الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قبل شهرين من «COP27» بشرم الشيخ.. الرئيس يشهد فعاليات منتدى مصر للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى بالعاصمة الإدارية

قبيل شهرين من انطلاق مؤتمر المناخ «COP27» والمقرر عقده فى شرم الشيخ، شهدت العاصمة الإدارية الجديدة فعاليات منتدى مصر للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى بحضور الرئيس السيسى.



المنتدى تضمن عددًا من المحاور الرئيسية فى إطار حشد الموارد والتمويل لأجندة قضية تغيُّر المناخ وتداعياتها، فضلًا عن استعراض الجهود والتدابير الوطنية المتخذة فى هذا الصدد.

حيث يهدف المنتدى فى المقام الأول إلى الانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ وتحويل الالتزامات المالية إلى فرص حقيقية، كما شمل المنتدى عقد مائدة مستديرة حول الترويج للمشروعات القابلة للاستثمار فى مصر تمهيدًا لطرحها فى القمة العالمية للمناخ بشرم الشيخ فى نوفمبر المقبل، وذلك بمشاركة  وزراء المالية والاقتصاد والبيئة الأفارقة، فضلًا عن لفيف من كبار المسئولين والشخصيات الدولية وشركاء التنمية والمؤسسات المالية الدولية وممثلى المجتمع المدنى ومراكز الأبحاث والفكر.

رسائل الرئيس السيسى

أكد الرئيس السيسى،  أن مصر من أوائل الدول التى وضعت استراتيجية متكاملة للتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن منتدى مصر للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى يؤكد أن جهود التكيف مع آثار المناخ تعانى نقصًا فى التمويل.

وشدد الرئيس السيسى، فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذى انطلقت فعالياته الأربعاء بالعاصمة الإدارية الجديدة، على أهمية قضية المناخ فى فكر العالم والتى أضحت على رأس أولويات أجندة التنمية البشرية.

وقال الرئيس «إن 20 دولة مسئولة  عن %80 من آثار التغيرات المناخية، ولذلك فالعدالة تقتضى زيادة مساهمة تلك الدول فى جهود التكيف مع تغيُّرات المناخ».

وأكد الرئيس السيسى، ضرورة دعم جهود إفريقيا للتكيف مع التغيرات المناخية باعتبارها الأقل تسببًا فى تلك التغيرات رغم كونها الأكثر تأثرًا، مضيفًا «إننا نحتاج إلى رؤية شاملة لدعم الدول الإفريقية فى مواجهة التغيرات المناخية».

وتابع الرئيس «إننا نحتاج إلى 800 مليار دولار حتى عام 2025 لمواجهة تداعيات تغير المناخ».

وقال الرئيس السيسى إن مبادرة حياة كريمة تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية لنحو 60 مليون مواطن وتغطى مجالات كثيرة من بينها الصرف الصحى ومعالجة المياه والاتصالات والطرق وغيرها، لافتًا إلى أن مصر تقوم بمعالجة ثلاثية متطورة للاستفادة من كل قطرة مياه، مشيرًا إلى أن مصر ستكون الدولة رقم واحد عالميًا فى معالجة المياه عقب الانتهاء من البرنامج الوطنى الضخم للاستفادة من كل قطرة مياه.

ونوه إلى أن نسبة الاستثمارات الخضراء فى مصر بلغت حوالى %40 من إجمالى الاستثمارات العامة.

وأوضح أن مصر تعد من أكثر الدول تعرضًا لآثار تغيُّر المناخ، لافتًا إلى أن مصر تنفذ برامج لتطوير مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أن محطة بنبان فى أسوان تعد من أكبر محطات توليد الكهرباء فى العالم.

وأشار إلى أن مصر يمكنها المساهمة فى توفير الطاقة النظيفة فى العالم سواء الطاقة البديلة أو الهيدروجين الأخضر، لافتًا إلى أن مصر أطلقت استراتيجيتها الوطنية لمواجهة تغيُّر المناخ 2050.

وأكد الرئيس السيسى، أن القطاع الخاص لديه القدرة على سد الفجوة التمويلية المطلوبة لمواجهة التغيُّرات المناخية، مشددًا على أهمية الجهود الأممية لتقديم المنح للدول الإفريقية المتضررة من التغيُّرات المناخية.

وشدد الرئيس، على أهمية تطوير التكنولوجيا لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية، موجهًا التهنئة للمبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص لشئون المناخ جون كيرى، على كلمته الملهمة والموضوعية وتقديره لحجم التحديات التى تواجه العالم جراء التغيُّرات المناخية.

وأكد أن منتدى مصر للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى يمثل قوة دفع متزايدة بشأن الاستعداد لمؤتمر شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل، مشيرًا إلى أن المنتدى الذى انعقد فى سبتمبر العام الماضى وهذا العام يشكل قوة دفع متزايدة بشأن الاستعداد لاستضافة مصر لمؤتمر شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل الخاص بهذه القضية، معربًا فى الوقت نفسه عن سعادته البالغة إزاء كلمات الحضور فى هذا المنتدى.

وقال الرئيس السيسى إن هذا المنتدى يؤكد على الأهمية المتزايدة لقضية تغير المناخ التى بدأت تشغل حاليًا وجدان وفكر دول العالم، مؤكدًا أن هذه القضية أصبحت من ضمن أولويات أجندة التنمية المستدامة.

وشدد الرئيس السيسى، على أن تكلفة مجابهة التغير أفضل بكثير من التكلفة التى تحدث من وراء هذا التغيُّر، مشيرًا إلى أن التكلفة السنوية للتخفيف من الآثار الناجمة عن التغير المناخى بحلول عام 2025 ستبلغ حوالى 800 مليار دولار.

جون كيرى : مصر أم الدنيا

ومن جانيه، قال المبعوث الأمريكى الخاص لشئون المناخ، جون كيرى، إن هناك العديد من التحديات التى تواجه العالم إزاء مواجهة تغير المناخ، لافتًا إلى أن 20 دولة فقط تساوى %80 من كل الانبعاثات، و48 دولة فى الصحراء الإفريقية جميعها تساوى %0.5 من الانبعاثات، لذا فعلينا أن نبدأ بوضع حل لهذه المشاكل.

وأضاف كيرى، فى كلمته خلال منتدى مصر للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى بحضور الرئيس السيسى: «هذه هى المشكلة وليست معقدة ولا ينبغى أن يكون الحل معقدًا أيضًا، وخاصة عندما نلتقى فى شرم الشيخ بعد 60 يومًا هنا فى مصر والتى يطلق عليها «أم الدنيا»، فإن هذا المكان «شرم الشيخ» الذى نستطيع أن نستعيد فيه حواسنا، ونصل إلى هذا ونحققه، فبالنظر إلى مختلف أنحاء العالم، نستطيع أن نرى نهر الراين بألمانيا وكل الأنهار فى أوروبا، أصبحت جافة، ولكن هناك 18 دولة فى إفريقيا ستتأثر أيضًا بشكل كبير جراء التغيرات المناخية».

وقال كيرى: «لقد حضرتم  جميعا اليوم لإجراء مناقشات حول مشاكل المناخ، ويشرفنى أن أكون قادرًا على التحدث معكم، ومشاركتكم ببضع الكلمات، وتقديم التحيات الخاصة، بالرئيس جو بايدن، أملاً  أن تجلب النوايا الحسنة من الولايات المتحدة الأمريكية، لمخاطبة هذا التحدى الذى يقع على عاتقنا، وأن أجلب لكم رسالة سلام.. «السلام عليكم».

وأوضح أنه استمع لكل كلمة خلال المنتدى ولا يختلف على أى منها حول المسئوليات، ولكن يحاول أن يضع هذا التحدى فى إطار محدد، وأشار: «استمعت للأحاديث وحضرت لقاءات منذ عام 1980، وفى أول مؤتمر للمناخ فى ريو، والعديد من المؤتمرات الأخرى، وكان لى الشرف أن أقوم بالتفاوض بالنيابة عن الولايات المتحدة فى جلاسكو وفى باريس».

وتابع: «أود أن أشارككم جميعًا بأن أقول أن تلك المسألة مهمة لنا، وكما قال الرئيس كيندى فى وقت سابق، إن كل المشاكل فى الكوكب خلقها البشر، وبالتالى فإنه يجب حلها من قبل البشر أيضًا».

وقال المبعوث الأمريكى الخاص لشئون المناخ، جون كيرى، «لسنا هنا بسبب السياسات ولا الأيديولوجيات ولا حتى بسبب الاهتمامات الاستراتيجية بالرغم من أن هذا متوفر، ولكننا هنا اليوم بسبب العلم والرياضيات والفيزياء وبعض الكيمياء والأحياء، التى تصرخ جميعها فى وجوهنا لكى نتقبل المسئولية حول الطرق التى قررنا أن نحيا بها، واستخدام السيارات والطائرات، وتدفئة المنازل وإنارة المبانى».

وقال المبعوث الأمريكى الخاص للمناخ جون كيرى، إن «اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية هو 21 تريليون دولار، وعلينا القيام بمزيد من الجهود، أكثر من أى وقت مضى لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية»، مطالبًا دول مجموعة العشرين التى تمتلك أكبر اقتصاديات فى العالم، بالتحرك من أجل إنجاح هذه العملية.

وأضاف كيرى: على العالم اتخاذ قرارات مهمة لتلافى الآثار الناجمة عن التغيرات المناخية، مشددًا على أنه إن لم يستجب العالم لمواجهة تغيُّرات المناخ سيكون الأمر أكثر تكلفة، منوهًا فى الوقت ذاته إلى أن الرئيس جو بايدن ضاعف الأموال الخاصة بمواجهة تغيرات المناخ بقيمة 11.4 بليون دولار. 

وأشار المبعوث الأمريكى الخاص للمناخ، إلى ضرورة تشجيع القطاع الخاص من خلال الاستثمارات وإعطائه تسهيلات ضريبية، ليقوم بتمويل الكثير من هذه العمليات الانتقالية فى السوق العالمية.

وتابع كيرى قائلا «إنه لا يوجد شك أن العالم سيصل إلى اقتصاد كربونى منخفض، ولكن علينا اتخاذ المزيد من القرارات المهمة لتلافى التداعيات السلبية لتغير المناخ»، مؤكدًا ضرورة العمل سويًا خلال الفترة المقبلة لإيجاد التمويل الكافى للتعامل مع مخاطر تغيُّر المناخ.

 مدبولى: قمة «COP27» ستكون لحظة فارقة

وقال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، إن مصر تسعى إلى تسريع جهود العمل المناخى الدولى، من خلال العمل على التقليل والحد من الانبعاثات وزيادة مشروعات التكيف، وتعزيز تدفقات التمويل بشكل ملائم، مشيرًا إلى أن الانتقال العادل نحو اقتصاد منخفض الكربون يظل أولوية للبلدان النامية فى جميع أنحاء العالم.

والتقى  مدبولى مارك كارنى، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعنى بشئون العمل والتمويل المناخى، والرئيس المشارك لـ«تحالف جلاسكو المالى من أجل صافى انبعاثات صفرى»، وذلك على هامش مشاركته فى «منتدى مصر للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى» فى نسخته الثانية، من خلال اجتماع المائدة المستديرة نيابة عن الرئيس السيسى، ببرنامج «نوفى» كمنصة مصرية وطنية لتمويل مشروعات التنمية فى مجال التكيف مع التغيُّرات المناخية.

واستعرض الدكتور مصطفى مدبولى رؤية مصر لرئاسة الدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP27»، الذى تستضيفه مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل، مؤكدًا التركيز على تنفيذ هذه الرؤية بما يتماشى مع تعهدات «تحالف جلاسكو المالى من أجل صافى انبعاثات صفرى» واتخاذ إجراءات ملموسة فى هذا الصدد.

وقال رئيس الوزراء: «عندما نتحدث عن عنصر التخفيف من آثار تغيُّر المناخ فإننا يجب أن نتحد جميعًا للعمل على الحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى، وأن نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على مستويات الانخفاض المستهدفة بـ 1.5 درجة مئوية، وهذا يحتم على جميع الأطراف اتخاذ إجراءات جريئة وعاجلة فى هذا الإطار وأن نرفع من مستويات طموحنا لتحقيق هذا الهدف».

وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن قمة «COP27» ستكون لحظة فارقة تعكس مدى التزام الدول المختلفة نحو تحقيق أهداف «اتفاق باريس»، مضيفًا إن المؤتمر كذلك يجب أن يشهد تنفيذ «ميثاق جلاسكو» بشأن المساهمات المحددة وطنيًا وبرنامج العمل الطموح بشأن عملية التخفيف.

 البنك الأوروبى وتمويل المشروعات الخضراء

كما استقبل الرئيس السيسى على هامش فعاليات المنتدى السيدة أوديل رينو باسو، رئيس البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى بأن الرئيس رحب برئيس البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، مؤكدًا على تقدير مصر للعلاقات المتميزة مع البنك، خاصةً فى ضوء الدور المهم الذى قام به خلال السنوات الماضية كشريك فى نجاح العملية التنموية فى مصر، ومعربًا سيادته عن التطلع لاستكشاف مزيد من مجالات التعاون مع البنك فى ظل عملية التنمية الشاملة والمستدامة الجارى تنفيذها فى الدولة على الصعيدين الاقتصادى والاجتماعى،خاصةً فى مجالات الطاقة النظيفة، ودعم التحول إلى الاقتصاد الأخضر، لا سيما فى ظل الرئاسة المصرية للقمة العالمية للمناخ COP27، وفى ضوء الزخم العالمى الذى تحظى به قضية التغيرات المناخية.

من جانبها، أعربت رئيس البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية عن تشرفها بلقاء الرئيس، مؤكدةً اعتزاز البنك بعلاقات التعاون الوطيدة مع مصر ومؤسساتها المالية المختلفة، ومشيدةً بنجاح الجهود المصرية  لتحقيق  الإصلاح  الاقتصادى، ومن ثم حرص البنك الأوروبى على تعزيز التعاون مع مصر خاصةً ما يتعلق بتمويل مشروعات التحول الأخضر.

وأضاف المتحدث الرسمى إن اللقاء شهد مناقشة سبل تعزيز التعاون مع البنك الأوروبى، والعمل على زيادة مساهمته فى تمويل المشروعات التى يتم تنفيذها فى مصر، فى ضوء إقرار الاستراتيجية الجديدة للتعاون بين الجانبين، خاصة ما يتعلق بمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.

ومن ناحية أخرى وعقب حضور الرئيس لفعاليات المنتدى، تفقد الرئيس جوًا سير العمل بالعاصمة الإدارية الجديدة فى إشارة رمزية تؤكد اهتمام الدولة بالمشروعات القومية الداخلية بالتوازى مع الملف الخارجي.