الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نجحن فى الحصول على لقب «سفيرات مشوارى» زهور لكن سفراء فتيات الجيل الأول من «سفراء مشوارى» يتحدثن عن تجربتهن

«التعليم فى الصّغَر كالنقش على الحَجَر».. كيف يمكن أن يؤثر التعليم على حياة الشخص ويجعله يُغيّر واقعه ومستقبله. وقد يصنع المستحيل. وهو ما حدث مع مراهقات فى عمر الزهور؛ استطعن التغلب على كونهن نساء صغيرات مُعَدات تلقائيًا ليكن ربات بيوت المستقبل. واخترن أن يبدأن رحلة العمل والنجاح فى عمر صغير حتى نلن لقب سفيرات. فبينما تلعب الأخريات كن على استعداد لتغيير أنفسهن وتغيير العالم من حولهن.. بأحلام صغيرة صنعن اختلافًا.. هن سفيرات مشوارى.



بدأت فكرة مشروع «مشوارى» منذ العام 2013 بالتعاون بين وزارة الشباب الإدارة المركزية للمشروعات وتدريب الشباب. ومنظمة اليونيسيف. وتحت رعاية مجلس الوزراء. 

ويتكون المشروع من برنامجين؛ الأول هو تنمية المهارات الحياتية وإعداد المشروعات الصغيرة. ويتم فيه تأهيل الشباب لسوق العمل والحياة العملية من خلال التدريب على مجموعة من المهارات الحياتية مثل مهارة التواصل. والتفكير الابتكارى. واتخاذ القرار. والعمل الجماعى. وكتابة السيرة الذاتية. واجتياز المقابلة الشخصية. علاوة على تدريبات ريادة الأعمال والتعرف على أنواع المشروعات الصغيرة وكيفية إنتاج أفكار المشروعات وتقييمها، وتكون سن الاشتراك فيه من عمر 10 إلى 24 عامًا. والبرنامج الثانى هو برنامج المشورة المهنية. ويهدف إلى التوجيه نحو المسار المهنى الصحيح، والمساعدة على التخطيط الجيد، والعمل على تنفيذ الأهداف المستقبلية.

 

وتتراوح سن الاشتراك فيه من عمر 16 إلى 24 عامًا. وفى العام 2021 فتح المشروع أبوابه لاختيار مجموعة من المتدربين ليكونوا سفراء عن المشروع. وذلك بعد خضوعهم لعدد من المقابلات الشخصية. وتدريبهم على مجموعة من التدريبات الخاصة فى معسكرات مغلقة لتأهيلهم لكى يقوموا بتدريب المشاركين فى المشروع فى المرحلة العمرية من 10 إلى 14عامًا. ويتم الآن تدريب سفراء «مشوارى» الجُدد من جميع محافظات مصر فى معسكر مغلق فى محافظة دمياط بعد اجتيازهم المقابلات الشخصية للانضمام لسفراء «مشوارى». التقينا بعدد من سفيرات المرحلة الأولى من مشروع «مشوارى» ليحكين لنا عن تجربتهن كسفيرات فى عمر الزهور. وإلى نص الحوار.

 الحياة محطات والنجاح لا يقف على أحد

فاطمة وليد، إحدى سفيرات محافظة الجيزة البالغة من العمر 18 عامًا. أبدت سعادة برحلتها وكيف أنها غيّرت وجهة نظرها فأصبحت ترى أن الحياة ماهى إلا محطات.

وإذا فشلنا فى طريق فلا بُد من البحث عن آخر قائلة: «عرفت عن «مشوارى» من خلال مركز الشباب؛ حيث كنت أذهب مع أخوتى للعب الرياضة والاشتراك فى الأنشطة الثقافية أيضًا. عندها كان التقديم على برنامج المشورة المهنية كانت المرة الأولى التى أسمع عن شىء بهذا الاسم وذهبت لحضور التدريب واستمتعت. وبعد الانتهاء من التدريب تم اختيارى أن أكون واحدة من سفراء البرنامج فى محافظة الجيزة.

كان عمرى 17 عامًا وحصلت على تدريب لإعداد مدربين للنشء من سن 10 إلى 14 عامًا وتدريبهم على المهارات الحياتية. وأصبحت سفيرة وبدأت العمل رسميًا ودربت أول مجموعة من النشء ثم حصلت على دورة ثقل وهى دورة تحدثنا فيها عن المشاكل التى واجهتنا عندما نزلنا للعمل وكان كل شخص منا يواجه مشكلة مختلفة عن الآخر فكانت مداركنا تتوسع بالحديث عن المشكلات ومحاولة علاجها. وكنا نساعد بعض كسفراء.

ومن المميزات التى تميزنا كسفراء لـ«مشوارى» أننا نعتمد على التنمية السلوكية فى تعليم الأطفال، أى التعلم من خلال الألعاب».

وتُضيف فاطمة: يُعتبر برنامج «مشوارى» من أكثر البرامج الفعالة فى مصر فى تلك الزاوية لأنه يلعب على تنمية مهارات الشباب والنشء من سن 10 إلى24 عامًا، فيساعد الطفل الصغير على اكتشاف مهاراته واحتياجاته من سن مبكرة، وأهم ما يميز البرنامج أنه مجانى ومفتوح لجميع الأشخاص من مختلف البلدان.

وتستطرد فاطمة» «أن أكون سفيرة فى عمر الـ17 لم يكن باليسير؛ فقد واجهت رفضًا ممن حولى لصغر سنّى. لم يكن الأشخاص يصدقون أننى المدربة رُغْمَ أننى أحمل كارنيه الوزارة وخطابًا من المديرية. وفى إحدى المرات استوقفنى أحدهم بينما كنت ذاهبة للتدريب لاعتقاده أننى أحد المتدربين ولم يكن يصدق أننى المدربة. وهو بدوره أمْرٌ مميزٌ أن أكون فتاة صغيرة السّن فى مجتمع شرقى وأقوم بهذا. من ناحية أخرى اتخذنى الشباب والفتيات الصغار قدوة لهم وأرادوا أن يُصبحوا مثلى وهو شعور يهوّن عنّى الكثير. كان حلمى أن أصبح صيدلانية؛ لكننى لم يسبق لى التفكير كيف سأعمل فى هذا المجال كل ما كنت أفكر فيه هو المذاكرة فقط.

لكن بعد «مشوارى» عرفت أن هناك العديد من الأمور التى أحتاجها فى سوق العمل بخلاف المذاكرة. فالمذاكرة توفر لى العلم والمعرفة؛ لكننى أحتاج أيضًا للخبرة والمبادئ والقيم.

ربما لم أحصل على مجموع يؤهلنى لكلية الصيدلة؛ لكننى تعلمت أن النجاح ليس أن تصبح دكتورًا أو مهندسًا؛ لكن أيًا كان المَجال الذى سألتحق به سأجتهد فيه وأبحث عن عمل بجانبه. وهى من الأمور التى تعلمتها من «مشوارى» أن الدنيا لا تقف فى محطة واحدة.

وخلال رحلتنا التقينا أميرة رمضان، الطالبة فى الصف الثالث الثانوى البالغة من العمر 17 عامًا وإحدى سفراء الجيزة التى كشفت لنا عن الجانب الصعب من التطوع كسفيرة قائلة: «عرفت عن التدريب عن طريق صفحة الفيس الخاصة بمركز شباب أرض اللواء. وذهبت أنا وصديقتى لحضوره وبسبب تفاعلنا أثناء التدريب وقع اختيار المدربين علينا لنكون سفراء. وبعد انتهاء التدريب وإجراء اختبارات التقييم تم اختيار 25 سفيرًا؛ لكن بعد مرور بعض الوقت شعر الكثيرون أن الأمر لا يقتصر على التدريب وتبادل خبرات والحصول على شهادة بعد الانتهاء؛ لكنهم اكتشفوا أن الأمر يتطلب بذل جهد وتدريب الأطفال والتنسيق مع المراكز». 

تضيف أميرة: عندما التحقت بتدريب «مشوارى» كان بالنسبة لى مجرد شهادة من منظمة اليونيسيف ووزارة الشباب، ثم اكتشفت بعد التحاقى أن هناك خطوات أخرى. وإننى يمكن أن أصبح مدربة. وأكون مندوبة عن الوزارة واليونيسيف، وأنا كنت أحب فكرة عرض المحاضرات وكنت أدخل مسابقات للقراءة وأقرأ نحو 50 أو 100 كتاب فلدىّ محصلة من المعلومات. كما كنت أقوم بعمل محاضرات توعوية للطلاب فى مكتبة المدرسة. 

أمّا عن أحلامها المستقبلية؛ فتوضح أميرة «من صغرى وأنا نفسى أطلع دكتورة جراحة قلب ثم عندما اكتشفت أنه من الصعب أن أحقق هذا الحلم قررت دخول هندسة طبية؛ لكن بعد أن التحقت بـ«مشوارى» فحلمى أصبح أن أفتح مشروع منتدى».

 أحلام كبيرة

وبأحلام كبيرة وطموحات سامية تحدثت إلينا شهد النعيم عبدالرحمن، ابنة الـ17 عامًا، وقالت «أنا فى الأساس سودانية؛ لكننى وُلدت وعشت حياتى كلها فى مصر. أنا واحدة من سفراء الجيزة وهأنذا أطرق أبواب الجامعة.

تعرفت لأول مرّة على تدريب «مشوارى» عن طريق مركز مجتمعى سودانى كنت أدرس فيه. وكان المركز على تواصل مع مراكز الشباب المحيطة. وكان من بينها مركز شباب المشابك؛ حيث كانوا يعلنون عن تدريب مهارات حياتية وتثقيف مالى. أردت الحضور  للحصول على شهادة وهى المرّة الأولى لى التى أحصل فيها على شهادة. وحضرت التدريب وكانت التجربة مذهلة. خلال التدريب بدأ المدربون فى ملاحظة الشخصيات القيادية صاحبة الروح المميزة القادرة على إحداث فرق، وتم اختيارنا أنا وصديقتى؛ لكننى لم أستطع الانضمام لسفراء «مشوارى» المختارين مباشرة لأننى لم أكن قد حصلت على تدريب «مشوارى» منذ البداية؛ لكن يشاء القدر أن ينسحب بعض الأفراد من التدريب وتُتاح لى الفرصة أن أصبح سفيرة لمشوارى. كنت متحمسة للتدريب كثيرًا لدرجة أننى كنت أخرج من المدرسة مبكرًا لكى أحصل على التدريب وكنت عندها فى الصف الثالث الثانوى. تضيف «شهد»: تجربة «مشوارى» أثرت فى كثيرًا. وتعلمت الكثير عن حياتى العملية. تعلمت كيفية التعامل مع الأطفال وكيف أوصل لهم المعلومة بسهولة وأشجعهم على التعبير عن أنفسهم. علاوة على أن تجربتى كسفيرة وضعتنى فى مواقف كثيرة. أنا فخورة بوجود «مشوارى» فى سيرتى المهنية .

 اكتشفت ذاتى

فيما ترى شيماء عدلى، 17 عامًا طالبة فى الصف الثالث الثانوى من سفراء الجيزة، أن رحلتها فى «مشوارى» ساعدتها على اكتشاف ذاتها قائلة :«حينما تعرفت على برنامج «مشوارى» كنت أقل من 16 عامًا ورأيت الإعلان عنه فى أحد مراكز الشباب فتقدمت مباشرة وحصلت على التدريب. كانت المرّة الأولى لى التى أشعر فيها أن هناك من يهتم بالفئة العمرية من سن 15وأقل عمرًا سواء من المدربين أو المادة العلمية المقدمة فكانت مختلفة من كل النواحى عن التدريبات التى حضرتها. وبعد انتهاء التدريب رشحتنى إحدى المدربات كسفيرة لـ«مشوارى»، وهنا اكتشفت عالمًا آخر من خلال التدريبات. ورغم أننى لم أكن أنتوى استكمال التدريب فى البداية لبعض الظروف عندى؛ فإننى شعرت بالمسئولية وقررت استكمال طريقى».

تضيف «شيماء»: «عندما تم اختيارى كسفيرة كانت بالنسبة لى مفاجأة وشعرت بفرحة عارمة لأننى كنت أرغب بإيصال استفادتى لكل الناس. فإن حلمى قبل «مشوارى» كان يقتصر على الالتحاق بكلية معروفة؛ لكن بعد «مشوارى» أعدت اكتشاف ذاتى وما أحب. وعرفت عن نفسى حبى للإلقاء والتقديم. 

 فليكن أثر

ومن محافظة دمياط التقينا بالسفيرة زهراء يحيى أبو زيد، 16 عامًا. التى رأت أن أهم ما فى مسيرتنا أن نترك أثرًا، وتقول: «أدرس فى الصف الثانى الثانوى علمى.. كان التدريب لمدة 5 أيام. لم أستفد فى أول يومين لكن فى اليوم الثالث كان أول يوم أشارك فيه مع المدربة وأتفاعل فى الجلسة لأن الموضوع كان عن الوقت وإدارته فأبدعت فى المشاركة وهو ما زاد من ثقتى فى نفسى. عرّفتنى المدربة. وتم اختيارى مع 30 سفيرًا من محافظة دمياط.

وفى ختام رحلتنا التقينا السفيرة براء فتحى من دمياط التى ترى أن «مشوارى» ليس مجرد تدريب؛ لكنه مسيرة كفاح تفخر بها، فتقول: «عمرى 18 عامًا وأدرس فى الصف الثانى الثانوى. نزلت للتدريب فى مركز شباب عزبة البرج. أعجبنى الأمر وفى اليوم الأول حققت إنجازًا وحصلت على ميدالية. قد يرى البعض أن الأمر بسيط؛.

بانتهاء التدريب اعتقدت أن القصة انتهت؛ لكنها فى الواقع كانت البداية. وتم اختيارى مابين 6 أسماء أخرى لاستكمال المسيرة. كنت أخاف ألا أكون قدر المسئولية التى كُلفت بها. أن يتم اختيارى من بين 50 شخصًا على مستوى المحافظة؛ لكننى توكلت على الله. وحصلت على التدريب لمدة 5 أيام وبعدها بشكل رسمى أصبحت سفيرة من سفراء «مشوارى». وبدأت رحلتى كسفيرة مع الأطفال فى تعليمهم وإرشادهم. بأن الإنسان لا بُد أن يفكر بطريقة إيجابية وكيف يمكنه أن يعكس طريقة التفكير السلبى لآخر إيجابى». 

تضيف براء: «أمّا عن استفادتى من التجربة؛ فإننى تغيرت ولست الوحيدة التى تشعر بالأمر بل كل من حولى شعر بذلك».