الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

التنمر على النساء فى مجتمع مترهل الفكر

رحلة نجاح كبيرة تختفى تمامًا لا تظهر إطلاقًا على الملأ، ترفض كافة الدعوات التى تنادى عليها للعودة إلى الشاشة الحلم، شاشة السينما، بل ترفض إحياء أى حفلة غنائية بصوتها الكنارى العذب تنقطع سندريلا الشاشة الفضية منذ منتصف الثلاثينيات ومرورًا بالأربعينيات وحتى أواخر الخمسينيات من القرن الماضى، كانت إرادة الفنانة ليلى مراد أن تظل بذات البهاء والجمال بذات الحلم فى عقول وعيون عاشقيها، كانت تعلم وإن ذهبت سندريلا الأربعينيات ستظهر سندريلا جديدة تحتل الشاشة بمقاييس عصر آخر! وقالت ذات يوم فى أحد لقاءاتها الصحفية إنها لم تكن تحتمل أن يقول لها أى شخص شوف ليلى مراد بقى شكلها إيه بعد ما كبرت!



كان هذا من الممكن لو استمرت أن يقتلها حزنًا!

السؤال الذى يخطر فى بالك عندما شاهدت فيلم النجم الهوليودى الشهير توم كروز توب جان أين ذهبت بطلة الفيلم الرائعة (كيلى ماكجليس) التى تبلغ اليوم تقريبًا ستين عامًا، والتى كانت تماثل كروز فى نفس العمر لتظهرها الصحافة العالمية امراة عجوز سمينة لا تمت بأى صلة لهذه المثيرة التى عشقها كروز وكل عاشقى توب جان وقت عرضه منذ قرابة الثلاثين سنة!

وبالطبع لم تكن كيلى البطلة أمام كروز فى الجزء الجديد من توب جان والذى حقق إيرادات هائلة حول العالم كما فعل جزؤه الأول !

يبقى السؤال أين ذهبت نجمات هوليود الجميلات من الثمانينيات والتسعينيات؟ لماذا اختفين جميعهن فى الوقت الذى يستمر فى أدوار البطولة نجوم هوليود الكبار سنًا أمام جميلات مثيرات صغيرات فى السن؟!

الحقيقة بعد واقعة التنمر التى طالت النجمة الجميلة ميرفت أمين والتى لم تسلم من مثيلتها حملة شرسة كانت ضد الجميلة نجلاء فتحى بعد ظهورها بدون ماكياج تسلل الشيب إلى شعرها أيقظت هذه الصورة حملة من التنمر الشرس ضدها، ميرفت ونجلاء فتاتا أحلام الشباب فى عصرهما وعصور بعده، وإن انسحبت سندريلا الأربعينيات فى صمت تنسحب السندريلا سعاد حسنى فى موجة من الصخب والتنمر بعد زيادة وزنها وتغير ملامحها لتهرب إلى لندن طلبًا للعلاج حتى موتها بالسقوط من شرفة من شرفات العاصمة البريطانية.

فى جميع أنحاء العالم تدفع المرأة ثمن تقدمها فى العمر، وكأن الرجال لا يكبرون أبدًا، هذا اللهث الدائم فى معرفة عمر المرأة وربطه بالكثير من الأمور: أولها إتاحة الفرصة لها فى مجالات العمل والزواج، بل أن تقبل الرجال لها بينهم إن أهملت نفسها وتركت صحتها وجسدها لغدر الزمن فهى عجوز، وإن اهتمت بنفسها وبصحتها فهى متصابية، وإن ظهرت بدون أناقتها كما هى حال الصورة الذهنية عنها لدى الناس فهى مثيرة للشفقة، بعد أن كانت مثيرة للحب والرغبة والحياة !

باتت تخجل الكثير من النساء من إظهار عمرهن، وبات المجتمع شديد الانتقاد لهن، لذا لا عجب أن تجد أن الغالبية العظمى من رواد عيادات التجميل من النساء يبحثن عن الكمال والبهاء والجمال الزائف الذى يستمر بضع وقت، فتجد المرأة نفسها فى دائرة حصار جديدة.

فى دراسة صادمة تم تقديمها لمحكمة الأسرة تثبت أن أكثر من أربعين فى المائة من حالات الطلاق تأتى بسبب انجذاب الزوج لنجمات السينما ونجمات أفلام البورنو، و56 ٪ من حالات الطلاق حسب دراسة محكمة الأسرة تأتى بسبب إهمال الزوجة لنفسها ونظافتها وزيادة وزنها بشكل كبير! لكن لماذا تصل المرأة المصرية للطلاق، بسبب هذه الأمور! سؤال مهم يطرح نفسه: هل تفقد المرأة الرغبة فى الاهتمام بنفسها بعد الزواج بسبب رجل أهملها أم انها تعتقد أن المراد من اهتمامها بنفسها هو الزواج وبعد تحقيق المراد من رب العباد لا يستحق الأمر عناء الهندام فتجد نفسها مطلقة؟، أم أن المجتمع قد يحاصر المرأة الجميلة الأنيقة بنظرات وأقاويل فتؤثر البنات والسيدات أن يكن مهملات المنظر ليستطعن كسب ثقة مجتمع ذكورى يقلقه اهتمام المرأة بنفسها خارج المنزل ومع الوقت تفقد الشغف بالاهتمام بمظهرها داخله؟!

فى عنصرية شديدة لا يطرح المجتمع مثل هذه الأسئلة على الرجل فهو من حقه أن يسمن ويأكل حتى الثمالة إلا لو تعارض هذا مع صحته، ولكن إن ضاقت ملابسه وإن انسحب الشيب إلى شعره، وحتى إن ارتدى باروكة شعر هو رجل كامل لا يعيبه إلا جيبه!

حتى عندما يكبر فى السن فهو (شوجر دادي) لا سيما لو اهتم بنفسه وأناقته يتزوج من يشاء من الصغيرات ولا يعيب عليه المجتمع طلاقه ولا ينعته بالفاشل!

سنويًا تدفع المئات من النساء أعمارهن ثمنًا لإيجاد الجمال والكمال، بينما المرأة التى تظهر للعلن على طبيعتها يضعها المجتمع فى تبويب المنتهيات، يطلق عليها بأريحية شديدة الست الحاجة حتى إن لم تحج!

من الضرورى أن يكون لدينا توعية مجتمعية لكيفية تقبل المرأة لذاتها مع الاهتمام المتوازن لشكلها وأناقتها فى كل سن وعمر، وكيفية تقبل المجتمع للمرأة وعدم جلدها لمجرد أنها تكبر فى السن سواء كانت امرأة مشهورة أو عادية.

والأهم أن الظروف والواقع وتغير نمط الحياة أعطى للمرأة فرصًا كثيرة، فهى تستطيع أن تتزوج فى سن متأخرة وتستطيع الإنجاب وتستطيع أن تسعد بحياتها فى أى وقت بعد أن تسد أذنها عن مجتمع متنمر مترهل فى أفكاره يغفر الكذب ويصدق التجمل والزيف على حساب كل شىء.>