الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نحقق فى أزمة الثروة الداجنة استثمارات صناعة الدواجن فى مصر تقارب الـ100 مليار جنيه

تعد صناعة الدواجن فى مصر من أهم الصناعات لما توفره من بروتين بأرخص الأسعار مقارنة باللحوم الحمراء، فالثروة الداجنة هى الملاذ الآمن لكل أفراد المجتمع بكل طبقاته، فاللحم والبيض شيء أساسى فى معظم البيوت المصرية



لكن فى الآونة الأخيرة، ارتفعت الأسعار وأصبح البيض والدجاج ليسا فى متناول الجميع، لكن لكل مشكلة حل بالتأكيد.

لذلك أجرت «روز اليوسف» حوارًا مع الدكتور أسامة زعتر، أستاذ نظم واقتصاديات تربية وإنتاج الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى.

 

يقول الدكتور أسامة زعتر: إن صناعة الدواجن فى مصر اليوم بها استثمارات بما يقارب 100 مليار جنيه، ويعمل فيها 3 ملايين عامل بجميع مشتملاتها، والاكتفاء الذاتى فى مزارع التسمين بنسبة 95 % ، وبالنسبة للبيض الاكتفاء الذاتى 100 %، لكن من وجهة نظرى هذا الاكتفاء أسميه «اكتفاء ذاتى وهمى» وليس حقيقيًا، لأنه ما زال نصيب الفرد المصرى من البروتين من الإنتاج ضعيفًا جدًا بالنسبة لبروتين أى دولة أخرى، فهو يتراوح من 13 إلى 14 كيلو فى السنة، بينما فى بعض دول الخليج يتراوح من 40 إلى 50 كيلو للفرد فى السنة.

وتابع زعتر: هناك إهدار فى مستلزمات الإنتاج وإهدار فى الكتاكيت ومحطات الأمهات الناتجة من معامل التفريخ، فمستلزمات الإنتاج 90 % منها مستوردة، لذلك حدثت مشكلة من أربع نقاط رئيسية مثل التغيرات المناخية هذا العام دمرت محاصيل الذرة الصفراء والفول الصويا والقمح وخفضت الإنتاج، فالاستيراد يكون من روسيا وأوكرانيا ومن البرازيل والأرجنتين وأمريكا، وكل هؤلاء الإنتاج انخفض لديهم بسبب التغيرات المناخية بشكل كبير وبناء عليه أوقفوا تصدير الذرة الصفراء والفول الصويا والقمح وفضلوا استفادة بلادهم أولًا.

 تبعات الحرب الروسية الأوكرانية

ويقول زعتر: ارتفاع تكلفة الشحن فى المراكب القادمة سواء من أوكرانيا أو روسيا أو من الأرجنتين والبرازيل أيضًا زادت بشكل كبير، حيث وصلت إلى أكثر من 700 % ، وذلك قبل الحرب الروسية الأوكرانية، أما الآن فالحاوية 20 قدمًا كانت تكلفة شحنها 800 دولار، اليوم سعره 9500 دولار، والحاوية الـ40 قدمًا كانت تكلفة الشحن نحو 3 آلاف دولار اليوم أصبح 19500 دولار. 

فالحرب بين روسيا وأوكرانيا سببت أزمة فى استيراد الذرة الصفراء والفول الصويا والقمح إضافة إلى انخفاض الإنتاج لديهم مما تسبب فى ارتفاع الأسعار، فالقمح كان قد ارتفع إلى أكثر من 200 دولار للطن، واليوم وصل إلى ما يقرب من 400 دولار للطن، والعلف أيضًا كان يتراوح بين 7 و 8 آلاف للطن، اليوم تخطى الـ 11 ألفًا للطن، وسيصل الفترة القادمة إلى 15 ألف جنيه للطن، و«إذا لم نزرع لدينا سيصبح علف الدواجن مثل الأحجار الكريمة»، والمشكلة الأخيرة هو ما حدث لقيمة الجنيه أمام الدولار والذى سيتسبب فى رفع الأسعار بشكل مرعب وأنا أثق فى القيادة السياسية وفى رئيس الدولة قائلًا: «الحل الوحيد بإيديك يا ريس».

أرجو أن نستغل توشكى لزراعة الذرة الصفراء والفول الصويا بأكبر مساحة ممكنة هذا الصيف، ونزرع فيها 3 علوات فى السنة، حتى يصبح لدينا الاكتفاء ونصدر إلى الخارج أيضًا وتصبح الأمراض بعيدة عنا تمامًا. 

والزراعة يجب أن تكون أورجانيك بدون استخدام أسمدة كيماوية أو أى مبيدات، وأتمنى الاستفادة من العالم محمد فتحى سالم الذى يعمل فى الزراعة العضوية ويعمل على مضاعفة الإنتاج مرتين وثلاث مرات، وبذلك نضمن جودة الإنتاج، لأن الذرة الصفراء والفول الصويا عندما تأتى من الخارج من الممكن أن تكون من الدرجة الثالثة وليست الأولى «والمستوردين هم من عطلوا الزراعة لدينا لمصالحهم الشخصية».

وبالنسبة للبروتين فى الذرة الصفراء يتراوح من 6 إلى 7 % ، بينما إذا تمت زراعته فى مصر سيصبح أجود وأفضل ونسبة البروتين به قد تصل إلى 13 % ويوفر لى كمية الفول الصويا التى تضاف مع العلف فينخفض سعره ويعود سعر العلف إلى 3 آلاف للطن فى حالة زراعته فى مصر.

 محطات الأمهات ثروة قومية

محطات الأمهات تعتبر ثروة قومية، لأن الكتكوت الأمهات سن يوم ثمنه من 80 إلى 85 جنيهًا للكيلو، ومحطات الأمهات تخسر خسائر فادحة بسبب المربى الصغير، فالمربى الصغير يمثل 75 إلى 80 % من عنابر التسمين، ومن 20 % إلى 25 % للشركات الكبرى التى لديها عنابر تسمين، فالمربى الصغير قوة لا يستهان بها وبالطبع محطات الأمهات التى تنتج البيض وتدخله معمل التفريخ حتى تحصل على كتاكيت تسوقهم للمربين الصغار، هم من رأيى من مدمروا الصناعة، نظرًا لعملهم بشكل عشوائى واليوم ثمن الكتكوت الجد 850 جنيهًا، ولا توجد لدينا محطات جدود، يوجد فقط 5 أو 6 شركات بها محطات جدود، وذلك لأن الكتكوت الجد يتم استيراده من الخارج. 

 

 المربى الصغير

يقول «زعتر»: مشكلة المربى الصغير هو عدم رغبته فى إصلاح وضعه، فهو يعمل فقط فى موسمين هما الربيع والخريف، وفى الشتاء والصيف يتوقف عن الإنتاج، وإذا عمل فى الصيف وهو شىء نادر فيقلل الكثافة العددية وذلك بسبب انتشار الأمراض الڤيروسية فى الشتاء وارتفاع تكلفة التدفئة.

ولأن العنابر غير مؤهلة للعمل طول العام لأنها عنابر مفتوحة أو شبه مغلقة، وعندما يتوقف المربى الصغير عن الإنتاج تلجأ محطات الأمهات إلى بيع الكتكوت من جنيه إلى 3 جنيهات، وبالتأكيد تعد خسارة كبيرة لتلك المحطات، لأن البيض فى هذه الحالة لا يدخل معمل التفريخ ويباع «بيض فقط»، فبعض المحطات تبيع القطعان لديهم نظرًا لتكلفة التغذية التى يأكلها القطعان ولا يوجد من يشترى الكتكوت.

وأيضًا هناك بعض المعامل التى تعدم الكتاكيت بسبب وقف الإنتاج فى الشتاء والصيف. 

وفى شهر رمضان نظرًا لزيادة الإقبال على شراء الكتاكيت، سيصبح سعر الكتكوت 17 جنيهًا وذلك لأن معامل التفريخ تريد أن تعوض خسارة فصل الصيف والشتاء مما يؤدى لزيادة الأسعار. 

 حلول للقضاء على العشوائية

وللحد من الطريقة العشوائية يجب أن يكون مع المربى الصغير، البطاقة الضريبية والسجل التجارى ورخصة تشغيل أو رخصة تطوير أو إنشاء جديدة ويتوجه للبنك الزراعى المصرى ويتم معاينة العنبر لديه، والتطوير المراد تنفيذه، والشركات المنفذة له تقدم العروض للبنك والبنك يصدق عليها ويتم إنشاء العنابر بعدها.

 العنابر المفتوحة والعنابر شبه المغلقة

المربى الصغير الذى يملك عنابر مفتوحة يدمر من 50 إلى 60 % من مستلزمات الإنتاج، وتصاب القطعان لديه بالأمراض، لأنه لا يوجد لديه الأمان الحيوى، ونسبة الوفاة لديه مرتفعة، لذلك التكلفة لديه سعرها أعلى، والعنابر شبه المغلقة تدمر من 25 إلى 30 % من مستلزمات الإنتاج، لأن التهوية بها سيئة ونظامها عتيق، فينتج عن ذلك أن ثلث العمل لديه سيئ، فالحل الوحيد لتفادى كل هذه المشاكل هو أنه لابد للشركات الكبرى والمربى الصغير أن يتحولوا إلى عنابر مغلقة، فالعنابر المغلقة هى الحل للحماية من إنفلونزا الطيور والحماية من جميع الفيروسات وهى التى تؤهل للإنتاج طول العام وبجودة عالية وبالتالى عدم ارتفاع الأسعار أو الخسارة.

وأنا قمت بتجهيز تصميم لحل المشكلة أتمنى أن تستعين به الجهات المختصة والشركات، وأرجو أن من لا يلتزم بتحويل العنابر إلى المغلقة، يغلق ولا يسمح له بالعمل لأن مستلزمات الإنتاج التى يحملها على المستهلك أدت إلى ارتفاع سعر كرتونة البيض ووصلت إلى أكثر من 45 جنيهًا اليوم، وإذا استمروا بهذا الشكل، كيلو الدجاج سيصل إلى 100 جنيه، وكرتونة البيض ستتعدى الـ 100 جنيه.

 مبادرة تمويل المشروعات

وتابع زعتر، «الرئيس وفر لكم قرض ووفر لكم الدعم لذلك وجب عليكم العمل بشكل صحيح وقانونى، والدولة وفرت لكم قرض وتسهيلات تأمينية ميسرة بسعر فائدة 5 %» وذلك وفقًا لمبادرة «تمويل مشروعات تربية الدواجن بغرض التسمين» وذلك لتحقيق الاستقرار فى مجال صناعة الدواجن ولحماية المربين، وأقول للمربين والشركات: لا يوجد لديك حجة لعدم الالتزام والعمل بشكل قانونى وإقامة العنابر المغلقة وتجهيزها بشكل سليم.

ويجب الاهتمام بالإضاءة، لأنه ممنوع دخول ضوء الشمس العنبر وهم يدخلونه، فيجب أن تكون الإضاءة خافتة.

«اعملوا بإتقان من أجل مصلحة الدولة، وأقول للمربين الصغار: نعطى لك كيلو و400 جرام على العلف وتنتج لى كيلو لحم فى المقابل، وإذا أخدت كيلو و500 وأنتجت كيلو لحم، المئة جرام الزائدة ادفعهم بالعملة الصعبة للبنك المركزى لأنه يصرف دولارات لاستيراد الذرة الصفراء والفول الصويا»، وقال: «مش عشان انت خطأ، تدفع الدولة والمستهلك الثمن بالنيابة عنك!!، كده متبقاش صناعة».

 سماسرة الدجاج

سماسرة الدجاج والبيض جعلوا الأسعار تختلف من مكان لآخر وأيضًا يستغلون المربى ويدمرونه هو والمستهلك المصرى، ويستغلون إقبال المصريين الكبير على شراء السلع خاصة فى شهر رمضان المبارك، لذلك صناعة الدواجن يجب أن يشرف عليها متخصصون، ويجب أن تتدخل الرقابة لضبط الأسواق والتلاعب بالأسعار وتوحيد السعر إلى حد ما.