مدرسة الكاريكاتير.. بهجت «رئيس بهجاتيا العظمى»

من أحَب وأقرب فنانى الكاريكاتير إلى قلبى الفنان الاستثنائى والفذ «بهجت عثمان»، أحد مؤسِّسى المَدرسة المصرية الحديثة للكاريكاتير فى مؤسسة «روزاليوسف» مع رفاق دربه من الجيل الثالث لرسامى الكاريكاتير المصريين الذى ضم «صلاح جاهين وحجازى وإيهاب شاكر وجورج البهجورى ومحى اللباد وصلاح الليثى وناجى كامل ورجائى ونيس»؛ نجوم مدرسة «روزاليوسف» الكاريكاتيرية فى الخمسينيات و الستينيات من القرن العشرين وهو الجيل الذى يلى جيل عبدالسميع وزهدى....

بهجت عثمان،أو «بهاجيجو» (1931-2001) من أهم وأشهَر رسامى الكاريكاتير فى مصر والوطن العربى، فهو رسام كاريكاتير بكل ما تحمله الكلمة من معنى،رسام صاحب موقف ووجهة نظر فى الحياة و له القدرة على نقد الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية بما يفوق الكتابات الصحفية من خلال رسوماته الكاريكاتيرية اللاذعة التى تهاجم الديكتاتورية والاستبداد فى العالم العربي..

عمل الفنان الكبير بهجت عثمان ابن مؤسسة «روزاليوسف» وأحد اكتشافات الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس فى مجلات روزاليوسف وصباح الخير والمصور وصحيفة الأهالى «التى تصدر عن حزب التجمع» وجريدة السفير اللبنانية، ومجلات الأطفال: سمير وماجد والعربى الصغير، كما أصدر الفنان كتبًا عديدة أبرزها: «بهجاتوس رئيس بهجاتيا العظمى» و«حكومة وأهالى» و«ديوان بهاجيجو»..

انضم «بهجت» إلى كتيبة فنانى الكاريكاتير فى مدرسة «روزاليوسف» فترة الخمسينيات ليعمل فى مجلتى روزاليوسف وصباح الخير، وفى عام 1964 ترك الفنان الكبير روزاليوسف ليعمل فى دار الهلال بدعوة من صديقه الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين ونشر رسومه الكاريكاتيرية فى مجلات المصور والكواكب وحواء، وفى السبعينيات، حينما أعلن رفضه لمعاهدة السلام قرّر الفنان الكبير التوقف عن رسم الكاريكاتير وسافر إلى الكويت للعمل بها ليعود مرة أخرى فى الثمانينيات ويلتحق بصحيفة الأهالى التى تصدر عن حزب التجمع 1987..

تناول بهجت عثمان قضية الديكتاتورية فى العالم العربى من خلال كتابه الأشهَر «بهجاتوس رئيس بهجاتيا العظمى»؛ حيث رسم نفسه فى هيئة الديكتاتور فى أغلب رسوم الكتاب، فبهجاتوس يمثل أى ديكتاتور مستبد وفاسد يهوى التحكم والقمع والاستغلال، وتعتبر هذه الشخصية من أهم شخصيات بهجت الكاريكاتيرية التى أضافت لمكتبة الكاريكاتير المصرى والعربى..

فى سنواته الأخيرة قرر «بهجت» التوقف عن رسم الكاريكاتير للكبار بشكل نهائى واتجه للرسم للأطفال بكامل طاقته، وقد قال عن اتجاهه إلى دنيا الأطفال: «إن توجهى شبه الكامل نحو رسومات الأطفال تمثل ما بقى فى داخلى من أمل و تفاؤل، وهى محاولة لتغيير الشعارات، فنحن كجيل رغبنا بتغيير العالم نحو الأفضل، وكان شعارنا الدائم هو نحو عالم أفضل ورحنا نعمل وننتظر هذا الغد، ولكنه لم يأتِ، وفى تجربتى مع الأطفال غيرت الشعار إلى نحو بعد غد أفضل»..

كان الفنان الكبير بهجت عثمان يرسم بروح طفل صغير بأسلوب سلس وبسيط قريب من تلقائية وعفوية رسوم الأطفال، رسوم من دون «فذلكة» أو استعراض عضلات فنية، تدخل القلب بسهولة..وتتذكرها أيضًا بسهولة.