السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد ختام القومى للمسرح: تألق مسرح الشباب.. واستمرار أزمة «التزاحم»

(يعيش المسرح).. بهذه الكلمات  اختتمت يوم الاثنين الماضى فعاليات الدورة الـ15 من عمر المهرجان القومى للمسرح، والتى كانت تحمل اسم (المخرج المسرحى). فعلى مدار 15 يومًا أقام المهرجان 34 عرضًا مسرحيًا من مختلف الإنتاجات الثقافية بالدولة ما بين الهيئات الحكومية والمسارح القومية ومسارح الجامعات والفرق الشبابية الخاصة وأيضًا فرق المحافظات والتى حصلت على أكثر من جائزة بالختام.



أما عن المكرمين، فيعتبر المخرج الكبير «عصام السيد» هو الأكثر تألقًا بينهم، حيث قدم عرضين بحفلى الافتتاح والختام حازا على إعجاب واحترام الحاضرين، مما جعل «د. إيناس عبدالدايم» وزيرة الثقافة توجه له تحية خاصة فى حفل الافتتاح، حيث استطاع أن يقدم عرض «عزيز عينى» وهو استعراضى غنائى عن رحلة المخرج المصرى «عزيز عيد»، التى أهديت له الدورة.. بينما استكمله فى الختام بعرض استعراضى عن الحضارة الفنية والمسرحية وتطورها فى مصر منذ عهد الفراعنة مرورًا بالإغريق والسير الشعبية وفن الأراجوز وغيرها من الأشكال التى يمر بها المسرح.. وتم ختام تلك الفقرة بأغنية «يعيش المسرح» التى دوت بالمسرح الكبير بدار الأوبرا بصوت القدير «على الحجار»، وتم على إثرها توجيه تحية وتقدير للراحلين عن المسرح العام الماضى ومنهم «جلال الشرقاوى، أحمد حلاوة، سهير البابلى، أحمد الحجار.. وغيرهم».

 

إغاثة اللغة العربية ومسرح المحافظات

بعد انتهاء لجنة التحكيم برئاسة الفنان القدير «محمود الحدينى» من عملها باختيار الأعمال الأقدر للجوائز، أعلن «الحدينى» توصيات اللجنة والتى جاء أولها الاهتمام باللغة العربية، مؤكدًا أن اللغة العربية الفصحى فى خطر كبير ولا يتم استخدامها فى العروض المسرحية، بالإضافة إلى ملاحظاتهم بأن أغلب مخرجى العروض هم بأنفسهم مؤلفوها، مما يعنى تلاشى مهنة الكاتب والمؤلف المسرحى تدريجيًا. وأنهى كلامه بالمطالبة بنشر العروض الفائزة فى مختلف أنحاء الجمهورية ليشاهدها كل الجمهور.

وقد فاز مسرح المحافظات هذا العام بعدة جوائز منها جائزة أفضل ممثلة دور أول والتى ذهبت لـ«ياسمين قابيل» عن دورها فى عرض (طقوس الإشارات والتحولات) إنتاج المجلس الأعلى لقصور الثقافة بمدينة كفر الشيخ.. وتحدثت «ياسمين» لـ«روزاليوسف» عن الجائزة مؤكدة أنها لم تكن تتوقع أن تحصل عليها فى المرة الأولى التى تشارك بها فى المهرجان، موضحة أن دور «مؤمنة» الذى قدمته فى المسرحية كان صعبًا، خاصة أنه يحمل تحولاً نفسيًا كبيرًا. وأضافت: «عملنا على هذا العرض منذ شهر أكتوبر الماضى، وتطلّب منى الاستعدادات الكبيرة لأنها شخصية تقية جدًا وتتحول إلى عاهرة، فكان دورًا صعبًا خاصة فى تقديمه على مسرح كفر الشيخ لأنه ضد عاداتنا فى المحافظة، ولكنى سعيدة باهتمام الدولة بشكل كبير بمسرح المحافظات وأتمنى أن يتم تدريسه وتقديم فرق وعروض مختلفة وورش عمل غير باهظة الثمن ﻷن المحافظات بها مواهب كبيرة، وللأسف لا يتم صقلها بالدراسة إلا فى القاهرة، وبالطبع لا تسمح ظروفنا جميعًا بالانتقال للعاصمة».

أما العرض المسرحى (الحب فى زمن الكوليرا) فقد استطاع أن ينال 5 جوائز، منها جائزة أفضل عرض، وموسيقى مسرحية لـ «وليد الشهاوى» الذى عبر لـ«روزاليوسف» عن سعادته بالعمل وكيف قام بالتحضير له طوال أربعة أشهر لتقديم موسيقى العرض. مؤكدًا أن الإبداع نفسه يكون صعبًا لتقدم عرض مميز وغير منقول، فهذه العوائق والمخاوف التى تراود كل مبدع والتى لا تجعله راضيًا عن عمله مهما فعل.. وأضاف قائلاً: «الجوائز وآراء الجمهور الطيبة هى التى تعطى للمبدع الدافع دائمًا لتقديم الأفضل، وأتمنى أن يستمر نجاح العرض ويصل لكل الجمهور فى مختلف المحافظات المصرية لتصل إليهم الأعمال الجيدة والتى حازت على إعجاب الجمهور هنا.. ولكن للأسف هناك مشاكل اقتصادية تتصدى لها وزارة الثقافة لنشر الفكر وإعادة إحياء المسارح المختلفة».

جيل واحد والثقافة الجماهيرية

من بين فعاليات الدورة المليئة بالمحاور الفكرية والندوات التكريمية والعروض قال الناقد المسرحى «محمد الروبى» إن روح عروض الشباب كانت طاغية على هذه الدورة، وخص بالذكر عروض مسارح الشباب المستقلة والجامعات والثقافة الجماهيرية، مؤكدًا أن العروض تبشر بمستقبل مسرحى جيد، أما عن باقى الفعاليات وخاصة اختيار المكرمين فقد أكد أنهم كأنهم جيل واحد مع اختلاف الأعمار، باستثناء اسمى الأستاذين الكبيرين «أمينة رزق» و«عبدالرحيم الزرقانى».. وكأن المهرجان قرر منح تكريم جيل مسرح عريق لم يحظَ بالتكريم به من قبل.

أما عن الملاحظات التى دونها حول الدورة فيقول «الروبى»: «للأسف تستمر مشكلة التزاحم غير المبرر أمام العروض، وهناك طوابير طويلة ومسارح معينة تتكرر أمامها الأزمة فى كل عام، بالإضافة إلى بعض الجوائز التى تحمل قيمة مادية ومعنوية أقل من غيرها، فالفنان «حازم شبل» ذكر عبر صفحته تساؤلاً حول قيمة جائزة الديكور والتى تقدر بـ15 ألفًا وتعتبر أقل من فئات أخرى مثل الموسيقى.. مما يعنى إعادة النظر فى توزيع الجوائز بالمهرجان».

أولاد المسرح

بدأ الفنان «يوسف إسماعيل» رئيس المهرجان حديثه مع «روزاليوسف» بأنه راض بنسبة كبيرة عن نجاح المهرجان، خاصة أن الدورة الـ15 شهدت إقبالاً جماهيريًا كبيرًا وندوات وحوارات وتلاقى الأفكار ما بين الأجيال المختلفة من المخرجين، مما أضاف روحًا وبهجة للمهرجان.. بالإضافة إلى المستوى الفنى العالى للعروض التى كانت مشاركة بها.

وعن أزمة التزاحم يقول «إسماعيل»: «التزاحم نتيجة للإقبال الجماهيرى، لكننا رصدنا المسارح التى تعانى من مشكلات فى التزاحم بسبب قلة عدد الكراسى المتاحة، لذلك سوف نعمل على اختيار المسارح الكبيرة فقط لعروض المهرجان فيما بعد، أما بالنسبة لاقتراحات الحلول مثل (الحجز الإلكترونى) فهذا غير ممكن لأننا مهرجان مجانى والتذاكر الإلكترونية مباعة فلا يمكن تطبيقه».

وعن اتهام البعض للمهرجان بأنه يهمل مسرحى الطفل والعرائس يوضح: «ليس إهمالاً، ولكن يجب أن يكون لهم مهرجان خاص بهم، وهناك بالفعل مفاوضات مع الوزيرة «د.إيناس عبدالدايم» لإقامة مهرجان خاص بفنون الطفل بما تشمله من مسرح عرائس وأراجوز وخيال الظل وكل الأشكال الخاصة بفنون الطفل».

ولأن هذه الدورة هى الأخيرة فى عهد «إسماعيل»، حيث إنه تولى رئاسة المهرجان لمدة 3 سنوات. من هنا أضاف، إنه لا يعرف إذا كان سيتم تجديد مهامه أم لا، موضحًا أنه سيوافق مباشرة إذا عُرض عليه رئاسة المهرجان لفترة ثانية، حيث قال: «نحن أبناء المسرح وواجب علينا خدمته، ولولاه لما كنا حصلنا على الشهرة ولما كان لنا جمهور، فهو من ربانا وعلمنا وفضله لا يمكن إنكاره».