الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد جريمة هتك عرض طفلة أسيوط كيف نحمى أطفالنا من التحرش الجنسى؟

فى واقعة مأساوية هزت الرأى العام خلال الأيام الماضية، هو وقوع حادث مؤلم فى مركز للألعاب الترفيهية (ملاهى) من هتك عرض طفلة عمرها 4 سنوات على يد طفل عمره 13 عامًا، وعلى الفور أبلغت والدة الطفلة الأجهزة الأمنية، بالواقعة، وتم احتجاز الطفل فى إحدى دُور الرعاية وغلق المنشآة وفقًا لقرارات النيابة لحين الانتهاء من التحقيقات. 



واقعة «أسيوط» ليست الأولى من نوعها، جريمة الاعتداء الجنسى على الأطفال سواء تحرش أو هتك عرض أو اغتصاب زادت فى السنوات الأخيرة، ونتذكر بالأمس القريب الاعتداء على الطفلة بائعة المناديل بحى المعادى، وحسب الإحصائيات الرسمية وفق ما كشفت دراسة أعدها المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية هناك ما يزيد على 22 ألف حالة تحرش تقع فى مصر سنويًا، 85 % من ضحاياها هم من الأطفال، فيما يتعرض 20 % منهم للقتل أثناء مقاومة المتحرش أو المغتصب.

وفى حوار مع الدكتورة إيمان عزت، مؤسِّسة حملة «حماية» لتوعية الأطفال والأسرة من التحرش والتنمر وكل أشكال العنف، هى مدرس دكتور بجامعة القاهرة، حاصلة على دكتوراه الفلسفة فى التربية، ومعالج نفسى للناجيات من الصدمات والاعتداءات الجنسية، نفتح ملف الاعتداء الجنسى على الأطفال ونقترب من أسبابه، وهل الوقاية وتوعية الطفل الجنسية هى الملاذ لنجاته وحمايته من العنف الجنسى بأشكاله المختلفة؟؟.

فى البداية.. ما هى قراءتك كتربوية وخبيرة فى مجال حماية الأطفال من التحرش الجنسى فى حادث طفلة أسيوط.. وما الذى يجعل طفلاً عمره 13 عامًا يتحول لمُعتدٍ؟

ـ مأساة إنسانية بكل المقاييس، بسبب صغر عُمْر الطفلة وكذلك عُمْر الطفل المُعتدى. وأتذكر مع هذا الحادث المأسوى الهجوم العنيف الذى تعرضنا له عندما بدأنا مبادرة «حماية» منذ 2011 للتوعية بمخاطر التحرش الجنسى للأطفال، وعدم تصديق الأهالى بأن الأطفال هدف للتحرش أيضًا وليس المراهقات فقط، فنحن أصبحنا أمام جرائم متكررة للتحرش بالأطفال؛ قبل شهور كانت طفلة المعادى ذات الـ6 سنوات، واليوم أمام طفلة عمرها 4 سنوات ومعتدٍ عمره 13 عامًا.

وهناك ثلاثة أسباب مُحتملة تقف خلف اعتداء الطفل، أولها؛ مشاهدة الطفل لمَناظر، أو أفلام إباحية سواء من خلال هاتفه الشخصى، أو هاتف الأب والدخول عبر الإنترنت لهذه المواقع، التى تصنع إثارة شديدة، وهى ما دفعت الطفل لتقليد هذه المَشاهد فى الواقع، وبالتأكيد لن يستطيع تنفيذ رغبته مع شخص بالغ لأنه سيدافع عن نفسه أو يعنفه، لذا لجأ لاختيار طفلة عمرها 4 سنوات.

بينما ثانى الأسباب أن الطفل تعرّض فى الصغر لاعتداء جنسى، ولم تتم معالجته نفسيًا ومن ثم مارسه مع طفل آخر، جلست مع حالات عديدة من المراهقين المعتدين كانت النسبة الأكبر منهم تعرّضوا لاعتداء فى الصغر. وهو ما أثبتته الدراسات أن مَن تعرضوا لعنف جنسى فى الصغر ولم يتعافوا منه نفسيًا تحولوا لمعتدين مارسوا نفس الأذى مع آخرين. وأخيرًا هو معاناة الطفل من اضطراب سلوكى عنيف يرتبط بأزمة أو تروما تعرَّض لها سواء بوفاة أحد الوالدين أو الطلاق أو ضربه بعنف من الأب والأم، ومن ثم يظهر الطفل كل هذا العنف إما فى سلوك عدوانى ولكن طالما كان مصاحبًا لهذا السلوك بفعل جنسى، من الضرورة يكون تعرضه لإيذاء مماثل أو مُشاهدة مادة إباحية.

ما الشروط اللوچيستية الحمائية المطلوب توافرها فى النوادى، «ملاهى، حدائق» لتكون مساحات آمنة للأطفال؟

- بلا شك هناك العديد من الإجراءات الاحترازية مثل وجود كاميرات للمراقبة، ولكن هل تصل الكاميرا للحمّامات، لن يحدث ذلك، وهنا دعينى أكون صريحة، إن المسئولية الكاملة للأهالى، فالطفل منذ عمر سنتين وبدأ يخطو أولى خطواته هو مسئولية الأب والأم فى النادى، الملاهى، المول، المتنزهات، الحدائق العامة.. إلخ. الاعتداء الجنسى يحدث فى دقائق سريعة مثل حوادث الغرق تمامًا فى حمّام السباحة، رغم وجود life guard على المسابح بالنوادى وغيرها نجد الأم/ الأب تراقب بدقة طفلها فى الماء ولا تعتمد على وجود المنقذ فقط، وهو ما أطلبه من الآباء فى أى مكان عينكم على الطفل طول الوقت، «أطفالكوا مسئوليتكم متسيبوهمش لوحدهم فى أى مكان»!!، خمس دقائق يغيب فيها الطفل كافية لتعرضه لأى شكل من العنف الجنسى! 

متى يسأل الطفل عن الجنس؟ وكيف تكون الإجابات المناسبة المقنعة من الآباء؟

ـ من سن 3: 4 سنوات فيما فوق يبدأ الطفل أسئلة لها علاقة بالجنس، أشهرها؛ «ماما أنا جيت إزاى ومن أين؟!، خاصة لو الطفل رأى أمه حاملاً، أو شاهد مشاهد حميمية بفيلم رومانسى بالتليفزيون، أو حتى مَشاهد جنسية تتسرب له من الكرتون، وهو ما نعانى من محتواها مؤخرًا أو مقطع جنسى على الهاتف المحمول.. إلخ. ولكن التربية الجنسية الصحيحة هنا تقول «لا أنتظر كأم / أب أن يأتى ابنى ويسألنى، بل دورى قبل ما يسأل أقوم بتوعيته».

وهناك كتب متوافرة خلال السنوات العشر الأخيرة تساعد الآباء فى هذه التوعية والإجابات الصحيحة من خلال معلومات دقيقة وشرح بطريقة مبسَّطة مثل كتاب «من أين جئت؟»، وكتب أخرى بعناوين «للولاد فقط» و«للبنات فقط»، ترد كلها على أسئلة الاختلافات الجسمانية بين الولد والبنت وطريقة ميلادهما وغيرها، كما نقدم من خلال مؤسَّسة «حماية» تدريبات متخصصة للتوعية الجنسية تُناسب كل شريحة عمرية، فالإجابات لطفل عمره من 3: 5 سنوات، تختلف عن طفل عمره من 6: 8 سنوات، بينما طفل أكبر من 9 سنوات تكون الإجابة معه كاملة ووافية لأنه بسهولة قادر على البحث من خلال (جوجل) بكتابة أى سؤال بالعربى أو الإنجليزى، ولكن للأسف سيحصل على إجابات أغلبها صور وفيديوهات جنسية مثيرة ولا تناسب أعمارهم.

ولكن هل هروب بعض الآباء من الإجابة على تساؤلات الأطفال الجنسية تجعلهم هدفًا أكثر للإيذاء الجنسى؟

- التربية الجنسية مسئولية الآباء، هناك أمهات يسألننى بفرح أن ابنها وصل للثامنة من عمره ولم يسألها إطلاقًا تلك الأسئلة التى يعتبرها بعض الأهالى محرجة، ولكن رغم فرحها فهى مؤشر خطر على أكثر من مستوى، أولها؛ عدم سؤاله مباشرة لا يعنى أنها ليست بداخله، وإنه بحث عن إجاباتها من أماكن أخرى كالصديق، الإنترنت.. إلخ وهى أشد خطورة كما ذكرت سابقًا، ثانيًا عدم سؤاله يعكس ضعف علاقته الأسرية بالأم والأب وغياب الثقة بينهم، وغالبًا هذا الطفل البعيد عن أبويه يواجه عنفًا جسديًا وضربًا منهما أو صراخًا وزجرًا دائمًا من الأم، وهنا أقول لكل أب وأم.. «احذر!» فلن يحكى لك طفلك لو تعرض لتحرش أو عنف جنسى، لن يسألك عن شىء يخص جسمه، أو تلك الأماكن الخاصة به. وهذا يجعل الطفل فريسة سهلة للمتحرش أو أى عنف يطاله.

لنعود للحديث أكثر عن مبادرة «حماية».. لكل حلم بداية، كيف جاءتك فكرتها؟

- «حماية» هى مبادرة تطوعية تذهب لكل مكان يوجد فيه الأطفال، المحافظات، المدارس، الحضانات، الكنائس، دور العبادة، النوادى. نجحنا فى تدريب وتوعية أكثر من 800 ألف طفل من سن (4 : 14 سنة) على مستوى 17 محافظة منذ انطلاقنا قبل عشر سنوات. الفكرة وُلدت أثناء زيارتى لدور الأيتام والجمعيات، واكتشفت من خلال الحديث مع الأطفال تعرضهم للإيذاء الجنسى سواء من المشرفين أو الأطفال الأكبر سنًا، وهو ما هزنى واستوقفنى وبدأت رحلة البحث، تحفزت للالتحاق بالدراسة فى دبلومة بالدنمارك هدفها تقديم الدعم النفسى للناجين من الاعتداءات الجنسية، وأصبح حلمى هو توعية الأطفال وحمايتهم من التعرض للتحرش الجنسى من خلال انطلاق «فريق حماية»؛ خصوصًا بعدما اكتشفت أثناء الدراسة ارتفاع معدلات الاعتداء الجنسى على الأطفال فى سن صغيرة.

وكيف تغلبتم كمبادرة على مخاوف الأهالى من توعية الأطفال ضد التحرش الجنسى؟

- نستخدم لغة بسيطة يفهمها الأطفال فى توعيتهم. واللغة الأقرب للطفل تكون (الاسكتشات، المجسمات، الألعاب، الأغانى، الأشغال الفنية) ومن خلال خمسة أنشطة يتلقى الطفل تدريب «حماية» منها؛ يتفرج على اسكتش وبيشارك فيه «مسرح تفاعلى»، يشوف مجسمات ووسائل إيضاح، يلعب ويتنطط واللعب يكون ليه هدف معين، يسمع أغنية تعليمية ويتعلمها ويغنيها، يعمل artwork بإيده ويرسم ويلون وهذه الأشكال الفنية يكون ليها هدف، وهذه الأنشطة لكسر هاجس الخوف لدى الأهالى من الحديث فى الجنس، ونحن لا نذكر كلمة تحرش جنسى أو هتك عرض لطفل عمره 4 سنوات، نبدأ بلعبة عبر  مجسم لأسنان ونسأله هيحصل إيه لو مغسلناش أسناننا، ليتفاعل الأطفال فى المشاركة ثم نسأل ما هى الأماكن الموجوة فى جسمنا ممنوع أن يلمسها أى شخص، ونشرح له من خلال دُمية أين هى المناطق الخاصة private parts الممنوع لمسها من غرباء. ونختتم الورشة بأغنية يردد فيها الأطفال ما تعلموه خلال الورشة.

ويطمئن الأهالى من خلال مشاركتهم ورشة توعية الأطفال لمدة ساعة ونصف، فلا وجود لكلمة عيب أو جنسية كما يعتقدون؛ بل على العكس تعلم الطفل أن لجسده حدودًا وملكه لوحده، وأن هناك لمسة حلوة وأخرى مؤذية ويعرف أيضًا كيف يتصرف لو تعرض لهذه اللمسة المؤذية (التحرش الجنسى).

 من هم المتحرشون المحتملون فى دوائر الطفل؟

 - أى شخص يمكن أن يكون متحرشًا بالطفل (راجل- ست- عجوز- مراهق)، ليس هناك مواصفات شكلية أو جسمانية معينة، لكن المتحرش يمكن أن يكون المدرب، المدرس، مُحفظ القرآن، كاهنًا فى كنيسة، أن يكون من الأقارب مثل عم أو خال الطفل، أو زوج الأم، وللأسف يمكن أن يكون الأب أو الأخ. وبالمناسبة المتحرش يكون شخصًا ودودًا وقادرًا على كسب ثقة الطفل واستدراجه حتى يضمن أنه لن يفضحه أو يصرخ فيه. المتحرش عادة يختار الأطفال البعيدين عن أهلهم. أو الصغيرين فى السن لضعف فرص مقاومتهم، المتحرش لو وجد الطفل فاهمًا وواعيا وممكن يرفض أو يصرخ أو يقاوم بنسبة كبيرة يتركه ويختار طفلا ثانيًا لا يقاومه.

وهنا تظهر ضرورة قوة العلاقة بين الطفل وأسرته والثقة فى كلامه وتصديقه، وعدم إنكار حديثه لمجرد أن المتحرش قريب أو شخص تثق فيه الأسرة. 

 وكيف يحمى الطفل نفسه لو تعرض لتحرش جنسى، أو تلك اللمسة المؤذية لتنصح بها أى أم أطفالها؟

- من خلال خمس خطوات: 

1 - الطفل يرفض ويقول «لا» لأن المعتدى يعتمد على عدم رفض الطفل. 

2 - الطفل يصرخ بصوت عالٍ لتخويف المتحرش. 

3 - الطفل يقاوم بدفع المعتدى بالأيدى والأرجل.

4 - يحاول يفلت ويجرى بسرعة من موقف الإيذاء. 

5  - يحكى لأفراد أسرته الأب أو الأم بما حدث، حتى ينال المعتدى عقابه ولا يكرر فعلته مع أطفال آخرين.

هناك بعض من الأهالى يخشى الإبلاغ عن واقعة التحرش بطفلهم خوفًا من الفضيحة مثلاً أو وصم الطفل.. ما تعليقك؟

- بالعكس، الفضيحة والعار تكون للشخص المعتدى الذى أذى الطفل ولا لوم على الطفل إطلاقًا، ولكن إبلاغ الأهالى من أجل الحصول على حقوق أطفالهم هو قمة الشجاعة، وكل الدعم لسيدة أسيوط التى لم تصمت على ما حدث لطفلتها رغم أن الواقعة وقعت فى صعيد مصر بما يحمله من عادات وتقاليد، والإبلاغ فرصة لعقاب الجانى وحماية أطفال آخرين من الإيذاء الجنسى. ونطالب بتغليظ أكثر للعقوبة على المتحرش بالأطفال.

ما الآثار النفسية التى يعانى منها طفل تعرض للتحرش الجنسى؟ وهل مبادرة «حماية» تُقدم الدعم النفسى أمْ يقتصر دورها على التوعية فقط؟

- «حماية» مبادرة لها شقان؛ توعية الأطفال والأهالى، وكذلك تقديم الدعم النفسى وجلسات المشورة للأطفال وللمراهقين/ ات الناجين/ ات من الاعتداءات الجنسية ولا نتركهم إلا بعد التعافى، وتستغرق الجلسات الناجمة عن العنف الجنسى فترات طويلة تتراوح بين 6 شهور وعام، الأمر ليس سهًلا وينتهى فى جلستين! هناك أطفال لا يستطيعون التخلص من التروما لسنوات طويلة، لذا الوقاية خير من العلاج وحماية أطفالنا قبل الاعتداء ضرورة لا غنى عنها.

وللأسف هناك مشكلات نفسية كثيرة تحدث منها؛ التأخر الدراسى، وتغير عنيف فى سلوك الطفل كأن يصبح انطوائيًا وهادئًا بعد أن كان نشيطًا وحيويًا، أو العكس يتحول لسلوك عدوانى عنيف، قضم الأظافر، التلعثم فى الكلام، التعثر فى القراءة، وأحيانًا يُصاب بالتبول اللا إرادى لو تعرض لاعتداء شديد، 80 % من الأطفال الذكور الذين يتعرضون لاعتداء جنسى إذا لم يتعافوا نفسيًا يصبحون مثليين فى الكبر.

بينما يصل الاضطراب لدى المراهقين لمرحلةself-harm أو إيذاء النفس كإيذاء جسدهم عمدًا، مثل جرْحِ نفسك أو حرقها؛ خصوصًا لو كان المعتدى قريبًا من الأسرة ويزورهم بشكل دائم كالعم أو الخال أو الأب مثلاً. وهو ما يسبب معاناة الطفل من الاكتئاب الشديد لدرجة تصل للانتحار!. ومن ثم على الآباء ملاحظة أى كدمات أو علامات زرقاء فى جسد أبنائهم، وأى تغيرات نفسية واتخاذ الدعم اللازم.

«كيف تواجه التحرش» عنوان درس وحيد فى منهج اللغة العربية للصف الرابع الابتدائى تم تدريسه من العام الماضى.. هل هذا كافٍ ليخلق وعيًا ويحمى أطفالنا من التحرش الجنسى؟ 

- بصراحة نحن دائمًا نناشد وزارة التربية والتعليم، لاستعدادنا فى مبادرة «حماية» ومن خلال خبرتى كأستاذ يدرس مادة «طرق التدريس للأطفال»بجامعة القاهرة واستشارى تربوى فى تصميم منهج متكامل للتربية الجنسية من الحضانة إلى الإعدادى، يُناسب كل مرحلة تعليمية وعمرية، ونحن على استعداد كامل كمبادرة فى تدريب المدرسين للحضانة وكذلك الإخصائيين الاجتماعيين فى المدارس. ولكن لم نتلق أى رد حتى الآن!

ونحن مستعدون لإبرام بروتوكول تعاون بين المبادرة ووزارة التربية والتعليم، ويتم من خلاله تقديم فيديوهات توعية جنسية علمية ومبسطة تكون لكل أب وأم لحماية أطفالهم. وحلمى أن يأتى اليوم والتوعية الجنسية تكون فى المدارس، ونضمن أن كل طفل منذ الحضانة يكبر وهو فاهم حدود جسده، ومن ثم أحميه من التحرش وكذلك أمنع تجاوز طفل لحدود جسد طفل آخر وحتى لا تتكر واقعة طفلة أسيوط، وأن تكون هناك سياسات واضحة فى المدارس لتصديق بلاغات الأطفال حال تعرضهم للاعتداءت الجنسية سواء من المدرسين أو العاملين أو المدربين، أو من أطفال مثلهم.. إلخ.

أخيرًا.. متى شعرت بنجاح أهداف مبادرة «حماية» فى توعية الأطفال؟

- من كل قصص النجاح الذى نتلقاها فى «حماية» من آباء تلقى أطفالهم ورش التوعية ضد التحرش الجنسى، وأبلغونا تنفيذ الطفل لكل ما تعلمه، فمنهم طفلة تحدثت لأمها عن مدرس حاول يتحرش بها، وأنها صرخت ورفضت لمسها، وطفلة أخرى تعرضت لتحرش من مدربها، وهذه الرسائل تجعلنا نشعر بالسعادة أننا ساهمنا فى إنقاذ أطفال من الإيذاء الجنسى، ونجاح التدريب وأن 99.9% من الأطفال يطبقون كل خطواته؛ لأنه تدريب جذاب ويستخدم لغة بسيطة بعيدًا عن التهويل، أو التهوين.