الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الاتحاد الأوروبى يؤكد جاهزيته لمواجهة قطع الغاز الروسى بالكامل «أوروبا» ستدخل فى معركة لى الذراع مع روسيا

أعلنت «غازبروم»، عملاق إنتاج الطاقة الروسى، إيقاف إمدادات الغاز عبر خط أنابيب «نورد ستريم 1» إلى أجل غير مسمى. وأشار تقرير لوكالة «رويترز»، إلى أن روسيا تجعل أوروبا «تتصبب عرقًا» بسبب نقص إمدادات الغاز مع قرب الشتاء وتزامنًا مع أزمة المَعيشة التى تعيشها أغلب الدول بسبب ارتفاع الأسعار.



ورجّحت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن تحرك غازبروم، مُسَيَّس وأن الكرملين يستخدم الشركة كأداة، من أدوات السياسة الخارجية؛ للضغط على الغرب من خلال وقف إمدادات غاز، تقدر بنحو 170 مليون متر مكعب يوميًا، والإعلان عن أن هذا الوضع سوف يظل قائمًا إلى أجَل غير مسمى. قالت الشركة إن خط الغاز الرئيسى التابع لها نورد ستريم، الذى يمدُّ أوروبا بالغاز لن يُعاد فتحه كما كان مخططًا له؛ ما يدفع القارة الأوروبية خطوة إضافية نحو شتاء بارد ومظلم، وبالتالى ركود رهيب قد تعيشه تلك المنطقة، وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبيرج.

وجاء القرار الروسى ردًا على قرار مجموعة السبع بشأن فرض حد على سعر النفط الروسى. وقد أعلنت وزارة المالية البريطانية أن دول مجموعة السبع ستحظر التأمين على السفن وتقديم تمويل لناقلى النفط الروسى بسعر أعلى من السعر المحدد. 

ونشر وزير المالية البريطانى نديم زهافى بيانًا قال فيه، إن دول مجموعة السبع ستحظر «خدمات مثل التأمين على السفن وتوفير التمويل لشركات نقل النفط الروسى بأسعار أعلى من العَتبة المحددة». 

ودعا وزراء مالية دول «مجموعة السبع»، الدول المنتجة للنفط لزيادة الإنتاج من أجل خفض تقلبات الأسواق. وجاء فى بيان المجموعة المنشور على موقع المالية الألمانية: «نواصل دعوتنا للدول المنتجة للنفط لزيادة الإنتاج من أجل الحد من التقلبات فى أسواق الطاقة، وفى هذا الصدد، نرحب بقرار منظمة «أوبك» الأخير بزيادة الإنتاج وسط ظروف العرض المحدود».

وكان من المقرر أن يُعاد فتح خط الغاز بعد الانتهاء من أعمال الصيانة. ولكن الشركة قالت فى بيان: «إن خللًا فنيًا قد تبيَّن وجوده، ولا يمكن تشغيل الأنبوب مرة أُخرى حتى يتم إصلاحه».

 ضربة قوية

 ويشكل هذا ضربة قوية لقارة أوروبا التى تكافح من أجل ملء خزانات الغاز لديها قبل حلول فصل الشتاء، وكانت تسعى أيضًا منذ أسابيع إلى تخمين الخطوات المقبلة التى ستتخذها موسكو فى حرب الطاقة التى تخوضها مع الغرب.

وتصدر روسيا نحو 40 فى المئة من الغاز الطبيعى الذى تستهلكه أوروبا والذى يأتيها معظمه عبر خطوط أنابيب.

وتستورد ألمانيا نحو نصف احتياجاتها من الغاز الروسى، بينما تحصل فرنسا على ربع إمداداتها فقط من روسيا. وكان أكبر مصدّر للغاز الفرنسى، النرويج؛ حيث استوردت فرنسا 35 فى المائة منها. وستكون إيطاليا أيضًا من بين أكثر الدول تأثرًا فى حال وقف إمدادات الغاز بسبب اعتمادها على الغاز الروسى بنسبة 46 بالمئة.

وتعتمد بعض الدول الأوروبية بشكل حصرى على الغاز الروسى، ويبرز فى هذا الجانب: جمهورية شمال مقدونيا والبوسنة والهرسك ومولدوفا. كما أن الاعتماد على إمدادات الغاز الروسى، بلغ نسبة تجاوزت الـ90 فى المائة بالنسبة لفنلندا ولاتفيا بينما وصل إلى 89 فى المائة بالنسبة لصربيا. أمّا بلچيكا فبلغت نسبة تبعيتها للغاز الروسى،77 %، ألمانيا 49 %، إيطاليا 46 %، بولندا 40 %، وأمّا فرنسا فوصلت النسبة إلى 24 %.

وقال رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل تعليقًا على وقف روسيا إمدادات الغاز إن استخدام الغاز كسلاح لن يغير من عزيمتهم. 

 تنديد دولى

وندّد عدد من الدول الأوروبية وأمريكا بقرار روسيا الخاص بوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا، بعد إعلان شركة «غازبروم» عن وجود عطل فى التوربين الوحيد الذى يعمل فى خط أنابيب الغاز «السيل الشمالى- 1»، وتم إيقافه تمامًا حتى يتم تصحيح الخلل.

وذكرت «غازبروم» فى بيانها إنه خلال أعمال الصيانة الروتينية على وحدة ضخ الغاز فى محطة بورتوفايا، التى نفذت بالاشتراك مع ممثلى شركة «سيمنس»، تم الكشف عن تسرب للزيت مع خليط من مُرَكب مانع التسرب فى منافذ كابلات أجهزة الاستشعار. 

وأوضحت أنه تم اكتشاف تسرب زيت فى أماكن أخرى أيضًا وجرى كتابة التقرير حول تسرب الزيت وتم التوقيع عليه من قبَل ممثلى شركة سيمنس.

وذكرت الشركة أنها تلقت تحذيرًا من الخدمة الفيدرالية الروسية للرقابة بأن الأعطال والأضرار المكتشفة لا تسمح بالتشغيل الآمن الخالى من المخاطر لمحرك التوربينات. ومن الضرورى اتخاذ التدابير المناسبة وتعليق تشغيل التوربينات.

ولفتت إلى أنه تم تحديد المشاكل نفسها وهى تسرب الزيت فى ثلاثة توربينات أخرى، ولا يمكن تصحيح هذه العيوب إلا فى المصنع فى كندا.

ونوّهت بأنه تم إرسال خطاب بخصوص الأعطال التى تم تحديدها والحاجة إلى إصلاحها، إلى الرئيس والمدير التنفيذى لشركة سيمنز «كريستيان بروخ»، حتى يتم تصحيح الأخطاء فى تشغيل المعدات، وتم إيقاف نقل الغاز عبر «السيل الشمالى- 1» بشكل تام.

وقال منسق البيت الأبيض لشئون الطاقة لوكالة «بلومبرج» إن «مخزون أوروبا من الطاقة غير كافٍ للشتاء وعلينا الإستعداد لذلك».

وكشف أن «واشنطن ستعطى الأولوية لأوروبا فى مبيعات الغاز الطبيعى المسال».

 خيارات بديلة

يمكن لبعض الدول أن تسعى إلى سد الفجوة فى إمدادات الطاقة من خلال اللجوء لواردات الكهرباء عبر الموصلات من جاراتها أو من خلال تعزيز القدرة على توليد الكهرباء من الطاقة النووية أو الطاقة المتجددة أو الطاقة الكهرومائية أو الفحم.

ويتراجع حجم المتاح من الطاقة النووية فى بلچيكا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، مع تعرض المحطات فى هذه الدول لانقطاعات مع تقادمها أو وقف تشغيلها أو خروجها من الخدمة. وانحسرت مستويات المياه هذا الصيف بسبب قلة الأمطار وموجة الحَر.

وتسعى أوروبا للابتعاد عن استخدام الفحم لتلبية أهداف المناخ، لكن أُعيد تشغيل بعض المصانع، منذ منتصف العام 2021، بسبب ارتفاع أسعار الغاز.

واتفق وزراء الطاقة على أنه يتعين على جميع دول الاتحاد الأوروبى خفض استخدام الغاز طوعًا بنسبة %15، اعتبارًا من أغسطس إلى مارس، مقارنة بمتوسط الاستهلاك السنوى خلال الفترة من 2017 إلى 2021، وطرحوا أهدافًا على مستوى الاتحاد الأوروبى لتخزين الغاز.

وأطلقت ألمانيا المرحلة الثانية من خطتها الطارئة ذات المراحل الثلاث، وحثت الشركات والمستهلكين على توفير الغاز لتجنب الاضطرار لترشيد الاستهلاك قسرًا.

وقال وزير الطاقة الهولندى إنه من الممكن اللجوء لحقل خرونينجن الهولندى لمساعدة الدول المجاورة فى حالة القطع الكامل للإمدادات الروسية، لكن زيادة الإنتاج قد تتسبب بحدوث زلازل. وأكدت الوكالة الألمانية الاتحادية للشبكات أهمية الإجراءات الاحترازية الألمانية لمواجهة أزمة الغاز وذلك فى أعقاب إعلان شركة «غازبروم» الروسية عدم استئناف توريد الغاز عبر خط أنابيب «نورد ستريم- 1» الذى يمر عبر بحر البلطيق فى الوقت الحالى.

وقال رئيس الوكالة، «كلاوس مولر» فى ضوء القرار الروسى بعدم السماح بتدفق أى غاز عبر «نورد ستريم- 1» فى الوقت الحالى، أصبحت محطات الغاز الطبيعى المسال ومستويات التخزين ذات الصلة والحاجة إلى تحقيق وفورات كبيرة أكثر أهمية... من الجيد أن تكون ألمانيا الآن أفضل استعدادًا، لكن الأمر يعتمد الآن على الجميع».

كما دعا وزير الاقتصاد الألمانى، «روبرت هابيك» المواطنين فى بلاده، إلى ضرورة تقليل استهلاك الكهرباء وذلك بعد قرار قطع امدادات الغاز الروسى.

فى السياق نفسه، توقع رئيس شركة الطاقة الألمانية «يونيبير»، كلاوس ديتر موباتش، زيادة رسوم الغاز الإضافية للمستهلكين فى ألمانيا، والتى تضمن موثوقية إمدادات الطاقة. لافتًا إلى استعداد بلاده لفرض ضريبة على الغاز بعد قطعه من روسيا.

وقال موباتش: «فى البداية يمكن القول إن رسوم الغاز تساهم فى تأمين الإمدادات.. الغاز الروسى يضع الألمان أمام خيار صعب.. لا يزال من غير المعروف ما إذا كان ينبغى زيادتها. ذلك يعتمد على الأسعار فى الأسواق، وفى هذه الحالة، فى أسواق الغاز».

ولفت إلى أنه إذا استمرت «مستويات الأسعار المرتفعة للغاية» الحالية؛ فهناك «بعض الاحتمالات لضرورة زيادة ضريبة الغاز»، بحسب ما ورد فى مقابلة موباتش مع قناة ZDF التليفزيونية.