الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أحلام البط

من عشرين سَنة لمّا كنت شابّة وِرْوِر لمّا كان حد يسألنى نفسك تبقى إيه يا منى وإيه أحلامك وتتمنى حياتك تمشى ازاى ويحصل فيها إيه؛ كنت باخد نفَس عميق وعينيا تلمع واتفتح فى الكلام مسكتش...كانت أحلامى كبيرة وبقول كلام متكلف ومؤثر وقوى فى مضمونه وعميق فى معناه ومدروس بشدة من وجهة نظرى، ردّى على السؤال ده كان بمثابة اؤمرى واتمنّى يا غندورة، فكنت بدلو بدلوى وأقدح زناد فكرى وأطلع بحاجة كدة مجعلصة ومليانة تفاصيل وكلها أمل وتفاؤل وشباب وحيوية، كنت بفكر فى القادم بطريقة فيها نظرة مستقبلية واستراتيچية وخطط وآمال عريضة، كان كلامى رنّان وصادق وفعلاً أعنيه، وكان ممكن أعد أتكلم ساعة عن ازاى هغيّر الكون بشطارتى وذكائى الخارق وازاى هخلى the world a better place.



ساعتها كانت أمنياتى متعددة وثاقبة وتحس كده من صدقها إن أهلى مبخلوش عليا فى التعليم وطلعّوا إنسانة مش كائن فضائى.

لم أتخيل لوهلة إن فى مرحلة الحياة هتكون فيها مش سهلة بالمَرّة، مكانش فى دماغى إنىّ ممكن أفشل مثلاً وكنت واثقة من إنّى هقدر أحقق كل حاجة وهتفوّق على نفسى- كنت cool كدة وبريئة ومؤمنة أن مَن جد وجد ومن زرع حصد والحاجات المثالية بتاعة كتب القراءة دى.

مع مرور الأيام ومراجيح الحياة اللى بتطلعنا سابع سما وبعدين تنزلنا سابع أرض اعتدلت أحلامى وتوسطت وبقت منطقية وواقعية- لسّه بحلم وبتمنى حاجات وبسعى بجد لتحقيقها وباخد خطوات جدّيّة نحو الوصول لها بس اتغيرت فى طريقة الوصول لها وبقيت أكثر حكمة وأقل جموحًا والشباب بتاع الأول تحول لتروّى واعتدال.

aحاليًا أحلامى وأمنياتى فيها كتير مما لا أريد أن يحدث لى، مثلاً: مش عايزة ناس مرهقة أو علاقات مرهقة أو مقارنات مرهقة.

مش عايزة أعرف ناس تمدنى بالطاقة السلبية ومتبطلش شكوى، مش عايزة أفضل أعتقد إن وظيفتى تغير الناس، لأ محدش لازم يعتقد إنه يقدر يغير حد، الحد الوحيد اللى ممكن نغيره هو نفسنا على فكرة.

وتظل أكبر أحلامى وأمالى حاليًا هو إن أنجح فى جهاد النفس.. جهاد النفس بالنسبة ليّا هو قدرتك أن تُبقى قلبك نقى وصالح للحياة الآدمية بعد كل المفاجآت والعثرات والانكسارات والهزائم اللى مريت بيها، أكنك لسّة فى الصفحة الأولى وفى السطر الأول من مشوار العمر.

الجهاد الحقيقى جهادك مع قلبك علشان يفضل أبيض رغم كل المعارك اللى خضتها.

دلوقتى بقى لو حد سألنى نَفس اللى اتسألته من عشرين سنة: نفسك تبقى إيه يا منى؟ هقوله فى 10 ثوانى نفسى أبقى بطة فى مزرعة جدو على علشان جدو على بيموت فى البط وعامل ليها بحيرة بط والبط بيقوم فرحان من النوم يغطس ويعوم وآخر لعب.>