الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأوروبيون يستعدون لظلام تام وغرامات على المخالفين إجراءات «شد الحزام».. أوروبا تتقشف لمواجهة الأزمات الاقتصادية

لجأت العديد من دول أوروبا إلى تطبيق إجراءات تقشف غير مسبوقة، من أجل مواجهة الأزمات الاقتصادية المتتالية نتيجة اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية. ويرى خبراء أن معاناة المواطنين بسبب أزمات متتالية بدءا من وباء كورونا حتى الحرب، قد تسهم فى اندلاع احتجاجات غير مسبوقة قد يصعب السيطرة عليها. 



 

اضطرّت بعض الدول الأوروبية إلى توفير استهلاك الغاز والكهرباء عبر فرض قيود جديدة على الاستهلاك، وفرض غرامات على المخالفين لتلك القيود.

وسيؤثر التقشف فى استخدام الطاقة على مجموعات سكانية مختلفة، وسبق أن أبلغ الاتحاد الأوروبى الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة بضرورة خفض استهلاك الغاز بنسبة 15 ٪.

 ظلام ألمانى 

وفقا لقناة «دويتش فيله» الألمانية، بدأ عدد من المدن الألمانية تشكيل خلايا أزمة استعدادًا لمواجهة أزمة محتملة فى الطاقة، حيث قامت السلطات بإطفاء أنوار معالم المدن وتخفيض الإضاءة بالشوارع بدأت تدابير تخفيض الاستهلاك وتزداد بوضوح الحاجة إلى مستشارين فى مجال توفير الطاقة.

وفى مدينة كولونيا الألمانية، التزمت السلطات بإطفاء الأنوار ليلا عن أكثر من 130 مبنى ومعلمًا داخل المدينة، فضلا عن تعتيم أضواء الشوارع بمقدار النصف بدءًا من الساعة 11 مساءً، حيث توفر المدينة فى الإضاءة من أجل تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 15 فى المائة، كما هو محدد من قبل الاتحاد الأوروبى.

كما ستكون حمامات السباحة أكثر برودة وأجهزة الكمبيوتر مطفأة، وفى فصل الشتاء، ستكون تدفئة المكاتب حتى 19 درجة فقط وليس 23 درجة. أما الماء فسيكون أكثر برودة بشكل ملحوظ فى حمامات السباحة والصالات والمنازل. لكن مدنًا أخرى فى ألمانيا ستغلق حمامات السباحة والأنشطة الليلية لمنع استخدام الكهرباء، وقد فعلت ذلك بالفعل، كما يُطلب من الموظفين يوما بعد يوم توفير الطاقة واستخدام الدراجات بدلا من السيارات.

من جانب آخر، أعطى وزير الاقتصاد روبرت هابيك إشارة البداية فى ألمانيا لتوفير الطاقة وأقسم للسكان بأن فصلى الخريف والشتاء قد يكونان أصعب، ووجه نداء قائلا: تقليل الاستحمام، خفض درجة حرارة التدفئة وعدم استخدام مكيفات الهواء للتدفئة ولا للتبريد، وأن يكون الاستحمام لمدة خمس دقائق كحد أقصى، ويفضل أن يكون ذلك باستخدام رأس دش موفر للمياه. وفقًا للاستطلاعات، فهم الألمان المطلوب، سواء كان ذلك لإرسال إشارة ضد الحرب الروسية، أو خصوصا قبل كل شىء حماية لمحافظ نقودهم الخاصة، فوقت الاستحمام الآن صار أقصر أو المياه أكثر برودة، ويفصلون بشكل متزايد هواتفهم المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم ويستبدلون طبق المعكرونة فى المساء بوجبة خفيفة.

 ترشيد الصناعة 

وبدأت إيطاليا هذا العام «عملية الترموستات» لخفض مستوى التدفئة والتبريد فى المدارس والمبانى العامة، قبل أن تقدم ألمانيا وإسبانيا على خطوات مشابهة.

كما وضعت إيطاليا خطة لتقليل استهلاكها من الطاقة، فى خضم أزمة تعيشها أوروبا على وقع توقف تدفقات الغاز القادمة من روسيا، بعد أشهر من الحرب التى تشنها على أوكرانيا.

وقال مسئول كبير بوزارة التحول البيئى فى إيطاليا إن الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة فى البلاد بدأت تعدل إنتاجها لترشيد استهلاك الطاقة، فى الوقت الذى تواجه به صعوبات بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة.

وقال ماسيميليانو أتيلى الذى يرأس لجنة الوزارة التى تقيم الأثر البيئى للمحطات الجديدة للطاقة المتجددة: «هناك قطاعات صناعية كاملة، مثل صناعة الزجاج والمعلبات، بدأ الترشيد فيها فى شكل ترشيد ذاتى، وإن كان بصمت».

وأضاف: «لكن هذا لا يخلو من التكلفة، لأنه فى اللحظة التى يتباطأ بها الإنتاج يجب أن نفكر فى أولئك الذين يعملون فى تلك الصناعات».

أما فى إسبانيا فقد بدأ رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، بتوفير الطاقة من خلال تقليل درجات برودة مكيفات الهواء. متخليا فى ذلك عن ربطة عنقه لشعور أقل بالحرارة المرتفعة طالبا من الوزراء والعاملين فى المكاتب أن يحذوا  حذوه من أجل المساعدة فى توفير الطاقة.

وطلب رئيس الوزراء الإسبانى من الشركات السماح للموظفين بالعمل بدون رابطات للعنق أو ملابس تغطى الرقبة حتى يتمكنوا من تقليل برودة مكيفات الهواء مما يساهم فى توفير الكهرباء وتقليل الاستهلاك.

ومن شأن ارتداء ملابس خفيفة وعدم ارتداء حلات رسمية وربطة عنق، أن يساعد فى تقليل الشعور بدرجات الحرارة المرتفعة، وبالتالى يحد من الحاجة إلى تشغيل المكيفات ببرودة مرتفعة مما يتطلب استهلاكا أعلى للكهرباء.

 تقليل فاتورة التدفئة

وأعادت فرنسا إطلاق حملة لمنع إهدار موارد الطاقة تم تنفيذها لأول مرة فى السبعينيات، وقالت إنه يجب على المتاجر التى تستخدم الثلاجات خلال فصل الصيف أن تغلق أبوابها، وإلا ستضطر لدفع غرامة.

وقال وزير الاقتصاد الفرنسى «يتعين علينا الاستعداد الآن لمعركة التنظيم والتقنين والتقشف وخفض الاستهلاك.. علينا الآن اتخاذ القرارات»

وأكد «نحن نواجه أزمة طاقة يمكن أن تولد تبعات كبيرة للغاية على حياتنا اليومية وعلى فرص العمل وعلى أداء شركاتنا وعلى الأداة الصناعية الفرنسية».

كما بدأت بلدة فى شمال فرنسا فى استخدام حلول مطورة للتغلب على أزمة الطاقة من خلال استخراج الغاز من المناجم.

وتستخرج بلدة بيتون، شمال فرنسا، غازًا قابلًا للاشتعال، والذى كان يشكل كابوسًا لعمالها سابقا، لكنه أصبح مكسبًا فى الوقت الحالى فى إطار التحول البيئى والأزمة الحالية. 

ويخطط البعض لتركيب ألواح شمسية لتحل محل النفط والغاز كمصدر للطاقة، بينما يفكر البعض الآخر فى الاعتماد على الفحم.

 خسائر أمريكية

ووفقا لتقارير بنوك استثمار عالمية منها جولدمان ساكس، انخفضت أرباح الشركات فى أمريكا بسبب عمليات «التقشف» التى لجأ إليها المستهلكون فى جميع دول العالم حيث أشارت التقارير الأولية إلى أن إجراءات «شد حزام» من جانب المستهلكين ستؤثر على أرباح الشركات، ما يشكّل خطرًا أكبر على الأسهم الأمريكية من عمليات البيع من قبل الأسر الأمريكية.

وقال خبراء اقتصاديون إن شركات التجزئة مثل «تارغت» و«ولمارت» بالغوا فى تقدير طلب المستهلكين فى بعض فئات البضائع العامة، ويقومون الآن بتقديم خصومات للتخلص من المخزون الفائض.

وأضاف تقرير بنك جولدمان ساكس أن إنفاق المستهلك المتراجع يمثل تهديدًا لأرباح الأسهم التقديرية للمستهلكين ومجموعة صناعة السيارات على وجه الخصوص، حيث انخفضت أسعار السيارات المستعملة بنسبة 6 % منذ يناير، فى إشارة إلى أن الطلب على السيارات بشكل عام قد يتعثر، كما يبدو أن التوقعات التى تجمع على نمو مبيعات الصناعة بنسبة 13 % فى عام 2023 متفائلة بشكل غير واقعى.