الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

زيارة بيلوسى إلى تايوان كانت الشرارة التى أشعلت النار فى المضيق سلاح الكاوبوى فى مرمى نيران جيش التنين!

لم يكد يمضى شهر على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى إلى تايوان والتى أثارت غضب بكين، وأطلقت على أثرها أكبر مناورات عسكرية فى تاريخها قرب الجزيرة، حتى أعلنت الولايات المتحدة مجددا، أنها تخطط لبيع أسلحة جديدة لـ«تايبيه» بقيمة 1.1 مليار دولار، بزعم تعزيز دفاعاتها.



صفقة الأسلحة تلك، يصفها مراقبون بأنها محاولة جديدة تعمد خلالها الولايات المتحدة إلى استفزاز الصين فى شرق آسيا، تماماً كما فعلت مع روسيا فى أوكرانيا. فكما استمر توسع الناتو شرقاً، ضارباً عرض الحائط بالهواجس الأمنية لروسيا، إلى أن اندلعت الحرب فى أوكرانيا، تندفع إدارة بايدن لاستفزاز الصين بالطريقة نفسها عبر التوسع فى جوارها الإقليمى والتخلّى عن الاعتراف بسياسة «الصين الواحدة»، وإقامة الأحلاف الدفاعية الجديدة (أوكوس)، ومحاولة نشر الفوضى فى محيط الصين الإقليمى وعلى مسار طريق الحرير الجديد.

إذ وافقت الإدارة الأمريكية مؤخرًا على بيع حزمة عسكرية لتايوان تشمل 60 صاروخا من طراز «هاربون»، وهى صواريخ قادرة على إغراق سفن حربية، فضلاً عن 100 صاروخ قصير المدى من طراز «سايد ويندر» قادر على اعتراض صواريخ أو طائرات من دون طيار، إضافة إلى عقد صيانة لنظام الرادارات التايوانى، بحسب ما أعلنت الخارجية الأمريكية. 

وهو ما اعترضت عليه بكين، معتبرة أن الولايات المتحدة تتدخل فى شئونها الداخلية وتقوض سيادتها ومصالحها الأمنية من خلال بيع الأسلحة لمنطقة تايوان، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الأراضى الصينية - حسبما صرح المتحدّث باسم السفارة الصينية فى واشنطن، ليو بينغ يو، الذى قال أيضًا إن بلاده ستتخذ بحزم إجراءات مضادة مشروعة وضرورية فى ضوء تطور الوضع.

كما حضت بكين الجانب الأمريكى على الوفاء بالتزاماته، والالتزام الصارم بمبدأ الصين الواحدة والبيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، ووقف مبيعات الأسلحة والاتصالات العسكرية بتايوان، حتى لا يؤدى ذلك إلى مزيد من الإضرار بالعلاقات الأمريكية الصينية، فضلاً عن العالم، والاستقرار فى مضيق تايوان. 

كانت زيارة نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الأمريكى إلى تايوان أوائل الشهر الماضى قد فتحت مرحلة جديدة من المواجهة بين الصين والولايات المتحدة تتسم بمزيد من الحدة، وهو ما دفع بكين لتحديد رؤيتها لحل الأزمة التايوانية من خلال كتاب أبيض أصدرته على خلفية النزال الأخير بينها وبين واشنطن بشأن تايوان. وأعلنت فيه عن استراتيجية توحيد الأرض الصينية وضم تايوان بأحد خيارين، إما الوحدة الطوعية على أساس دولة واحدة ونظامين، تتمتع فيه تايوان بحكم ذاتى موسع، وتحتفظ بنظامها الاقتصادى والسياسى، أو الخيار الثانى وهو الضم بالقوة، واستندت الصين فى موقفها إلى التاريخ والقانون الدولى، وكلاهما يؤكدان أن تايوان جزء من الصين.

وفى المقابل رفضت رئيسة تايوان الإعلان الصينى مؤكدة عزم تايوان على الاستقلال، وحقها فى تقرير مصيرها، وترافق ذلك مع مناورات عسكرية بالذخيرة الحية لتايوان، بينما واصلت البحرية الصينية تسيير الدوريات مع التدريبات العسكرية الكبيرة الأخيرة حول الجزيرة، وعبور الطائرات المقاتلة بشكل منتظم للخط الأوسط الذى يقسم مضيق تايوان، فى إشارة إلى أن التواجد العسكرى الصينى حول الجزيرة لن ينتهى بنهاية مناوراتها العسكرية. 

وبالتزامن مع ذلك لم تتوقف الزيارات المتكررة التى يقوم بها المسئولون الأمريكيون من أعضاء الكونجرس وغيرهم إلى تايوان، وذلك على الرغم من تفاقم أزمة العلاقات بين البلدين، وتحذير مراقبين من مآلات الحرب الأوكرانية وبألا تخرج الأمور عن السيطرة فى تلك المنطقة الخطرة أيضًا من العالم لأنه فى تلك الحالة قد تندلع حرب ستكون فيها العواقب وخيمة على الاقتصاد العالمى كله، حيث يتوقف المصنع العالمى عن الإنتاج ويتجه العاملون إلى المدافع والطائرات. 

ولكن نعود إلى أحدث صفقات واشنطن العسكرية مع تايوان والتى تعتبر الصفقة العسكرية الأكبر منذ تولى الرئيس الأمريكى جو بايدن للرئاسة؛ حيث تأتى هذه الصفقة الجديدة ضمن ست صفقات عسكرية أمريكية لتايوان وصفتها صحيفة جلوبال تايمز الصينية جميعا بالصفقات القذرة فى عهد ادارة جو بايدن والتى رفعت من حجم وأداء الأسلحة المباعة إلى تايوان. 

وذكرت الصحيفة المملوكة للدولة الصينية أنه فى سياق تصاعد ملحوظ فى العلاقات التسليحية بين الجانبين وبشكل خاص فى السنوات الأخيرة خلال عهد إدارة دونالد ترامب الرئيس الأمريكى السابق ثم خلال إدارة بايدن الحالية وبشكل أكد بوضوح التوجهات الأمريكية التصعيدية تجاه بكين، وافقت إدارة بايدن على مبيعات أسلحة إلى الجزيرة لست مرات حتى الآن بإجمالى مبلغ 2.27 مليار دولار، وتتضمن هذه الصفقات معدات متطورة مثل نظام الدفاع الصاروخى باتريوت، والمدفعية ذاتية الدفع، ومركبة الإمداد بالذخيرة.

وأشارت الصحيفة إلى حث الصين الولايات المتحدة على وقف مبيعات الأسلحة والتفاعلات العسكرية مع جزيرة تايوان وإلغاء الموافقة الأخيرة على مبيعات أسلحة بقيمة 1.1 مليار دولار إلى تلك المنطقة الصينية، متعهدة باتخاذ إجراءات مضادة شرعية وضرورية بحزم ضد هذه الحزمة العسكرية، والتى وصفتها بالصفقة الأكبر منذ تولى الرئيس الأمريكى جو بايدن منصبه. 

ونقلت جلوبال تايمز عن خبراء صينيين وصفهم موافقة الإدارة الأمريكية على مبيعات الأسلحة الأخيرة لتايوان بأنها استفزاز خطير لاسيما بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى للجزيرة، قائلين إن واشنطن التى تسعى إلى تعزيز جيش الجزيرة لن تؤدى إلا إلى تسريع عملية إعادة التوحيد الوطنى للصين.

كما اعتبر بعض الخبراء الصينيين - وفقا لجلوبال تايمز- أن تكتيكات الولايات المتحدة لتعزيز القدرات العسكرية للجزيرة تشكل تهديدًا معينًا للأمن القومى للصين، وبأن جيش التحرير الشعبى الصينى سوف يواصل يقظته وسيكون مستعدًا بشكل جيد لأى حوادث محتملة. 

وأشار الخبراء الصينيون إلى أنه من خلال زيادة الاستفزاز بشأن مسألة تايوان، غيرت واشنطن بشكل أحادى الوضع الراهن لمضيق تايوان، مضيفة المزيد من المخاطر ليس فقط للوضع عبر المضيق ولكن أيضًا للعلاقات الأمريكية الصينية مما سيؤدى إلى زيادة مخاطر سوء التقدير الاستراتيجى. 

وقال سونغ تشونغ بينغ، الخبير العسكرى والمعلق التلفزيونى لصحيفة جلوبال تايمز: «إن الجولة الأخيرة من مبيعات الأسلحة من قبل الولايات المتحدة تهدف إلى استفزاز الصين مع كسب المزيد من الفوائد لتجار الأسلحة الأمريكيين، حيث يتم بيع هذه الأسلحة بأسعار أعلى بكثير للجزيرة مقارنة بأسعار السوق». 

كما أنه يعكس غباء سلطات (DPP)- الحزب الديمقراطى التقدمى وهو الحزب الذى يميل نحو الاستقلال الرسمى النهائى عن الصين فى تايوان- لأن مبيعات الأسلحة تخدم المصالح الأمريكية فى المقام الأول فى حين يتوجب على السلطة فى تايوان أن تدفع أكثر بكثير مقابل أرباح التجار الأمريكيين، على حد قوله. 

وذكرت الجريدة آراء بعض الخبراء الصينيين، أنه على الرغم من القدرات العسكرية المعززة، فإن الأسلحة الأمريكية لن تغير ميزان القوة العسكرية عبر مضيق تايوان لأن جيش التحرير الشعبى يتمتع بميزة مطلقة، حيث أن قاذفات صواريخ هاربون وطائرات إف -16 المقاتلة التى تحمل صواريخ Sidewinder ورادار المراقبة سيكونون من بين الأهداف الأولى لجيش التحرير الشعبى الصينى. 

كما نقلت جلوبال تايمز عن د. شين تشيانغ، مدير مركز دراسات تايوان بجامعة فودان ومقرها شنغهاى ويشغل أيضا منصب نائب رئيس مركز الدراسات الأمريكية بالجامعة، قوله: فى الحقيقة، الحرب الحديثة هى مواجهة منهجية وبالتالى فإن سلاحًا أو سلاحين لا يمكن أن يلعب أى دور. 

وأضاف: «لا سيما فى مواجهة الميزة الشاملة الساحقة للبر الرئيسى الصينى، ويبقى مدى الدور الذى يمكن أن تلعبه تايوان حقًا من خلال شراء مثل هذه الأسلحة محل تساؤل». 

فيما قال د. لو شيانغ، الخبير فى الدراسات الأمريكية فى الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لجلوبال تايمز تعليقا على هذا الموضوع: فى حين أن زيارة بيلوسى الاستفزازية لتايوان غيرت الوضع الراهن لمضيق تايوان، يبدو أن زيادة مبيعات الأسلحة إلى الجزيرة ستكون اتجاهًا عامًا لإدارة بايدن فى السنوات القليلة المقبلة باستخدام ما يسمى بإستراتيجية Porcupine ( استراتيجية تايوان لردع الغزو المحتمل للصين) لزيادة إمكانية التشغيل البينى بين الولايات المتحدة والجزيرة. 

وأشار لو شيانغ إلى أنه فى حين أن مثل هذه التكتيكات تشكل تهديدًا على الأمن العام للصين، فإن جيش التحرير الشعبى سيواصل تعزيز قدراته الدفاعية، وإجراء تدريبات بالقرب من الجزيرة أو حتى التحليق فوق الجزيرة للحفاظ على اليقظة. وقال: «سيؤدى ذلك إلى صراع شرس حول الجزيرة. وعلى الرغم من أن الصين لم تعلن عن جدول زمنى لإعادة التوحيد، فإننا نقترب أكثر منها». 

وأوضح أن تدريبات جيش التحرير الشعبى حول جزيرة تايوان فى أغسطس، والتى اعتبرها الخبراء الصينيون بمثابة بروفة لعملية إعادة التوحيد بالقوة، تميزت بتطويق الجزيرة بالسفن الحربية والطائرات الحربية بالإضافة إلى الضربات النارية بالصواريخ بعيدة المدى والصواريخ التقليدية. 

وأنه وسط تصاعد التوترات حول مضيق تايوان، تعتقد الحكومة الأمريكية أن هناك حاجة لإظهار بعض الإشارات السياسية- ما يسمى بالدعم - للجزيرة من أجل استرضاء الجزيرة سياسيًا من خلال مبيعات الأسلحة، والتى لن تكون ذات مغزى من حيث القوة العسكرية. 

وأضاف الخبير الصينى: بعد رحلة بيلوسى إلى تايوان، أعلنت الصين عن ثمانية إجراءات مضادة ردًا على هذه الزيارة الاستفزازية للغاية بما فى ذلك إلغاء محادثات قادة المسرح بين الصين والولايات المتحدة، ومحادثات تنسيق سياسة الدفاع، والآلية الاستشارية للأمن البحرى العسكرى، وكذلك تعليق التعاون بشأن إعادة الهجرة غير الشرعية إلى الوطن، ومكافحة المخدرات وتغير المناخ. 

ولذلك يعتقد الخبراء الصينيون أن هناك فرصة ضئيلة فى أن تتحسن العلاقات الثنائية بين بكين وواشنطن على المدى القصير. 

وقال شين: «بغض النظر عن زيارة بيلوسى أو أى أمور أخرى، تستمر الولايات المتحدة فى التصرف بشكل مختلف عما قالته، ولا يمكنها الوفاء بالتزاماتها، مما يجعل تصعيد الوضع فى مضيق تايوان أمرًا لا مفر منه».

فى السياق ذاته، ذهب كانغ كاى، الكاتب المتخصص فى الشأن السياسى بمجلة الصين اليوم إلى أن الأقوال المضللة والأفعال الخاطئة المتكررة للجانب الأمريكى بشأن مسألة تايوان ومحاولتها اللعب بـ«ورقة تايوان» لإعاقة الصين عن تحقيق الوحدة الكاملة وإنهاض الأمة الصينية، مآلها الفشل. 

وأكد كانغ كاى على أن مسألة تايوان تعتبر من أكثر القضايا أهمية وجوهرية وحساسية فى العلاقات الصينية- الأمريكية، مشيرا إلى أن الهدف الحقيقى لزيارة بيلوسى إلى تايوان هو التصعيد المتعمد لحدة التوترات فى مضيق تايوان واستخدام تايوان كقطعة شطرنج لها لتحريض القوى الانفصالية لما يسمى «استقلال تايوان» للاحتواء الاستراتيجى للصين واستنزافها بحيلة سياسية ضعيفة وواهية‏.

وفند الكاتب لمجلة الصين اليوم أسباب الأزمة بان الولايات المتحدة الأمريكية تلعب بـ«ورقة تايوان»، وابتكرت أشكالا متنوعة مثل «ورقة الزيارات الاستفزازية»، «ورقة بيع الأسلحة»، «الورقة التشريعية»، «ورقة تعزيز مشاركة تايوان فى المجتمع الدولى» و«ورقة الاقتصاد». 

«ورقة الزيارات الاستفزازية» تتمثل فى قيام الحكومة الأمريكية بتخفيف قيود التبادلات الرسمية مع تايوان بشكل كبير فى السنوات الأخيرة وتعزيز مستوى التبادلات والزيارات بشكل ملحوظ، فقام بعض المسئولين من الأجهزة الإدارية وأعضاء الكونغرس بزيارات إلى تايوان، الأمر الذى يخرق تعهدات الجانب الأمريكى بالإبقاء على علاقات غير رسمية فقط مع تايوان. 

ومن خلال «ورقة بيع الأسلحة»، تقوم الولايات المتحدة الأمريكية ببيع أسلحة ومعدات إلى تايوان باستمرار. وقد أكملت واشنطن خمس عشرة صفقة مع جيش تايوان بقيمة إجمالية نحو عشرين مليار دولار أمريكى منذ عام 2016. وفى عام 2022، باعت واشنطن أسلحة لتايوان أربع مرات حتى الآن، مما ينتهك مبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الثلاثة، وخاصة ما جاء فى بيان «السابع عشر من أغسطس». 

أما «الورقة التشريعية»، فتعنى قيام الجانب الأمريكى بصياغة مشروعات القوانين المتعلقة بتايوان بشكل مستمر، والتى شملت قوانين خاصة لتايوان وقوانين شاملة تتضمن نصوصا بشأن تايوان. تحاول الحكومة الأمريكية جعل المسألة السياسية الهامة فى العلاقات الثنائية مع الصين «قضية واقعية» محلية، من خلال تطبيق القوانين الداخلية خارج الحدود وذلك من أجل تقديم شروط سياسية لاحتواء الصين باستخدام مسألة تايوان. 

وأضاف كانغ كاى: «ورقة مشاركة تايوان فى المجتمع الدولى» يقصد بها مواصلة الولايات المتحدة الأمريكية دعم توسيع تايوان وجودها فى المجتمع الدولى والمشاركة فى أنشطة المنظمات الدولية. فضلا عن ذلك، هاجمت واشنطن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758 ونشرت الأفكار الخاطئة مثل «موقع تايوان لم يحدد»، سعيا لجعل مسألة تايوان قضية دولية. 

ومن خلال «ورقة الاقتصاد»، تحرض واشنطن تايوان على الانفصال عن اقتصاد بر الصين الرئيسى، بذريعة مساعدة تايوان على توسيع نطاقها الاقتصادى فى المجتمع الدولى، بما فى ذلك من خلال تقليل الاعتماد على التجارة مع بر الصين الرئيسى وتخفيف التعاون الاقتصادى معه وتقييد التعاون التكنولوجى مع بر الصين الرئيسى على وجه الخصوص. 

وتابع: فقد لعبت الولايات المتحدة الأمريكية بـ«ورقة تايوان» بكل الأشكال والطرق وقامت بتشويه مبدأ الصين الواحدة وطمسه وتفريغه، الأمر الذى ينتهك بشكل خطير التعهدات التى قطعتها الحكومة الأمريكية للحكومة الصينية بشأن مسألة تايوان، والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية، وسيادة الصين ووحدة أراضيها ويقوض السلام والاستقرار فى مضيق تايوان ويعطى إشارات خاطئة للقوى الانفصالية التى تدعو إلى «استقلال تايوان». 

وأثبتت الحقائق أن الولايات المتحدة الأمريكية هى السبب الأكبر لتهديد السلام فى مضيق تايوان والاستقرار الإقليمى وأنها صانعة المشكلات التى تؤثر فى العالم بأسره. 

وأوضح: وقد اتخذت الصين سلسلة من التدابير المضادة الحازمة والقوية ردا على زيارة بيلوسى الاستفزازية إلى تايوان. حيث قررت الحكومة الصينية فرض عقوبات على بيلوسى وعائلتها بحسب القوانين المعنية فى جمهورية الصين الشعبية. وأعلنت وزارة خارجية الصين ثمانى إجراءات مضادة تشمل: 1- إلغاء المكالمة الهاتفية بين قادة المسارح العسكرية الصينية الصينية- الأمريكية؛ 2- إلغاء اجتماع عمل لوزارتى الدفاع الصينية والأمريكية؛ 3- إلغاء اجتماع آلية التشاور بشأن الأمن البحرى العسكرى بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية؛ 4- تعليق التعاون الصيني- الأمريكى بشأن إعادة المهاجرين غير الشرعيين؛ 5- تعليق التعاون الصينى- الأمريكى بشأن تقديم المساعدة القانونية فى المسائل الجنائية؛ 6- تعليق التعاون الصيني- الأمريكى بشأن مكافحة الجريمة العابرة للدول؛ 7- تعليق التعاون الصيني- الأمريكى بشأن مكافحة المخدرات؛ 8- تعليق المحادثات الصينية- الأمريكية بشأن تغير المناخ. 

مشيرًا إلى أن اتخاذ تلك الإجراءات المضادة القوية عمل معقول لحماية سيادة الدولة وسلامة أراضيها. فلن تسمح أى دولة ذات سيادة للقوى الخارجية بانتهاك سيادتها ووحدة أراضيها بالتآمر مع القوى الانفصالية الداخلية. 

قائلاً: حاليًا، أصبحت واضحة للغاية الأسباب والتطورات لتوتر الوضع فى مضيق تايوان، إذ قام الجانب الأمريكى باستفزازات خبيثة أولا، واضطرت الصين إلى التصرف دفاعا عن النفس لاحقا. فى هذه الحالة، فإن الجانب الأمريكى سبب رئيسى فى هذه الأزمة ويجب عليه تحمل جميع المسئوليات المعنية. 

كما أن اتخاذ الإجراءات المضادة عمل فعال لدفع عجلة تحقيق التوحيد الكامل للصين. إذ تعتمد القوى الانفصالية الساعية لما يسمى بـ«استقلال تايوان» على الولايات المتحدة الأمريكية، فى حين أن الجانب الأمريكى يحاول عرقلة قضية توحيد الصين وتقويض تنميتها ونهضتها. 

وتابع : ورداً على أعمال التواطؤ الاستفزازية بين الولايات المتحدة الأمريكية وتايوان، اتخذت الصين سلسلة من التدابير الحازمة ذات الأهداف والقواعد والخطوات للضرب فى المقتل مباشرة، مما يبرز عزيمتها الكبيرة وقدرتها العالية، ويجعل الأشخاص الذين ينخرطون فى المضاربة السياسية باتخاذ تايوان «ساحة عرض» يشعرون بالألم الحاد. 

ففى الوقت الراهن، الصين ليست دولة ضعيفة وفقيرة وخاضعة للتنمر، كما كانت قبل أكثر من مائة سنة، والعالم اليوم لا يقبل هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وعدد قليل من الدول الغربية. ولا يجوز لأى دولة وأى قوة وأى شخص إهمال التصميم الحاسم والعزيمة القوية والقدرة الكبيرة للحكومة الصينية والشعب الصينى فى حماية السيادة الوطنية ووحدة الأراضى والسعى لتحقيق التوحيد الكامل للوطن والنهضة العظيمة للأمة الصينية.