الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تناقضات «أحمد سعد» التى صنعت نجاحه!

النجاح الكبير الذى وصل إليه «أحمد سعد» فى السنوات الثلاث الأخيرة، والذى جعل كل أغانيه تتصدر «تريندات» مواقع التواصل الاجتماعى والتيك توك واليوتيوب. ولمعرفة سر ذلك، يجب أن نعود إلى مراحل البدايات لأنها السبب الرئيسى فيما وصل إليه، خاصة أن «سعد» فى بداياته قام بكل القرارات الخاطئة، ولكن سبحان الله، كل قراراته الخاطئة هى التى شكلت نجاحه الآن!



كيف؟ سأقول لكم فى السطور التالية:

«أحمد سعد» بدأ الفن كملحن مع الميجا ستار «راغب علامة»، فى أغنية (طب ليه)، وحقق بها «راغب» نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وكان من المفترض أن يقوم «سعد» باستكمال أعماله كملحن، ليبنى شعبية ويكون علاقات قوية مع الوسط الغنائى تمكنه فيما بعد من إنشاء مشروعه الخاص، كما فعل كل الملحنين المتواجدين على الساحة حاليًا، وهو انتقالهم من التلحين فقط إلى التلحين والغناء مثل «عمرو مصطفى، رامى جمال، تامر عاشور، تامر على»، ولكن «سعد» ابتعد عن التلحين ولم يكون علاقات.

أول ألبوماته كان فى 2003، بعنوان (أشكى لمين)، والأغنية التى حملت اسم الالبوم كانت «فلامنكو» على الطريقة الإسبانية، وبها حقق بعض الانتشار «المحدود»، ساعده فى ذلك انتشار الإذاعات المتخصصة فى عرض الأغانى على الراديو، وقنوات الأغانى على الفضائيات، وبعد فترة من نزول الأغانى المنفصلة وغياب عن النجاح الجماهيرى بإصدارات لا تؤثر مع الناس، سلبًا أو إيجابًا.

وبعد 4 سنوات من أول البوم، يعود بأغنية فيلم (الشبح)، بلمحة موسيقية من أغانى «الروك» على مستوى التوزيع، فلم يستمر مثلًا فى «الفلامنكو» الذى ظهر به! وفى نفس العام 2007 يعود للألبومات الغنائية بـ (وحشتنى عيونك)، وتكون أنجح أغانى الألبوم «أنانية» أغنية درامية، مختلفة عن «الفلامنكو فى أشكى لمين»، و«الروك فى سألت نفسى»، وهو ما يجعلنا فى حيرة عن الهوية الموسيقية التى ينتمى إليها «أحمد سعد».

ومن بعدها ابتعد «سعد» عن تقديم الألبومات بشكل منتظم، ولو قمنا بمقارنة عدد ألبوماته مع أبناء جيله سنجد ترتيب «سعد» فى المؤخرة، وهو نظريًا أمر خاطئ، مثل القرارات الخاطئة «نظريًا» التى اتخذها قبل ذلك.

وبعدها يقدم «سعد» مجموعة من التجارب الغنائية المختلفة كليًا عن النوعية التى كان يقدمها، وينصب تركيزه على أغانى الأفلام والمسلسلات، وقراراته المتناقضة المتمثلة فى إعادة إحياء أغانى «الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم»، أو أنه يغنى من كلمات «جمال بخيت» فى فيلم (دكان شحاتة)، وهذه الأغانى لا تنتمى لنوعية أغانى البوب التى بدأ بها مشواره الغنائي! وهو ما يجعلنا فى مأزق حقيقى فى تصنيف المشروع الغنائى لـ«أحمد سعد» طوال هذه الفترة.

وأثناء المراجعة لمشوار «أحمد سعد» الغنائى سنجده مليئًا بالتناقضات غير المنطقية، فهو على سبيل المثال قدم ديو مع واحد من رموز الغناء الكلاسيكى «هانى شاكر»، وفى الوقت ذاته قدم أغانى مع أعداء هانى شاكر «على المستوى الفنى»، مثل «حسن شاكوش»، و«عمر كمال»! والغريب أنه نجح فى كل هذه التجارب!

وعندما أصبح الراب موضة، وجدنا «أحمد سعد» يقدم ديوهات مع أصحاب الراب بالهوية المصرية مثل «كنكا» فى (مامى كوسا)، ومحاولة لتقديم نسخة مصرية من (I Like It) لـ«كاردى بى»، بموسيقى اللاتن والتراب والمقسوم، ثم يقدم (الملوك) مع «عنبة، ودبل زوكش» ويحقق انتشارًا عالميًا ودوليًا بعد عرض الأغنية فى مسلسل (Moon Knight).

وبعد كل هذه التناقضات يقوم «أحمد سعد» بتقديم عدد لا بأس به من أغانى المسلسلات لدرجة تجعله يتخذ قرارًا نظريًا «خاطئ» بكونه يصبح الصوت الرسمى لمسلسلين يعرضان فى الوقت نفسه فى شهر رمضان، مثل (البرنس) لـ«محمد رمضان»، و(الاختيار 2) لـ«كريم عبدالعزيز» و«أحمد مكى»، وبجانبهما بعض أغانى الإعلانات! ورغم أن هذا القرار نظريًا خاطئ، ولكن الغريب مرة ثانية أنه ينجح فى كل الأعمال!

كل هذه القرارات المتناقضة ربما هى السبب الرئيسى فى نجاحات «أحمد سعد» حاليًا، وسعيه لأن يقدم أعمالًا غنائية مختلفة، ومتنوعة، وغير مقيدة بـ«Genre» موسيقى معين، وقيامه بالعديد من الأعمال المشتركة مع مدارس فنية مختلفة ومتناقضة، هو ما جعل منه فنانًا متنوعًا، وفى كل هذه السنوات التى قام فيها بصناعة التجارب الغنائية دون أن يحمل هم تحقيق النجاح مع كل إصدار له، هو ما منحه «الأريحية» بأن يجرب صوته فى العديد من الأشكال بلا قيود، ومن ثم اجتذاب شرائح جماهيرية متنوعة ومختلفة، حتى أصبحت كل أغانيه الصادرة مؤخرًا تلقى النجاحات الجماهيرية الأكبر على الساحة.