الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الموارد والميزانية تهدد مستقبل الأندية الجماهيرية

لغة الأرقام والمال، لعب جديد ذو مواصفات خاصة، يجتاح الدورى المصرى لكرة القدم، ويهدد الفرق العريقة، من لها تاريخ وباع بمسابقة الدورى، وما تمتلكه من قاعدة جماهيرية كبيرة، ليحل بدلاً منه فرق ذات أصول مالية، وخزائن ممتلئة، تفتح للاعبين «سوبر»، تجعلهم لا ينظرون إلى اسم النادى ولا بطولاته ويكون اللهث وراء المادة هو العامل الأهم.



 

فى السنوات الأخيرة، شهدنا بعض الأندية الكبيرة، مثل الترسانة، والأوليمبى، وبلدية المحلة، والمنصورة، قد غادروا دورى الأضواء، ليكون مع المظاليم، ولم يشفع لهم تاريخهم الكبير أن يتواجدوا ويزاحموا بعض أندية «المال»، فى ضم صفقات كبيرة تجعلهم قادرين على المنافسة أو أقل تقدير عدم الهبوط للقسم الثانى كما هو الحال الآن.

انهيار الأندية الكبيرة لم يتوقف عند هذا الحد، ولكنه طال أندية أخرى مثل نادى الإسماعيلى، والذى يأتى ذكره دائمًا بعد قطبى الكرة المصرية الأهلى، والزمالك، كونه من الأندية القليلة التى نجحت فى حصد لقبى الكأس والدورى الممتاز، كما فاز بلقب دورى أبطال إفريقيا، نادى الاتحاد السكندرى، زعيم الثغر قوة إسكندرانية جبارة، كان سالفًا من يخرج بنقطة من أرضه ووسط جمهوره كأنه نجح فى قنص صيد سمين، المصرى البورسعيدى، وما أدراك ما «الأخضر»، نادٍ له أسلوبه الفريد ويعد قوة ضاربة كروية بالدورى المصرى، وغيرهم من الأندية مثل غزل المحلة، المقاولون العرب، أيضًا.

أندية الشركات، هى المولود الجديد بالدورى العام، فى المواسم القادمة، مثل فيوتشر، وبيراميدز وفاركو وإيسترن كومبانى، ومن قبل مصر المقاصة، هؤلاء سوف يرسمون المستقبل فى الدورى الممتاز خلال الفترة القادمة، بسبب العملة الصعبة، متوافرة بكثرة وقادرون على شراء أى لاعب ومنافسة القلعتين الشامختين الزمالك والأهلى، فى سوق الصفقات، وما نخشى حدوثه على المدى البعيد أن نجد الفشل حاضرًا لقطبى الكرة المصرية فى مواجهة فلوس أندية الشركات.

- الميزانية الجديدة تحكم الأندية

فرضت قرارات اتحاد الكرة المصرى، برئاسة جمال علام، بعض اللغط لدى بعض الأندية التى تمول وتغذى نفسها ماديًا بمجهود ذاتى، بعيدًا عن كونها شركة، حيث نصت اللائحة على أنه لا يجوز لأى نادٍ شراء لاعبين إلا فى حدود الميزانية المقدمة من النادى فى ملف التراخيص، موضحًا أن ميزانية الأندية سرية بين النادى واتحاد كرة القدم فقط، وأن عقود اللاعبين التى يتعاقد معهم كل نادٍ تكون موثقة فى اتحاد الكرة، وفى حالة تخطى قيمة العقود للميزانية الخاصة بالنادى ستكون هناك مساءلة للنادى، إما بالعقوبة أو بإيقاف التعاقد مع هؤلاء اللاعبين الجدد.

-بيراميدز النادى الأغنى فى الدورى المصرى

حيث وصل إجمالى القيمة السوقية لأندية الشركات والهيئات 74.2 مليون يورو يتصدرها نادى بيراميدز، بقيمة 19.3 مليون يورو، مما جعله ينجح فى احتلال المركز الثالث آخر ثلاثة مواسم، والمنافسة على لقب الكونفيدرالية على المستوى الإفريقى، وينافس هذا الموسم بقوة على المركز الثانى، بعد حسم الزمالك لقب الدورى العام، للموسم الثانى على التوالى.

كما جاء «فيوتشر» الذى يلعب فى الدورى الممتاز للمرة الأولى، فى الترتيب الثانى لأندية الشركات بقيمة 8.2 مليون يورو، بعد شرائه من شركة فيوتشر التابعة لحزب مستقبل وطن بقيمة 80 مليون جنيه، ومصر المقاصة قيمته التسويقية 1.5 مليون يورو، ومن المتوقع زيادة حصة أندية الشركات بالنظر إلى منافسات دورى الدرجة الثانية، حيث لمعت فى الفترة الأخيرة أندية مثل: حرس الحدود، وبورتو، السويس والداخلية والألومنيوم.

موسما بعد موسم، تتلاشى وتختفى الأندية الشعبية من لديها قاعدة جماهيرية كبيرة بالدورى الممتاز، وتظهر بدلاً منها أندية الشركات والهيئات والمؤسسات، لتفقد كرة القدم أهم عناصرها وأبرز دعائم متعتها ودعمها الاقتصادى والمعنوى وهو الجماهير التى تحيى المدرجات، وتجعل للكرة مذاقًا مختلفًا داخل البساط الأخضر، وبالنظر للدورى الممتاز، فى المواسم الأخيرة نجد أن أندية مثل: الترسانة، والمنصورة والأوليمبى وطنطا، وغيرها هبطت ومن الصعب صعودها للأضواء، لعدم توافر الإمكانيات المادية، والدعم الكافى، فى حين أن أندية الدورى الممتاز الحالى لا يوجد بها من الأندية صاحبة الشعبية سوى الأهلى والزمالك والمصرى والاتحاد والإسماعيلى وأسوان، فى المقابل أندية المؤسسات والشركات مثل: البنك الأهلى وسيراميكا، ومصر المقاصة، وطلائع الجيش ووادى دجلة وبيراميدز وإنبى، هى من لها الغلبة بالدورى العام.

أندية كرة القدم فى العالم تحتاج سنويًا لميزانية ضخمة من الملايين لاستقدام اللاعبين والمدربين ودفع رواتبهم وانتقالاتهم، لكن الأندية الجماهيرية والشعبية الآن تمر بحالة تدهور وتراجع، كما تحتاج الأندية العريقة بشكل عام للتحول السريع نحو الرأسمالية الكاملة مع تكوين علاقة سليمة بين المكسب والربح لتستفيد ولا تذهب مع التيار نحو الهبوط.