الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أبرز المرشحين هل تتغير سياسة بريطانيا بعد استقالة «جونسون»؟

«ماذا بعد الاستقالة؟» سؤال طرحه عدد من الباحثين بعد إعلان «بوريس جونسون» استقالته. وفى عملية البحث عن خليفة لجونسون، يتعين أن يرشح اثنان من أعضاء البرلمان عن حزب المحافظين، أى شخص يتقدم للمنصب، وقد يكون عدد المتقدمين كبيرًا.



ويجرى النواب المحافظون بعد ذلك عدة جولات تصويت لخفض عدد المرشحين. وفى كل مرة يطلب منهم التصويت بشكل سرى لصالح مرشحهم المفضل، ويتم استبعاد من يحصل على أقل الأصوات. وتتكرر هذه العملية إلى أن يصل عدد المتنافسين إلى اثنين.

وكان التصويت فى السابق يجرى فى أيام الثلاثاء والخميس، لكن من المقرر أن يبدأ البرلمان العطلة الصيفية، التى تستمر ستة أسابيع فى 21 يوليو، لذا قد يتعين تسريع العملية.

ويجرى بعد ذلك تصويت بالبريد على المرشحين الاثنين الأخيرين، ويشمل جميع أعضاء حزب المحافظين ويعين الفائز رئيسًا للوزراء.

زعيم الحزب صاحب أكبر عدد من الأعضاء فى مجلس العموم هو رئيس الوزراء الفعلى، ولا يتعين عليه الدعوة لانتخابات مبكرة، لكن يحق له ذلك.

يمكن أن تختلف الفترة الزمنية لاختيار رئيس الوزراء اعتمادًا على عدد المتقدمين للمنصب. وكانت تيريزا ماى قد تولت المنصب بعد أقل من ثلاثة أسابيع من استقالة ديفيد كاميرون فى عام 2016 وانسحاب جميع المتنافسين الآخرين فى منتصف السباق.

وتنافس جونسون مع وزير الصحة السابق جيريمى هنت قبل تصويت أعضاء حزب المحافظين لاختيار من يحل محل ماى فى 2019، وتولى المنصب بعد شهرين من إعلان ماى اعتزامها تقديم استقالتها.

 من المرشحون؟

ريشى سوناك

استقال وزير الخزانة، وهو أول هندى يتولى هذا المنصب، من الحكومة، فى خطوة مفاجئة. وتضعه هذه الاستقالة فى صفوف المرشحين الأوفر حظًا لخلافة جونسون، بعد أن تراجعت شعبيته بسبب ثروته والترتيبات الضريبية لزوجته الثرية التى أثارت استياء فى خضم أزمة القدرة الشرائية.

وكان سوناك، الذى هاجر أجداده من شمال الهند إلى المملكة المتحدة فى ستينيات القرن الماضى، محللاً فى بنك جولدمان ساكس وعمل لاحقاً فى صناديق مضاربة. وأصبح نائبًا فى عام 2015.

وتولى سوناك المدافع عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «بريكست» والبالغ من العمر 42 عامًا منصب وزير الخزانة فى عام 2020، لكنه تعرض لانتقادات بسبب اتخاذ إجراءات غير كافية لكبح ارتفاع الأسعار.

ساجد جاويد

وزير الصحة البريطانى ساجد جاويد، قدم هو الآخر استقالته من الحكومة. وكان قدم استقالته فى عام 2020 من منصب وزير الخزانة.

وصوّت جاويد البالغ من العمر (52 عامًا) فى عام 2016 للبقاء فى الاتحاد الأوروبى، لكنه انضم لاحقًا إلى معسكر بريكست. وهو ابن سائق حافلة باكستانى مهاجر، وأصبح مصرفيًا مشهورًا قبل دخوله المجال السياسى.

بن والاس

أصبح وزير الدفاع البالغ من العمر 52 عاماً، أكثر شعبية من أى وقت مضى وسط الغزو الروسى لأوكرانيا.

على الرغم من أنه نفى على الدوام، اهتمامه بقيادة حزب المحافظين، إلا أنه يعتبر فى صفوف المحافظين بأنه شخصية صريحة ويشهد لها بالكفاءة.

بينى موردونت

كانت بينى موردونت، البالغة من العمر 49 عامًا، وزيرة دولة للتجارة الخارجية، وشاركت فى حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «بريكست» فى عام 2016، وعملت منذ ذلك الحين على التفاوض بشأن الاتفاقيات التجارية.

وتعتبر موردونت عنصر الاحتياط فى البحرية الملكية، خطيبًا بليغًا. ووفقًا لبعض استطلاعات الرأى، زادت مؤخرًا شعبيتها بين المحافظين وينظر إليها كرقم صعب حال استقالة رئيس الوزراء.

جيريمى هانت

خسر وزير الخارجية والصحة السابق جيريمى هانت (55 عامًا) أمام بوريس جونسون فى انتخابات 2019 لقيادة الحزب.

ويذكر أن هانت صديق بوريس جونسون وديفيد كاميرون فى جامعة أكسفورد، إذ درّس اللغة الإنجليزية فى اليابان، وهو من الشخصيات القليلة التى تحدت رئيس الوزراء علانية فى تصويت الشهر الماضى لحجب الثقة. مع ذلك فهو لا يعتبر صاحب شخصية قوية.

ليز تروس

صراحتها واستعدادها للتدخل فى الحروب الثقافية جعلا وزيرة الخارجية ليز تروس تحظى بشعبية كبيرة لدى قاعدة حزب المحافظين.

وحصلت تروس (46 عامًا) على هذا المنصب الحساس مكافأة لعملها كوزيرة للتجارة الدولية. وفى هذا المنصب، أبرمت الإخصائية فى التبادل الحر التى صوتت لصالح البقاء فى الاتحاد الأوروبى قبل أن تنتقل إلى المعسكر الآخر، سلسلة اتفاقات تجارية بعد «بريكست».

ناظم الزهاوى

يحظى وزير الخزانة الجديد باحترام كبير بين البريطانيين بعد نجاح حملة التلقيح ضد وباء كورونا التى أشرف عليها.

وولد فى بغداد لأبوين كرديين فى يونيو 1967، وهاجر إلى المملكة المتحدة فى سن التاسعة. وأسس شركة أبحاث السوق «يو جوف» فى عام 2000 واستقال منها بعد عشر سنوات لدخول مجال السياسة وانتخب نائبًا. ويذكر أنه عُيّن فى سبتمبر2021 وزيرًا للتربية والتعليم.

توم توجندهات

كان رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس العموم أول من أعلن أنه ينوى الترشح فى حال استقالة جونسون. وخدم توجندهات، البالغ من العمر 49 عامًا والعنصر السابق فى الجيش البريطانى، فى العراق وأفغانستان.

 السياسة الخارجية

رأى الكاتب الروسى أندريه ياشلافسكى، فى مقال له بصحيفة «موسكوفسكى كومسوموليتس» أن جونسون، الذى شعر باهتزاز كرسيه بسبب «باتيغيت»، استغل الصراع فى أوكرانيا للبقاء فى السلطة، وتولى دور «زعيم العالم الغربى»، تقريبًا، فى المواجهة مع روسيا.

وطرح الكاتب سؤالًا قائلًا: «إذا تخيلنا حدوث تغيير فى منصب رئيس حكومة المملكة المتحدة، فهل سيحدث تحول فى موقف لندن فى الاتجاه الروسى»؟

عن هذا السؤال، أجاب النائب الأول لرئيس مركز التقنيات السياسية، أليكسى ماكاركين، بالقول: «لا، مع أن هناك بالطبع دورًا شخصيًا لجونسون، ولكن فى الوقت نفسه، ما يفعله جونسون لا يعكس فقط قراره السياسى الشخصى لتقوية منصبه أو البقاء رئيسًا للوزراء. الأشياء أكثر تعقيدًا. فبعد كل شىء، جونسون، كرئيس للوزراء، قاد بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبى. غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبى، وهى الآن فى حاجة إلى الشعور بأنها لاعب كبير.

وأضاف: «إذا استقال جونسون، يمكن لآخر يعبر عن مواقف مماثلة أن يصبح رئيسًا للوزراء. فالأهم هو مسار السياسة الخارجية الذى اختاره المحافظون، والذى سيواصلون انتهاجه».

وقد أعرب الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، عن ثقته فى أن سياسة بريطانيا تجاه أوكرانيا لن تتغير، وذلك تعليقًا على استقالة رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون.