الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

افتتاح مسجد فاطمة النبوية بالدرب الأحمر عقب تطويره بستة ملايين جنيه من «سيدنا الحسين» لـ«فاطمة النبوية».. مدد يا آل البيت

لا يزال اهتمامُ الدولة المصرية بتجديد مساجد آل البيت يجرى على قَدَم وساق، فبَعد نجاح مؤسّسة «مساجد» فى تجديد وتطوير مسجد سيدنا الحسين، تم الانتهاء من تجديد وتطوير مسجد السيدة «فاطمة النبوية» بالدرب الأحمر؛ حيث قام بافتتاحه كل  من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، والسيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، والدكتور محمد أبوهاشم أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب.



وتكلّفت أعمال الصيانة لمسجد السيدة «فاطمة النبوية» 6 ملايين جنيه، وتأتى أعمال الصيانة والترميم فى مسجد السيدة «فاطمة النبوية» ضمن بروتوكول تعاون بين وزارة الأوقاف ونقابة الأشراف ومؤسّسة «مساجد» لتطوير مساجد آل البيت، التى انتهت فى رمضان الماضى من أعمال الصيانة والتطوير لمسجد الإمام الحسين رضى الله عنه.

تاريخ المسجد 

ويُنسَب مسجد فاطمة النبوية إلى «أمّ اليتامى وأمّ المساكين»، وهى السيدة فاطمة بنت الحسين بن على سِبْط (السِّبْط فى اللغة هو أحد أولاد الابن أو الابنة) رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجة ابن الحسن السِّبْط الثاني، وأمّ الحسن الثالث، وبَعد وفاتها تحول منزلها إلى مسجد حمَل اسمها «مسجد فاطمة النبوية».

وُلدت وعاشت السيدة فاطمة بنت الحسين فى العقد الثالث من الهجرة وتقريبًا فى العام 40، وقال عنها والدُها الحسينُ بنُ علىّ أنها أشبه نساء آل البيت بالسيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل أنها عاشت حتى بلغت الخامسة والتسعين من عمرها، وقد جاءت إلى مصر بين مَن جاء من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت الأقرب لعمّتها السيدة زينب شقيقة الحسن والحسين، بعدما ساقهم جنود يزيد بن معاوية إلى الشام عقب معركة كربلاء واستشهاد أبيها الحسين.

وكانت السيدة فاطمة النبوية من رُوَاة الأحاديث لجَدّها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أيضًا تروى الأحاديث عن جَدّتها السيدة فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وحينما عاشت فى مصر كان منزلها مفتوحًا طيلة الوقت لليتامى والمساكين والفقراء، ومن أشهَر القصص التى رُويت عن السيدة فاطمة النبوية، هى رعايتها لسبع بنات يتيمات أقمن معها فى المنزل منذ صغرهن وكانت مسئولة عنهن وترعاهن رعاية كاملة، حتى وفاتها فى العام 110 من الهجرة، وتحوّل منزلها بعد ذلك إلى ضريحها، وقد دُفن أيضًا بجوار مدفنها الفتيات السبع اليتيمات اللاتى كانت ترعاهن، فى مدرسة أحمد أمين وتم نقلهن بعد ذلك إلى جوار ضريحها.

ظل الضريح بحالته حتى جاء الأمير عبدالرحمن كتخدا، الذى كان من أمراء المماليك فى عهد علىّ بك الكبير، وقد بَنى مسجد السيدة فاطمة النبوية خلال فترة توليه منصب «كتخدا»، أى محافظ القاهرة، وذلك فى القرن الثامن عشر من الميلاد، وقد بلغت مساحة المسجد فى ذلك الوقت 80 مترًا فقط، بداخله ضريح وُضع عليه قبة مرتفعة ومقصورة من النحاس الأصفر، ثم تطور المسجد للمرّة الأولى فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى خلال فترة حُكمة «1892-1914»، فقد كان من المعروف عن الخديو عباس حلمى حُبّه لآل البيت واهتمامه بأضرحتهم فى مصر.

تَعرّض المسجد للتصدع الشديد فى عام 1992، وتم تجديد المسجد مرّة أخرى وتوسعته بداية من العام 1999، حتى افتتاحه فى العام 2003، بعدما ضم إليه مساحة أكبر من الأراضى لتصبح مساحته 2200 متر.

وتتعاون مؤسّسة «مساجد» مع وزارة الأوقاف فى إطار البروتوكول الموقَّع بينهما فى عملية النظافة والصيانة وأمْن المسجد،  فى حين تظل إدارة جميع الشئون الدعوية كاملة و كذلك التنظيمية من اختصاص وزارة الأوقاف.

 إعمار مساجد آل البيت 

فيما قال السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، إن بناء الدولة المصرية الحديثة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أحد أعمدتها الرئيسية إعمار دُور العبادة. مشيرًا إلى أن مساجد آل البيت كان لها الحظ الأوفر من هذا الإعمار.

 وقال نقيب السادة الأشراف، على هامش افتتاح مسجد السيدة «فاطمة النبوية»- رضى الله عنها- بالدرب الأحمر: «نتقدم بخالص الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، وإلى جميع المؤسَّسات التى شاركت فى تطوير تلك المساجد، ومؤسّسة «مساجد» ووزارة الأوقاف ومحافظة القاهرة والقائمين على العمل من رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وشركات المقاولات. مضيفًا: «كل مَن مَدَّ يَدَه لخدمة مساجد آل البيت، له منّا كل التقدير والاحترام».

أضاف: «نستعد الآن فى نقابة السادة الأشراف لإصدار مجموعة من الكتيبات للحديث عن السيرة الأخلاقية لآل بيت المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ومسيرة آل البيت إلى مصر، وتوزيعها بالمساجد».

وتأتى أعمال الصيانة والترميم فى مسجد السيدة «فاطمة النبوية» ضمن بروتوكول تعاوُن بين وزارة الأوقاف ونقابة الأشراف ومؤسّسة مساجد لتطوير مساجد آل البيت، التى انتهت فى رمضان الماضى من أعمال الصيانة والتطوير لمسجد الإمام الحسين رضى الله عنه.

 كلمة السِّر

وتُعَد مساجدُ  آل البيت «هى كلمة السّر لقلوب المصريين، ولم تتأخر مصرُ يومًا فى عناية ورعاية مساجد آل البيت حُبًا فى القرب والوُدّ والاتصال برسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته ، وما أن انطلقت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالاهتمام بمساجد آل البيت حتى سارعت قوَى المجتمع المدنى  بإعلان المشاركة فى تطوير مساجد آل البيت من خلال مؤسّسة  «مساجد» الخيرية  التى استهدفت إعادة ترميم وتطوير ورفع كفاءة مساجد آل البيت، بالتعاون مع وزارة الأوقاف، وتحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بسَوَاعد مصرية خالصة؛  حيث أعلنت المؤسّسة أن أهدافها الرئيسية هى عمارة مساجد آل البيت وتطويرها وصيانتها والعناية بها بالكامل بالإضافة إلى دراسة أوضاع مساجد آل البيت واقتراح الحلول وطرُق حلها بشكل علمى وتقديم الدعم الإدارى والفنى للراغبين على مستوى مساجد مصر.

وتشير المؤسَّسة إلى أنها تعتمد على تبرعات الغير عبر حساباتها المنشورة على موقعها الرسمى؛ حيث تضم فى قيادتها الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، وهو الرئيس الشرفى للمؤسَّسة، وتحته فى الهيكل الإدارى الدكتور نيازى سلام رئيس مجلس الأمناء، وهو رئيس بنك الطعام المصرى، والدكتور محمد أبوهاشم نائب رئيس مجلس أمناء المؤسَّسة، وإيهاب حافظ الأمين العام للمؤسّسة والمهندس محمد شلبى المدير التنفيذى للمؤسّسة.

أمّا المؤسِّسون للمؤسَّسة فهم رجال أعمال ومهندسون ورؤساء شركات أبرزهم رجل الأعمال الراحل محمود العربى، رئيس مجلس إدارة شركة العربى للتجارة والصناعة، وأحمد السويدى عضو الإدارة المنتدب لشركة السويدى إلكتريك.

وفى ديسمبر 2021، أعلنت مؤسّسة «مساجد» توقيعها بروتوكول تعاوُن مع وزارة الأوقاف فيما يخص تطوير وصيانة مسجد الإمام الحسين، حضره وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، والدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، واللواء أمير سيد أحمد، مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، ومحافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال، ومفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، وعدد من الشخصيات الدينية.

وبدأت أعمال تطوير مسجد الحسين فى منتصف مارس الماضى، حين أغلق المسجد؛ لبدء مشروع الترميم بموجب بروتوكول تعاوُن بين  وزارة الأوقاف ونقابة الأشراف ومشيخة الطرُق الصوفية ومؤسسة «مودة» لتطوير وتجميل مسجد الحسين، ينص على أن تسهم مؤسّسة «مساجد»، بمبلغ 150 مليون جنيه فى عملية التطوير.

 مسجد الحسين «الحرم المصرى»

مؤسّسة «مساجد» استطاعت أن تُنَفّذ ما وعدت به  بأن يكون مسجدُ الإمام الحسين هو «الحَرَم المصرى»؛  حيث إن الأرضيات فى مسجد الحسين بعد التطوير هى نفس أرضيات الحرم النبوى وتحتفظ بحرارتها.

وفى 27 أبريل الماضى، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، مسجد الإمام الحسين بعد أعمال التجديد الشاملة للمسجد، وشارك السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة فى الهند، فى حفل الافتتاح برفقة أنجاله وأشقائه.

ووفقًا لتصريحات سابقة للدكتور نيازى سلام؛ فإن تطوير مسجد الإمام الحسين،  شمل المنطقة المحيطة به لكونها  مرتبطة بتطوير القاهرة الفاطمية؛ حيث تم  رصد 150 مليون جنيه لتطوير مسجد الإمام الحسين، مُعلنًا أن مؤسّسة «مساجد» مسئولة عن التشغيل والصيانة والنظافة بمسجد الحسين رضى الله عنه؛ وذلك باستخدام الأساليب الحديثة والمتقدمة فى التحكم فى أنظمة ومرافق المسجد والوصول إلى أعلى معدلات الحفاظ على معدلات التشغيل داخله.

من جهته أعلن المهندس محمد الشهاوى، الرئيس التنفيذى لمؤسّسة مساجد، أن خطة تطوير مساجد آل البيت تضم 9 مساجد سيتم تطويرها خلال العام الحالى. متابعًا: خطتنا تطوير 9 مساجد خلال العام الجارى: مسجدة فاطمة النبوية سيتم خلال 9 أيام، ومسجد على زين العابدين سيكون خلال 15 يومًا، وتطوير المقامات فى مسجد السيدة نفيسة والسيدة زينب».

 الأوقاف ترحب 

وأوضح القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، أن مؤسّسة «مساجد» تتعاوَن مع الوزارة ضمن البروتوكول الموقّع بينهما فى عملية النظافة والصيانة وأمْن المسجد فى حين تظل إدارة جميع الشئون الدعوية كاملة وكذلك التنظيمية من اختصاص وزارة الأوقاف.

ووجَّه القطاع الدينى الشكر لمؤسّسة مساجد على ما تقدمه من جهد مشكور ومُقَدَّر فى خدمة المسجد تحت إشراف وزارة الأوقاف ومن مساهمة فى تطويره. مشيرًا إلى أن جميع عمليات التطوير تمّت بمعرفة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من خلال التنسيق بينها وبين وزارة الأوقاف التى هى الجهة الرئيسية فى عملية التطوير.

وأكدت وزارة الأوقاف انفتاحها الكبير على مؤسّسات المجتمع المدنى فى مختلف المجالات وإتاحة الفرصة أمام المؤسّسات الجادة للإسهام فى عمارة بيوت الله «عز وجَل» وتطويرها وصيانتها مع قصر جميع الأعمال والأنشطة الدعوية وتحديد نظام وآليات العمل بالمساجد على وزارة الأوقاف دون سواها.

 تطوير «مسجد السيدة» 

ومن مسجد سيدنا الحسين ومسجد فاطمة النبوية إلى مسجد السيدة زينب  يجرى العمل على قَدَم وساق حاليًا لتطوير مسجد السيدة زينب بنفس الطريقة التى تمّت لمسجد الإمام الحسين من خلال تعاوُن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مع  وزارة الأوقاف ومؤسّسة «مساجد»؛ حيث قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن أعمال التطوير التى تتم بمسجد السيدة زينب رضى الله عنها، لن تقل بل ربما تزيد على ما تم من أعمال تطوير فى مسجد الإمام الحسين رضى الله عنه.

فيما أعلن حى السيدة زينب، أنه سيتم تطوير محيط مسجد السيدة زينب؛ ليكون مشابهًا لمحيط مسجد الإمام الحسين «رضى الله عنه» وشارع المعز؛ حيث يتم تطبيق خطة لتحويل منطقة محيط المسجد لمكان راقٍ يشبه محيط مسجد الحسين.

وأكدت أن تحويل منطقة محيط مسجد السيدة زينب يجرى على قَدَم وساق بدءًا من تخصيص السيارات التى تعمل بالكهرباء والمقرر لها أن تستقبل زوار المسجد من محطة المترو حتى المسجد، إلى تطوير المحيط ليواكب الشوارع المحيطة بمسجد السيدة زينب؛ حيث من المقرر تحويل منطقة محيط مسجد السيدة زينب كمُتَنزّه دينى سياحى جارٍ الإعداد له.