الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد أكثر من عشرة أعوام: (الضاحك الباكى).. يحكى تاريخ مصر بعيون «الريحانى»

«سأبكيكم من كتر الضحك» مقولة للفنان الكبير الراحل «نجيب الريحانى»، الذى استطاع أن يقدم الكوميديا السوداء فى أفضل صورها كما عرفتها السينما المصرية.. فالضحك على الهموم والمشاكل من أكثر رسائل السينما التى تصل للقلب وتعلق بالأذهان، مما جعل «الريحانى» من أكثر فنانى عصره تأثيرا فى أجيال عديدة من الجماهير ليس فقط بالسينما ولكن بمسرحه العريق والذى لم يتسن للأجيال الحالية مشاهدته.. أيضا استطاع أن ينشئ لنفسه مدرسة خاصة فى الفن والتى تقرب من خلالها من رجل الشارع العادى.



ورغم أهمية سيرة الريحانى إلا أن مسلسل (الضاحك الباكى) الذى يتناول تلك السيرة، تعرض للتعطل لمدة تزيد على عشر سنوات، ما بين اختلاف وجهات النظر وما بين صراعات من السيدة الأجنبية التى ظهرت وادعت أنها ابنته، وما بين عدم تحمس شركات الإنتاج المختلفة لإنتاج عمل ضخم ويحتاج لبناء ديكورات لحقبة بدايات القرن العشرين. حتى توارى المشروع خلف جدران الزمن، ليفاجأ الجمهور بعودته مرة أخرى للحياة وبدء تصويره بشكل فورى.

 4 نجوم ومحاولات لإحياء السيرة

انطلق تصوير العمل منذ ما يقرب من شهر، ولكن قبل ذلك كانت هناك عدة محاولات لإتمام العمل، كانت بدايتها قبل ثورة يناير 2011 بأشهر قليلة عندما أعلن قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى تولى مسئولية إنتاج المسلسل الذى كتبه المؤلف «محمد الغيطى»، وتم إسناد مهمة إخراجه للقدير «د.مجدى أحمد على» ليبدأ بالفعل فى التحضير ووضع الأسماء المرشحة وفقا للنجوم المتعاقدين مع ماسبيرو وقتذاك.. ليقف العمل تماما بسبب توقف الإنتاج بالقطاعات الحكومية مثل مدينة الإنتاج الإعلامى وشركة صوت القاهرة وقطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى بطبيعة الحال. 

وبعدها بفترة وجيزة عرضت إحدى الشركات العربية إنتاج العمل على مؤلفه، وتم بالفعل اختيار المخرج «محمد أبو سيف» لتقديمه، وهو بدوره قام بمعاينة أماكن التصوير فى البلدان العربية المختلفة، وأيضا قام بترشيح النجم السورى «عابد الفهد» لتقديم شخصية الريحانى، بينما رشح الكثير من النجوم فى الأدوار المختلفة. واختفت شركة الإنتاج العربية فى ظروف غامضة ولم يتم البدء بالعمل رغم التحضيرات التى قام بها فريق العمل من معاينات وترشيحات وتدريبات.

انتهى الحديث حول العمل لعدة سنوات، ليعود مجددا على الساحة برعاية المخرج «عصام شعبان» بعد تعاقده مع إحدى شركات الإنتاج المصرية الخاصة، وبعدما تم ترشيح الفنان «نضال الشافعى» لتقديم الدور والتعاقد مع عدد كبير من الفنانين منهم السورية «صفاء سلطان» و«هالة صدقى» وغيرهم.. وبعد تأجيل التصوير لمدة 4 سنوات توقف العمل لأجل غير مسمى فى 2020. ليقرر «الغيطى» طرح العمل كرواية فى العام الماضى.

 تحمس المتحدة

فى سرية تامة تعاقد المخرج الكبير «محمد فاضل» على العمل، ليتم نشر أخبار عن بدء تصويره فى ديكورات متفرقة بمدينة الإنتاج الإعلامى. وعن كواليس عودة العمل للنور قال الكاتب «محمد الغيطى» لـ«روزاليوسف» أنه وجد أحد الأصدقاء متحمسا لعرض العمل على اللجنة الفنية المتواجدة بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتى لا تعرف علاقات أو وساطة، وأقرت اللجنة أن العمل يستحق التنفيذ ومن ثم بدأت إجراءات التعاقدات والترشيحات للفنانين.

وأضاف «الغيطى» مؤكدا أنه قام بإجراء تعديلات عديدة على سيناريو المسلسل وإضافة عناصر جديدة كل فترة ليتناسب العمل مع شروط الإنتاج.. وقال: «فى المرحلة الأخيرة قمت بعقد جلسات عمل مع المخرج محمد فاضل للوقوف على تفاصيل العمل وتفاصيل الشخصيات وقمت بإعادة الصياغة لتتناسب مع مدة عرض الحلقة الواحدة، خاصة أن مدة العرض القديمة كانت مختلفة عن الوقت الحالى لاختلاف سوق الإعلانات وغيرها من الأمور».

وعن المصادر التى استعان بها «الغيطى» فقال أنه قام بدراسة جميع جوانب حياة «الريحانى»، مستعينا بكل ما كتب عنه وعن مسرحه من مقالات نشرها «بديع خيرى» بقلمه، للمذكرات التى كتبها «الريحانى» بخط يده وتم نشرها على حلقات فى مختلف الصحف، وأيضا استعان بكل الحوارات الصحفية والإذاعية التى تحدث بها «الريحانى» عن نفسه. وهناك أيضا مقالات كتبت عن مسرحه وتاريخه واكتشافه لعدد كبير من زملائه ليقدم المسرح الغنائى وغيرها من الأنماط المختلفة.

وعن موضوع «ابنة الريحانى» الذى انتشر فى السنوات الماضية يقول «الغيطى»: «هذه امرأة كاذبة وهى ابنة طليقته الأجنبية وادعت أنه أبوها.. بينما الريحانى اعترف بنفسه بأنه عقيم.. ولذلك لن نطرح بالعمل سوى الحقائق حول هذا الرجل بكل تفاصيل حياته وتفاصيل الواقع المصرى فى هذه الفترة.. ولم أتعرض لهجوم من ورثة المشاهير الذين تم ذكرهم بالعمل، وبشكل عام أنا لدى جميع حقوق الملكية الفكرية وحصلت منذ بداية المشروع على موافقة الرقابة على المشروع لأن به مصادر موثوق بها».

 ديكورات لملامح مصر التاريخية

يعمل فريق عمل المسلسل فوق الـ15 ساعة يوميا، خاصة أنهم يرغبون فى إنهاء التصوير أوائل أكتوبر على أقصى تقدير وفقا للخطة الزمنية المتفق عليها مع المخرج «محمد فاضل».. والذى قال إنه قبل إخراج هذا المسلسل والعودة به بعد غياب سنوات عن السوق الدرامى، لأنه سيرة أحد أهم رموز الفن المصرى، وأيضا لأنه يتناول حقبة مهمة فى تاريخ مصر فى بدايات القرن ومرورا بثورة 1919.. مؤكدا فى تصريحاته لـ «روزاليوسف» انه بدأ العمل على المسلسل منذ نقطة الصفر، وأن أكثر التحديات التى قابلها هو غياب المعالم التاريخية لمصر فى تلك الفترة حيث قال: «المشكلة التى تقابلنا دوما فى التصوير هى عدم توافر الأماكن الخاصة بالتصوير والتى تحمل طابع مصر فى هذه الفترة الزمنية، حتى المسارح والأماكن التاريخية لم تعد موجودة مما دفعنا لبناء عدد كبير من الديكورات داخل مدينة الإنتاج الإعلامى، رغم أننى كنت أود تصوير بعض المشاهد بالأماكن الطبيعية لها ولكن للأسف تكلفة العمل زادت بسبب بناء ديكورات كاملة لمناطق مصر القديمة بملامحها».

وقد اختار «فاضل» عددًا كبيرًا من الفنانين للمشاركة بالعمل ومنهم القديرة «فردوس عبدالحميد» لتقديم دور والدة الريحانى، و«مصطفى شوقى» لدور «سيد درويش» و«محمد سليمان» بدور «استيفان روستى» و«رزان مغربى» بدور «بديعة مصابنى» والفنانة الروسية «يانا» بدور «لوسى» خطيبته، بالإضافة إلى الفنانة «نجوى فؤاد» والمطربة «سولا عمر» وغيرهم.. بينما قام «فاضل» باختيار النجم «عمرو عبدالجليل» لدور «نجيب الريحانى»، وذلك لتوافق روحهما الساخرة حسبما قال.

حيث أضاف: «لم أختر عبدالجليل وفقا للتوافق الشكلى ولكن لتوافق روحه الساخرة مع الريحانى، فهو من أكثر الشخصيات قربا له حتى فى رد فعله وملامحه، فأهم شىء فى الفنان هى روحه. ولن نستعين بفنان آخر لتجسيد دور الريحانى بشبابه وسنعتمد على أدوات المكياج».

وقال «فاضل» أنه اتفق مع شركة الإنتاج على جدول زمنى للانتهاء من تصوير المسلسل وتسليمه أواخر سبتمبر الجارى أو أوائل أكتوبر على أقصى تقدير، نافيا معرفته بموعد عرض العمل على الفضائيات إذا كان بالموسم الرمضانى أم سيتم عرضه قبله. مؤكدا أنه يرفض عرضه على المنصات الإلكترونية لأنه لا يتناسب مع جمهور المنصات وطبيعته تتطلب عرضه على القنوات التليفزيونية.