبة المثالية فى هندسة بنها، وتوالت بعد ذلك ألقاب كثيرة جدًا أستاذ جامعة ومدرس ومعيد ومهندسة. ثم حصلت على جائزة أفضل سيرة ذاتية للمرأة فى العلوم والتكنولوچيا من المؤسّسة العربية للتكنولوچيا، وكانت الجائزة عن أفضل سيرة ذاتية لامرأة فى هذا المجال، وعملت كمدير مكتب الابتكار والبحث العلمى، وأنشأت مكتب الابتكار بجامعة بنها. كنت مُحَكمة لجائزة روليكس الدولية للتكنولوچيا، وحصلت على لقب مستشار تقنى لوكالة الفضاء المصرية.. ثم حصدت لقب زميل لأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وأخذت جائزة أفضل عشرين عالمة مسلمة، ثم أفضل 5 مهندسات فى إفريقيا وحصلت على أفضل ورقة بحثية.

أخذت مناصب كثيرة بفضل الله وطبعًا كنت فى المؤسّسة العربية للعلوم والتكنولوچيا دخلتها كمتطوعة ثم تدرجت فيها من أول مدير برامج المرأة حتى مدير تنفيذى لمكتب القاهرة وكل مكتب هنا يقدم خدمات لكل الوطن العربى، ثم حصلت على لقب نائب رئيس المؤسّسة العربية للعلوم والتكنولوچيا، وما زلت أحمل اللقب لأكثر من 12 عامًا منذ 2011. 

 حضرتك عندك لحظات كثيرة حققت فيها النجاح.. أى تلك اللحظات هى الأكثر تميزًا بالنسبة لكِ؟ 

- بالتأكيد كانت أفضل لحظة فى حياتى يوم حصولى على الدكتوراه؛ لأن والدتى- رحمها الله- كانت تتوسم فى أن أستطيع إنهاءها سريعًا. لقد كانت والدتى مُحِبة للعلم جدًا فهى كانت أستاذًا متخصصًا فى الفيزياء والرياضيات البحتة. والحمد لله استطعت أن أفرحها بهذا الأمر وكانت بداية فرحة كبيرة جدًا لى أن أنتهى من الدكتوراه فى سن 28، ثانى أحسن لحظة نصر فى حياتى حينما كان عندى مشكلة فى الترقية وكان بعض الأشخاص يعطلوننى ويوقفون ترقيتى. فالأصل عند تسليم ملفك إما النجاح أو الرسوب؛ لكن أن يُحجب ملفك لمدة كبيرة جدًا دون سبب يمثل مشكلة. ظللت آخذ الطرُق الشرعية لكى أسترد حقى بأدب وأخلاق وتم إحلال اللجنة العلمية وكانت أول مرة تحدث وعندها كانت فرحتى كبيرة ليس فقط لأننى حصلت على الترقية؛ إنما لأننى شعرت أن الله أقرب لى من حبل الوريد. ويسّر لى من عباده الصالحين بما يمكننى من أن أبعث رسالة لمكتب سيادة رئيس الجمهورية وهو اهتم جدًا بالأمر وفعلًا تم التحقيق مع اللجنة، كما تعاون المجلس الأعلى للجامعات بشكل فعال تحت قيادة الدكتور أشرف حاتم فكان شخصًا يفتح بابَه لأى شخص. فحمدًا لله كانت تلك أكبر نقطة نصر لى. لست من انتصرت فقط؛ وإنما انتصر كل مظلوم. فأقول لأى شخص فاسد فى بعض الجامعات أو فى الجهات الحكومية صدقونى الموضوع لم يعد سهلًا كالسابق «هتظلم حد للأسف هتطير» هذه كانت أكبر نقطة نصر لى فى حياتى ثم توالت الكثير من الأحداث لاحقًا.

 أبرز المعوقات التى برزت لكِ خلال مسيرتك العملية وكيف استطعتِ التغلب على تلك المعوقات؟ 

- من أكبر المعوقات التى واجهتنى فى مجال عملى هو ما يتعلق بترقيتى لدرجة أستاذ. شعرت عندها بالظلم، فكانت شروط ترقيتى لأستاذ مكتملة مرت خمس سنوات كأستاذ مساعد، ولى بحوث منشورة دوليًا وملفى جيد؛ لكنهم كانوا «مستكترين عليّا جدًا إزاى ست وصغيرة تبقى أستاذ فى السّن ده. لازم نقتلها» ففرضوا عليّا ضغوطات نفسية يمكن القول إنها من أصعب اللحظات التى مرت عليّا وتلك هى المرة الأولى التى أتحدث فيها عن هذا الأمر لجهة صحفية. كان أحد الزملاء يجلس فى مكتبى وعلمت أنهم حوَّلونى للتحقيق ظلمًا لإيقاف ترقيتى بتهمة سب رئيس الجامعة أو ما شابه ذلك. ووجدت أن الشخص الذى يجلس معى فى المكتب يقسم أننى فعلت هذا الأمر وهو ما لم يحدث بالطبع. يمكن القول إن تلك هى أصعب لحظة فى حياتى فلقد أصابتنى صدمة نفسية «كيف يحدث هذا؟!» لم أصدّق حتى قلت فى عقلى «ده احنا كنا شاربين قهوة مع بعض!» شعرت بلخبطة نفسية حينها؛ لكننى أخبرت نفسى سريعًا أن أولئك الأشخاص اختبار لى. فأنا حصلت على ترقيتى كأستاذ فى حين أن ذلك الشخص خرج على المعاش كأستاذ مساعد رُغم أنه أكبر منّى سنًا. عندما جاءتنى أوراقه لم أستطع أن أظلمه أبدًا وأخبرته «حقى يوم القيامة هاخده منك؛ لكننا فى الدنيا اختبارات لبعض ومن المستحيل أن أقدم على هذا الفعل»، أعتقد أن الله يوفقنى بسبب صبرى على مواقف كتلك؛ لكنها تكون لحظات قاسية ومؤلمة؛ لكننى لا أقف عندها كثيرًا؛ بل أغلق الباب وأفكر بطريقة مختلفة «نعمل إيه جديد.. نطلع بشغلانة إيه.. أو نفكر بطريقة ابتكارية.. أو اعملى وظيفة معينة.. خدى إجازة من دون مرتب وكمّلى فى مكان تانى.. الشاطر ميقلقش».. فنصيحتى لأى شاب أو فتاة عندما تشعر بالظلم فى أى مكان لا تكمل فيه «خد أجازة»، أو اخرج منه، أو ابحث عن عمل آخر واستمر فى البحث، فطالما أنك مجتهد لا تخجل أن تعمل فى أى مجال طالما أنك تكسب حلالًا. الشغل نعمة سواء على الولد أو البنت وتحديدًا البنت القوية القادرة على تطبيق أفكارها، وتبتعد عن أى معوق تعتقد أنه سيؤخرها.

 تم ذكر سيرتك الذاتية فى منهج الصف الرابع الابتدائى.. فما هى رؤيتك لما حدث فيه من تطوير؟

- من وجهة نظرى أن ما يحدث فى التعليم ما قبل الجامعى هو أمرٌ رائع يساعد على التفكير الحرج، التفكير خارج الصندوق بما يساهم فى حل المشكلات. فالجيل الذى وُلد بعد عام 2000 لديه قدرة مختلفة على التعلم والتفكير، وما يخشاه الآباء ناتج عن مقارنة الأمر بالأساليب التعليمية التى تعوّدنا عليها فى وقت سابق أن نحفظ المناهج ونُسمّعها يوم الامتحان وهو ما ينتج عنه إبطال قاعدة التفكير الحرج التى تساهم فى حل المشكلات. وهو ما نتج عنه فى وقت لاحق إنتاج نسبة عالية من البطالة؛ لكن المناهج الحالية تخلق باحثًا مبتكرًا. ولقد استنبطنا تلك التجربة من فنلندا والصين؛ لكن لا بُد من الأخذ فى الاعتبار أننا لن نستطيع رؤية نتائج تطوير تلك المناهج فى الوقت الحالى؛ وإنما يحتاج الأمر لبعض الوقت. فإذا تخرّج الطالب بمجموع ضعيف؛ لكنه مثقف أفضل مئة مرة من متفوق؛ لكنه لا يستطيع التفكير خارج الصندوق.

 وكيف ترين مدارس التعليم الفنى الجديدة ومستقبلها؟ 

- منذ العام 2014 بدأت مصر فى وضع استراتيچيات التحول الرقمى والثورة الصناعية والذكاء الاصطناعى وعلوم الچينوم. ومن بين تلك الاستراتيچيات إنشاء جامعات تكنولوچية مثل جامعات الذكاء الاصطناعى ومدارس التعليم الفنى فأصبح لدينا الآن 22 مدرسة فنية متخصصة فى كل أنواع الثورة الصناعية الرابعة. ومن الجدير بالذكر أن تلك الجامعات التكنولوچية ستكون نقلة نوعية فى مصر فإننى لطالما اقتنعت بالتعليم الفنى، ولطالما كنت أنادى دائمًا أن يكون للتعليم الفنى قيمة كبيرة جدًا فى المجتمع المصرى والعربى لأنه هو قاطرة الصناعة. «مفيش حاجة اسمها كلنا منظرين» وليس هناك ما يُعرف بكليات القمة. أرى أن تلك غلطة كبيرة جدًا وهى ما أوصلنا حاليًا أن نعيش شتاء العلم والتكنولوچيا والصناعات تحديدًا. ومن المميزات المهمة للجامعات التكنولوچية التى أقامتها مصر أن الخريج سيعمل على مستوى دولى؛ لأنه سيكون مطابقًا للمواصفات الدولية. انتظرى قليلًا ستجدى أن كل تلك الجامعات هى صاحبة أكثر مرتبات فى السوق لأن العالم كله يتجه نحو التصنيع. فأن يكون الشخص قادرًا على العمل بيده مع التكنولوچيا سيكون بمثابة كنز لأنه سيكون متميزًا جدًا وسيحتاجه الجميع فى الفترة المقبلة.

 كيف نواجه التحديات التكنولوچية المتغيرة حولنا بشكل مستمر؟

 - منذ عصور والتكنولوچيا لها دورٌ كبيرٌ جدًا فى تقدُّم الدول وقوتها، فأمريكا دولة قوية بالعلم والمعرفة. وطالما أنك تملك التكنولوچيا فأنت معرَّض للهجوم. والحل هنا فى الوعى، فنحن فى مصر قمنا بعمل الكثير من المبادرات فى كل الوزارات لنشر التكنولوچيا بين فئات المجتمع المختلفة. أطلقنا من خلال وزارة الاتصالات على سبيل المثال العديد من المبادرات لكى نساعد الشباب والطلبة على تعلم علوم البرمجة والذكاء الاصطناعى، وغيرها من فنون التحول الرقمى فقط ببطاقة الرقم القومى. وعلى الدولة تحمل التكاليف. قمنا بعمل مبادرات لتوعية المرأة بالتكنولوچيا مثل مبادرة «مستقبلِك تك» أو مستقبلِك تكنولوچى لتعليم المرأة كيفية استخدام التكنولوچيا بشكل صحيح، وكيف تعلمينها لأولادك وكيف تستغلينها فى عمل مشروع أو بيزنس خاص أو إقامة شركات. فأصبحت هناك توعية كبيرة من الدولة بأهمية التكنولوچيا ومخاطرها. وكيف نستفيد منها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والاقتصاد. ولكى نساعد مؤشرات الدولة ونخلق وظائف جديدة. فلو تعلمت تكنولوچيا لن تُحال إلى المعاش أبدًا. لن يحدث إحلال لوظيفتك. فلم يعد الوعى بالتكنولوچيا رفاهية؛ وإنما هو المستقبل.

 كباحثة.. ما الأساليب الصحيحة للبحث عن المعلومة، وكيف يمكن توظيف التكنولوچيا فى البحث عن المعلومات بشكل صحيح؟ 

- يمكننى توظيف التكنولوچيا فى البحث عن المعلومة من خلال أن أستخدم محركات البحث المتوفرة عندى، وأن أقوم بتحميل الكتب وقراءتها، أمّا فيما يتعلق باستخدامها بشكل سليم فلا بُد أن أهتم بالخوارزميات التى تقدمها لى وأفهمها جيدًا لكى أستنبط منها ما هو صحيح. فلكى أستخدم التكنولوچيا بطريقة صحيحة لا بُد أولًا أن أتعلمها بطريقة صحيحة، ثم أستخدمها بطريقة صحيحة. وأيضًا لكى أبحث على معلومة صحيحة لا بُد أن أبحث عنها فى أكثر من محرك بحثى، وأيضًا أنزل بالبحث للآخر لأن المعلومات التى تظهر لنا فى البداية هى المعلومات المدفوعة فلا بُد أن نبتعد عنها كى لا تقوم باستغلالنا بشكل استخباراتى أو اقتصادى. 

 ما هى معادلة النجاح بالنسبة لكِ؟ 

- دعينى أخبرك أن معادلة النجاح تكمن فى أن يكون لديكِ موهبة، من منّا لا يملك واحدة. فعليك بالتركيز على موهبتك التى خلقها لك الله، وترين ما هو الشىء الذى تتميزين فيه وقدميه لخدمة المجتمع. تلك هى معادلة النجاح ستحصدِين عندها النتائج. وعندها سيأتيكِ المال والمناصب طواعية دون جهد. وذلك هو ما أعمل عليه الآن فى أبحاثى. أحاول أن أحل مشاكل المجتمع من خلال علمى. ولا تُلقى بالًا بالقيل والقال، فأنتِ لديكِ هدف ترغبين فى تحقيقه. 

 ما الأبحاث التى تعملين عليها حاليًا، وما آخر الأبحاث التى أطلقتِها؟

- كل أبحاثى تدور فى مجال هندسة الطاقة. فإننى أشرف أن أقوم بعمل البحوث فى كلية الدفاع الوطنى خاصة بأثر الطاقة على الأمن القومى والأمن السيبرانى والتحول الرقمى والشمول المالى، والحروب الحديثة واستخدام التكنولوچيا الفائقة «syper security»، تلك هى البحوث التى أعمل عليها حاليًا، كما أعمل أيضًا فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وتوفير الاستهلاك وتتبع الأعطال على الشبكة.

 حدثينى عن تلك الأبحاث التى تعملين عليها.. ما الفائدة منها، وكيف أستفيد منها كمواطن عادى؟

- لدىّ 42 بحثًا كلها تتحدث عن هندسة الطاقة أو هندسة التحكم. ولقد كان بحث الدكتوراه خاصتى فى استخدام الذكاء الاصطناعى للتنبؤ بالأعطال على شبكة الكهرباء. فى الماضى عندما كنا نعمل فى الكهرباء وكان لدينا عطل كنا نفصل كيلو مترًا تقريبًا و3 فيز مع بعض بينما الآن لا نفعل هذا فيتم تحديد مكان العطل وفى أى فيز تحديدًا لكى لا أضايق أشخاصًا كثر خارج المكان. غير هذا أستطيع استخدامها فى التنبؤ بالأعطال على الشبكة. قدمت رسالتى فى العام 2003 وكان هذا إنجازًا كبيرًا أحققه وأن أصل لهذا الفكر. ولقد قمت ببحوث خاصة بالمحاكاة وربطها بالشبكة الأم، ومحطة بيمبان، وضغط الرياح، والحماية والقطع، وحماية السلك البريكا وكيف أستخدم الطرُق الحديثة لإطفائه دون تلويث البيئة. وقمت بعمل الكثير من الأبحاث؛ لكنها كانت جميعًا خاصة بالهندسة الكهربية فى تخصصى. 

 ما النصيحة التى تقدمينها للمرأة المصرية التى ترغب فى النجاح؟

- نصيحتى لأى امرأة أن تحددى هدفك. اعرفى من أنت فى الدنيا، ابدئى قسّمى وقتك، اقرئى كثيرًا وحاولى أن تتعرفى على موهبتك فأيما كانت موهبتك فهى مهمة. «مفيش حاجة اسمها موهبة مش مهمة» واعملى بها لخدمة البشرية حتى لو بترسمى. وجّهى رسالة، حتى لو أنك تعملين فى الموسيقى استخدمى التكنولوچيا ووجهى رسائل إيجابية لتحسين صحة الناس. وكذلك إذا كنت تعملين فى الطب أو المحاماة أو الصيدلة أو الهندسة؛ ابدئى سريعًا العمل على التعرف على موهبتك. ولتعلمى أن الموهبة تختلف عن الوظيفة التى تعملين بها، وفى بعض الأحيان تكون وظيفة الشخص هى موهبته؛ ولكن هذا الأمر نادر.