الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

باستخدام جميع وسائل التواصل مع الجمهور لمحاصرته: إعلام الإخوان واستراتيجية «الحقن تحت الجلد»!

دراسة أعدها فريق «المرصد المصرى»



منصة تابعة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية

باستراتيجية جديدة وطرق مختلفة تحاول الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان تحقيق أهدافها وإثارة الفتن، باستغلال الأزمة الاقتصادية العالمية.. تحاول تلك القنوات والمنصات المختلفة إظهار أن همها مصلحة الشعب وليس ثأر الإخوان.. هذه هى الاستراتيجية التى اعتمدها التنظيم الدولى للإخوان منذ أكثر من عام ونصف العام تعتمد على تخفيف الخطاب الأيديولوجى للجماعة واستخدام وجوه جديدة برسائل تبدو بعيدة عن مظلومية الجماعة.. لكنها تخدمها فى تحقيق أهدافها.

وفى الأيام الأخيرة، ظهر هذا الأمر بشكل أوضح وأكثر بيانًا على كثير من المنصات والقنوات التى تحاول الادعاء أنها غير تابعة للجماعة.. ولكى نفهم ما يدور فى كواليس المشهد الإعلامى للجماعة الإرهابية؛ ننشر هذه الدراسة الهامة لـ«المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية»  والتى تتناول الأمر من أبعاده المختلفة وهى الدراسة التى جاءت بعنوان: «كيف يستخدم الإخوان ولجانهم الإلكترونية منصات التواصل الاجتماعى فى نشر الأكاذيب وإثارة الفتن وتأليب الرأى العام؟»:

تستغل الجماعة منصات التواصل الاجتماعى فى تصدير صور زائفة خارجيًا توحى بأن هناك حالة من الغضب والسخط الشعبى العارم داخل مصر ضد القيادة السياسية، وأن الدولة المصرية بجميع أركانها على صفيح ساخن طوال الوقت جراء هذا السخط –المتنامى حسب ادعائهم- من جهة، واستمرار القيادة السياسية والحكومة فى مشروعها –لسحق المصريين على جميع المستويات حسب ادعائهم- من جهة أخرى.

ويتناول التقرير كيف تستغل جماعة الإخوان منصات التواصل الاجتماعى لتحقيق أهدافها، وذلك من حيث: أولًا: الأساليب التى يتم استغلالها من قبل عناصرها ولجانها الإلكترونية، وثانيًا: الأفكار الأساسية التى يجرى ترويجها والضخ المكثف باتجاهها، وثالثًا: الأدوات والشخصيات والمنصات الرئيسية التى يجرى الاعتماد عليها فى هذا الإطار:

 أولاً: الأساليب

1 – الهاشتاجات «الوسومات» والتريند

تعمد عناصر الجماعة الإرهابية من خلال تكوينها لجانًا وخلايا إلكترونية عديدة إلى خلق «تريندات» وهمية على مواقع التواصل الاجتماعى خاصة موقع تويتر، إما للترويج لفكرة ما غالبًا ما تكون رافضة لقرار أو لتصريح من الرئيس مثل هاشتاج «مش من جيبك»، أو للإيهام للمواطنين أن هناك حالة من الغضب العارم التى يجب أن ينضم المواطنون إليها، وأن هناك حشدًا غاضبًا متحققًا بالفعل، ومن ثم إذا ما قرر المواطنون النزول إلى الشوارع استجابة لهذا الحشد الإلكترونى سيمثلون كتلة شعبية كبيرة.

2 – السخرية

تمثل السخرية أداة مهمة ومحورية من أدوات عمل جماعة الإخوان، إذ تعمد اللجان الإلكترونية التابعة لها وكذا المنصات التليفزيونية والرقمية إلى السخرية من كل شىء يتعلق بإدارة الدولة أو بأى إنجاز يتحقق، ومن ثم التسفيه منه ومن أهميته. وهو ما يصل فى النهاية إلى نتيجة لدى المواطنين مفادها أن الدولة لا تفعل شيئًا من أجلهم، وأن كل ما تقوم به أشياء تافهة وسفيهة لا ترقى إلى معالجة أوضاعهم المعيشية والاجتماعية البائسة والصعبة، بجانب هدم هيبة مؤسسات الدولة ورجالات الدولة عبر السخرية والنكات وكسر الكرامة ونشر ثقافة الإعدام المعنوى والترهيب النفسى والاغتيال الثقافى.

3 – اقتطاع التصريحات من سياقها

عبر الصفحات والمنصات واللجان الإلكترونية التابعة لها تتعمد الجماعة دائمًا اقتطاع أجزاء معينة من تصريحات المسئولين الرسميين وفى مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسى لإيصال رسائل مضللة للمواطنين تسهم فى زيادة غضبهم تجاه شخص المسئول أو إزاء قضية معينة. وهو ما يظهر دائمًا على سبيل المثال مع كل حادثة أو أزمة يتعرض لها مرفق السكك الحديدية من خلال إذاعة تصريح مقتطع للرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يتحدث عن أن تطوير سكك حديد مصر ستتكلف 10 مليارات جنيه، وأن هذا المبلغ إذا ما وضع فى البنك بفائدة 10 % فقط سيدر مليار جنيه إضافية. وذلك للإيهام للمواطنين بأن الرئيس فضل وضع الأموال فى البنوك لتدر عوائد وفوائد على أن يتم إنفاقها فى تطوير السكك الحديدية وإنقاذ أرواح المواطنين أو توفير سبل الراحة لهم.

4 – استغلال الملفات التى تمس المواطنين

دائمًا ما تعمل جماعة الإخوان على استغلال الملفات التى تمس حياة المواطنين والتضخيم منها على مواقع التواصل الاجتماعى لتأليب الرأى العام وخلق حالة من الزخم الرافض لبعض القرارات أو السياسات. وهو ما يظهر فى قضايا مثل ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وكذلك ارتفاع أسعار الكهرباء والخدمات الحكومية، وصولًا إلى تصريحات الرئيس حول بطاقات التموين، وخطط الحكومة لإزالة بعض العمارات فى الحى السادس بمدينة نصر، وذلك من خلال بث معلومات مغلوطة فى هذه القضايا والتضخيم منها بشكل يجعل هذه المعلومات المغلوطة هى الأساس المعرفى لدى المواطنين والذى يصعب بعد ذلك تصديق عكسه بعد نفيه من قبل مجلس الوزراء أو الدولة بوجه عام.

وبالإضافة إلى ذلك، تعمد الجماعة الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعى إلى استغلال بعض التجمعات الرافضة لبعض الأمور -مثل تجمع بعض المواطنين الرافضين لهدم منازلهم فى مخططات تطوير مدينة نصر ومنطقة ألماظة مؤخرًا، وكذلك تجمعات العاملين فى مبنى الهيئة الوطنية للإعلام للمطالبة بمستحقاتهم المالية- والترويج لهذه المظاهر بأن الغضب وصل إلى منتهاه، وأن كل هذه التجمعات أو المظاهرات هى مؤشر على قرب حدوث ثورة ضد النظام السياسى فى مصر.

5 – التشكيك فى البيانات والتصريحات الرسمية

تعمل اللجان الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان من خلال صفحات وحسابات متنوعة على مواقع التواصل الاجتماعى على بث الشائعات فى مختلف المجالات، والتشكيك الدائم فى صدق تصريحات المسئولين الرسميين، وكذا التشكيك فى صحة البيانات الرسمية سواء حول الأوضاع الاقتصادية أو حول حجم الإنجاز فى المشروعات التى تنفذها الدولة. مع زعم التناقض بين بعض التصريحات سواء لنفس المسئول أو بين المسئولين وبعضهم البعض؛ وذلك بهدف خلق حالة من التشكيك الشعبى فى كل ما تقوم الدولة، ومن ثم خلق حالة انعدام ثقة بين المواطنين من جهة والمسئولين وأجهزة الدولة من جهة أخرى.

وبالتوازى مع ذلك، يتم التشكيك فى المشروعات القومية التى تنفذها الدولة، وكذا المبادرات التى تطلقها مثل مبادرة حياة كريمة وصندوق تحيا مصر، والتشكيك فى كونهما يستهدفان المواطنين فعليًا، والترويج لأكاذيب بشأنهما، مثل أن صندوق تحيا مصر يتم استخدامه فى غير أغراض الأعمال الخيرية والاجتماعية، وأن مبادرة حياة كريمة هى مجرد مشروع إعلامى غير ملموس وغير متحقق على أرض الواقع إلا فى بعض المناطق القليلة من مجمل المناطق المستحقة.

ثانيًا: الأفكار التى يجرى تسويقها

1 – تدهور الوضع الاقتصادى

تركز المنصات التابعة لجماعة الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعى على الوضع الاقتصادى بشكل كبير جدًا لكونه ملفًا محوريًا يتماس مع حياة المواطنين ومعيشتهم بشكل جوهرى ومباشر. وتعمد الجماعة إلى خلق رأى عام على مواقع التواصل الاجتماع بأن الوضع الاقتصادى فى مصر متردٍ ومتدهور إلى أقصى حد. مع التركيز بشكل ضخم على ملف الديون، والحديث عن أن النظام السياسى المصرى لا يملك أى استراتيجية اقتصادية ولا يملك أى خطط اقتصادية سوى الاقتراض من المؤسسات الدولية والدول الصديقة والشقيقة، وأن هذا هو ما بنى عليه النظام بعد 30 يونيو من خلال المبالغ التى قدمتها الدول الخليجية، وهو أسلوب مستمر حتى الآن. بما يسهم فى ارتفاع الديون بشكل ضخم، وبلوغها نسبة عالية تفوق الناتج المحلى الإجمالى. وذلك للوصول إلى نتيجة مفادها أن الانهيار الاقتصادى لمصر وشيك للغاية، مع الاستشهاد ببعض الملفات المثارة مؤخرًا مثل انخفاض ما تمتلكه البنوك المصرية من عملة أجنبية، واقترابها من الإفلاس.

2 – الدولة لا تهتم بالمواطنين

تركز العناصر التابعة لجماعة الإخوان من خلال منصات التواصل الاجتماعى على خلق حالة عامة من الاعتقاد لدى جموع المواطنين بأن كل الإجراءات التى تتخذها الدولة بجميع أجهزتها وقطاعاتها لا تهدف إلا إلى سحق المواطنين والتحصل على كل ما يملكونه من مدخرات وأموال، والاعتماد عليهم كمصدر أساسى للتمويل إلى جانب الديون. ومن ثم الزعم بأن القيادة السياسية والحكومة تبنى «نجاحاتها الوهمية» على أكتاف المواطنين الذين يتحملون منذ عام 2014 الكثير والكثير من الأعباء دون أى عائد ملموس.

ثالثًا: الأدوات

1 – مذيعو القنوات الإخوانية

تستغل جماعة الإخوان مذيعى قنواتها فى الخارج مثل الشرق ومكملين ووطن والحوار والتليفزيون العربى فى الوصول إلى شرائح أوسع من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعى من خلال إما المتابعين الشخصيين لهؤلاء المذيعين على صفحاتهم وحساباتهم الخاصة، أو من خلال ترويج وتسويق المحتوى المقدم على هذه القنوات من خلال منصات التواصل الاجتماعى.

وتستغل الجماعة فى هذا الإطار مجموعات متنوعة من المذيعين سواء من المقيمين فى إسطنبول أو الدوحة أو لندن مثل معتز مطر وحمزة زوبع وعبد الله الشريف وياسر العمدة وعماد البحيرى وأحمد عطوان وأحمد سمير وسيد توكل وعصام تليمة وأحمد مولانا وأسامة جاويش وأحمد البقرى وأحمد سميح وجمال سلطان. وخاصة أن بعضًا من هؤلاء يمتلكون متابعين على مواقع التواصل الاجتماعى.

2 – الصفحات الإخبارية التى تحظى بمتابعة كبيرة

يعمل عناصر جماعة الإخوان على تسويق أفكارهم ورؤاهم وحتى تأليب الرأى العام المصرى من خلال عدد من الصفحات الإخبارية المعروف أن توجهاتها معادية للدولة المصرية أو تابعة تمامًا لجماعة الإخوان ولكنها فى الوقت ذاته تحظى بملايين المتابعات، مثل «شبكة رصد الإخبارية» وحسابات وصفحات بعض المواقع كـ «عربى بوست – نون بوست – عربى 21 – العربى الجديد -…»… وغيرها. إذ تلعب هذه الصفحات دورًا كبيرًا فى تسويق الرواية الإخوانية للمواطنين بمختلف الأشكال والأساليب وبقوالب متنوعة من الأخبار والفيديوهات المصورة والإنفوجرافات والفيديوجرافات.

3 – صفحات غير سياسية أو دينية

لجأت لجان الإخوان إلى تأسيس صفحات غير سياسية أو دينية، تحمل أسماء تمس التراث الفنى والأدبى والفكرى للشعب المصرى، مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، أو بعض لاعبى كرة القدم المعتزلين المهمين، بالإضافة إلى الصفحات الإخبارية فى مجال الرياضة، حيث لا يزال رهان تنظيم الإخوان على الحماسة الرياضية وتوظيفها فى روابط رياضية تعمل وقت الحاجة ضد الدولة فى إثارة الاضطرابات فى الشارع كما جرى فى سنوات الفوضى ما بين عامى 2011 و2013.

ويدرك تنظيم الإخوان مدى اهتمام الرأى العام بالأخبار الفنية خصوصًا الساعية إلى الإثارة، مثل التركيز على فضائح الفنانين وملابس الفنانات والأعمال الفنية المثيرة للجدل. وتعمل هذه الصفحات لمدة سنوات تحت إدارة لجان الإخوان دون أن تبدى رأيًا أو ملحوظة واحدة فى الشأن السياسى العام، حتى تكتسب مصداقية لدى الرأى العام، وتحصد ملايين المتابعين، وهكذا يصادر التنظيم عملية تدفق الأخبار الفنية والأدبية والثقافية والرياضية لصالح أدواته إلى أن تأتى لحظة الصفر.

ولحظة الصفر عادة ما تكون قضية إخوانية بحاجة إلى تحرك عاجل، حتى لو كان التحرك مجرد صناعة حالة من التعاطف، مثلما جرى مع خبر وفاة محمد مرسى، حيث صدر تكليف فورى لهذه الصفحات بنشر نعى موحد لمرسى، وهكذا وخلال ساعات تم توحيد البث والإرسال عبر ديباجة موحدة بين عشرات الصفحات التراثية والفنية والرياضية والثقافية فى القضية المستهدفة.

ومن حين لآخر تقوم تلك الصفحات بإثارة الجدل حول فنانة بعينها، أو ملابس فنانة، أو قضية أو عمل فنى محدد، والغرض من ذلك ليس إثارة الجدل والفتن والإيحاء بانحراف المجتمع فى غياب الإخوان على الساحة السياسية فحسب، ولكن أيضًا اختبار مدى قدرة تلك الصفحات على التسخين وإثارة الجدل والفتن وجمع البيانات الكافية حول استجابة فئات الشعب المصرى لهذه القضايا.

4 – صفحات متخصصة فى ملفات محددة

يلعب تنظيم الإخوان على فكرة تفكيك ثقة المواطن فى مؤسسات الدولة، ومن ثم طرح أنفسهم كبديل، وبالتالى فإن كل مؤسسة من مؤسسات الحكومة المصرية لها لجان نوعية متخصصة فى ضرب ثقة المواطن بها. ومع بدء جائحة كورونا حدث تحول فى بعض الصفحات التى تقدم خدمات طبية وصحية استشارية عبر وسائل التواصل الاجتماعى، حيث بدأت تتبنى خطابًا عنيفًا وصارمًا ضد وزارة الصحة المصرية وتنشر أكاذيب وشائعات عن ملايين الضحايا ما بين مصاب ومتوفى جراء وباء كورونا، وتشكك فى اللقاحات ومدى قدرة القطاع الصحى فى مصر على الصمود أمام الجائحة.

ولاحقًا اتضح كذب جميع تلك الصفحات، التى مارست النصح الطبى والصحى بوقار واحترافية عبر سنوات، رغم أن هذا الإجراء ليس قانونيًا أو احترافيًا، ولكنها صفحات قدمت خدمة مجتمعية مجانية لسنوات، قبل أن يتضح أنها خلايا نائمة تنتظر ساعة الصفر فى محاولة لإسقاط النظام الصحى لمصر بالتزامن مع أشرس جائحة طبية تمر بها البشرية منذ مئة عام. هكذا تعمل بعض الصفحات على ضرب بعض المؤسسات دون الخوض فى القضايا الرئيسية، أى صفحات تعمل على القضايا الفرعية، عن مشروع الدولة الثقافى أو النشاط الرياضى، عن مؤتمرات الشباب أو مجهودات الدولة فى مكافحة التغير المناخى.. إلخ.

5 – البرمجة الفكرية غير المباشرة

إذا كانت هناك صفحة ناجحة لا يملكها تنظيم الإخوان، يسعى التنظيم إلى دس أحد عناصره فى إدارة الصفحة، ليس مطلوبًا من هذا العنصر التحول بالصفحة من خطابها الخاص إلى الخطاب الإخوانى، ولكن زرع بعض الأفكار غير المباشرة فى خطاب تلك الصفحة لخدمة برمجة فكرية تخدم غرضًا إخوانيًا. مثال لذلك: حينما صنع تنظيم الإخوان تحرك المقاول الهارب محمد على، الذى ادعى أن هناك فسادًا فى بعض المشاريع القومية للدولة المصرية، قامت بعض الصفحات الدينية بنشر آيات قرآنية تحض على رفض الفساد، بينما قامت الصفحات الفنية بنشر صور من أعمال سينمائية مصرية ترفض فساد السلطة، وصولًا إلى الصفحات الثقافية التى راحت تنشر بكثافة فى تلك الفترة اقتباسات من الأدب العالمى ترفض الفساد وتدعو إلى الثورة عليه بالتزامن مع دعوات المقاول الهارب للنزول إلى الميادين.

6 – مجموعات الواتس آب

أصبحت مجموعات تطبيق واتس آب شيئًا أساسيًا فى بيت كل أسرة مصرية، حيث يتم استخدامها للتنسيق بين العاملين فى الشركة الواحدة، أو القسم الواحد داخل الشركة، أو سكان عقار بعينه، أو أولياء أمور فصل دراسى بعينه، أو حتى مجموعة أصدقاء أو مجموعة دراسية. وقد وجد تنظيم الإخوان أن اختراق تلك المجموعات عبر عناصره، سواء المعروفين أو الخلايا الرقمية النائمة سوف يعضد من فكرة نشر الشائعات داخل البيوت، إذ إن الحياة يمكن أن تشغل بعض شرائح المجتمع عن متابعة وسائل التواصل الاجتماعى. وقد لعبت هذه المجموعات دورًا فى محاولة تنظيم الإخوان تشكيل رأى عام مناهض لخطة تحديث وإصلاح التعليم المصرى، إذ إنها كانت المصدر الرئيسى لكل الشائعات التى وجهت لهذه الخطة، بجانب أنها كانت المصدر الرئيسى لجميع الشائعات المتعلقة بوباء كورونا فى المجتمع المصرى.

7 – كتائب يوتيوب

على ضوء عزوف الشباب عن القراءة الورقية وحتى الرقمية، ورفضهم لفكرة المقالات الطويلة والمنشورات التى بها معلومات وأرقام عبر وسائل التواصل الاجتماعى، أطلق تنظيم الإخوان أكثر من منصة رقمية تنتج برامج تليفزيونية عبر منصة يوتيوب بغرض مصادرة الوعى وأخونة التاريخ والسردية السياسية لصالح الرؤية الإخوانية. الملاحظ هو التمويل المرتفع والإنفاق الواضح على كتيبة اليوتيوب التى تبث من قطر وتركيا ولندن بكل حرية، حيث يتم «أخونة المعرفة»، بمعنى أن كل قضية تتعلق بالمعلومات العامة والمعرفة والثقافة، يتم وضع الإخوان بها وجعلهم الطرف المظلوم أو المنتصر، وصياغة القضية بما يتفق مع رؤية الإخوان ويهدم ثوابت الدولة المصرية حتى لو كانت قضية عامة أجنبية وليس للدولة المصرية علاقة بها، ولكن يتم توظيف المعلومة والمعرفة دائمًا من أجل خدم السرديات الإخوانية وتفكيك سرديات الدولة المصرية وتاريخها.

8 – الظهير المدنى للإخوان

الظهير المدنى للإخوان هم شخصيات غير إخوانية تنتمى إلى التيارات السياسية الأخرى، الليبراليين واليسار، أو المجتمع المدنى والتيار الحقوقى، ولكنها تلتزم بالخط الإخوانى وديباجات لجان الإخوان على طول الخط. هذا الظهير المدنى للجماعات الإرهابية يلعب دور تمرير آراء وأفكار تلك الجماعات للرأى العام عبر صفحاته الشخصية الموثقة المتاحة مجانًا من خلال منصات التواصل الاجتماعى.