السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تخصيص 48 قافلة دعوية متخصصة للتوعية بمخاطر التغيرات المناخية بمختلف المحافظات (مناخنا حياتنا) مبادرة أزهرية لحماية المناخ

شهد الأزهر الشريف إطلاق أول مبادرة أزهرية من نوعها تستهدف حماية المناخ حملت شعار «مناخنا حياتنا»، حيث أطلقت المبادرة الإثنين الماضى بحضور د.محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، ود.سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، ود.نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ولفيف من قيادات وعلماء الأزهر الشريف، بقاعة الأزهر للمؤتمرات.



تأتى مبادرة الأزهر حول المناخ فى ضوء قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (1860) لسنة 2022م بإعداد الخطط التنفيذية لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، حيث قرر مجمع البحوث الإسلامية إطلاق مبادرة مجتمعية تمتد لكل فئات المجتمع، وذلك للتكيف مع المناخ والأوضاع اليومية للناس والأنشطة المنزلية وذلك استعدادًا لتنظيم COP27 فى مصر من خلال عمل المبادرة لنشر الوعى المناخى لكل مصرى، بغية الإسهام فى الحد من تأثير المناخ وخلق بيئة مستدامة بيئيًا. 

كما قرر نشر شعار المبادرة (مناخنا حياتنا) على جميع وسائل التواصل الاجتماعيّ الرسمية لمجمع البحوث الإسلامية على مدار العام ودعوة أفراد المجتمع لتبنّى المبادرة والاستجابة لصوت العلم من أجل الوصول إلى مجتمع يَعِى دوره ويُدرك ما يحيط به من تحديات.

 رؤية المبادرة

ومبادرة (مناخنا حياتنا) تقدم رؤية أزهرية شرعية علمية لمواجهة التغيرات المناخية بطريقة تكاملية تحقق رؤية الدولة واستراتيجيتها الوطنية، وتستهدف تكاتف الإنسانية والمجتمعات بطريقة أكثر تناغما لتقديم حلول ابتكارية لمواجهة التغيرات المناخية، إضافة إلى تمكين الأفراد فى المجتمعات لإحداث تغيير طويل الأمد ودائم من خلال محو الأمية المناخية، وتطوير دعاة أقوياء وخلق فيهم روح المواطنة البيئية بشكل واسع، وكذلك نشر مفاهيم تغير المناخ بهدف دمج المواطن فى أساليب المواجهة.

ووفقا لما جاء فى نص مبادرة الأزهر، فإن المبادرة تعمل على مواجهة واحدة من أكبر تحديات الإنسانية وجميع الكائنات الحية، والتى تجبر المجتمعات أن تتحد معًا لمواجهة حالة الطوارئ المناخية للأجيال القادمة، من خلال التكيّف مع المناخ، والتى تقدمها فكرة المبادرة لاتخاذ إجراءات مناخية مناسبة لتوعية المجتمع.

كما تؤكد المبادرة على أهمية توجيه الأعمال اليومية وكل ما نقوم به فى حياتنا مما له تأثير ولو قليل على المناخ، وبما يؤدى إلى رفع مستوى الوعى الفردى والمجتمعى، وتشجيع المزيد من الأشخاص على بذل ما فى وسعهم للحد من تأثير تغير المناخ على كوكب الأرض.

وتطالب مبادرة الأزهر للمناخ بتطوير برامج التدريب وتأهيل الوعاظ والواعظات حول: «تغير المناخ رؤية كونية» من خلال كونهم يمثلون جزءًا من المجتمع، حتى يتمكن الدعاة من توعية الآخرين بمخاطر التغيرات المناخية وأسبابها، ليكونوا أكثر وعيا بالمناخ واتخاذ إجراءات فورية لتقليل انبعاثات الكربون والغاز.

كما شددت المبادرة الأزهرية على أهمية توضيح مظاهر التغيرات البيئية، مثل: ارتفاع درجات الحرارة، وذوبان الجبال الجليدية القطبية، وارتفاع منسوب البحار والمحيطات وارتفاع نسب ثانى أكسيد الكربون، وتأثير ذلك على التوازن البيئى، وغير ذلك مما يؤثر على الحراك الاقتصادى والاجتماعى، والمحافظة على الصحة العامة للإنسان من الآثار الضارة للتغيرات المناخية الواقعية والمحتملة فى ظل تزايد السلوكيات الخاطئة فى التعامل مع مكونات البيئة، إضافة إلى إيجاد نوع من التشاركية بين مختلف فئات المجتمع فى معالجة الآثار الضارة للتغيرات المناخية.

 المحاور التنفيذية للمبادرة

وشملت مبادرة (مناخنا حياتنا) عدة محاور للتنفيذ شملت تنفيذ (48) قافلة دعوية متخصصة تستهدف التوعية بمخاطر التغيرات المناخية فى جميع محافظات الجمهورية بمعدل قافلةٍ أسبوعيًا على مدار عام وهو فترة انعقاد المبادرة.

كما شملت محاور تنفيذ المبادرة إطلاق (12) حملة توعية تُنفّذ بالتواصل المباشر والإلكترونى بمعدل حملة توعوية شهرية، وتدريب (100) واعظ وواعظة وتأهيلهم بشكل تخصصى يمكنّهم من أداء دور متميز فى التوعية بهذه التغيرات ومخاطرها، وذلك بالتعاون بين مركز الأزهر العالمى للفلك الشرعى وعلوم الفضاء وأكاديمية الأزهر العالمية من جانب وبين المؤسسات والمراكز البحثية المتخصصة من جانب آخر، وأن تتم الاستعانة بهذه المجموعة فى الندوات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية.

كما تضمنت محاور التنفيذ تنظيم (100) زيارة ميدانية لوعاظ وواعظات الأزهر للمؤسسات والمراكز البحثية فى مجال المناخ وعقد مناقشات حوارية بينهم وبين الخبراء والمتخصصين فى قضايا المناخ، وعقد مسابقة بحثية للكتابة حول «الرؤية الشرعية للتغيرات المناخية»، تتم إتاحة المشاركة فيها لجميع الباحثين من داخل مصر وخارجها، ويُقدم بها جوائز عينية ونقدية.

كما سيتم وفقا لمبادرة الأزهر تقديم إصدار سنوى علمى متخصص يصدر ضمن السلسلة العلمية لمجمع البحوث الإسلامية، حول التغيرات المناخية وتأثيراتها المباشرة على الفرد والمجتمع، ويتم توزيعه على المؤسسات والجامعات، وعقد لقاء سنوى ضمن سلسلة «منتدى مجمع البحوث الإسلامية للحوار» عن التغيرات المناخية بحضور خبراء ومتخصصين فى مجال علوم البيئة والمناخ مع علماء الشريعة.

إضافة إلى عقد 24 ورشة عمل بواقعِ وَرْشَتَى عملٍ شهريًّا على مدار عام يُنَفِّذُها مركز الأزهر العالميِّ للفلك الشرعيِّ عن المواجهة العلمية للتغيُّرات المناخية ويُدعى فيها الطلاب والباحثون من مختلف الجامعات المصرية.

 محو الأمية المناخية 

من جهتها أشادت وزيرة البيئة دكتورة ياسمين فؤاد بمبادرة مجمع البحوث الإسلامية التى أطلقها بعنوان: «مناخنا حياتنا» بالتعاون مع وزارة البيئة، مؤكدة أن كل ما تقوم به الدولة من جهود فى هذا الشأن ليس فقط من أجل استعداد الدولة لمؤتمر Cop27، ولكن من أجل بناء مجتمع قادر على تحقيق إنجازات كافية فى أجل مواجهة مثل هذا التحديات.

وثمّنت الوزيرة المحاور التى احتوت عليها المبادرة مؤكدة أنها تمثل جزءًا مهمًا فى جانب التوعية المجتمعية بتلك التحديات الخطيرة وهو دور ليس بجديد على مؤسسة الأزهر والإمام الأكبر، خاصة وأن محاور المبادرة شمولية، ومكتملة، ومبتكرة.

من جانبه أوضح الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر، أن المبادرة تستهدف تحقيق الوعى المجتمعى بتغيرات المناخ وتداعياته على المجتمعات ومحو الأمية المناخية، وقال الدكتور الضوينى، إن مبادرة «مناخنا حياتنا» هى مبادرة مجتمعية فى غاية الأهمية، فهى محاولة لنشر الوعى المناخى لكل مصرى، بغية الإسهام من الحد من تأثير المناخ والسّعى فى الرجوع إلى بيئة صالحة للحياة؛ حتّى يقوم الإنسانُ برسالته فى هذه الحياة

وشدد أن تغير المناخ من أكثر القضايا تهديدا فى عصرنا، وأن سبب ظهورها هو تفشى مبدأ الاستهلاك، وتحول الإنسان من كائن معمر إلى كائن مستهلك، مشيرا إلى أن الحضارة المادية فككت الإنسان، وأبعدت شقه الثانى، وهو الروح، فغدت الفكر المادى، فبدأت نظرة الإنسان للكون من حوله تتحول إلى الاستهلاك، للفوز بالسعادة لا غير، حتى أصبحنا نعيش فى تغير مناخى غير مسبوق، نعانى فيه من درجات الحرارة المرتفعة، والتى لم نعهدها من قبل، ونلاحظ ارتفاعا فى مستويات البحار، وتغيرا فى تعداد كائنات الحياة البرية، وتغيرات أخرى واضحة.

ودعا وكيل الأزهر، إلى وضع ميثاق شرف: «من أجل الإنسانية»، لوضع الأسس الأخلاقية والقواعد التى يجب على الإنسان مراعاتها فى للحفاظ على البيئة وحمايتها.

وأكد وكيل الأزهر أن موقف الإسلام من المناخ واضح وظاهر، فالمسلم حين يقرأ أو يسمع الخطاب الإلهى فى القرآن العظيم فى قوله تعالى: (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)، وقوله تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون)؛ يوقن أنه مستخلف ومعمر، وأن الأرض هى البيت الذى يجب عليه عمرانه، مشيرا إلى أن هذه المبادرة الطيبة التى يقوم بتنفيذها مجمع البحوث الإسلامية تسعى إلى محو الأمية المناخية، وتعليم النّاس عظم نعم الله تعالى عليهم، وإيجاد نوع من المشاركة بين مختلف فئات المجتمع فى معالجة الآثار الضارة للتغيرات المناخية. 

أكد فضيلة الدكتور نظير عياد أن مبادرة «مناخنا حياتنا» تأتى من ضمن سلاسل من المبادرات التى تؤكد الارتباط بين الواقع والإنسان؛ 

فقد جعله الله خليفة فى الأرض، موضحا أن هذه الخلافة تقتضى الحفاظ على الأرض التى خلقها الله، والحفاظ على النعم التى أنعم الله بها على الإنسان داخل هذا الكون، مشيرا إلى أن الله خلق الكون ووضع له القوانين التى من خلالها يتم المحافظه على وجوده واستمراره، لافتًا إلى أن القرآن الكريم أشار إلى مشكلة تلوث البيئة قبل وقوعها بأكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان، وأنها ستكون نتيجة لما تصنعه يد الإنسان. 

وأوضح الدكتور نظير خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى الذى نظمه مجمع البحوث الإسلامية،لإطلاق مبادرة «مناخنا حياتنا» برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبحضور فضيلة أ.د. محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف، ومعالى الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئية، وأ.د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وأ.دنظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ولفيف من قيادات وعلماء الأزهر الشريف، بقاعة الأزهر للمؤتمرات، أن يد الإنسان امتدت لتدمر وتلوث كل شىء فى البيئة، واختل بذلك نظام التوازن البيئى، فأخذت الموارد الطبيعية فى النضوب والاستنزاف، وباتت التربة والهواء والماء والمواد الغذائية ملوثة بأنواع شتى من المواد الكيميائية والسموم، وهو أمر أسهم بدور كبير فى زيادة الأمراض وفساد مكونات البيئة، إضافة إلى انقراض العديد من أنواع الحيوانات والنباتات التى تشاركنا الحياة على سطح الأرض.

وأشار إلى أن مبادرة «مناخنا حياتنا» التى يطلقها مجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع وزارة البيئة،برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئية؛ تؤكد على الدور الريادى الذى يقوم به الأزهر تجاه القضايا المجتمعية والبيئية، كما تؤكد على حرصه الدائم ودعمه لجميع الجهود والمبادرات الوطنية التى تقدم حلولاًًً ابتكارية، وتعمل على رفع وعى المواطن بمخاطر التغير المناخى ودمجه من خلال المشاركة المجتمعية، لمواجهة أكبر التحديات الإنسانية التى تهدد البشرية جمعاء.