الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خاص لـ«روزاليوسف» من الصين طرح حلول لأزمات إفريقيا الاقتصادية فى منتدى مراكز الفكر بالصين التعاون الصينى الإفريقى فى عصره الذهبى.. مبادرات للتنمية والتعاون بتوقيع بكين!

وسط متغيرات دولية كبيرة، يتطلع كلا الجانبين الصينى والإفريقى إلى الارتقاء بمستوى علاقات التعاون والصداقة بينهما فى جميع المجالات إلى أعلى مستوى، هذا ما راهن عليه عدد من المسئولين الحكوميين والدبلوماسيين الحاليين والسابقين من الأفارقة والصينيين خلال اجتماع الدورة الحادية عشرة للمنتدى الصينى الإفريقى للمراكز الفكرية الذى احتضنته العاصمة الصينية بكين مؤخرًا تحت عنوان «تعزيز روح الصداقة والتعاون بين الصين وإفريقيا من خلال العمل المشترك بشأن مبادرة التنمية العالمية».



 

فعلى مدار يومين كاملين من الحوارات والنقاشات المستفيضة، وبحضور أكثر من 200 مشارك من المسئولين والمختصين الأفارقة والصينيين، بالإضافة إلى مشاركة حوالى خمسين خبيرًا مختصًا من مراكز الفكر والأبحاث ذات الصلة من 19 دولة ومنطقة إفريقية عبر الإنترنت نوقشت عدة قضايا مهمة فى سياق علاقات التعاون الاستراتيجى الشامل بين الصين وإفريقيا، وما تمخض عن المؤتمر الوزارى الثامن لمنتدى التعاون الصينى- الإفريقى، والذى عُقد بالعاصمة السنغالية داكار خلال شهر نوفمبر الماضى من نتائج مهمة، وما طرحته بكين من برامج ومبادرات جديدة للتنمية المستقبلية للعالم.

وتمحور موضوع النقاشات خلال تلك الاجتماعات التى استضافتها أمانة لجنة المتابعة الصينية لمنتدى التعاون الصينى - الإفريقى مع المنظمين المشاركين وهى: المعهد الصينى الإفريقى ومعهد الدراسات الإفريقية فى جامعة تشجيانغ نورمال ومركز جامعة بكين للدراسات الإفريقية حول دفع روح الصداقة والتعاون بين الصين وإفريقيا والعمل معًا من أجل تنفيذ مبادرات التنمية العالمية، وتحقيق الأهداف الثلاثة التالية: أولاً: تعزيز مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإفريقيا. ثانيًا، تسريع تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.  ثالثًا، تعزيز التنسيق بين رؤية التعاون الصينى الإفريقى 2035، ورؤية الصين 2035، وخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وأجندة إفريقيا 2063. 

وتأتى هذه الاجتماعات بعد بضعة أشهر من المناقشة العامة للدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث اقترح الرئيس الصينى شى جين بينغ مبادرة التنمية العالمية العام الماضى للمساعدة فى تخفيف تحديات التنمية التى تواجهها الدول النامية. 

وقد سلطت اجتماعات الدورة الحادية عشرة للمنتدى الصينى الإفريقى للمراكز الفكرية الضوء على هذه المبادرة التى طرحتها الصين فى ظل توقيت دقيق يتعرض فيه السلام فى العالم للتهديد، وتواجه فيه التنمية تحديات كبيرة، خاصة بعدما أحدثت جائحة كورونا موجات من الصدمات التى اجتاحت الاقتصاد العالمى، وتسببت فى أكبر أزمة اقتصادية عالمية، وأدت هذه الأزمة إلى زيادة حادة فى عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها. 

وتمثل المبادرة الصينية خارطة طريق تهدف إلى سد الفجوة بين دول الشمال والجنوب. وتشمل ثمانية مجالات رئيسية للتعاون، تهدف إلى تعزيز تنمية عالمية أقوى وأكثر اخضرارًا وصحة وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. كما تحظى بدعم أكثر من 100 دولة حول العالم، وقد اقترحت الصين العمل على 4 محاور رئيسية من أجل تحقيق نتائج ملموسة لمبادرة التنمية العالمية. 

كما أعلنت أنها ستتخذ الإجراءات العملية لتنفيذ المبادرة على الأرض فى وقت مبكر، وتقديم مساهمة جديدة للتنمية العالمية. 

وبالإضافة إلى مناقشة مبادرة التنمية العالمية وتعزيز تنفيذها فى إفريقيا كانت هناك مناقشات أخرى حول آفاق بناء مبادرة الحزام والطريق (BRI) الصينية والتحديات التى تواجهها، وجدول أعمال الاتحاد الإفريقى 2063،  فضلًا عن تعزيز التبادلات الشعبية والتعاون بين الجانبين الصينى والإفريقى. 

كما تم التطرق أيضًا خلال هذا المنتدى- الذى أنشأه معهد الدراسات الإفريقية فى جامعة تشجيانغ نورمال فى عام 2011، ويعد إحدى المؤسسات المهمة فى إطار منتدى التعاون الصينى الإفريقى- إلى الأوضاع الدولية الراهنة وتأثيرها على الدول النامية وبعض الموضوعات الساخنة فى هذا الإطار مثل الحرب فى أوكرانيا وتصاعد التنافس بين القوى الكبرى والحمائية السائدة والعقوبات الاقتصادية وتغير المناخ. 

وخلال اجتماعات المنتدى عبر المشاركون الأفارقة عن طموحاتهم وتطلعاتهم تجاه العلاقات الصينية الإفريقية باعتبارها علاقات تربط بين أكبر دولة نامية وأكبر قارة نامية فى العالم يتجاوز عدد السكان فيهما ثلث عدد السكان الإجمالى فى العالم . 

كما أعرب مسئولون وعلماء من الجانبين عن رغبتهم فى تعزيز التعاون فى مختلف المجالات، بما فى ذلك التجارة والاقتصاد والترفيه،  مؤكدين على أن المنتدى هو امتداد وتوسيع للمؤتمر الوزارى الثامن لمنتدى التعاون الصينى الإفريقى الذى عقد فى داكار فى نوفمبر الماضى. 

وبالإضافة إلى ذلك، يُعد حدثًا دبلوماسيًا مهمًا للصين وإفريقيا لمناقشة خطط التعاون وتعزيز التنمية المشتركة؛ حيث يهدف إلى طرح أفكار ومناقشة الخطط المستقبلية للتعاون الصينى- الإفريقى، مما يصب  فى تعزيز الانتعاش الاقتصادى والتنمية بعد الجائحة فى إفريقيا والصين والعالم بأسره. 

كما تعهد الجانب الصينى على أنه سيتم تنفيذ الأفكار المطروحة وكذلك النتائج والتوصيات التى تم تبنيها  خلال المؤتمر الوزارى الثامن لمنتدى التعاون الصيني- الإفريقى، وذلك فيما يتعلق بالمجالات الرئيسية، بما فى ذلك الصحة والاستثمار والتجارة والتصنيع والتحديث الزراعى والاستجابة لتغير المناخ والاقتصاد الرقمى. 

وأكدوا على أن الصين كأكبر دولة نامية فى العالم، تقف دائمًا مع الدول النامية، وتلتزم دائمًا بتحويل نمو الصين إلى فرص للعالم، وتطبق دائمًا مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية من خلال إجراءات عملية، وهى مستعدةً للعمل مع جميع الدول التى تحب السلام وتسعى إلى التنمية على تنفيذ مبادرة التنمية العالمية، وتعزيز التضامن والتعاون، ومواجهة التحديات بشكل مشترك، من أجل خلق مستقبل أفضل للعالم. 

وفى كلمته فى حفل افتتاح المنتدى الذى حضره  موسى مارا، رئيس وزراء مالى الأسبق، وكريستين موسيسى، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى تنزانيا، وأنطونيو سيريفو إمبالو، سفير غينيا بيساو لدى الصين إلى جانب  مسئولين وخبراء وإعلاميين ورجال أعمال من الصين وعدة دول إفريقية، بما فى ذلك مصر والمغرب والجزائر وجنوب إفريقيا ومالى والسنغال ونيجيريا وتنزانيا وغينيا بيساو، قال نائب وزير الخارجية الصينى، دينغ لى، إن مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية ومنتدى التعاون الصينى الإفريقى (FOCAC) هى استجابة الصين للمساهمة فى التنمية العالمية. 

وأكد على أن التنمية هى الطريق الأساسى للبشرية للسعى إلى حياة أفضل، كما أن التعاون الإنمائى ركيزة مهمة للتعاون الصينى الإفريقى. 

وأوضح - دينغ لي-  إن هذا العام هو بداية تنفيذ نتائج منتدى التعاون الصينى - الإفريقى حيث تغلب الجانبان الصينى والإفريقى على التأثير السلبى الناجم عن الوضع الاقتصادى الخارجى وCOVID-19. 

وفى الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، زادت واردات الصين من إفريقيا بنحو 20 فى المائة على أساس سنوى. وهناك العديد من المشاريع التى يتم تنفيذها بشكل منظم مثل المركز الصينى الإفريقى المشترك لعرض وتدريب تبادل التكنولوجيا الزراعية الحديثة. 

وقال دينغ إنه فى المستقبل القريب، ستواصل الصين وإفريقيا تحسين جودة وكفاءة التعاون العملى بطريقة مبتكرة، والسماح لمزيد من الناس بفهم ودعم الصداقة والتعاون بين الصين وإفريقيا. 

وأضاف: كواحد من المنتديات الفرعية المهمة لمنتدى التعاون الصينى الإفريقى، إن منتدى الصين وإفريقيا للمؤسسات الفكرية ملتزم بتقديم الدعم الفكرى لتنمية العلاقات بين الصين وإفريقيا والتعاون فى مختلف المجالات. 

وأشار إلى أن الصين ظلت  الشريك التجارى الرائد لإفريقيا  لمدة 12 عامًا متتالية.  وفقًا للإدارة العامة للجمارك الصينية، بلغ إجمالى التجارة الثنائية بين الصين وإفريقيا فى عام 2021، 254.3 مليار دولار، بزيادة 35.3 فى المائة على أساس سنوى.  فى تلك الفترة، صدرت إفريقيا سلعًا بقيمة 105.9 مليار دولار إلى الصين، بزيادة 43.7 فى المائة على أساس سنوى.

وأشار إلى أنه تم التوقيع على عدد من البروتوكولات لتصدير المنتجات الزراعية الإفريقية إلى الصين عبر القناة الخضراء للمنتجات الزراعية الإفريقية إلى الصين. كما تم إطلاق «خطة مئات الشركات والآلاف من القرى»، وهو نشاط للتخفيف من حدة الفقر ورفع مستوى المعيشة من قبل الشركات الصينية العاملة فى إفريقيا. وقد تم أيضًا وضع سقف لمقر المركز الإفريقى لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى جانب تنفيذ التعليم الرقمى، ومركز الاستخبارات الإقليمى، ومركز الحوسبة الفائقة، وشبكة العمود الفقرى البصرى وغيرها من المشاريع فى إفريقيا من قبل شركات التكنولوجيا الصينية التى تتقدم باطراد.  

كما تحدث عن مواصلة التعاون الصينى الإفريقى فى مجال السلام والأمن، مشيرًا إلى اقتراح الصين هذا العام  مفهوم السلام والتنمية فى القرن الإفريقى، وتعيين مبعوث خاص لوزارة الخارجية لشؤون القرن الإفريقى، ودعم الجانب الإفريقى فى عقد مؤتمر السلام فى القرن الإفريقى بنجاح. 

وشدد على أن بلاده ستواصل بقوة تعزيز نتائج التعاون لمنتدى التعاون الصينى الإفريقى فى مجال السلام والأمن، وتسعى جاهدة لتعزيز تنفيذ مبادرة الأمن العالمى التى اقترحها الرئيس شى جينبينغ فى إفريقيا، وخلق بيئة مواتية للصين للتعاون التنموى فى إفريقيا.

فإفريقيا هى القارة التى يوجد بها أكبر تجمع للبلدان النامية، والصين هى أكبر دولة نامية. يجب على الصين وإفريقيا دعم النظام الدولى بحزم مع وجود الأمم المتحدة فى جوهره، والالتزام بالقيم المشتركة للسلام والتنمية والإنصاف والعدل والديمقراطية والحرية وصون الدول النامية . 

من جانبه تحدث ممثل مصر خلال المنتدى  السفير عزت سعد، رئيس المعهد الإفريقى للشؤون الخارجية والعضو الإفريقى فى اللجنة الاستشارية الدولية للمعهد الصينى للدراسات الإفريقية عن الأزمات العديدة التى تتفاقم فى العالم الآن فى ظل الوضع الوبائى وما تعانيه دول العالم وبالأخص إفريقيا على إثر ذلك من أزمات اقتصادية واجتماعية واضطراب فى السوق.

وأشار إلى أن خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030  تواجه تحديات غير مسبوقة؛ وتحتاج رؤية واضحة مثل مبادرة التنمية العالمية التى طرحتها الصين، والتى يمكن أن تجعل المجتمع الدولى أكثر اتحادًا. 

وأضاف:  تعد إفريقيا نموذجًا مهمًا للصين لتعزيز التعاون بين دول الجنوب، وهى أيضًا نموذج للتعاون الإنمائى العالمى الذى تروج له الصين. 

وأشار مدير المجلس المصرى للشئون الخارجية  بأن الصين  لعبت دورًا رائدًا ونشطًا فى المساعدة الإنمائية، وخير دليل على ذلك هو مبادرة الحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية التى تعد مثالًا ساطعًا على ذلك. 

قائلًا: نحن نرحب بهذه المبادرات الصينية. 

حيث لم تكن لمبادرات الولايات المتحدة، بما فى ذلك تلك التى كانت فى عهد أوباما، تأثير كبير، وخلال عهد ترامب، تم إلغاء العديد من سياسات عهد أوباما تمامًا، بما فى ذلك اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، بينما نرى أن الصين تساعد الدول النامية. 

وأضاف لقد  عززت الصين علاقات تعاون مؤسسية مع أكثر من 110 دول، وعشرات المنظمات الدولية، بما فى ذلك الاتحاد الإفريقى. على عكس تجربة الغرب، نحن واثقون جدًا من هذه المبادرات الصينية، ونعتقد أن الصين، من خلال مبادرة الحزام والطريق وغيرها من المبادرات، يمكن أن توفر لنا تعاونًا موثوقًا به.  فى عملية الترويج لـ «الحزام والطريق»، ستكون هناك بالتأكيد بعض المشاكل والتحديات، خاصة فى حقبة ما بعد الوباء.  وبالنظر إلى التعقيدات والشكوك فى عالم اليوم، نعتقد أن الصين ستكون قادرة على اتخاذ مصيرها بأيديها. الصين شريكنا الموثوق به والمستدام.