الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

العالم فى انتظار «COP27» موجات «الحر» تضرب أجزاء عدة من العالم

أصبح الحديث عن تغيُّر المناخ حديث العامة بعد أن كان يتم يتناوله فقط على مستوى المتخصصين والمهتمين بالشأن. وفى الفترة الأخيرة، أجبرت الحرائق وموجات الحر غير المسبوقة فى أوروبا الجميع على الاهتمام والبحث بشأن هذا الموضوع.



ووفقًا لبيانات أصدرها نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبية التابع لبرنامج مراقبة الأرض للاتحاد الأوروبى «كوبرنيكوس»، تخطّت المساحات التى اجتاحتها النيران فى الأسابيع الأخيرة فى أوروبا المساحة الإجمالية للأراضى المُحترقة خلال العام الماضى بأكمله.

 

كما تضاعفت مساحة الريف الأوروبى المحترق إلى أكثر من 3 أضعاف هذا العام، مع ما يقرب من 450 ألف هكتار من الأراضى المتفحمة حتى 16 يوليو، مقارنة بمتوسط 2006-2021 البالغ 110 آلاف هكتار خلال الأشهر نفسها من السنة. وبحلول التاريخ نفسه، أى 16 يوليو الجاري، شهدت أوروبا ما يقرب من 1900 حريق غابات مقارنة بمتوسط 470 حريقًا للفترة 2006-2021.

أما بريطانيا، التى شهدت ارتفاع  درجة الحرارة  لتتجاوز 40 درجة مئوية لأول مرة على الإطلاق حيث أعلنت السلطات، أنه يمكن أن يواجه البريطانيين صعوبات فى الحفاظ على خدمات النقل الرئيسية بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل لم يسبق له مثيل بعد أن ظهرت علامات الأضرار على مدرجين للطائرات والتواء بعض قضبان القطارات حيث إن البنية التحتية لم تكن مبنية لتحمل هذا النوع من درجات الحرارة.

ولهذا السبب، تعقد الدول آمالًا كبيرة على قمة المناخ «cop27» التى ستستضيفها مصر نوفمبر المقبل فى مدينة شرم الشيخ حيث أكد موقع «kentonline»  البريطانى أهمية القمة، واعتبر أن القمة تأتى فى توقيت مهم للغاية وإن قمة شرم الشيخ ثبتت أهميتها القصوى فى ظل درجات الحرارة الشديدة  التى شهدها عدد من دول العالم، الأسبوع الماضي، إلى جانب حرائق الغابات الشرسة، والتحذيرات من العواصف الرعدية، وفرصة حدوث فيضانات مفاجئة، وهو الأمر الذى يتطلب ضرورة مواجهة تحديات المناخ، مشيرًا إلى أن هناك أملًا كبيرًا فى «كوب 27» للخروج بنتائج وقرارات ملزمة لدول العالم لمواجهة تغير المناخ.

تضرب موجات الحر أجزاء عدة من العالم، ويتوقع خبراء الطقس أن هذا الصيف سيكون الأشد حرارة على جميع دول العالم.

ويحذر خبراء كثيرون من أن الموجة شديدة الحرارة التى يتعرض لها الغرب قد تتسبب فى كوارث إنسانية وقد تؤدى إلى انتشار أمراض وقد تتعرض دول أخرى للجفاف.

وتبادر المؤسسات الصحية بالبلدان التى تعانى من ارتفاع شديد فى درجة الحرارة بإصدار دوريات يومية لتوعية المواطنين خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

ومن المتوقع أن تسود أجواء أكثر حرارة من المُعتاد فى القارة الأوروبية خلال فصل الصيف، مع تكرار موجات الحر على فترات مختلفة خاصةً جنوب وجنوب غرب القارة الأوروبية وهو الأمر غير المعتاد على الإطلاق فى أى فترة سابقة.

أمريكا

فى الولايات المتحدة الأمريكية، يستعد السكان لارتفاع تاريخى فى درجات الحرارة، حيث تتحرك موجة الحر الحارقة شرقًا بشكل لم تشهده من قبل.

ومن المتوقع أن يتأثر 120 مليون أمريكى بالحرارة الشديدة، ما يثير مخاوف من المخاطر الصحية للفئات الأكثر ضعفًا والعاملين فى الهواء الطلق وأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى التبريد الداخلي. 

وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية بيانًا خاصًا حذرت فيه السكان من أن يظلوا متيقظين لعلامات الإصابة بأمراض الحرارة، وأخذ فترات راحة بالداخل عندما يكون ذلك ممكنًا، والبقاء رطبًا قدر الإمكان.

وقال «مارك تشينارد»، خبير الأرصاد الجوية فى مركز التنبؤ بالطقس التابع لدائرة الأرصاد الجوية الوطنية: «مع انتهاء فصل الشتاء ودرجات الحرارة المنخفضة، قد يكون ذلك بمثابة صدمة للنظام، خاصة إذا كنت تقضى فترات طويلة بالخارج»، مشيرًا إلى أن التصعيد غير المعقول فى درجات الحرارة ببعض المناطق قد يكون صعبًا للفئات الأكثر ضعفًا».

إسبانيا

وتعانى إسبانيا من أشد موجات الحر التى تضرب البلاد فى شهر مايو خلال العشرين عامًا الماضية، حيث تتجاوز درجات الحرارة فى أجزاء من جنوب إسبانيا 42 درجة مئوية، مع أجواء مغبرة، مما يزيد مخاطر حرائق الغابات والظروف المناخية التى عادة ما تُرى فى ذروة الصيف وليس فى منتصف شهر مايو.

وجاءت الموجة الحارة مع تدفق كتلة من الهواء الجاف والحار من إفريقيا باتجاه أوروبا، والتى حملت معها الغبار من الصحراء الكبرى ورفعت درجات الحرارة اليومية «بشكل استثنائي» لتصبح أعلى من المعدل الموسمى بمقدار 10 - 15 درجة مئوية.

ودعت الحكومة الإسبانية السكان إلى الإكثار من تناول المرطبات خلال موجة الحر وارتداء ملابس خفيفة، والانتباه فى الأجواء المغبرة من تدنى مدى الرؤية الأفقية وانخفاض جودة الهواء، مضيفة أنه يجب مراقبة الأطفال والحوامل وكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة عن كثب.

كما وجهت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية تحذيرات على «تويتر» من ارتفاع درجات الحرارة فى عشر مناطق إسبانية، حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة فى الأيام المقبلة.

وقالت وكالة الأرصاد إن متوسط درجات الحرارة فى خاين أعلى من المعتاد 16 درجة مئوية فى هذا الوقت من العام. وسجلت درجات الحرارة فى مناطق أخرى من إسبانيا مستويات أعلى من المعتاد بما لا يقل عن سبع درجات مئوية. 

وتم الإعلان عن تحذير أحمر للعديد من أجزاء الأندلس، حيث سيظل تحذير «أميت» ساريا حتى أسبوعين مقبلين. وقام مربو حدائق الحيوان فى مدريد وفالينسيا بتقديم أغذية مثلجة للحيوانات.

بريطانيا

وتهب سحابة الغبار الصحراوية فوق المملكة المتحدة، التى تشهد أكثر أيام السنة حرارة حتى الآن عندما بلغت درجات الحرارة فى الجنوب الشرقى ذروتها عند 27.5 درجة مئوية.

فرنسا

وتم أيضا تجاوز الأرقام القياسية المسجلة لحرارة الربيع فى فرنسا حيث تدخل البلاد يومها 38 على التوالى مع ارتفاع غير معتاد على درجات الحرارة، حيث تجاوزت درجات الحرارة فى أجزاء من جنوب البلاد 33 درجة مئوية، ويُتوقع أن يتم تسجيل درجات حرارة تصل إلى 39 درجة مئوية بحلول نهاية الأسبوع، أى أعلى بنحو 17 درجة مئوية من المعدل ​​الموسمي.

وحطمت درجات الحرارة فى مدن ألبى وتولوز ومونتيليمار بجنوب فرنسا، الأرقام القياسية السابقة لشهر مايو، مسجلة 33.7 درجة مئوية و33.4 درجة مئوية و33.8 درجة مئوية على التوالي، بينما وصلت حتى لاهاى فى شمال غرب نورماندى إلى 27 درجة مئوية، محطمة بذلك الرقم القياسى لشهر مايو الذى يعود تاريخه إلى عام 1922.

على صعيد آخر، فقد تم تقييد استخدام المياه فى 16 مقاطعة فى فرنسا، حيث يُعتقد أن 22 مقاطعة - بشكل رئيسى فى الجنوب الشرقى والجنوب الغربى - من المحتمل أن تعانى من الجفاف الشديد بحلول نهاية الصيف.

وتوقعت عالمة المناخ كريستين بيرن، أن تشهد فرنسا موجة حارة تستمر لمدة عشرة أيام تقريبًا، قائلة إن درجات الحرارة «استثنائية» لشهر مايو حيث من المتوقع أن تصل إلى ما بين 25 و28 درجة مئوية فى الشمال، وما بين 27 و31 درجة مئوية فى الجنوب.

نوبات حر متكررة

ومن المرجح أن تصبح هذه النوبات من الحر الشديد أطول وأكثر حدة، وتبدأ فى وقت مبكر من العام، وقد زادت فرص حدوث موجات الحر فى الفترة الأخيرة بنسبة 100 مرة بسبب تغير المناخ.  وأوضح علماء أن التغيرات المناخية التى يشهدها العالم سبب  رئيسي فى درجات الحرارة المرتفعة التى أثرت على جنوب غرب أوروبا وامتدادها إلى وسطها لتشمل أجزاء واسعة من فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، وهولندا وسويسرا وقد ارتفعت درجات الحرارة فى تلك المناطق بحيث تجاوزت معدلاتها الاعتيادية بأكثر من 10 درجات مئوية فى بعض المناطق.