الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

(Step Forward) تطرح قضايا المرأة المعاصرة برؤية أزهرية: الذكورية.. وظلم المرأة فى الميراث أبرز شبهات الغرب عن المرأة

فى إطار خطته الرامية لتعريف المجتمعات الغربية بالصورة الصحيحة عن الإسلام، التى تتبناها مؤسَّسة الأزهر الشريف، أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف العدد الثانى من مجلته باللغة الإنجليزية «Step Forward» تحت عنوان «نظرة على المرأة». 



وتناول هذا العددُ عدةَ قضايا خاصة بدور المرأة فى تقدُّم المجتمعات وتطورها، وذلك عبر إبراز المكانة الكبيرة التى منحها الإسلام للمرأة، فضلًا عن مناقشة العديد من المسائل مثل ميراث المرأة وحقوقها المالية وغيرهما.

كما عرضت المجلة نماذج من نساء مُلهمات لعبن أدوارًا فاعلة فى تقدُّم مجتمعاتهن وتقلدن أرفع المناصب الرسمية بها. ومن هذه النماذج الدكتورة عزة كرم رئيس مجلس الأديان العالمى، التى تحدثت عن رحلتها التى أثمرت عن تقلدها لرئاسة واحدٍ من أهم مراكز الأديان فى العالم، وذلك خلال حوار أجرته المجلة معها لتسليط الضوء على نجاحاتها ودورها البارز عالميًا.

وتُعد مجلة «Step Forward» أحد إصدارات مرصد الأزهر العالمى النوعية المقروءة، وهى مجلة فكرية إنسانية تستهدف منذ لحظة انطلاقتها الأولى مواكبة القضايا المطروحة على الساحة العالمية؛ خصوصًا  فى سياق الدول الناطقة باللغة الإنجليزية، من خلال الإجابة عن التساؤلات الفكرية الرائجة فى تلك الدول وتقديم عدد من الرسائل التوعوية المبسطة لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام بالإضافة إلى طرح عدد من مقالات الرأى لشخصيات بارزة من مختلف الجنسيات.

 المرأة المسلمة 

وعن طبيعة العدد الثانى للمجلة وسبب اختيار قضايا المرأة المعاصرة فى العدد الثانى من مجلة «Step Forward»، الذى حمل عنوانها «المرأة المسلمة وخدمة الإنسانية والإسلام»، أوضح المرصد أن هذا الاختيار يأتى تطبيقًا لرسالة الأزهر التى أولت عناية فائقة برصد ومتابعة جميع القضايا المتعلقة بالمرأة؛ ومن ثم العمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة المثارة حول واجبات المرأة وحقوقها على الصعيد الأسَرى والمجتمعى وإبراز أهمية دورها بالمجتمع.

وقد استعرض المقال الافتتاحى للعدد الحديث عن الإسلام والإنسانية، موضحًا أن علماء المسلمين على مَرّ العصور أولوا عناية خاصة بقضايا المرأة لبيان مكانتها فى الدين الإسلامى بما يحفظ لها حقها؛ دينًا ودُنيا. 

وتحت عنوان «الإسلام والمرأة: نظرة تحليلية نقدية»، يناقش المقال الأول للمجلة وضع المرأة فى ظلال الثقافة الإسلامية من خلال الإجابة على عدد من التساؤلات الفكرية الرائجة، منها على سبيل المثال لا الحصر: ما يجول فى خاطر غير المسلمين من أن الإسلام دينٌ ذو نظرة ذكورية يقمع المرأة.

ويتناول المقال مدى تكريم الإسلام للمرأة، ويتضح ذلك من خلال أن القرآن يتضمن سورة كاملة من طوال السور تتحدث عن المرأة وحقوقها وواجباتها تسمى سورة «النساء» وسورة أخرى تحمل اسم السيدة «مريم» البتول.

 كما يطرح تساؤلًا آخر حول الزعم بأن الإسلام قد ظلم المرأة فى الميراث بجعله نصيب الذكر مثل حظ الأنثيين، موضحًا أن هناك أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل وحالات أخرى أضعاف هذه الحالات الأربع ترث فيها المرأة مثل الرجل تمامًا، بالإضافة إلى حالات عَشْر أو تزيد ترث فيها المرأة أكثر من الرجل- ما يعنى أن هناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل، أو أكثر منه، أو ترث هى ولا يرث نظيرها من الرجال، فى مقابل أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل. 

كما تناول المقال الحديث عن المنظور الغربى والاستشراقى عن المرأة، مشيرًا إلى زعمهم إنقاذ المرأة وتحريرها، وموضحًا مدى إنصاف الإسلام للمرأة كونه أعطاها حقوقها كاملة غير منقوص قبل قرون من اعتراف الحضارة الغربية بالمرأة وحقوقها الإنسانية. 

 نساء مُلهمات 

وتحت عنوان «نساء مسلمات مُلهمات: حليمة يعقوب نموذجًا»، أوضح مقال لمرصد الأزهر أنه فى ظل ما يروج إليه عدد ليس بالقليل من مفاهيم مغلوطة حول النساء المسلمات وقمع الدين لهن كان لزامًا تسليط الضوء على عدد من النماذج المضيئة حول العالم لبيان مدى سماحة الدين ودعمه للإنسانية بشكل عام والمرأة بشكل خاص. ليتناول المقال الحديث عن إحدى الشخصيات المسلمة المؤثرة فى عالمنا المعاصر وهى رئيسة دولة سنغافورة الدكتورة حليمة يعقوب، من حيث نشأنها وتعليمها وحياتها العملية ودورها العالمى المميز، الذى وصفه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب بأنه نجاح لكل المسلمات حول العالم ودليل حى على مدى قدرة النساء على الإسهام فى الارتقاء بالمجتمعات.

وفى لقاء حوارى مع د.عزة كرم- أمين عام منظمة أديان من أجل السلام، تم التعريف بالسيدة المصرية التى تقلدت منصب أمين عام منظمة أديان من أجل السلام لتصبح بذلك على رأس إحدى أكبر قمم الحوار بين الأديان فى العالم، وأثر عملها كمستشارة ثقافية سابقة فى صندوق الأمم المتحدة على مجال حوار الأديان وبيان دور الثقافة والدين من أجل الارتقاء بالمجتمعات وبناء جسور التفاهم المشترك والإشارة إلى دور سلوك المسلمين ومعاملاتهم فى تغيير الصورة النمطية المغلوطة المأخوذة، موضحة أن التحلى بالتواضع مع الآخر والاعتراف بالتنوع الدينى وتقديره من أبرز السمات التى تدل على سماحة الدين واحترامه للآخر وتقديره له من منظور إنسانى.

ليحمل مقال آخر عنوان «الحياة الاجتماعية للمرأة تحت وطأة داعش»، ويتناول الحديث عن معاناة المرأة فى ظل تنظيم داعش الإرهابى والإقصاء الاجتماعى والتهميش الذى تعانيه فى ظل فكر إرهابى بغيض يُلبس الحق بالباطل ويزيف الحقائق لإغواء النساء باتباعه إلى أن يتبين لهن حقيقة الأمْر بعد فوات الأوان وقد أقحمن فى عمليات إرهابية/ تفجيرية/انتحارية لا طاقة لهن بها. 

 زواج القاصرات 

وفى مقال بعنوان «حُكم زواج القاصرات» تم الحديث عن ظاهرة زواج القاصرات فى عدد من المجتمعات، موضحًا أنها ظاهرة تتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية والحكمة من الزواج؛ بل إنه بمثابة جريمة فى حق تلك الفتيات؛ فهن لسْنَ قادرات بَعد على تحمُّل مسئولية الحياة الزوجية ومتطلباتها المادية أو المعنوية اللازمة لاستمرارها، ما يتسبب فى إحداث أضرار بالغة ومفاسد لا حد لها على الصعيد المجتمعى ككل.

 وفى مقال بعنوان «لِمَ لا يحق للمسلمة الزواج من غير المسلم؟»، ناقش المرصد علة تحريم زواج المسلمة من غير المسلم، موضحًا أن المسلم يتزوج من غير المسلمة- من أهل الكتاب لأنه يؤمن بكل الأنبياء جملة وتفصيلًا ودينه يأمره بتمكين زوجته غير المسلمة من أداء شعائر دينها ويمنعه من إهانة مقدساتها؛ لأنه يؤمن بها؛ ولذا فإن المودة غير مفقودة فى زواج المسلم من غير المسلمة، بخلاف زواج المسلمة من غير المسلم، فهو لا يؤمن بنبيِّها ولا يأمره دينه بتمكين زوجته المسلمة من أداء شعائر الإسلام أو احترام مقدساتها؛ ولذا فإن المودة مفقودة فى زواج المسلمة من غير المسلم؛ ولذا منعه الإسلام.

كما تناول مقال آخر بعنوان «حرية التعبير فى الإسلام» ضوابط حرية التعبير فى ظل الشريعة الإسلامية، موضحًا أن ضابط الأمر مراعاة المصلحة العامة واحترام كرامة الإنسان ومنع الإضرار بالغير، مع كفالة حق الاجتهاد. ليليه مقال آخر فى الصدد ذاته بعنوان «التنوع ومآلاته من منظور إسلامى»، ليؤكد على إعلان الأزهر مفهوم المواطنة «بديلًا عن مصطلح الأقليات وإقرار المساواة بين مختلف الفئات والطوائف باعتبار الحقوق والواجبات للحفاظ على نسيج المجتمع وأمنه وأمانه». 

ليُختتم العدد بذكر عدد من الحملات التوعوية المصورة تحت شعار «نساء مُلهمات حول العالم»؛ حيث تم تسليط الضوء على عدد من النساء المسلمات حول العالم لبيان مدى عِظم إسهاماتهن فى مختلف المجالات، منهن: أ.دعبلة الكحلاوى، والطبيبة والناشطة الحقوقية الصومالية حواء عبدى، والناشطة الباكستانية الحائزة على جائزة نوبل ملالا يوسفزى، وأمين عام المجلس الإسلامى البريطانى زارا محمد، وأول عمدة مسلمة لمدينة بورتلاند بولاية ماين الأمريكية ديكا دالاك. كما استعرض العدد حملة أخرى بعنوان «قالوا عن المرأة»، وهى حملة تهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن المرأة، بالإضافة إلى حملة «مستشرقات: المرأة فى ظلال الإسلام»؛ حيث تناولت الحملة آراء عدد من المستشرقات حول نظرة الإسلام للمرأة ومدى إنصافه لها.