السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من خلال عيون 4 نقاد: سينما «على عبدالخالق» التى حملت هموم الوطن والناس

«التمرد» كان السمة الأساسية التى ميزت أغلب أعمال المخرج القدير الراحل «على عبدالخالق»، فما بين أكثر من 47 عملاً سينمائيًا وتليفزيونيًا وتسجيليًا، استطاع «عبدالخالق» أن يصبح من أهم المخرجين الذين وضعوا بصماتهم بقوة فى تاريخ السينما المصرية.. وعلى الرغم من كونه ينتمى لجيل المخرجين الخارجين من رحم نكسة 67 فإنه استطاع أن يتماشى مع متطلبات مختلف العصور والأجيال المختلفة من الجماهير، ويحفر اسمه بقوة فى أفلام  تعتبر من أهم علامات السينما المصرية.



ومن بين أعماله الكثيرة رصدت «روزاليوسف» أهم 4 محطات فى تاريخه السينمائى والتى يقيمها النقاد بأن جرأة «عبدالخالق» السينمائية وإبداعه بتقديم الأعمال بسلاسة وحبكة درامية دون «فزلكة» هى التى جعلت هذه الأفلام تعيش طويلا وتشكل علامات فى تاريخ السينما وتاريخ نجومها أيضًا. قدم «عبدالخالق» عددًا كبيرًا من الأفلام الوطنية، خاصة أن بدايته الحقيقية كانت بعد نكسة 67 مباشرة، كما قدم أعمالاً عن الجاسوسية والخيانة للوطن وغيرها من الأزمات التى تزيد من ارتباط المواطن ببلده وزيادة حسه الوطنى وحبه وفخره بمصريته. ولعل أبرز تلك الأعمال الوطنية كانت أول أفلامه الروائية (أغنية على الممر) الذى استطاع من خلاله سرد العزيمة الخاصة بخير أجناد الأرض ضمن معركة من أصعب المعارك التى مرت بها البلاد خلال حرب الاستنزاف، ومثابرة وصمود الجندى المصرى بعد نكسة 67. ووصف الناقد الكبير «كمال رمزى» هذه الملحمة بأنها صعبة ومن الجرأة تقديم عمل وطنى بهذه الصيغة، قائلاً: «من أصعب أنواع الأعمال الوطنية حول العالم، هى الأعمال التى تتحدث عن (الهزيمة)، فبعد النكسة كان الجمهور لا يتحمل فكرة عرض عمل فنى يتحدث عن تلك الهزيمة أبدًا.. ولكن الكاتب «على سالم» قدم مسرحية بعنوان (أغنية على الممر) استقبلها الجمهور من مختلف المدن والنجوع والقرى بحفاوة شديدة لأنها تبرز مدى صلابة الجندى المصرى وعدم استسلامه لأى عدو ودفاعه عن وطنه حتى آخر قطرة من دمه». وأضاف «رمزى»: إن «عبدالخالق» قد التقط التفاف الجماهير حول هذه الملحمة المسرحية، فقرر تقديمها بشكل سينمائى، مما يدل على جرأته كمخرج ليكون هذا الموضوع الصعب هو أول أفلامه الروائية فى وقت كانت كل الأعمال السينمائية تبتعد عن تلك الأمور. وأسند البطولة لمجموعة متميزة من النجوم الكبار الذين استطاعوا أن يشاركوا بالملحمة، وقد حقق العمل نجاحًا باهرًا وأصبح علامة مميزة ليس فى تاريخ «عبدالخالق» فقط، بل فى تاريخ السينما المصرية. ويستكمل «رمزى»: إن ما يميز أعمال «عبدالخالق» والمنتمى لجماعة السينما الجديدة التى بدأت أوائل السبعينيات هو تمتعه بالروح الوطنية والهموم الاجتماعية، فهو و«رأفت الميهى» و«عاطف الطيب» والكاتب «بشير الديك» وغيرهم، كانوا كمجموعة قلبها ينبض بحب الوطن، ولعل مرورهم بفترة «الهزيمة والنصر» بعد حرب 1973 جعلتهم يرصدون التغيرات التى طرأت على المجتمع والتوابع على ذلك، ومنها بالطبع أفلام الجاسوسية مثل: (إعدام ميت)، (بئر الخيانة) وغيرهما، ولكن كلها نابعة من خلفية اجتماعية. وأكد «رمزى» أن سينما «عبدالخالق» كانت تتميز بخلوها من الشعارات، حيث يمكنه استخدام أدواته الفنية بدون (فزلكة) ويعتمد بشكل كبير على الأداء التمثيلى بدلاً من استعراض حركات الكاميرا غير المبررة، فكان لديه أسلوب احترافى فى الإخراج مكّنه من تطويع مختلف النجوم الكبار الذين عمل معهم.. بل استطاع أن يقدم لكل منهم دورًا مميزًا يذكره التاريخ مثل «محمود عبدالعزيز» و«نور الشريف» و«حسين فهمى» و«محمود مرسى» وغيرهم.. مضيفًا أن «عبدالخالق» كان معروفًا فى البلاتوه بأنه مخرج هادئ لا يستخدم أسلوب الضجيج، بل يقنع الممثل بما يريده فى هدوء شديد وبطريقة لبقة.