الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حار جاف صيفًا

يا عينى على الخواجة.. وقد اشتعلت الشمس عندهم.. فنافست حرارة القاهرة وأسوان.. والناس تكلم نفسها وقد صارت أخبار الطقس هى الشغل الشاغل للجميع.. والخبر الرئيسى الأول فى جميع نشرات الأخبار تنقل توقعات الطقس وتوصى بأفضل السبل لمواجهة الحَرّ وتنصح بضرورة الاستحمام صباحًا وظهرًا وعصرًا.. 



وقد هرب الناس إلى الشاطئ والبلاچات وحمّامات السباحة.. ومن حكمة الله أن عندهم بالإضافة إلى حمّامات السباحة فى البيوت.. حمّامات سباحة عمومية فى كل حى وفى كل شارع.. مع أن الصيف عندهم «شهرين» وخلاص لكن حمّام السباحة ضرورة قصوَى.. دافئ شتاء وبارد صيفًا.

ولهذا يهرب الجميع إلى حمّامات السباحة.. ومن حكمة الله أنهم لا يعرفون ظاهرة النوادى الخاصة والاشتراك فيها بالشىء الفلانى.

والنوادى هنا عمومية تدفع رسْم الدخول ودون الانتظار لقبولك فى النادى.. وهى الظاهرة التى نعرفها فى بلادنا.. والتى تقسّم الناس إلى فئتين؛ مَن ينتمون للنوادى.. ومَن هم على باب الله!

بلغت درجة الحرارة 40 درجة مئوية فى فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا.. أمّا إسبانيا والبرتغال واليونان فحدّث ولا حرج.. وموجة الحرارة ضربت تمامًا الموسم السياحى الأوروبى.. الذى كان يستعد لاستقبال أكثر من مائتى مليون سائح؛ خصوصًا من دول آسيا الغنية.. ومن أمريكا الفرحانة بشبابها.. فجاء الصيف الساخن ليلغى الآسيويون رحلاتهم على اعتبار أن حرارة الطقس عندهم أهون من حرارة أوروبا.. بالإضافة إلى عودة كورونا بإجراءاتها المشددة فى العواصم والمدن الأوروبية.

والخيبة أن السائحين الأمريكان والذين يصرفون الشىء الفلانى فى رحلاتهم الأوروبية.. فقد أحجموا عن السفر هذا العام نتيجة لاقتراب سعر اليورو الأوروبى من سعر الدولار الأمريكانى بما يعنى أن فروق الأسعار سوف يتحملها السائح الأمريكانى الذى تعود الاستفادة من فروق أسعار العملات لصالح الدولار فى الماضى القريب.

المشكلة الحقيقية أن انهيار الموسم السياحى نتيجة لارتفاع حرارة الطقس قد أدى بالتبعية إلى انتشار موجة من الكساد فى أنواع التجارة التى تعتمد على الرواج السياحى وأهمها تجارة الملابس التى كانت تستعد لها أوروبا بموسم الأوكازيون.. والذى كان يشهد رواجًا حقيقيًا فى موسم السياحة هناك.

اشتعلت الشمس.. فاشتعلت الغابات واندلعت الحرائق بفضل الجفاف فى فصل الصيف وظهرت الجهود الشعبية مع الحكومية لمحاصرة الجفاف الذى يؤدى لكوارث بيئية مخيفة.. ومن حكمة الله أن أراضى أوروبا هى الأغلى.. لكنهم يحافظون على الغابات عندهم.. على اعتبار أن الغابة تحافظ على التوازن البيئى المختل بفضل الاحتباس الحرارى ومبانى الإسمنت والشوارع الإسفلت التى تجرى فوقها ملايين السيارات يوميًا!

الغابة إذن من مَظاهر الحفاظ على البيئة.. ثم إنها مَصدر مهم للأوكسچين.. بالإضافة إلى كونها ممشَى ومعسكر مفتوح.. وهى غابات جميلة لا ترى فيها الأسُود والنمور والأفيال.. لكنك تقابل الأرانب البرّية والبط.. هى غابات للأشجار المتشابكة والمتقاطعة فى جَوّ رطوبى عالٍ.. ومساحات هائلة من الخضرة واشتعالها بالحرائق يؤدى إلى كوارث بيئية حقيقية. حفظ الله لنا بلادنا المستقرة بمناخ نموذجى.. حار جاف صيفًا.. دافئ ممطر شتاءً!