الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مصر عملت على ترسيخ السلام العالمى 30 يونيو نقطة تحول فى السياسة الخارجية لمصر

على مدار أعوام وتحديدًا منذ عام 2014 منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحُكم فى مصر وكانت السياسة الخارجية المصرية تتبع نهجًا موحدًا وصريحًا وهو دعم الاستقرار فى العالم وفى المنطقة العربية بصورة خاصة، فبَعد ما تعرضت له البلاد الشقيقة بَعد أحداث «الخريف العربى»، وما عانت منه مصرُ تحديدًا عقب ذلك على مدار عام تولى خلاله الجماعة الإرهابية حُكم البلاد، أثر ذلك على استقرار المنطقة العربية بصورة كبيرة، وعانى العربُ من تدخلات خارجية وأچندات داعمة للإرهاب داعمة لتقسيم المنطقة لدويلات صغيرة يسهل التحكم فيها والاستفادة من خيراتها.



حتى حانت اللحظة الحاسمة لإنهاء هذه المخططات من شعب مصر، وخروج الملايين فى الشوارع فى 30 يونيو لتضع نهاية لهذه الفترة المظلمة ووقفت مصر شعبًا وجيشًا أمام تحديات المرحلة بكل قوة، ليس للحفاظ على أرضه من الجماعات الإرهابية فحسب؛ ولكن لدعم أشقائها العرب ودعم استقرار المنطقة كلها، وكانت «مسافة السّكة» رسالة واضحة لقوَى الشر تؤكد أن الشقيقة الكبرى لن تسمح بالمساس بأرض أوطاننا العربية، كما عملت الدبلوماسية المصرية على إرساء السلام والاستقرار على جميع الأصعدة الدولية، وعلى مدار 8 أعوام كان دعم الاستقرار، وفتح مجالات للحوار فى القضايا الإقليمية والعالمية هو المحور الأساسى للدبلوماسية المصرية.

 الأشقاء أولًا

بَعد نجاح ثورة 30 يونيو، كانت الدبلوماسية المصرية تسعى لتحقيق أهدافها لدعم واستقرار المنطقة العربية ومحاربة الإرهاب فى الداخل المصرى وخارجه، وكان من أهم أهدافها أيضًا هو توحيد صفوف مجتمع الأشقاء العرب والأفارقة؛ حيث كانت هذه الفترة من أحرج الفترات على مجتمعاتنا بعد توالى الأزمات العربية واحدة تلو الأخرى فى سوريا، العراق، اليمن، ليبيا، وعلى الرغم من الصعوبات التى كانت تواجه الدولة المصرية فى تلك الفترة؛ فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى سعى دائمًا لإعادة مَد الجسور بين الأشقاء مرّة أخرى وفتح صفحة جديدة يعم فيها السلام على المنطقة وإعادة بناء الدول الشقيقة ومساندتهم فى حروبهم ضد قوات الإرهاب اللعينة.

وفيما يتعلق بقضايا الأشقاء العرب كانت الدبلوماسية المصرية ركيزة أساسية فى جميع القضايا العربية؛ ففى ليبيا لم تأل القاهرة جهدًا لوضع نهاية للأزمة الليبية؛ حيث تؤكد مصرُ على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة ومستدامة للأزمة الليبية تحافظ على وحدة وسلامة الأراضى الليبية، واستعادة دور مؤسّسات الدولة الوطنية ومحاربة الإرهاب، وذلك من خلال استضافة مدينة الغردقة اجتماع الأطراف الليبية فى إطار اللجنة الدستورية.

واستضافت مصرُ فى هذا الإطار العديدَ من الاجتماعات واللقاءات بين الأطراف الليبية، فضلاً عن الحرص على المشاركة فى الفعاليات الدولية والإقليمية الخاصة بليبيا.

وفيما يخص القضية الفلسطينية؛ تؤكد مصرُ على موقفها الثابت من القضية ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى؛ حيث استضافت مؤتمر إعادة إعمار غزة فى عام 2014 بالقاهرة، وأطلقت المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة وتقديم مساعدات قيمتها 500 مليون دولار للقطاع.

وفى إطار دعم السودان الشقيق، شاركت مصر فى المبادرة الدولية لتسوية ديون السودان، كما شارك رئيس الوزراء فى حفل التوقيع على اتفاق السلام التاريخى بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة بالجبهة الثورية والذى عُقد فى جوبا فى شهر أكتوبر 2020، فضلاً عن تقديم مصر لخدمات طبية لأكثر من 16000 حالة متضررة من السيول فى سبتمبر 2020.

وفيما يتعلق بدول الخليج العربى؛ تعمل مصر على تعزيز التعاون مع دول الخليج وتؤكد دومًا على ارتباط أمن الخليج بأمن مصر القومى؛ وذلك من خلال تعزيز الزيارات الرسمية المتبادلة مع مختلف الدول الخليجية على مستوى القمة والمستويات الوزارية والفنية، كما شارك السيد رئيس الجمهورية فى القمة العربية الإسلامية الأمريكية فى عام 2017 فى الرياض بالمملكة العربية السعودية، وشارك وزير الخارجية سامح شكرى فى قمة مجلس التعاون الخليجى الـ41. 

أمّا أزمة لبنان؛ فقد شاركت مصر بفعالية فى مؤتمر دعم لبنان الذى نظمته الأمم المتحدة، كما تساند باستمرار الشعب اللبنانى لتجاوز أزمته الراهنة.

وفى هذا الصدد؛ تم الاتفاق على خارطة طريق لنقل الغاز المصرى إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، كما قام السيد رئيس مجلس الوزراء بزيارة إلى بيروت فى عام 2019؛ حيث أجرى سلسلة من اللقاءات مع عدد من المسئولين اللبنانيين وترأس الجانب المصرى فى أعمال اللجنة العليا المصرية اللبنانية.

ومنذ عام 2014، تعمل مصر على توثيق علاقاتها مع الدول العربية الشقيقة؛ حيث تم تدشين آلية التعاون الثلاثى بين مصر والأردن والعراق واستضافة مصر أول اجتماع فى عام 2019.

وفى الوقت نفسه، تواصل مصر جهودها باستضافة الأشقاء السوريين وتقديم جميع أوجُه الدعم اللازم لهم، كما قامت مصر وفى إطار مساعيها لمساعدة الأشقاء فى وقت الأزمات بإرسال مساعدات طبية للحكومة اليمنية فى يوليو 2020.

 إفريقيا.. قوة العلاقات

تسخير جميع إمكانات مصر بغية تحقيق النهوض بالقارة السمراء تعكسه توجيهات الرئيس السيسى المستمرة التى ظهرت جليًا فى خضم جميع أزمات القارة السمراء، وكانت أزمة جائحة «كورونا» المستجدة إحدى أهم هذه الأزمات التى برزت مصر لتؤكد على تضامنها مع أشقائها الأفارقة، كما قامت وزارة الخارجية بالتنسيق مع الجهات المصرية بتقديم المساعدات الطبية والمستلزمات الوقائية للأشقاء فى القارة الإفريقية والتى شملت أكثر من 30 دولة إفريقية لمساعدتهم فى مجابهة انتشار الفيروس.

كذلك دافعت مصر عن القارة فيما يتعلق بالمناخ؛ حيث أكد الرئيس السيسى فى كلمته أمام الدورة الـ26 لقمة الأمم المتحدة لتغيُّر المناخ «كوب 26» بجلاسجو العام الماضى أن مصر تدعو لضرورة منح القارة الإفريقية معاملة خاصة فى إطار تنفيذ اتفاق باريس.

كما واصلت مصر على مدار 8 سنوات بتوسيع دائرة التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة ومَد جسور التواصل الحضارى مع جميع شعوبها، وكذلك تفعيل القوَى المصرية الناعمة بالقارة والانخراط بفاعلية فى صياغة وتطوير مبادئ وآليات العمل الإفريقى المشترك تحقيقًا للمنفعة لجميع الدول الإفريقية فيما يتعلق بالقضايا المحورية التى تمسها؛ خصوصًا الملفات التنموية وملفات صون السلم والأمن فى إفريقيا.

 العالم الغربى.. التعاون والمساواة

وفيما يخص العلاقات مع الولايات المتحدة، شهدت السنوات الثمانى الأخيرة زخمًا كبيرًا فى العلاقات بين القاهرة وواشنطن فى المجالات، وتم استئناف الحوار والتعاون الاستراتيچى مع الولايات المتحدة فى عام 2015، فيما انعقدت الجولة الثانية من الحوار الاستراتيچى فى واشنطن فى 8 و9 نوفمبر 2021 برئاسة وزير الخارجية ونظيره الأمريكى، ونجحت الجولة فى استعراض إنجازات الدولة وسياساتها فى جميع المجالات، ونتج عن جولة الحوار الاستراتيچى عدة مخرجات تُمثل أساسًا يُمكن البناء عليه للانطلاق إلى آفاق أرحَب من التعاون الاستراتيچى بين البلدَيْن. 

كما شهدت السنوات الماضية أيضًا تكثيفًا للزيارات التبادلية مع كندا والدول اللاتينية لتطوير العلاقات الثنائية بمختلف المجالات، بالإضافة إلى دخول اتفاقية التجارة الحُرة المُوَقّعة بين مصر وتجمع دول الميركسور حيز التنفيذ منذ سبتمبر 2017.

ومن ناحية أخرى؛ شهدت العلاقات «المصرية- الأوروربية» دفعة قوية خلال الأعوام الماضية، واتسم نسق العلاقات «المصرية- الأوروبية» خلال السنوات الأخيرة بالاستمرارية فى وتيرته العالية من الزيارات المُتبادَلة رفيعة المستوَى بين الجانبَيْن، سواء فى إطار العلاقات الثنائية مع الدول الأوروبية، أو مع الاتحاد الأوروبى، وذلك على ضوء العلاقات المتشعبة بين مصر والاتحاد الأوروبى، بالإضافة لكون الاتحاد الأوروبى أكبر شريك تجارى واستثمارى لمصر؛ حيث تطرقت تلك اللقاءات إلى ملفات تعزيز العلاقات الثنائية، والتنسيق والتشاور تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

وفى إطار قوة العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى خلال السنوات الماضية، استضافت مدينة شرم الشيخ أول قمة «عربية- أوروبية» فى فبراير 2019، واستضافت القاهرة القمة الأولى من فعاليات آلية التعاون مع اليونان وقبرص فى عام 2014، فضلاً عن اختيار القاهرة مقرًا لمنظمة منتدى غاز شرق المتوسط بعد توقيع مصر على اتفاقية تأسيس المنتدى فى عام 2019.

وإذ تحتفل مصر والاتحاد الأوروبى هذا العام بمرور 45 عامًا على إقامة العلاقات الثنائية بينهما؛ فإن الجانبَيْن يستعدان لعَقد اجتماع مجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبى لإقرار وثيقة أولويات الشراكة الجديدة للفترة 2021-2027 قريبًا التى ستمثل نقلة نوعية وفقًا لأولوياتهما المشتركة فى العديد من المجالات ومن بينها الزراعة والرى والصناعة والذكاء الاصطناعى والتحول الأخضر والرقمنة والتنقل الذكى.

وفى إطار تبادُل الدعم السياسى على المستوى الإقليمى والدولى بين مصر وروسيا لتعزيز التعاون بين البلدَيْن؛ لا سيما فى ظل ما يواجه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية، وشهدت كذلك هذه الفترة عودة الطيران الروسى إلى شرم الشيخ والغردقة فى أغسطس 2021بعد توقف دام ست سنوات، وكذا تدشين آلية الحوار الاستراتيچى (2+2) والتوقيع على اتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيچى بين مصر وروسيا. 

 آسيا وآفاق التعاون

تقدُّم ملحوظ فى العلاقات بين مصر والدول الآسيوية منذ عام 2014 عكسه إدراج المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بقائمة مشاريع المَمَر البحرى لمبادرة الحزام والطريق الصينية، واتفاق مصر والصين على شراكة استراتيچية متكاملة عام 2014؛ حيث تُعَد مصرُ أكبرَ شريك للصين فى القارة الإفريقية، كما تأتى الصين كشريك تجارى أول لمصر.

وقام السيد الرئيس بإلقاء خطاب أمام البرلمان اليابانى كأول رئيس عربى وثانى رئيس إفريقى فى أول زيارة مصرية منذ أكثر من 15 عامًا، كما شاركت مصر فى قمة منتدى «الهند- إفريقيا» 2015.. وفتحت مصر آفاقًا جديدة للتعاون مع عدد من الدول الآسيوية والتى جسدتها زياة السيد الرئيس لدول إندونيسيا وسنغافورة وكازاخستان، بالإضافة إلى زيارة الرئيس إلى فيتنام فى 2017 كأول رئيس مصرى منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدَيْن فى عام 1983.