الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رسالة دكتوراه بالأزهر تطالب بحجب المواقع الإباحية فى مصر: الرسالة اتهمت «السوشيال ميديا» بنشر ثقافة الرذيلة.. وطالبت بخط ساخن للإبلاغ عن جرائم الأعراض

تعَد «السوشيال ميديا» عنوانًا عريضًا للتفاعل عبر وسائل التواصُل الاجتماعى،  ظهر العديد من المشكلات كان أبرزها الخوض فى حياة الآخرين، والنيل منهم فى بعض الأحوال من دون استيثاق أو بينة، مما انتشرت معه الاستهانة بأعراض الناس.



مؤخرًا ناقش قسم الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة بجامعة الأزهر رسالة  دكتوراه هى الأولى من نوعها تتناول «مشكلات الأعراض فى الواقع المعاصر» للباحث  عبدالرحمن محمد زكى الدين، اتهمت وسائل التواصُل الاجتماعى بزيادة التجرؤ على الأعراض والخوض فيها؛ حيث أكدت أن وسائل التواصُل الاجتماعىّ بشكل خاص، والإنترنت بشكل عام، هما الشّرارة المشتعلة والوقود الذى لا ينضب فى زيادة وهج مشكلات الأعراض.

وطالبت الدولة بالعمل على حجب المواقع الإباحية ما أمكن، وقيام الرقابة بعملها ومنع الحوارات والمكالمات والمَشاهد الدّاعية للجنس فى الإعلانات والبرامج والأفلام والمسلسلات..

حول أسباب الرسالة ومناقشتها لقضية الأعراض قال الباحث إن هناك عدة أسباب لطرح الرسالة، أهمَّها أن صيانة الأعراض والحفاظ عليها ضرورةٌ من الضرورات الخَمْس التى أمَرَ الإسلامُ بحفظها، وأحد مقاصد الشّريعة الإسلاميّة التى اتّفق عليها علماءُ الأمّة وشيوخُها. 

أضاف «إن ما صوّرته بعضُ الدّراما من صورة سلبية عن المجتمع المصرى خاصةً، أدى إلى ظهور ممارسات شاذّة ومجافية لقيم المجتمع المصـرى فى الآونة الأخيرة، بسبب تفشى مشكلات الأعراض بمعدلات متزايدة زمانيًّا، وعلى امتداد واسع مكانيًّا، وبين طبقات اجتماعية متباينة، بما اقتضى دراسة تلك المشكلات، ومعالجة أسبابها وآثارها، ووضع خطة تجسّد رؤية الثقافة الإسلامية لعلاجها».

وكان من بين أسباب اختيار الباحث لمناقشة مشكلات الأعراض فى المجتمع المصرى  انفتاح المجتمع المصرى أمام العادات والتقاليد والقيم الوافدة إليه والغريبة عنه، مما تطلّب الوقوف أمامها، ومعالجة المشكلات المنبثقة عن تلك العادات والقيم.

تفاقُم المشكلة 

وقد أسفرت الدراسة عن عَدد من النتائج، من أهمّها أن مشكلات الأعراض تنتج عن مجموعة من العوامل الشّخصيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والثقافيّة.... التّى لا تناسب هوّيتنا الإسلاميّة من ناحية التّكافل، والتّضامن، والعفاف، والخصوصيّة الدّينيّة والثقافيّة.

ولفتت إلى  أن  إخفاء المعلومات والإحصاءات عن حجم مشكلات الأعراض فى مصر يُعَد  طريقًا لزيادتها وتفاقمها؛ حيث إنّ الأضواء غير مسلطة على دراسة أسبابها بشكل صحيح، وعدم طرح الحلول الناجعة لها.

وقال الباحث إن  بعض الأسَر التى وقعت فيها مشكلاتٌ تمسّ العرض تواجه عزلةً اجتماعيةً؛ تؤثر على واقع معيشتهم ومستقبلهم؛ يصل إلى حدّ القطيعة الكاملة، وتشويه السمعة لعدة أجيال فى تلك الأسرة. 

وشددت الدراسة على أن التسويق الإعلانى والتجارى المعتمد على استغلال جسد المرأة وإبراز مفاتنها؛ يتحمّل نصيبًا كبيرًا فيما وصلت إليه الأمور فى مشكلات الأعراض؛ حيث يؤجّج شهوات المراهقين من ناحية، ويتعارض مع المنهج الإسلامى من ناحية ثانية، ويخالف القوانين العامّة من ناحية ثالثة. 

وقالت: «إن الانسياق وراء الصّيحات الغربية فى الاختلاط، وحرية المَلبس، وتقليد عاداتهم السّلوكية؛ فتح علينا أبواب المصاحبة، والتواصُل غير المشروع بين الجنسين؛ الموصل للبغاء فى النهاية».

وفى تحليل لمشكلة مَظاهر الانحلال التى تطال أعراض بعض الناس، ونشر الرذيلة  أكدت الدرسات أن للإسلام منهجه الفريد فى صيانة العرض؛ حيث يبدأ بالنظرة الكلية للإنسان التى تحقّق رغبات الروح والجسد، وتجعل العبادات أداةً لتهذيب الغرائز، كما تجعل النكاح طريقًا للكثير من العبادات والأجر».

وطالبت بضرورة  التصدّى لمروّجى الإباحية عبر وسائل الإعلام المختلفة، والعمل على الحدّ من انتشار الأفلام والمسلسلات التى تدعم ذلك.

كما طالبت بالتكامل والتعاون بين جميع المؤسّسات الرسميّة وغير الرسميّة الدينيّة والمجتمعيّة والقانونيّة والتربويّة والتعليميّة والإعلاميّة باعتباره واجب الوقت؛ لتحقيق نهضة أخلاقية داخل المجتمع من ناحية، وللوقوف على رؤية تكاملية لأسباب مشكلات الأعراض، ومواجهة الانحرافات الخُلقية، وطرح الحلول والرّؤَى المستقبليّة الخاصة بالأعراض. 

توصيات عاجلة

اختتمت الرسالة، التى أقرتها كلية الدعوة وحصل الباحث فيها على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى، بعدد من التوصيات  العاجلة لمحاربة مشكلات الرذيلة وهتك الأعراض، من أهمها حجب المواقع الإباحية، وتدريس مادة الثقافة الإسلامية فى جميع الجامعات المصريّة، بحيث يتم التركيز فى محتواها على القيم الإسلامية، وإسناد مهمّة تدريس مادّة التربية الدينية لخريجى الكليات الشّرعية.. بالإضافة إلى تبنّى استراتيچية (تكاملية) واضحة من كل مؤسّسات الدولة والجمعيات الأهلية؛ لدعم الأسرة فى جوانب الحياة المختلفة (الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة...)  وحلّ المشكلات التى تهدد استقرارها بدايةً، ثمّ تحصينها من كلّ ما يمكنه التأثير والضغط عليها مستقبلًا، باعتبارها حائط الصّد الأول المنيع فى وجه مشكلات الأعراض.

وشددت الدراسة على ضرورة   قيام المؤسّسات الدينية بإحياء دَور المَساجد، والعناية بموضوعات الخُطب، واختيار الدعاة النابهين، أمورًا تسهم فى الحدّ من انتشار مشكلات الأعراض.

وأوصت رسالة الدكتوراه بضرورة رصْد الواقع والإحصاءات لمشكلات الأعراض بشكل دقيق؛ لأنّ الإلمام بأبعاد مشكلة ما بكلّ حذافيرها أولى خطوات التّشخيص السّليم الضّرورى لكلّ علاج، إضافة إلى  تخصيص خط ساخن للإبلاغ عن مشكلات الأعراض، وتشجيع المجتمع من خلال المبادرات الأهلية والحكومية بالاتصال به عند حدوث مشكلة؛ لحماية الأفراد من الابتزاز، ومعاقبة الجناة، وتفعيل القانون، ووقاية لأخلاق المجتمع وللمحافظة على السّلم الاجتماعىّ. 

 كما أوصت بقيام المؤسّسات المَعنية بتقديم الإرشاد الأسَرى من خلال الوزارات والهيئات المختصة، وتكثيف الدورات التربوية من المتخصصين؛ لتعويد المجتمع على العادات الصّحيحة فى الموضوعات الجنسية.