الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من أجل الخيول المصرية «أسترالية» تبيع منزلها وتقرر العيش بمصر

قرارٌ حاسمٌ اتخذته السيدة الأسترالية «چيل بارتون» عندما رأت الخيول المصرية أثناء زيارتها لمصر كسائحة للأهرامات. هذا القرار دفعها لترك كل شىء خلفها والانتقال إلى مصر لقضاء بقية حياتها فى رعاية الحيوانات؛ وذلك بسبب عشقها الكبير للخيول والحيوانات.



 

تطوعت چيل بارتون فى مَلجأ صغير لرعاية الخيول والحمير وتركت كل شىء خلفها وانتقلت إلى مصر لقضاء بقية حياتها فى رعاية هذه الحيوانات.

تشاركت مع زوجها فى حُب الخيول، وخلال زيارتهما إلى مصر فى ديسمبر 2013، تأثر الزوجان الأستراليان بمعاناة الخيول والحمير التى تُستَخدم للعمل فى المجتمعات الفقيرة. عادةً لا يستطيع مالكو هذه الحيوانات تحمُّل تكاليف الرعاية البيطرية وليست لديهم رفاهية منح الحيوانات وقت راحة للتعافى.

ورُغْمَ عدم إتقانها اللغة العربية؛ عملت على مساعدة مالكى الحيوانات لكى يفهموا أنهم إذا اهتموا برعاية حيواناتهم وحافظوا عليها فى حالة جيدة واهتموا بإطعامها جيدًا؛ فستكون هذه الحيوانات قادرة على العمل معهم بشكل أفضل كثيرًا ولوقت أطول.

ويوجد ما يُقدَّر بثلاثة ملايين حصان وحمار تُستَخدَم للعمل فى مصر. تُستَخدَم هذه الحيوانات للنقل والعمل الزراعى بالإضافة إلى ركوبها سواء فى المناطق الريفية والسياحية. ويُعَّد العديد من هذه الخيول من نسل خيول الحرب الأسترالية التى تُركت فى مصر بعد الحرب العالمية الأولى.

وقالت «بارتون» لشبكة «ABC» الأمريكية إن السبب الذى يجعلها تقدم العلاج مجانًا للحيوانات العاملة هو أنها تدرك أن معظم المالكين إمّا لا يستطعيون دفع نفقات الطبيب البيطرى لعلاجها، أو لا يريدون أن يدفعوا للبيطرى لأن تكلفة الحيوان نفسه تكون أحيانًا أرخص من فاتورة الطبيب البيطرى.لذلك؛ أدركت أنها إذا لم تقدم خدمة العلاج مجانًا فإنهم على الأغلب لن يأتوا.

حياة جديدة

فى منتصف عام 2014، قررت بارتون وزوجها بيع منزلهما فى أستراليا وكل شىء آخر كانوا يملكانه تقريبًا للانتقال إلى منطقة أبو صير بالعاصمة المصرية القاهرة. استأجر الزوجان عقارًا يحتوى على إسطبلات فى هذه المنطقة التى تقع بالقرب من المناطق الأثرية؛ حيث ينتشر ركوب الخيل. وهناك أسَّس الزوجان منظمة Egypt Equine Aid (EEA)، وهى منظمة غير ربحية تعمل على إنقاذ الخيول والحمير والبغال من سوء المعاملة ومساعدتها على عيش حياة أفضل.

ويُعتقد أن الخيول والحمير أكثر عرضة لسوء المعاملة نظرًا لاستخدامها على نطاق واسع من جانب البَشر فى العمل، ونادرًا ما تُبذل جهود لضمان رفاهيتها.

قامت بارتون هى وزوجها باستئجار عقار وتوظيف عدد من الأطباء البيطريين، واهتمت بإعطاء الفرصة الأكبر للطبيبات البيطريات لأنها ترى أن كثيرًا ما يهيمن الذكور على العمل لذلك لا يتاح للطبيبات البيطريات الكثير من الفرص.

تقع جمعية السيدة بارتون الخيرية، مصر للفروسية، فى موقع ريفى يسمى أبوصير، بين الجيزة وسقارة فى الجزء الشمالى من البلاد.

وقالت بارتون إنه عندما بدأت المشروع مع زوجها، اكتشفا أن معظم الأطباء البيطريين ليس لديهم فى الواقع خبرة كبيرة مع الخيول على وجه الخصوص، لذلك أصبح مشروعنا فرصة لتدريب هؤلاء الأطباء لاكتساب خبرة عملية.

وقالت إن رئيسة الأطباء البيطرية امرأة، وكذلك الطبيب البيطرى المسئول الثانى هى أيضًا امرأة، ولدينا الكثير من المتدربات من الطالبات.

 تحديات

قالت بارتون أنها تواجه العديد من التحديات بداية من البحث عن إمدادات الأعلاف إلى التزود بالمعدات وحتى الطقس، وقالت إنها أيضًا تواجه صعوبات فى النقل بالنسبة للموظفين للوصول إلى المشروع ونقل الحيوانات إليها. وأضافت إن العديد من أصحاب الحيوانات كانوا متشككين فى المؤسَّسة الخيرية فى البداية، لكن المستشفى اكتسب ثقتهم منذ ذلك الحين.

وأشارت إلى أن بعض الخيول من المحتمل أن تكون منحدرة من نحو 10.000 من الخيول الأسترالية «والير» التى بقيت فى الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى.

وبَعد ثمانى سنوات، تقول إن المستشفى ساعد آلاف الخيول والحمير، وظّف ثلاثة أطباء بيطريين لرعاية ما متوسطه 75 حيوانًا فى اليوم.

وقالت إنهم صُدموا من عدد الحيوانات التى تحتاج إلى رعاية لا يستطيع أصحابها توفيرها.

أمّا الدكتورة مورييل ساكس، المدير الفنى البيطرى للمنظمة، وهى طبيبة بيطرية سويسرية ذات خبرة واسعة؛ فقالت: «علاج الحيوانات المريضة فى المَزارع المَحلية له تأثير قوى على الشركات العائلية ورفاهية الحيوانات».

تشمل الخدمات التى تقدمها المنظمة علاج الخيول والحمير المصابة والمريضة فى المستشفى على أساس غير هادف للربح. ويمكن توفير مَسكن جديد للحيوانات التى لم يعد بإمكان أصحابها الاعتناء بها. وتقدم المنظمة أيضًا تدريبًا للأطباء البيطريين حديثى التخرج وبرامج تثقيفية للعمال المَحليين فى المناطق المجاورة فى مجالات تشمل الطب البيطرى والرعاية الطبية ومهارات الفروسية.

ومن خلال بناء علاقات جيدة مع أصحاب الحيوانات التى جرى علاجها، تسعى منظمة EEA لإجراء تحسين طويل المدى فى رعاية وتربية الحيوانات.

وأوضحت «ساكس» قائلةً: «يتعلم أصحاب الحمير والخيول كيفية معاملة حيواناتهم وإطعامها واستخدامها للعمل بأكثر طريقة مستدامة للحفاظ على قوتها وصحتها».

وتضم المنظمة حاليًا أربعة أطباء بيطريين وأربعة مساعدين بيطريين بالإضافة إلى ثمانية عمال آخرين، بما فى ذلك السُيَّاس والمشرفون. كذلك تملك المنظمة فريقها الخاص من الشباب المسئولين عن تهذيب حوافر الحيوانات والذين جرى تدريبهم من جانب المنظمة ويعملون الآن بشكل مباشر معها أو فى مجتمعاتهم.

وقالت ساكس: «من خلال توفير الوظائف وبرامج التعليم؛ فإننا نمنح شبان وشابات المجتمع المَحلى فرصة للحصول على راتب مُجزٍ وتعزيز القوَى العاملة».

وفى حين أن منظمة EEA كانت فى الأصل تُموَّل ذاتيًا من مؤسِّسيها؛ إلا أنها تلقت بعض المساعدات من السفارة الأسترالية بالقاهرة وأصبحت معترفًا بها من المجتمع الدولى للداعمين ومحبى الخيول الذين يتبرعون لمساعدة المنظمة.

وأضافت ساكس: «نعتمد على صفحاتنا فى منصات التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام الأخرى للترويج لأعمالنا».

وتلتزم «بارتون» وفريقها بتوسيع نطاق المشروع. وتشمل خططهم المستقبلية زيادة قدرة استيعاب المستشفى الحالى لعلاج المزيد من الحيوانات. وعلى المدى المتوسط إلى الطويل، يتطلع الفريق إلى بناء مستشفى آخر وتزويده بالتقنيات المتطورة التى ستمكنهم من إجراء التشخيصات المتخصصة واستخدام التخدير الكلى المطوَّل لإجراء عمليات جراحية أكثر تعقيدًا.