الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من المهرجانات والمقتنيات وصولا للدور الحقيقى للوزارة: 4 ملفات فنية على طاولة وزيرة الثقافة المصرية

بعد أكثر من أربعة أعوام من توليها الوزارة، رحلت الدكتورة «إيناس عبدالدايم» عن مقعد وزارة الثقافة، لتتولى بدلًا منها الدكتورة «نيفين الكيلانى» فى التعديل الوزارى الذى تم صباح السبت الماضى، وعلى مدار الأعوام الأربعة الماضية، استطاعت الدكتورة «إيناس عبدالدايم» إحداث تطور كبير فى جميع القطاعات الثقافية، ولا سيما الفنية منها، وإذا كان ما تم إنجازه على أرض الواقع يستحق الإشادة، فإن ما هو مطلوب يحتاج سرعة الالتفات إليه.



المهرجانات السينمائية وإعادة ترتيب المشهد

الملف الأبرز هو ملف المهرجانات الفنية التى عانى بعضها من أزمات مالية طاحنة بسبب خفض الميزانية، وتقليص الدعم، وفى الوقت الذى جاهدت فيه بعض المهرجانات من أجل إقامة دوراتها بشكل منتظم، عجز البعض الآخر  عن هذا الانتظام مثل مهرجان شرم الشيخ السينمائى الذى أقام دورته الثالثة عام 2019، ثم أعلن فى 2020 عن تأجيل دورته الرابعة لتزامنها مع مهرجان أسوان، وفى عام 2021، أعلن رئيس المهرجان «جمال زايدة» أنه لا يزال فى مرحلة التفاوض مع وزارة الثقافة، واللجنة العليا للمهرجانات من أجل عودة مهرجانه على خريطة المهرجانات السينمائية المصرية!! الأمر امتد أيضا إلى مهرجانات تم الإعلان عن إقامتها، لكنها لم تر النور برغم انتهاء منظميها من معظم ترتيبات الدورة الأولى، سواء اختيار الأفلام، أو الإعلان عن أسماء المكرمين، مثل مهرجان الإسكندرية للسينما الفرانكفونية، ومهرجان بورسعيد لسينما العالم القديم، وكل هذا يشير إلى أن مشهد المهرجانات السينمائية فى مصر يحتاج إلى إعادة ترتيب، فالأهم من إقامة مهرجان فى كل محافظة، أن يكون المهرجان قادرا على تحقيق أهدافه المرجوة، وقادرا على الاستمرار والمنافسة، والأهم أن توفر له ميزانية تضمن خروجه إلى النور بشكل مشرف.

مهرجان الجاز المصرى.. حلم طال انتظاره

التوسع فى المهرجانات السينمائية فى مصر لم يقابله -مع الأسف- الاهتمام بإقامة أنواع أخرى من المهرجانات الموسيقية والغنائية، اللهم بعض الفعاليات الغنائية التى أقيمت فى عدد من المحافظات دون وجود ضمان على استمراريتها، ولعل انطلاق مهرجان موسيقى الجاز  العربى على أرض المملكة العربية السعودية الشهر الماضى فتح باب التساؤلات حول تأخرنا فى إقامة مثل هذه النوعية من المهرجانات ولا سيما أن لدينا رائد فن الجاز فى مصر والعالم العربى الفنان «يحيى خليل» الذى قدم اتجاها مصريا خالصا فى عالم الجاز، عن طريق خلق مزيج ساحر بين الموسيقى الشرقية وموسيقى الجاز، بل وأقام حفلات ضخمة وضع فيها بصمته المصرية على فن الجاز أمام كل دول العالم، بالإضافة إلى أن «يحيى خليل» هو الفنان المصرى الوحيد الذى شارك فى غالبية المهرجانات الموسيقية حول العالم سواء فى الولايات المتحدة الأمريكية، أو روسيا، واليونان، وبلغاريا، والنمسا، وإيطاليا وجنوب أفريقيا، وغيرها من دول العالم، وقد أهله هذا الأمر لأن يصبح سفيرا فوق العادة لهذا النوع من الفنون، وأن يلتقى برواد الموسيقى فى تلك الدول، وبالتالى فإن وجوده على رأس مهرجان يعنى بفن الجاز ضامن حقيقى لأن يكتسب هذا المهرجان صفة العالمية بكل سهولة، ومن المؤسف أن محاولات الفنان «يحيى خليل» عبر السنوات الماضية من أجل إقامة مهرجان للجاز تحت مظلة الأوبرا باءت بالفشل، كما أن رغبته فى عقد جولات فنية فى كل محافظات مصر من أجل نشر فن الجاز وخلق أجيال جديدة من عشاق هذا الفن ومحبيه لم تلق صدى لدى المسئولين.

 مقتنيات الفنانين الراحلين وذاكرة مصر الفنية

يعتبر ملف الحفاظ على تراث الفنانين بعد رحيلهم، وحماية مقتنياتهم من التبديد واحدًا  من الملفات بالغة الأهمية، كون تلك المقتنيات تمثل ذاكرة مصر الفنية، والمتابع لما حدث لمقتنيات الفنان الراحل «أحمد زكى» بعد رحيل نجله «هيثم» سيشعر بأن هذا الملف يحتاج إلى تعامل من نوع خاص سواء بسرعة التواصل مع ورثة الفنان الراحل من أجل التفاوض معهم على الحصول على تلك المقتنيات، وحصرها بشكل دقيق، وسرعة الانتهاء من متحف السينما المزمع إنشاؤه بجوار أكاديمية الفنون، ولا سيما أن هناك دولا بلا تاريخ تحاول أن تصنع تاريخها بشراء مقتنيات فنانينا، وأى تأخير، أو تهاون يكلفنا ضياع تلك المقتنيات.

 بروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم

من أهم القرارات التى اتخذتها الدكتورة «نيفين الكيلانى» بمجرد توليها منصب وزيرة الثقافة أن قامت بالتواصل مع وزير التربية والتعليم لتغيير بروتوكول التعاون المشترك الذى تم توقيعه بين الوزارتين عام 2014 ليكون مواكبًا لهذه الفترة وما يصاحبها من تغيرات، وهو أمر مبشر جدا، ويمكن تفعيله فيما يخص زيادة الثقافة الفنية والموسيقية للأطفال، ولا سيما أن غالبية طلاب المدارس أصبحوا فاقدى القدرة على تذوق الفن والجمال، لأنهم سخروا كل قدراتهم للحفظ والتلقين، ووجود بروتوكول تعاون مفعل بين وزارتى التربية والتعليم والثقافة قد يعيد لهؤلاء الأطفال ما فقدوه، وقد يفيد الأخذ بالمقترح الذى قدمه فى السنوات الماضية الدكتور «خالد داغر» رئيس البيت الفنى للموسيقى والباليه، والأستاذ بمعهد الكونسرفتوار، والذى يضمن الوصول للمواهب الحقيقية فى مكانها داخل المدارس بالإضافة إلى تشغيل الخريجين من معهد الكونسرفتوار، حيث اقترح عمل فصول موسيقية فى بعض مدارس المحافظات، يعمل بها خريجو أكاديمية الفنون ممن لا يعملون فى الفرق الموسيقية، مما يضمن تهيئة الجو للمواهب لكى تدرس ما تريد، لأن الطالب هنا سوف يأتى برغبته لكى يكون موسيقيا متخصصا، وسيتم اختياره عن طريق نفس الاختبار الذى يخضع له طالب الكونسرفتوار، وهذا الأمر يوفر الكثير من الأموال، لأن بناء معهد فى كل محافظة مكلف ويستغرق وقتا طويلا، كما أنه سيوفر الكثير للأسرة ويرفع عن كاهلها عناء السفر مع أبنائهم.