الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صباح الفل.. تحياتى من الساحل فريسكاااااا

بعد تردد أسابيع مما سمعت عن الزحام فى كل الأماكن والتغير فى الطرُق استخرت ربنا وتوكلت على الله ولمّيت عزالى وقررت أطلع الساحل وأشوف البحر عن قرب.



لمّيت بعضى وشدّيت الرحال وخدت الطريق وكله يهون علشان أقعد بينى وبين البحر عدة أمتار.

أنا كـ«منى» مبحبش نزول البحر قد ما بحب قعدة البحر.. قصة أن الشمس تخبط فيّا وأشعتها الذهبية تسطع على وشّى بيحسّسنى بالصيف وأنا من الناس اللى بتحب الصيف، الصيف عندى يعنى شمس وبحر وهوا، يعنى نلبس هدوم ألوانها فرايحى وشبشب ونودّع الجزم والشرابات وننسى كوى الهدوم ونسيب شعرنا على حاله وناكل ساندوتشات وپيتزا على البحر وطبعًا مفيش دايت ومفيش تعقيدات كتير ولا هنشوف هنلبس إيه ونحمل هَمّ الموضوع ده ولا هنعمل إيه ونروح فين، كل الروتين ده محسوم أمره، الصبح بحر وبالليل تجمعات الصحاب وخلصت كده.

فى المصيف المفروض اليوم ماشى بشكل منظم ومفيش تجويد ومفيش أوپشنز كتيرة علشان نعيد ونزيد ونهرى، كل واحد عارف دوره وموقعه، نفتّح عنينا من هنا واللى عايز يفطر يفطر واللى مش عايز بياكل أى حاجة على البحر.. وبَعدها نلبس ونلم بعض فى عربية واحدة يركب فيها خمستاشر واحد متسألنيش إزاى ونوصل للبحر وأول ما تطأ أقدامنا الرمل تبدأ المجموعة بتنظيم القعدة ودى تشكيلة من كراسى على بين باجز.. والرايق أوى فينا يجيب معاه قهوته وكتابه ويعمل دماغ كوفى وقراية على كيف كيفك.

وبعدين كله يقعد ويترستق فى مكانه وفى لحظة فاصلة أسمع صوت الراجل على شط البحر بيقول:

فريسكاااااااااااا وهنا ينتقل بى الزمن للتسعينيات وبيتعمل فلاش باك يأخذنى للمصيف اللى على أيامى.

أول ما تقع هذه الكلمة السحرية على مسامعى تأخذنى آلة الزمن للماضى الجميل أيام ما كان المصيف مش طيب ولا شرير وكان طريق الساحل هو واحد وآخره مارينا وكان مفيش حاجة اسمها نصحى المغرب علشان نايمين لحد الصبح بعد سهرة طويلة.. كان اليوم طبيعى مش مقلوب وأخيرًا وقبل كل شىء كان المصيف يعنى العيلة أو العيلة والصحاب القريّبة مش كل واحد مع أصحابه ويتقابلوا صُدفة فى البيت.

أنا أيامى حتى الساحل الشمالى كان جديدًا، كان العجمى هو سيد الموقف وتدخل تمشى فى ممر السعادة علشان توصل للبحر، وده كان «ممر رملى» بين البيوت اللى شجر الياسمين فيها تشمُّه من على بُعد ميل، كان رمل العجمى يمسك فى رجْلك وميطلعش غير بمَية البحر، أيامها مكانش فى مصدات وكان موج العجمى يقلبك القلبة من دول تدوّخك والموجة تسلمك للموجة اللى وراها.

كان البحر مليئًا بالأنشطة غير العوم.. لعب ڤولى وراكت ومضاربه الخشب وكوره الصفرا وكانت المايهوهات موضتها للرجالة مشجر وللبنات فسفورى.

كان المصيف شبهنا وزيّنا، أحلى أيام وأحلى ذكريات.