الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رغم التفوق المتواصل فإنها أكدت عدم توقعها للنجاح المسبق لأعمالها: مريم نعوم: كتاباتى عن «هموم» المجتمع وأرفض اعتبارها «قضايا»

«العمل فى صمت» هو النهج الذى تتبعه الكاتبة «مريم نعوم»، فهى سيدة هادئة تعمل على نسج الأفكار الجديدة فى أعمال درامية مختلفة عن السائد، وتحاول دومًا البحث عن هموم المجتمع فى الأعمال التى تحمل توقيعها أو توقيع ورشتها «سرد»، التى استطاعت فى وقت قصير أن تصبح من أنجح الورش الكتابية على مستوى الوطن العربى.



وفى حوارها لـ «روزاليوسف» تتحدث «مريم» عن نجاحها الأخير فى مسلسل (وش وضهر) وعن أمنياتها فى العودة للسينما.. وإلى نص الحوار..

 هل تتوقعين بشكل دائم ردود الفعل حول الأعمال التى تكتبينها؟

- أنا لا أتوقع أبدًا أثناء الكتابة أو حتى وقت تصوير العمل، فأكتفى بشعورى بالسعادة بظهور مجهودى للنور، وما يحدث فى كل مَرّة أننى أفاجأ بكَمّ التعليقات وردود الأفعال المختلفة سواءً من المحيطين بى أو على مواقع التواصل الاجتماعى. ونجاح مسلسل (وش وضهر) فاق توقعاتى وسعيدة بما حصلت عليه من ردود فعل، حتى الغريب منها؛ حيث فوجئت ببعض التعليقات التى تقف ضد العمل، لدرجة أننى وجدت إحدى السيدات «تحَسْبِن» علىَّ بسبب موضوع مباركة أولياء الله الصالحين التى ظهرت فى المسلسل.

 وما هى أصعب المَشاهد التى واجهتِ أنتِ و«سرد» صعوبة فى كتابتها فى المسلسل؟

- عملنا كثيرًا على «التعليق الصوتى» أو الـ«Voice Over»؛ حيث إن الأمر يتطلب إعادة ترتيب وصياغة حسب المَشاهد. فلم نرغب بكتابته كاملاً بشكل قد يقيد الإخراج فى حركة الكاميرا وأداء الممثلين. فبَعد انتهاء التصوير بشكل كامل دخلنا للمونتاچ وبدأنا بإعادة كتابته مَرّة أخرى، فهناك مَشاهد لم نقم بتغيير أى كلمة بها، وهناك مَشاهد ثانية قمنا بتعديل نَصّها ، ومَشاهد ثالثة اعتبرنا أن أداء الممثلين كان غنيًا عن أى كلمات فحذفنا التعليق الصوتى.

 هل تعمدتِ تقديم «دراما شعبية» لاقترابها من الجمهور؟

- لا أحسب الأمْرَ بهذا الشكل؛ ولكن الجمهور ينجذب للدراما التى تُعَبر عنه والتى تعكس الواقع والحقيقة التى يعيش بداخلها.. فأيًا كانت الطبقة الاجتماعية التى تدور حولها أحداث العمل؛ المهم أن يتم احترام ذكاء الجمهور وعقليته وأن نعكس الواقع بشكل يشعر من خلاله كما لو أن تلك الشخصيات تُعَبر عنه ويراها حوله.

 ما رَدّك على الاتهامات التى وُجِّهَت للعمل بأنه لا يُعَبر عن أهل «طنطا»؟

- أعتقد أن فكرة اللكنة غير ملحوظة بشكل كبير فى أهالى الدلتا، حتى إن طريقة الكلام وبعض المصطلحات كانت اجتهادًا من المخرجة «مريم أبوعوف» والممثلين مثل «ريهام عبدالغفور» و«ثراء جبيل». وبشكل عام أنا أهتم بالعمل مع مُخرج وفريق عمل ذى ثقة، فهم الأجدر على إبراز أماكن التصوير والتقرب من أهل البلد، أكثر من الكاتبة، فهناك عناصر الديكور والتصوير والإخراج والملابس وغيرها من التفاصيل التى تجعل الأبطال «طنطاوية». فلا أخاف من المُخاطرة مع وجود ثقة فى فريق العمل الذى أتعاون معه.

 هل سيكون هناك جزءٌ ثانٍ للمسلسل؟

- نحن كورشة مُهَيّئون العملَ ليتحمل وجود جزء ثانٍ، ولدينا بالفعل موضوعاته، ولكن القرار فى النهاية حسب جهة العرض، لو طالبوا بجزء ثانٍ فنحن مستعدون.

هل العمل مع المنصات يتيح ردود فعل سريعة بالنسبة للمبدع؟

- ليس دائمًا، فهناك أعمال جيدة لا تأخذ حقها فى نسب المُشاهَدة والعكس، ولكنها توفر لنا مساحة حرية أكبر، ليس فقط فى الموضوعات والتيمات؛ ولكن فى عدد الحلقات وشكل العمل ومدة الحلقة نفسها؛ حيث إن الأمر لا يكون مقيدًا بالإعلانات أو ببرنامج العرض الثابت لدَى القنوات.. فمثلاً فى (وش وضهر) تفاوتت مدة الحلقات حسب المَشاهد والموضوعات التى تحتويها.

 هل تضعين تصورًا للممثلين الذين سيجسّدون شخصياتك؟

- ليس أثناء الكتابة لكى لا أتأثر بأىّ منهم، إلا إن كان العمل مكتوبًا لنجوم معينين فيتم استخدام تفاصيلهم فى بناء الشخصيات. ولكن بشكل عام؛ خصوصًا فى «سرد»، نقوم ببناء شخصيات من وحى خيالنا وبعد الانتهاء من الكتابة نقوم بوضع الترشيحات وعرضها على المخرج، ومن ثم نتفق جميعًا على بعض الأسماء التى تُعرَض فى النهاية على الجهة الإنتاجية وجهة العرض، والتى لها الحُكم النهائى. فهناك أسماء قد لا تخطر ببالك وتقدم الدور أفضل مما كنا نتوقع.

 هل تتعمدين تقديم الأعمال التى تناقش مشاكل المجتمع؟

- أعتقد أننى منذ بداياتى فى الكتابة أراقب وأركز على هموم المجتمع من حولى، فأنا أتأثر بالطبيعة بما يدور حولى وأحب نقل الواقع لموضوع العمل الذى أقدمه.. ولكن بشكل عام أنا لا أحب أن يتم وصف أعمالى بأنها تحمل «قضايا»، فأنا أحب أن أقف على أرض الواقع ولكن مصطلح القضايا يشعرنى بأننا نبتعد عن الإبداع ونتجه للرسائل الإعلامية المباشرة. 

هل تواجهين مشاكل فى فكرة الكتابة على عُجالة أو «على الهواء»؟

- أنا من مَدرسة بدء التصوير بعدما تنتهى مرحلة الكتابة بالكامل. ولكن المشكلة أن الصناعة لم تعد تتبع ذلك النظام للأسف. وبالمناسبة لو قمت بسؤال أى أحد من الصناع فسوف يقول أنه يتمنى العودة لفكرة انتهاء العمل مرحلة بمرحلة لأنه على خلاف ذلك يكون الأمْرُ منهكا جدًا. 

 هل هناك أعمال جديدة تستعدين لتقديمها؟

- هناك أعمال درامية جاهزة فى ورشة «سرد»،  وأعمال أخرى من تأليفى، ولكنى لن أعلن عنها حتى يتم التعاقد النهائى.. وأتمنى أن أعود للسينما. فالمشكلة التى تقابلنى هى اختلاف مفهوم الأفلام التى نقدمها عن السائد حاليًا، فنحن لا نقدم أفلامًا ذات نجوم شباك ليتم استثمارها، ولا نقدم أفلامًا ليتم رفعُها بعد أسبوع واحد من دُور العرض.