الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لإلهام الأجيال المقبلة.. «سارة صبرى».. أول مصرية تشارك فى رحلات السياحة الفضائية على متن «نيو شيبرد»

تصدرت رائدةُ الفضاء المصرية «سارة صبرى» محركات البحث عبر وسائل التواصل الاجتماعى، بَعد أن كشفت شركة «Blue Origin» للصناعات الفضائية الجوية وخدمات الرحلات الفضائية دون المدارية؛ عن هوية الأفراد الستة الذين سيذهبون فى رحلة فضائية جديدة ستطلقها الشركة ضمن رحلاتها دون المدارية، ومن بين ركاب الرحلة التى ستحمل اسم «NS - 22» أول رائدة فضاء مصرية هى «سارة»، وأول شخص برتغالى يذهب إلى الفضاء وأشخاص من جنسيات أخرى.



وبَعد انتشار الخَبر واهتمام وسائل الإعلام المصرية به بشكل خاص؛ بدأ بعض مستخدمى منصات التواصل الاجتماعى فى التشكيك فى مدى صحة ما يتم تداوله والتدقيق فى عمل «سارة» الحقيقى.

وخلص البحث والاستنتاجات إلى أن سارة صبرى ليست رائدة فضاء؛ وإنما سائحة إلى الفضاء. وهذا يعنى أنها لن تشارك فى مهمة استكشافية أو مهمة لدراسة الفضاء، فضلًا عن أن الرحلة لا تندرج ضمن رحلات الفضاء الدولية العلمية.

تم إطلاق المَركبة فى أوائل الشهر الجارى من مطار فضائى بالقرب من مدينة فإن هورن فى تكساس الأمريكية، وبَعدها ارتفعت المَركبة إلى علو 100 كلم ليصبح ركابُها فى حالة انعدام الجاذبية، واستغرقت رحلة المَركبة ما يزيد على 10 دقائق بقليل، لتعود بَعدها وتهبط على الأرض بالمظلات.

وحملت المَركبة على متنها 6 سُيّاح، هم:  المهندسة المصرية سارة صبرى، ورائد الأعمال البرتغالى ماريو فيريرا، والأمريكية فانيسا أوبراين، التى كانت تسلقت جبل إيفرست، ومؤسّس مجموعة Dude Perfect، كوبى كوتون، وموظف Blue Origin، كلينت كيلى، والرئيس السابق لشركة Y-COM، ستيف يونج.

هذه الرحلة كانت هى الأولى من نوعها للمصرية سارة صبرى، والبرتغالى ماريو فيريرا، وكانت مَركبات New Shepard قد قامت برحلات سياحية مدارية مشابهة فى يوليو وأكتوبر وديسمبر من العام الماضى، وكذلك فى 31 مارس و4 يونيو من العام الحالى.

يحمل كل رائد فضاء بطاقة بريدية إلى الفضاء نيابة عن مؤسّسة «Blue Origin»، نادى المستقبل، الذى يتيح برنامج Postcards to Space للطلاب الوصول إلى الفضاء على صواريخ «Blue Origin»، وتتمثل مهمة النادى فى إلهام الأجيال المقبلة لمتابعة وظائف فى مجالات العلوم والتكنولوچيا والهندسة والرياضيات لصالح الأرض.

ما يدفعه هؤلاء الركابُ مقابل تذاكرهم فى نيو شيبرد يُعد لغزًا؛ حيث لا تعلن «Blue Origin» عن معلومات الأسعار على صفحة حجز رحلات الطيران، ويقول الركاب إنهم دفعوا من صفر إلى ما يقرب من 30 مليون دولار، ويقول المطلعون على الصناعة إن سعر تذكرة «Blue Origin» مصمم خصيصًا للمسافرين الأفراد بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل.

وقال رومان تشيبوروخا، الشريك المؤسّس لـ«SpaceVIP»، وهى منصة تساعد الأثرياء فى رحلات الفضاء، بما فى ذلك Blue «Blue Origin»، إنه نوع من صفقة شاملة: «الأمْرُ لا يتعلق بالمال، يتعلق الأمْرُ بهويتك، ورأس المال الاجتماعى الخاص بك، وما إذا كنت تتماشى مع أهداف إطلاقها، وقد رفضت «Blue Origin» مناقشة استراتيچية التسعير الخاصة بها».

ويتبع معظم منافسى «Blue Origin» نهجًا أبسط؛ حيث تبيع «Virgin Galactic» رحلة مدتها 90 دقيقة إلى مساحة شبه مدارية مقابل 450 ألف دولار لكل مقعد، وتتقاضى شركة «Space Perspective» نحو 125 ألف دولار عن كل شخص فى رحلة مدتها ست ساعات إلى طبقة الستراتوسفير فى كبسولة مضغوطة محمولة بالبالون.

حتى تجربة الفضاء التى يصعب الوصول إليها لها ثمَن: تقوم شركة «Axiom Space»، وهى شركة ناشئة فى تكساس، بتسويق رحلة مدتها 10 أيام إلى «International Space» مقابل 55 مليون دولار.

وقد رفضت منظمة «Space for Humanity» الكشف عن تكلفة التذاكر؛ لكنها قالت إنها دفعت بدعم من ركاب «New Shepard» السابقين، وفى يونيو 2021 تبرع الفرع غير الربحى لـ«Blue Origin، Club for the Future»، بمليون دولار إلى «Space for Humanity» بأموال من عائدات المزاد من رحلة Blue Origin الأولى.

 مَن هى سارة صبرى؟

وفقًا لموقع شركة الفضاء الأمريكية «Blue Origin»؛ فإن سارة صبرى، البالغة من العمر 29 عامًا، هى مهندس ميكانيكى وطب حيوى مصرى، ومؤسّس مبادرة الفضاء العميقة «DSI»، وهى منظمة غير ربحية تهدف إلى زيادة إمكانية الوصول لأبحاث الفضاء، وقد أصبحت أول رائدة فضاء تناظرية فى مصر فى عام 2021 بعد إكمال مهمة القمر لمدة أسبوعين لمحاكاة الظروف القاسية التى يعيشها رواد الفضاء فى الفضاء المدارى.

وحصلت «سارة» على درجة البكالوريوس فى الهندسة الميكانيكية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة ودرجة الماچستير فى الهندسة الطبية الحيوية من بوليتيكنيكو دى ميلانو، وتسعى حاليًا للحصول على درجة الدكتوراه فى علوم الفضاء مع التركيز على تصميم بدلة الفضاء، وتتحدث «سارة» اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية بطلاقة وتقيم حاليًا فى برلين.

ونشرت سارة صبرى على حسابها على موقع «لينكد إن» منشورًا أوضحت فيه تفاصيل رحلتها، قائلة: «من الضرورى توضيح بعض البيانات الواردة، أخشى أن يكون لقب (رائد الفضاء المصرى الأول) مُضللًا، أنا لست رائد فضاء رسميًا (حتى الآن). أنا رائد فضاء تناظرى، مما يعنى أننى أقوم بتدريب ومحاكاة بعثات القمر والمريخ هنا على الأرض للتحضير لمَهام مستقبلية إلى الفضاء».

وأضافت: «رُغْمَ أننى أساعد وكالة الفضاء المصرية فى بعض المشاريع؛ فإننى لست مستشارًا رسميًا لها ولا يمكننى التحدث نيابة عنها».

وعملت «سارة» أثناء دراستها الجامعية فى مصر كمدربة يوجا ومدربة كروس فيت، وأمضت بعض الوقت فى ممارسة فنون القتال، بالإضافة إلى أنها سافرت إلى عدة بلاد إفريقية من أجل ممارسة العمل التطوعى، بالإضافة إلى عملها فى مركز تمكين المرأة فى أوغندا.

وأوضحت سارة صبرى: «إن مجال الفضاء التناظرى يعمل على تدريب رائد الفضاء قبل السفر، إذ يكون هذا نوعًا من أنواع المُحاكاة للسفر إلى الفضاء». 

وأضافت أنها تعمل حاليًا لتدريب الأشخاص على السفر للفضاء وتتواصل مع وكالة الفضاء المصرية من أجل تدريب المصريين.. موضحة أن التدريب يحتاج مشاركة من جنسيات مختلفة.. مبينة أنها حصلت على دعم كبير من مختلف الأشخاص وتسعى مصر حاليًا لتكون من قادة مجال الفضاء الفترة المقبلة.

وتتم رعاية مقعد «سارة» من قِبَل Space for Humanity S4H، وهى منظمة غير ربحية تتمثل مهمتها فى توسيع الوصول إلى الفضاء لجميع البشرية، وقامت S4Halso برعاية مقعد رائدة الفضاء NS-21 كاتيا إيشاريتا.

 رائد الفضاء التناظرى

هو مصطلح خاص لشخص يحاكى مهمة الفضاء السحيق هنا على الأرض، إنهم أشخاص مثلى ومثلك تمامًا، أو قد يكونون متخصصين فى مجال معين؛ حيث يقوم رواد الفضاء التناظرى بمحاكاة المهمات الفضائية طويلة الأمد، فى مناطق مشابهة جغرافيًا للبعثات الحقيقية التى يتم التخطيط لها لاستكشافات القمر والمريخ المستقبلية.

على سبيل المثال، قد تتضمن مهمة مأهولة إلى المريخ بقاء رواد الفضاء بعيدًا عن الأرض لمدة تزيد على عامَين، يحتاج مخططو المهمة إلى معرفة إجابات الأسئلة، ما هو العدد الأمثل لأفراد الطاقم؟ ما هى احتياجات التغذية وأنظمة التمارين التى ستكون ذات فائدة أكبر؟ ما هى العوامل النفسية التى يمكن أن تعيق أداء الطاقم؟ اعتمادًا على المنظمة التى تجرى المهمة التناظرية؛ قد تكون هناك متطلبات صحية وخبرة معينة لمقدمى الطلبات.

وهناك العديد من المزايا لوجود هذه المهام المحاكاة على الأرض، فلا يلزم أن تكون هياكل الموائل شيئًا حقيقيًا؛ بل يمكن أن تكون أبسط بكثير، الشىء المهم هو أنها نفس الأبعاد الداخلية للمَركبة أو الموطن الحقيقى المقترح، ولا تحتاج بدلات النشاط خارج المَركبات «EVA» إلى أن تكون بدلات فضاء حقيقية مضغوطة بالكامل والتى تكلف ملايين الدولارات.

يمكن أن تكون البدلات التناظرية عبارة عن إعداد بذلة مع خوذة وقفازات وأحذية طويلة وقفازات وسماعة اتصال، ويُطلب من رواد الفضاء التناظرى الاحتفاظ بمذكرات فيديو يومية لمساعدة الباحثين فى تتبع الحالة المزاجية وسلوك المشاركين أثناء المهمة، ويمكن للأطفال الشعور بمهمة جنبًا إلى جنب مع الأنشطة الترفيهية التى يسهل إعدادها فى المكتبة أو فى المنزل.

ويمكن إجراء نشاط بناء موطن القمر من الصحف الملفوفة والشريط اللاصق، يتعرف المشاركون على القوة فى استخدام الأعمدة المرتبة فى أنماط مثلثة لتوفير القوة عند بناء القباب أو غرف معادلة الضغط أو الممرات.

 صاروخ نيوشيبرد

حصلت على اسمها تيمنًا بأول شخص أمريكى يصل إلى الفضاء «آلان شيبرد»، فى شهر أبريل عام 2015، واستمرت رحلات الاختبار حتى عام 2018، وقد أجرت حتى الآن 21 رحلة، وفى انتظار إجراء الرحلة الـ22. وهى مَركبة إقلاع رأسى وهبوط عمودى «VTVL»، مَركبة إطلاق دون مدارية طورتها شركة بلو أوريچين «Blue Origin» كنظام تجارى للسياحة الفضائية شبه المدارية، وقد بدأت رحلات النموذج الأولى للمحرك والمَركبة فى عام 2006، بينما بدأ تطوير المحرك على نطاق واسع فى أوائل عام 2010 واكتمل بحلول عام 2015، بدأت اختبارات الطيران غير المأهولة لمركبة New Shepard الكاملة «وحدة الدفع وكبسولة الفضاء» فى عام 2015.

خططت «Blue Origin» لأول رحلة تجريبية مأهولة فى عام 2019، والتى تأخرت حتى عام 2021، ومنذ ذلك الحين أعلنت أنها ستبدأ بيع التذاكر للرحلات التجارية لما يصل إلى ستة أشخاص، تمت أول رحلة بطاقم فى 20 يوليو 2021، واشترى مشترٍ مجهول مقعدًا واحدًا لرحلة 20 يوليو 2021 فى مزاد مقابل 28 مليون دولار، ولكن هذا الشخص لم يسافر على متن الرحلة المذكورة بسبب مشاكل فى الجدول، وتمت إعادة جدولة المشترى المجهول لرحلة لاحقة، وبدلًا من المسافر الفائز بالمزاد، تم اختيار أوليفر دايمن البالغ من العمر 18 عامًا للطيران، ودفع والد دايمن ثمَن رحلته، وبالتالى كان دايمن هو أول زبون «أى شخص تم دفع ثمَن رحلته» راكبًا لنيو شيبرد.

تم تصميم New Shepard، الذى يبلغ ارتفاعه 60 قدمًا، خصيصًا لمشروع السياحة الفضائية «Blue Origin»؛ حيث يتم إطلاق السياح على ارتفاع 62 ميلًا فوق سطح الأرض؛ حيث يختبر الركاب عند هذا الارتفاع انعدام الوزن بسبب انعدام الجاذبية ويرون منحنى الكوكب مع ظلام الفضاء كخلفية، ويقضى العملاء الذين يدفعون المال ما يصل إلى 10 دقائق فى حالة انعدام الجاذبية قبل العودة إلى الأرض، مع نوافذ ضخمة لتوفير منظر خارج هذا العالم.

وتتسع الكبسولة التى توجد فوق صاروخ New Shepard لستة ركاب ومجهزة بمقاعد قابلة للإمالة، لكل منها نافذة توصف على أنها الأكبر فى الفضاء، وتصطف الكاميرات فى الداخل، ما يسمح للمسافرين بمشاركة ذكرياتهم التى قد يقولها الكثيرون خارج هذا العالم.

 شركة بلو أوريچين

هى شركة فضاء خاصة مملوكة لرجل الأعمال جيف بيزوس، تأسّست عام 2000، وتُقاد الشركة بواسطة مديرها التنفيذى بوب سميث، وتعمل على تطوير التكنولوچيا التى ستمكن البشر من الوصول إلى الفضاء بشكل خاص؛ بهدف جعل هذه الرحلات ممكنة بشكل أكبر مع خفض التكلفة بصورة كبيرة.

مجموعة الصواريخ والكبسولة من شركة «Blue Origin» تطلق من منصة الإطلاق إلى مدار فرعى معًا قبل أن تنفصل الكبسولة، ويعود الصاروخ إلى منصة الإطلاق وتقضى الكبسولة بضع دقائق فى الفضاء قبل أن تسقط مرة أخرى على الأرض عبر المظلة، ويطير صاروخ وكبسولة Blue Origin New Shepard بشكل مستقل، ما يعنى أنهم لا يحتاجون إلى طاقم.