الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دول ترفع أشهر شعارات القرن العشرين فى مواجهة ملك بريطانيا الجديد «الاستقلال التام» مطلب جماعى لدول «الكومنولث»

بدأت الملكة إليزابيث الثانية حياتها المَلكية قائدة لـ32 دولة تابعة للتاج الملكى، لكن على مدار 70 عامًا عَزلتها 17 دولة من المنصب، ليتبقى 15 دولة من دول الكومنولث. وبالتالى؛ سيكون المَلك الجديد تشارلز الثالث، قائدًا لـ15 دولة فى مجموعة الكومنولث، وبشكل أقل من والدته الراحلة.



 

فى مارس الماضى، أثيرت أسئلة عديدة بشأن استمرار دور النظام الملكى فى المنطقة، بعد أن قام ويليام وكاثرين دوق ودوقة كامبريدچ آنذاك، بزيارة ثلاثة من عالم الكومنولث- بليز وچامايكا وجزر الباهاما- فى رحلة تهدف إلى الاحتفال بعيد جلوس الملكة إليزابيث السبعين على العرش.

ولم تكد تَمُرّ ساعات على إعلان وفاة ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، حتى أثيرت فى أستراليا ودول أخرى مسألة الانفصال عن المملكة المتحدة البريطانية.

ووفقًا لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية؛ فإن الملكة الراحلة كانت فى أحد الأوقات رأس الدولة المعترف بها فى جميع دول الكومنولث، وحَكمتها بالطريقة نفسها التى تحكم بها المملكة المتحدة. ودائمًا ما أكدت الملكة إليزابيث الثانية أنها ستدعم أى قرارات ستتخذها الدول للتحول إلى الجمهورية والتخلى عن المَلكية، فيما تشهد أستراليا عدة نقاشات بشأن المسألة.

> اليسار يدعم

التيار الذى يريد الانفصال يدعمه بعض الكتابات الإعلامية؛ خصوصًا من الاتجاه اليسارى، الذى يدفع ناحية الانفصال والتحول إلى الجمهورية، إضافة إلى بعض الأحداث الخاصة التى حدثت داخل العائلة المَلكية، وأبرزها الخلافات الأسرية، مثل خلاف الأمير تشارلز مع الأميرة ديانا- أميرة ويلز- وانفصالهما، ثم مَقتلها فى حادث سيارة، وأيضًا فضيحة الأمير أندرو الابن الثانى للملكة إليزابيث، الذى اتهم فى قضايا أخلاقية والتحرش الجنسى فى الولايات المتحدة، وهو ما كلف العائلة المالكة الكثير من سُمعتها، وأخيرًا قضية الأمير هارى، ابن الملك تشارلز، وتركه العائلة المالكة واتهام زوجته ميجان للعائلة المالكة بالعنصرية ضدها.

وعند وفاة الملكة إليزابيث، كانت ملكة على كل من أنتيجوا وباربودا، أستراليا، جزر البهاما، بليز، كندا، جرينادا، چامايكا، نيوزيلندا، بابوا غينيا الجديدة، سانت كيتس ونيفيس، سانت لوسيا، سانت فنسنت وجزر جرينادين، جزر سليمان، توفالو والمملكة المتحدة، وتختلف هذه الدول عن اتحاد الكومنولث الأوسع والذى يضم 54 دولة، وهى الدول التى لها روابط تاريخية مع المملكة المتحدة، لكنها لم تختر أن تكون الملكة على رأسها.

> أستراليا ترجئ القرار

وعن إمكانية أن تطالب هذه الدول بإلغاء المَلكية، أعلن فى البداية رئيس وزراء أستراليا، أنتونى ألبانيز أنه لا يعتزم إجراء استفتاء فى الوقت الحالى، بشأن إلغاء المَلكية؛ احترامًا للملكة إليزابيث الثانية، موضحًا خلال تصريح لشبكة سكاى نيوز البريطانية، أن الوقت الحالى هو وقت تأبين الملكة الراحلة، وليس طرح أسئلة حول الدستور؛ وإنما فقط إظهار الإعجاب لخدمات الملكة لأستراليا ودول الكومنولث والعالم.

ولكن فى خلفية هذه الأحداث، كانت تشير التقارير الإعلامية إلى أن ألبانيز، قد أشار فى أكثر من تصريح سابق قبل وفاة الملكة إلى خططه لجعل أستراليا جمهورية، وأن كل أسترالى عليه أن يحظى بفرصة لكى يصبح رئيس الدولة.

وأتت وفاة الملكة إليزابيث ليثير مناقشات جرت عام 1999 بشأن إعلان الجمهورية فى أستراليا، وجاء التصويت فى الاستفتاء وقتها، بواقع 55 % لصالح بقاء أستراليا فى المَلكية تحت تاج إليزابيث الثانية.

> الاستقلال التام

أكد چاستون براون، رئيس وزراء أنتيجوا وباربودا، أنه سوف يدعو إلى إجراء استفتاء على أن تصبح بلاده، جمهورية فى غضون ثلاث سنوات، بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية.

وتُعَد أنتيجوا وباربودا، هى واحدة من الدول الكاريبية، وهى واحدة من بين 14 دولة لا تزال تحتفظ بمَلك بريطانيا على رأس الدولة، إذ وقّع براون وثيقة تؤكد وضع تشارلز كمَلك جديد، ولكنه بعد ذلك بدقائق، قال إنه سيضغط من أجل إجراء استفتاء لتتحول البلاد إلى جمهورية، بعد أن أشار إلى مثل هذه الخطوة فى وقت سابق من العام الجارى.

وأوضح أن هذا ليس عملاً عدائيًا ضد بريطانيا؛ ولكنه الخطوة الأخيرة لإكمال دائرة الاستقلال؛ لضمان أننا حقًا دولة ذات سيادة.

وخلال الاحتفال بعيد جلوس الملكة إليزابيث الـ 70 على العرش، كان رئيس وزراء چامايكا، أخبر مندوبى البلاط، أن بلاده تمضى قُدُمًا، وستحقق طموحها الحقيقى فى أن تكون مستقلة، وفى العام الماضى، قطعت بربادوس روابطها الإمبراطورية الأخيرة مع بريطانيا بإعلان نفسها جمهورية.

> نيوزيلندا تؤجل

وأكدت رئيسة وزراء نيوزيلندا، چاسيندا أرديرن أن حكومتها لن تتخذ أى خطوات نحو تحويل نيوزيلندا إلى جمهورية بعد وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، موضحة أنها تعتقد أن نيوزيلندا ستصبح جمهورية فى نهاية المطاف، لكن هناك قضايا أكثر إلحاحًا يتعين على حكومتها متابعتها.

كانت «أرديرن»، تدعم تحويل بلادها إلى جمهورية فى وقت سابق، ولكنها الآن تتراجع قليلاً احترامًا لوفاة الملكة إليزابيث، موضحة أنه كان هناك نقاش، لمدة سنوات، وأنها أوضحت وجهة نظرها عدة مرات، وهو أن نيوزيلندا ستتجه إلى الاستقلال فى الوقت المناسب، ومن المحتمل أن يحدث خلال حياتها ولكنه ليس مطروحًا على جدول أعمال حكومتها.

وفى ظل النظام الحالى، يظل العاهل البريطانى هو رئيس دولة نيوزيلندا، ويمثله فى نيوزيلندا الحاكم العام، ومع ذلك، يجادل الكثير من الناس بأن نيوزيلندا لن تصبح دولة مستقلة حقًا حتى تصبح جمهورية.

> اسكتلندا تؤيد الاستقلال

تزداد الحركة الاستقلالية فى اسكتلندا زخمًا فى السنوات الأخيرة، وقال خبير القانون وأستاذ القانون الدستورى آدم تومكينز لصحيفة «ذى هيرالد»: «انتقال التاج مَرحلة تتسم بالهشاشة» ..  وازدادت شعبية الحزب الوطنى الإسكتلندى المنادى بالاستقلال والحاكم منذ 2007 فى اسكتلندا بعد البريكست؛ إذ إن هذه المقاطعة البريطانية صوتت بنسبة 62 % للبقاء ضمن الاتحاد الأوروبى.. ورُغْمَ رفض الحكومة البريطانية المتكرر، أعلنت رئيسة الوزراء الإسكتلندية نيكولا ستورجن نهاية يونيو أنها تريد تنظيم استفتاء جديد حول الاستقلال فى 19 أكتوبر 2023. وستبحث المحكمة العليا البريطانية فى هذا القرار فى 11 و12 أكتوبر.

وسبق أن أجرى استفتاء حول هذه المسألة فى العام 2014 وقد اختار 55 % من الناخبين الإسكتلنديين البقاء ضمن المملكة المتحدة. إلا أن الحزب الوطنى الإسكتلندى يرى أن المعطيات تغيرت ووفاة الملكة التى كانت رمزًا للاستمرارية قد توفر للإسكتلنديين سببًا آخر لتأييد الاستقلال.

وقال الصحفى أندرو نيل فى صحيفة «ديلى ميل»: «الاتحاد (بين اسكتلندا وبقية المملكة المتحدة) هو على الأرجح فى خطر أكبر الآن مع رحيلها. الملك تشارلز يحب اسكتلندا مثل الملكة، لكنه لا يملك سُلطتها بكل بساطة».

ورأى الصحفى الإسكتلندى أليكس ماسى فى صحيفة «ذى تايمز» أن «بعض الإسكتلنديين يعتبرون أن نهاية هذه الحقبة تشكل فرصة طبيعية لانطلاقة جديدة».

ورُغْمَ مَيله الاستقلالى؛ لا يدعو الحزب الوطنى الإسكتلندى بالضرورة إلى قطيعة تامة مع العائلة المَلكية. فقد سارعت ستورجن -الخميس- إلى التقدم بـ«أصدق التعازى» عند إعلان وفاة الملكة، مشيدة بحياة «التفانى والخدمة الرائعة» التى قدّمتها.

واستحدث مؤسِّس الحزب رئيس الوزراء الإسكتلندى السابق أليكس ساموند عبارة «ملكة الإسكتلنديين» وأقام روابط وثيقة مع تشارلز عندما كان أميرًا.

ويقيم الملك الجديد علاقة خاصة مع اسكتلندا. فإلى جانب ميله لارتداء التنورة الإسكتلندية، أمضى تشارلز الثالث جزءًا من مراهقته فى مدرسة داخلية شديدة الصرامة فى المقاطعة؛ حيث يملك دارات عدة.

ورأت بعض الصحف المحلية مثل «ديلى ريكورد» أن التزامه المعروف بالقضايا البيئية يشكل فرصة لاسكتلندا، آملة أن يدفع العاهل الجديد المقاطعة إلى التخلى عن مناجم الفحم وماضيها الصناعى لتصبح محركا لمَصادر الطاقة الخضراء.

إلا أن الإسكتلنديين يبقون «أكثر تحفظا حيال آل ويندسور من الناخبين الإنجليز» على ما أشار الصحفى أليكس ماسى، داعيًا نيكولا ستورجن إلى الإصغاء إلى «صوت الواجب» لتوفير «مستقبل جمهورى لاسكتلندا».

وأيَّدَ 45 % منهم فقط النظام الملكى خلال استطلاع للرأى أجراه مركز الأبحاث «بريتش فيوتشر» فى يونيو قبل يوبيل الملكة، فى حين أيّد 36 % الانتقال إلى نظام جمهورى. ومع وفاة الملكة قد يتقلص الفارق؛ لا بل قد ينقلب الميل كليwwًا.>