الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ثورة على العادات المتوارثة احتفاء عالمى بأولى سائقات المترو فى مصر

أشادت الصحافة العالمية باستعانة هيئة مترو الأنفاق فى مصر بسائقات سيدات، لأول مرة ضمن وظائف كانت لا تمارسها المرأة، ووصفتها بأنها خطوة على الطريق الصحيح.



التدريبات الخاصة للمتقدمات على وظيفة سائقات مترو الأنفاق تقوم على التعامل مع تكنولوجيا قطارات مختلفة، ويتم تدريبهن على كيفية التعامل مع السيناريوهات المختلفة التى يمكن أن تواجهها السائقة خلال قيادتها للقطار، حيث تخضع المتدربات لتدريب عملى على أجهزة المحاكاة، وهى الأجهزة التى تحاكى تمامًا خط المترو الذى ستعمل عليه السائقة، وكل خط من خطوط المترو له جهاز محاكاة مختلف لتدريب السائقات اللاتى سيعملن على قطاراته، حيث إن سيدتين ستقودان القطار قريبًا.

خارج السيطرة الذكورية

قالت وكالة «فرانس برس» فى تقرير لها إنه فى الوقت الذى تستعد فيه للتوسع لخدمة سكان يتجاوز عددهم الآن، 20 مليون نسمة، استعان مترو القاهرة بأولى سائقات قطارات فى مصر.

وأضافت أنه منذ أبريل الماضى، رأى المسافرون على أحدث خط للشبكة نساء يأخذن زمام الأمور فى كابينة السائق، مع ردود أفعال تتراوح من رفع الحاجبين إلى الرفض الصريح.

وقالت إن المرأة المصرية تتمتع بالحق فى التصويت والترشح للمناصب منذ عام 1956، لكن التشريعات الأبوية والثقافة التى يهيمن عليها الذكور حدت بشدة من الحقوق الشخصية، وهو ما بدأ يتغير بشكل واضح وملحوظ.

ويوفر مترو القاهرة نفسه عربات محجوزة للنساء اللاتى لا يرغبن فى الركوب مع الرجال فى محاولة لتوفير الحماية من التحرش الجنسى. 

وقالت هند عمر، خريجة الأعمال وأم لطفلين، إنها سارعت للتقدم بطلب لتصبح سائقة قطار، متحمسة لأن تكون رائدة فى بلد تعمل فيه 14.3 فى المائة فقط من النساء فى وظائف رسمية، وفقًا لأرقام عام 2020.

وقالت الشابة البالغة من العمر 30 عامًا لوكالة «فرانس برس»: «لدىّ آلاف الأرواح بين يدى كل يوم»، مضيفة: «وجد والداى الأمر غريبًا فى البداية، لكنهما انتهيا بدعمى، وكان زوجى متحمسًا منذ البداية وشجعنى دائمًا».

وقالت إن أحد العوامل الرئيسية كان الإعفاء من النوبات الليلية التى تُمنح للسائقات، وإن اختبارات السائقين المحتملين كانت مرهقة وتتطلب من المرشحين إظهار «مدى انتباههم» و«قدرتهم على التحمل».

وقالت إن على السائقين أن يظلوا «يقظين للغاية لساعات طويلة» خلال ستة أيام عمل فى الأسبوع. 

وقالت سوزان محمد، 32 سنة، تذكرت أول مرة رآها ركاب على المنصة، لافتة إلى أن «بعض الركاب كانوا خائفين، لقد شككوا فى مهاراتى وقالوا إنهم لا يشعرون بالأمان مع امرأة فى نقاط التحكم».

وأضافت أنها تأمل أن يساعد أمثالها فى «تمهيد الطريق لنساء أخريات ليصبحن سائقات قطار».

أمر جديد

كما سلط موقع «بيزنس أنكورير» الآسيوى الضوء على تعيين أول سيدة كسائق مترو الأنفاق فى مصر، وأعتبر أن الأمر جديد فى مصر.

أما شبكة «يورونيوز» فقد أفردت تقريرًا مطولاً قالت فيه إن الثلاثينية هند عمر تفاخر بأنها تتحمل «المسئولية عن حياة آلاف البشر يومياً».. فقد اختيرت هذه الأم المصرية لطفلين مع زميلة لها لتكونا أول امرأتين تقودان قطارات المترو فى القاهرة.

وأوضحت أنه منذ ثمانينيات القرن الماضى، بدأت ثلاثة خطوط للمترو العمل فى القاهرة لتنقل يوميا قرابة مليونى راكب. ويُرتقب افتتاح ثلاثة خطوط جديدة قريباً.

لكن قبل بدء تشغيل هذه الخطوط، أطلقت شبكة مترو القاهرة ثورة على العادات المتوارثة فى هذا المجال. فقد فتحت باب التقدم لوظائف قيادة المترو أمام النساء.

وأسرعت هند عمر بالتقدم للوظيفة، وقررت الخضوع للتدريب لتصبح سائقة مترو رغم أنها حاصلة على دبلوم تجارة، لتصبح رائدة فى بلد كانت 14 % فقط من نسائه يعملن فى العام 2020.

وقالت هند لشبكة «يورونيوز» مرتدية سروال جينز واسعاً وواضعة حجابا باللونين الأبيض والأسود وسترة صفراء عليها شعار هيئة إدارة النقل المشترك فى باريس «استغرب والداى الفكرة فى بادئ الأمر، لكنهما دعمانى فى نهاية المطاف».

وتابعت: «كان الاختبار صعبا خصوصًا أنه كان علىَّ إثبات قدرتى على مقاومة الضغوط وعلى التركيز، لأن التحدى الرئيسى هو أن يبقى المرء فى غاية التنبه لساعات طويلة».

ومن بين 30 مرشحًا ومرشحة للوظيفة، اجتازت امرأتان الاختبارات التى أشرفت عليها الهيئة القومية للأنفاق المصرية وهيئة النقل الباريسية (شريك فرنسى فى إنشاء مترو القاهرة وتشغيله).

إنجاز نسائى

ووفقًا للشبكة الأوروبية، يُعتبر هذا الأمر إنجازاً للمرأة فى بلد حصلت فيه النساء على حق الاقتراع فى العام 1956، لكنها تظل خاضعة لتشريعات ذكورية فى ما يخص الحقوق الشخصية.

وتستذكر سوزان محمد (32 عامًا) المرات الأولى التى وصلت فيها بالمترو إلى المحطات.

وتقول: «بعض الركاب كانوا خائفين ويتشككون فى كفاءتى ويقولون إنهم لا يشعرون بالأمان مع امرأة على مقعد القيادة».

وتضيف: «كان الأمر جديدًا بالنسبة لهم وأتفهّم اندهاشهم».

ومنذ بداية أبريل، تقود سيدات الخط رقم 3 فى المترو، وهو الأحدث الذى يعبر القاهرة من الشرق إلى الغرب على امتداد 20 كيلومترًا.

وتعمل السيدتان ستة أيام فى الأسبوع لثمانى ساعات فى اليوم.

وهو تقدم كبير للمرأة فى بلد ظلت فيه بعض الوظائف محصورة بالرجال حتى وقت قريب.

فرغم امتهان المرأة المصرية للمحاماة منذ عقود، فإن أول قاضية فى البلاد تسلمت مهامها فى مطلع القرن الحادى والعشرين مع تعيين امرأة عضواً فى المحكمة الدستورية العليا. كما تعيّن الانتظار حتى مارس الماضى لرؤية امرأة تجلس على منصة القضاء الإدارى، وهى رضوى حلمى.

وأوضحت الوكالة أنه على المستوى السياسى، يحرص الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى على أن يقترن اسمه بتمكين المرأة، إذ تستحوذ النساء على خُمس الوزارات فى البلد وثلث المقاعد البرلمانية.

وقالت هند للوكالة الأوروبية بحماس: «ينبغى أن نكون كثيرات».