لبنى زيتون
منى رضوان
النهاردة عايزة أعرفكم على حد عزيز على قلبى - حد معروف فى وسط القراءة والأدباء ولها فى كل مكتبة كتاب أو كتب أهدتها علشان غيرها يستفيد منها.
إنسانة طيبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى - عرفتها تقريبًا سنة 2003 وكانت هى فى الوقت دة من أشهر الناس اللي اشتغلوا فى مجال البرمجيات والترجمة.
ورغم نجاحها فى مجال شغلها وعملها فى شركات عالمية فإنها دايمًا تحب تعّرف نفسها أنها قارئة فى المقام الأول.
إنسانة متفردة - كانت تشترى من الكتاب نسخة واتنين وتهديها للشباب علشان يقروا.. معروفة فى وسط الأدباء بشكل كبير وعندها مجموعة كتب موقعة بخط نجيب محفوظ مثلًا.
تعرفت على هذه السيدة الفاضلة من فوق العشرين سنة، وأظل أتذكر اللقاء، كنت صغيرة لسة وموظفة جديدة فى نفس الشركة اللي هى بتشتغل فيها وكان لها شنة ورنة.
اتعرفت عليا ومدت إيدها: أنا لبنى زيتون...أنت موظفة جديدة معانا هنا فحبيت أتعرف عليكى.. كانت تكبرنى بحوالى 25 سنة وكم التواضع اللي عندها مذهل.
بعد كدة عرفت هى مين - لبنى أشهر من نار على علم - ساعات بتبقى أشهر من الكُتاب اللي بتقرا لهم، ودومًا داعمة لكل من بدأ يخطو أى خطوات فى هذا المجال.
فى كتاب مخضرمين كانوا يطلعوا الكتاب وياخدوا رأيها كناصح أمين، ومنهم من كان يستشيرها قبل أن يرى الكتاب النور.
إنسانة خالية من العقد وكتلة من الثقافة تمشى على قدمين.
لبنى زيتون لم تتزوج ولا عندها أولاد ولكنها أم وصديقة وملجأ ومأوى لناس كتير.
أثرت فى حياة عدد غير قليل من دايرتها وما زالت مؤثرة لحد هذه اللحظة.
كل شوية أتعرف على حد يعرفها - تبهرنى كم المشاعر اللي بيكنوها لها، تختلط ابتسامتهم بالدموع لما يتكلموا عنها.. ما هذه السيرة العطرة يا لبنى؟ ما هذا العطاء يا صديقتي؟ الواحد بيتكسف من نفسه لما يعرف ماذا فعلت لغيرك بكل حب وتفانى - وإزاى كنت دومًا نقطة مضيئة فى حياة من حولك وإزاى كنت قوة داعمة لمن تعرفين أو من لا تعرفين أحيانًا - دينامو بتزقيهم لقدام بكل قوتك علشان يتقدموا ويلمعوا وأنت فى الخلفية تحفزينهم.
توفيت لبنى يوم 12 أغسطس 2020 - ماتت على الورق وفى سجلات الوفيات فقط.. ولكن الواقع أنها عايشة فى قلوب كثيرين.. خلدها كُتاب كتير فى كتبهم وأهدوها أعمالهم وعملوا كده كمان على صفحات التواصل الاجتماعى بتاعتهم.
إلى يومنا هذا ولحد من عدة أيام تحدثت مع 2 من أشهر الكتاب كانوا يعرفونها ولا يمكن أن أصف كلامهم ومحبتهم وتأثرهم بها وحبهم العميق لها.
بتضربى مثال حى يا لبنى أن مش بس اللي خلف مماتش، إللي مخلفش كمان مماتش.
رحم الله لبنى زيتون وربنا يكتر من أمثالك يا حبيبتى.











