الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

اللوك الجديد.. عندما يكون «البوستر» أقوى من «الأغنية»!

من المهم جدًا عندما نقوم بمراجعة الأعمال الغنائية، أن نقوم بمراجعتها وفقًا للمنهج الفنى للفنان صاحب العمل، ولكن قطعًا هذا لا يحدث مع كل الفنانين؛ لأن أغلب المتواجدين على الساحة الغنائية لا يمتلكون هوية غنائية أو منهجًا فنيًا واضحًا. ولكن عندما يكون الحديث عن «عمرو دياب»، فمن المؤكد أنه يمتلك منهجًا غنائيًا واضحًا، وله مشروع حقيقى ممتد لما يقرب من 40 عامًا.



«عمرو دياب» كعادته تصدّر محركات البحث، وأصبح ترند السوشيال ميديا فى الأيام القليلة الماضية، وبالتحديد بعد صدور بوستر أغنية (اللوك الجديد)، ويجب أن نضع خطا تحت كلمة «بوستر» وليس عملاً غنائيًا؛ لأن هناك تبايُنًا واضحًا بين هذا وذاك!

«الهضبة» من أكثر الفنانين الذين يجيدون تسويق أعمالهم الغنائية، ودائمًا ما يحب أن يصدم جمهوره فى طريقة ظهوره، وهذا ما تعوّدناه منه خلال عشرات السنين الماضية، التى سيطر فيها على سوق الأغنية المصرية.

ولكن كان دائمًا يكون المَظهر الصادم، مُعبرًا عن محتوى موسيقى وغنائى صادم أيضًا، ونحن هنا نقصد الصدمة بمفهومها الإيجابى، ودائمًا ما تكون «بوسترات»، «عمرو دياب»، معبرة عن محتوى العمل، فعندما ظهر علينا بـالـ«تى شيرت الكت» فى (ليلى نهارى)، كانت الأغانى داخل الألبوم إيقاعية راقصة صيفية، وعندما ظهر علينا بـ«البدلة الكلاسيكية» فى (كمل كلامك)، كانت الأغانى كلاسيكية بلمسة شتوية تتماشى مع المَظهر، حتى تكون الصورة معبرة عن العمل، فهذا منهج «عمرو دياب» الذى عودنا عليه.

ولكن بعد صدور بوستر أغنية (اللوك الجديد) الصادم، لم أكن مندهشًا كما حدث مع الكثيرين؛ بل كنت سعيدًا لعودة «عمرو دياب» من جديد لإثارة الجدل بأعماله الفنية، وليس بالتصريحات الصحفية التى تقال عنه، أو الأخبار التى تتحدث عن تفاصيل حياته الشخصية.

ولكن كل هذا تلاشى بعد سماع الأغنية التى كتبها «أيمن بهجت قمر» ولحنها «محمد يحيى»، ووزعها «محمد حمدى»، فمستوى الأغنية أقل من مستوى «البوستر» إذا كنا نتحدث عن مفهوم «الصدمة»، وهذا يعود لعدة أسباب.

أول هذه الأسباب، وأنا أؤكد رُغْمَ أننى لا أعلم كواليس صناعة العمل، ولكن ما استمعت إليه يقول إن هذه الأغنية صنعت، بطريقة الكتابة على اللحن، وهو ما يعنى أن «يحيى» كان لديه لحن «مميز» أعجب به «الهضبة»، فكتب عليه «أيمن بهجت» هذه الكلمات، وأنا لست ضد هذه الطريقة لأنه تم من خلالها صناعة العديد من الأغانى الناجحة، ولكن كل ما يهمنى هو المنتج النهائى.

وبخصوص الكلمات، فبكل صراحة «إفّيهات»، «أيمن بهجت قمر» فى العديد من الأعمال الأخيرة أصبحت تفتقد لـ«الطزاجة» عكس ما كان يتميز به فى الماضى، وكأن شاعرنا الكبير أصبح يحاول التعايش مع جيل انعزل عنه، وعن لغته، ولا يعبر عنه كواحد منهم مثلما كان يفعل فى الماضى.

نحن نتحدث عن شاعر، يُعَد واحدًا من أهم صناع الأغانى عبر سنوات، ودائمًا ما كانت كلمات أغانيه مترابطة وجذابة، ونستطيع أن نتذوق معانيها بمفردها دون التأثر باللحن، ولكن فى (اللوك الجديد) إذا قمنا بقراءة الكلمات دون الرجوع إلى اللحن، فلن تكون النتيجة جيدة على الإطلاق!

وأيضًا فيما يخص التوزيعات الموسيقية، مفهوم قطعًا أن المزاج العام المصرى أصبح يميل إلى الإيقاعات الشرقية والمقاسيم وما إلى ذلك، وربما يكون هذا بسبب نجاح أغانى المهرجانات، ولكن حتى ما كان يميز «عمرو دياب» فى تقديم مثل هذه الأشكال الموسيقية لم يكن موجودًا فى هذه الأغنية، فالفواصل الموسيقية تعيد اللحن الذى غناه «عمرو دياب» بصوته وهو ما أعطى حالة من المَلل عند الاستماع إلى الأغنية، حتى محاولة كسر هذا التكرار بالعزف المنفرد لـ«الطبلة» لم يُجدِ نفعًا!

«عمرو دياب» كفنان جماهيرى كبير، لديه ما يكفى من الشعبية التى تضمن له الحد الأدنى من النجاح، ولكن هذا ليس «عمرو دياب» الذى نعرفه، ولا نتمنى أن يستمر هكذا فى الأغانى المقبلة!