الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أهم 15 شخصية حفرت فى ذاكرة المصريين: أعظم ضباط الجيش.. أقوى ضباط الشرطة.. وأخطر الإرهابيين

عشرات من الممثلين ارتدوا الزى الرسمى لرجال الجيش والشرطة، وعشرات أيضًا ارتدوا جلباب الإرهابى. ولكن أيًا من أولئك أو هؤلاء ظلت صورته وصوته ونظرات عينيه عالقة فى الأذهان. صورة نستدعيها كلما تذكرنا الحدث الذى جسدوه من ثورة يوليو 1952 وحتى ثورة يونيو 2013. مرورًا بأيام وفترات ساخنة عاشتها مصر سواء فى مواجهة العدو الخارجى - إسرائيل - فى حربى 1967 و1973 أو العدو الداخلى - الجماعة الإرهابية - فى التسعينيات من القرن الماضى، أو عقب عزل «محمد مرسى» فى 2013. ولا شك أن السينما والدراما حاولا دائمًا الاقتراب والتعبير عن هموم الوطن، والكثير من الممثلين الذين جسدوا أدوار الضباط والإرهابيين كان يعنيهم بجوار أهمية القضية أن يتركوا أثرًا وتأثيرًا بأدوارهم، وهذا ما نجح به وفعله بالتأكيد التالى ذكر أسمائهم.



 ضباط الجيش

الفريق عبدالفتاح السيسى.. ياسر جلال

الإطراءات التى نالها «ياسر جلال» عن تجسيده لشخصية الرئيس «عبدالفتاح السيسى» فى الجزء الثالث من مسلسل (الاختيار)، نالها عن جدارة واستحقاق، السبب ليس فقط أن «جلال» تمكن من تجسيد الشخصية بشكل شديد التطابق فى الأداء الخارجى من حيث المظهر، أسلوب الكلام، طريقة المشى، لغة الجسد، الابتسامة، الانفعالات. ولكن أيضًا والأمر الأكثر صعوبة، كان التماهى التام لروح الشخصية الداخلية، ليس كرئيس اقتربنا منه وصرنا نعرفه جيدًا ولكن كضابط فى القوات المسلحة، يتمتع بسمات القادة من ضبط وثبات انفعالى وقدرة على التفكير والتخطيط الهادئ، والأهم قوة وحسم يظهران فى الوقت المناسب. «ياسر جلال» جسد كل ذلك شكلًا ومضمونًا، ما ظهر وما بطن من الشخصية التى يؤديها، مما يضعه فى أعلى مستويات الفنان الذى يتمكن ويتقن دون أن يقلد أو يزيد على ميزان الألماس الانفعالى عنده شعرة واحدة. ومن الواضح أن «ياسر جلال» وصل بمستوى الأداء لشخصية الرئيس «عبدالفتاح السيسى» لمستوى أداء العملاق «أحمد زكى» فى رائعتيه (أيام السادات) و(ناصر 56).

 

 

 

أحمد المنسى.. أمير كرارة

طوال 28 حلقة فى الجزء الأول من مسلسل (الاختيار)، تمكن «أمير كرارة» من الاقتراب – ربما إلى حد التلاحم – ليس من شكل ولكن من روح شخصية الشهيد «أحمد المنسى» التى أداها فى المسلسل. المصريون عرفوا «المنسى» بعد استشهاده من خلال الصور فقط، ورغم ذلك كانت هذه الصور تحكى عنه الكثير من خلال نظرة عينيه التى تعلن بوضوح عن أن صاحبها هو المقاتل الشرس والإنسان النبيل.. هذان النقيضان، الشراسة والنبل عبر عنهما «كرارة» ببراعة فى أدائه لهذه الشخصية الاستثنائية. وأكبر دليل على ذلك هو المشاهد المتناقضة بين معاملته الشخصية لأهله وأصدقائه وجنوده ومعاملته كقائد يصدر الأمر الحاسم «محدش يطلع ورايا» وهو ذاهب وحده لقمة البناية التى يهاجمها الإرهابيون. لحظة قوة، أشارت لقوته وقدرته على المواجهة وحده، وأشارت أيضًا إلى مدى نبله وتضحيته من أجل الآخرين.

 

 

 

 العقيد محمود «القبطان».. نبيل الحلفاوى

فى فيلم (الطريق إلى إيلات) رصدت المخرجة «إنعام محمد على» واحدة من أعظم قصص البطولات المصرية. الحكاية والحدث اللذان ردا اعتبار مصر والقوات المسلحة عقب نكسة 1967، وهى قيام الضفادع البشرية المصرية بتدمير ميناء إيلات الإسرائيلى. طبعًا ضم الفيلم تجسيدًا لشخصيات قادة وضباط وجنود. ولكن بقيت فى الذاكرة الشخصية التى جسدها الفنان الكبير «نبيل الحلفاوى» وهى شخصية «العقيد محمود – قائد التدريب». وحتى الآن وعند مشاهدة الفيلم من جديد يصعب تفسير لغز الإبداع التمثيلى الذى كان يصاحب «الحلفاوى» فى كل المشاهد التى قدمها. هو هادئ ولكنه هدوء يسبق عاصفة الحماس التى تملؤه، والشحنة العالية جدًا لشعوره بواجبه الوطنى فى تحقيق النجاح لهذه العملية، والتى يدرك جيدًا مدى أهميتها ليس فقط لجنوده ولكن لكل أفراد الشعب المصرى. لذا بقيت مشاهد «الحلفاوى» فى الذاكرة، لم تنس ولم يتخل شباب الأجيال الجديدة عن استدعائها والاستعانة بأهم مشاهدها، وهو المشهد الذى يعدل فيه «القبطان محمود» قياس المتفجرات بدقة باعتباره أكثر مشهد معبر عن اللحظات الحاسمة والفاصلة ما بين النجاح والفشل أو بالأحرى الحياة والموت.

 

 

 

 الرائد صفوت.. محمود ياسين

 الفنان الراحل «محمود ياسين» كان من أكثر الفنانين المهمومين بقضايا وطنهم وأزماته، لذلك لم يكن غريبًا على الإطلاق أن يكون من أكثر الممثلين الذين شاركوا فى أعمال سينمائية عن حرب أكتوبر المجيدة. ففى عام 1974 ظهر «محمود ياسين» كبطل فى ثلاثة أفلام تتناول حرب أكتوبر، هى من كلاسيكيات السينما الحربية، وهى (بدور)، (الوفاء العظيم) و(الرصاصة لا تزال فى جيبى)، وإن كانت أهمية الأول تكمن فى أنه باكورة الأفلام التى قدمت عن الحرب، فإن الأخير كان أعلاها شاعرية، أما أكثرها أهمية فكان (الوفاء العظيم) الذى قدم به «ياسين» شخصية الرائد «صفوت» مقاتل ومحارب وضابط يتمتع بكل الصفات الطيبة والنبيلة، يشارك ببسالة فى حرب الاستنزاف ويفقد ذراعه فى 6 أكتوبر. وقصة حبه للبطلة «ولاء» لا تقل توهجًا عن قصة حبه لوطنه مصر، حتى وإن كان حبًا دفينًا لكنه عميق وصادق وعظيم.

 

 الضابط سليمان.. كمال ياسين

«إنجى بتاعتى يا على معذبانى ومطيرة النوم من عينى.. أنا بعيط على أمة بحالها، أمة منكوبة فى زهرة شبابها.. مفيش واحد فى البلد دى مخلص ليها، قلبه عليها، ينسى نفسه ومصلحته ويخلصها من الخونة والمجرمين».. «لا فى.. أنت يا سليمان».. هذا هو «سليمان» أو الفنان القدير «كمال ياسين» الذى قدم واحدًا من أعظم أدواره فى رائعة (رد قلبى). الفيلم الأسطورة الذى يؤرخ لثورة 1952، كيف أقسم وتعاون الأحرار لتحرير بلدهم، إنقاذها والخلاص بها من المتآمرين والمحتلين.. فى هذا الفيلم الرومانسى، يمسك «كمال سليمان» بقبضة من حديد على الخط السياسى فى الفيلم، حواره راسخ فى الذاكرة وأداؤه باق فى الوجدان. قدم الدور بإخلاص وصدق واقتناع ومحبة، فظلت مشاعره النبيلة تلك من أعظم خطوط الفيلم ومن أهم ما فيه.

 

 

 

 ضباط الشرطة

الضابط زكريا يونس.. كريم عبدالعزيز

فى الجزءين الثانى والثالث من مسلسل (الاختيار) يقدم «كريم عبدالعزيز» واحدًا من أهم أدواره، ليس فقط لأن العمل بأكمله شديد الأهمية من حيث تسليط الضوء على دور رجال الأمن فى مكافحة الإرهاب، وهو أمر ليس بالهين بل إنه ضرورة قصوى فى تلك المرحلة من تاريخ مصر. ولكن أيضًا لأن «كريم» على مستوى الأداء التمثيلى قدم واحدًا من أفضل أدواره. والسبب يعود إلى الإدراك الشديد الذى تمتع به فى ضبط انفعالاته بشكل شديد القوة والجمال. حيث يتعرض لصراع نفسي غير عادي، ما بين رغبته فى الفتك بالإرهابيين والقتلة الذين لا يتوقفون عن القتل والذى يتأذى هو شخصيًا بمقتل معظم رفقائه وأصدقائه بسببهم، وبين ضرورة سيطرته على رغباته وممارسة القانون فى مواجهة هؤلاء المجرمين. نظرات عين «زكريا يونس» أو «كريم عبدالعزيز» كانت تجسيدًا شديد العمق لهذا الصراع الذى حافظ على إظهاره دون مبالغة فى الجزءين.  

 

 

 

السيد وزير الداخلية... كمال الشناوى  

فى فيلم (الإرهاب والكباب) يقدم الفنان الراحل «كمال الشناوى» شخصية وزير الداخلية، والذى يواجه ما ظن أنه هجوم إرهابي على مجمع التحرير. «كمال الشناوى» أمسك بعصا طبيعة هذه الشخصية من المنتصف دون أن يختل توازنها ولو للحظة واحدة. فمثل تلك الشخصية كانت من الممكن أن تكون فى غاية الجدية والجهامة أو فى منتهى الهزلية والسخرية. ولأن طبيعة الفيلم أنه جاد يرتدى ثوب الكوميديا، فهكذا كانت شخصية وزير الداخلية، فمن الخارج ومن بداية ظهوره تشعر أنه شخص كوميدى، طريقة الكلام ونبرة الصوت وحركة الجسد توحى بذلك وتدفعك للضحك، وإن كان هو نفسه لا يفعل أيًا من ذلك بنية الإضحاك. ثانيًا والأهم يخرج الوحش المخيف الجاد المتجهم فى لحظة واحدة ومشهد واحد مع نهاية الفيلم، هذا الرجل الذى يذهب بخطوات مسرعة نحو بهو المجمع ويخلع «الجاكت» الذى يرتديه ويصرخ ملقيًا تنبيهًا شديد اللهجة للإرهابيين أو من يحتجزون الرهائن، فى أقل من دقيقة واحدة يحسم الوزير الموقف وتنتهى الأزمة.

 

 

 

  الضابط وحيد... عادل إمام

انفعالى، عصبى، متسرع ومتهور. عليه أن يتعامل مع أعدائه بابتسامة دائمة ومع شريكته التى لا يطيقها برفق وحب وحنان. هكذا رسُمت شخصية «وحيد» أو «عادل إمام» فى فيلم (النمر والأنثى). كان «نمرًا» ينقض على فريسته بغضب واهتياج ويظهر ذلك مع مشهد يسبق حتى نزول أسماء الأبطال، حيث يصوب سلاحه تجاه أحد المطاريد ويقتله فى الحال، طبعًا يعاقب بالنفى فى أحد نجوع الصعيد، ولكن احتياج جهاز مكافحة المخدرات لضابط لا يعرفه تاجر المخدرات الشرير «عبده القماش» الذى يسعى الجهاز للإيقاع به، يدفع مسئول الجهاز لاختيار «وحيد» وزرعه فى بيت هذا التاجر. تطورات الشخصية تتصاعد، و«عادل إمام»، ذاك النمر يبدأ فى الهدوء والتروى والتفكير قبل التصرف، ولكنه يواجه أزمة إيقاع الرجل الشرير وعصابته به، عندما يجعلون منه مدمنًا دون أن يدرى. ولكنه يقرر التعافى والعودة أقوى مما كان، ليس كنمر متهور يقتل على الفور، ولكنه نمر ذكي، هادئ، يفكر ويخطط وينقض على فريسته فى اللحظة المناسبة. أداء غير عادى من نجم غير عادى، أدرك تاريخ الشخصية التى يقدمها وتابع مراحل نضجها وتفاعل مع ضعفها قبل قوتها. فالتغلب على الضعف فى حالة «وحيد» كان أكثر صعوبة من إظهار القوة.

 

 

 الضابط طارق... فاروق الفيشاوى 

هل فكرت يومًا وأنت تشاهد فيلم (المشبوه) أن تتابع الفيلم من وجهة نظر الضابط «طارق، فاروق الفيشاوى» الذى كان لديه كل الحق فى أن يكدر اللص «ماهر» طوال أحداث الفيلم. والسبب أن «ماهر» بالفعل سرق سلاح الضابط «طارق»، وفعلًا كان لـ«طارق» الحق فى أن يشك به ويتتبعه ويحاول أن يؤكد ويثبت أن «ماهر» هو الفاعل. طبعًا تتعاطف الناس مع البطل، خاصة وأنه أوضح رغبته فى أن يحيا حياة شريفة ويبتعد عن السرقة والإجرام. ولكن «طارق» كان على حق وكان ذكيًا ويقظًا وواعيًا بما ومن فعل به ما يعتبره نقطة سوداء فى تاريخه المهنى. أداء «فاروق الفيشاوى» كان بديعًا فى توصيل تلك المشاعر والأفكار، لم يبالغ ولم يقتضب، وظل «يعافر» مع الشخصية التى وصلت للحظة النهاية، حيث تتبادل الأدوار ويصبح الغريم «طارق» هو البطل الحقيقى الذى يتنازل عن حقه عن طيب خاطر بعد أن وصل لإكسير «الرحلة» التى خاضها وبعد أن استعاد كامل ثقته فى نفسه وفى تفكيره وقدراته.

 

 

 

 

 العميد شريف صادق.. أحمد مظهر

رغم أن مشاهده فى الفيلم كانت قليلة جدًا، وتكاد تعد على أصابع اليد، إلا أن أداء «أحمد مظهر» فى فيلم (كلمة شرف) ظل حيًا لسنوات طويلة جدًا، ولا يزال كل من يشاهد الفيلم يكتشف مقدار عبقرية هذا الفنان، الذى كان مثالًا حيًا لتجسيد أعلى حالات الصراع بين الواجب الإنسانى والواجب المهنى. النيران التى كانت تشتعل فى عقله نتيجة حيرته بين ترك السجين المشاغب الذى لا يتوقف عن محاولات الهرب، يخرج بضع ساعات، وبين رفض هذا الأمر تمامًا، وحرمان هذا الإنسان المسجون ظلمًا، من إثبات براءته لزوجته التى ترقد على فراش الموت. تلك الحيرة ظهرت بتجلى فى نظرات عين وحركة جسد ونبرة صوت «أحمد مظهر» واستطاع أن يأخذ المشاهد معه لحالة التوتر والقلق والارتباك، التى كان مسجونًا فيها فى زنزانة لا تقل صلابة عن زنزانة سجينه. كان «العميد شريف صادق» أو «أحمد مظهر» هو النموذج المثالى للضابط الإنسان.  

 

 

 

 الإرهابيون

خيرت الشاطر... خالد الصاوى

ليس بالضرورة أن يرتدى الإرهابى جلبابًا أو أن يكون مظهره فقيرًا، من الممكن أن يكون الإرهابى رجلًا ثريًا، يرتدى أغلى الماركارت ويستخدم المصطلحات الإنجليزية فى حديثه، وربما أيضًا أن يكون صديقًا لشخصيات مهمة فى العالم. لكنه فى النهاية إرهابى. مهما حاول إخفاء ذلك. وهذا ما شاهدناه فى الجزء الثالث من مسلسل (الاختيار) عندما قدم «خالد الصاوى» شخصية «خيرت الشاطر». هذا الرجل الذى يعشق إراقة الدماء ويعيش على سماع صوت التفجيرات ويتمنى أن تكون النيران مشتعلة فى كل مكان من حوله، حتى كلماته كانت كما لو أنها يصاحبها دخان يخرج من فمه وهو ينطقها. «خالد الصاوى» أتقن فى توصيل تلك المشاعر والأفكار السوداء وكانت أكثر الأوقات التى يتألق بها هو حينما ترفض أفكاره العنيفة فيثور ويغضب لأنه سيحرم من الاستمتاع بلحظاته المفضلة، أو عندما تتاح له الفرصة لاستعراض قوته وعضلاته وممارسة إرهابه اللفظى أو الفكرى على من أمامه. وفى المشهد الرئيسى الذى يهدد ويتوعد به أن يدمر البلاد تأتيه الضربة فوق رأسه من حيث لا يحتسب، حيث لم يدرك للحظة أن كلماته تلك من الممكن ألا ترهب من هم أشجع وأقوى منه ليس بالعنف ولكن بالقوة الحقيقية والإيمان الصادق.

 

 

 

 

 رمزى... طارق لطفى

أول مشاعر تصل لأى إنسان عند مشاهدة الإرهابى هى الخوف والتوتر، و«طارق لطفى» فى مسلسل (القاهرة كابول) كان يبعث على الرعب والترقب وهو مبتسم أكثر منه وهو متجهم. هذا الخليفة العاشق القاتل، الذى يستمع للموسيقى بنفس انسجام سماعه لصوت الانفجارات. هو الأكثر رعبًا على مر التاريخ. وأداء «طارق لطفى» من الممكن أن يدرس فى أكاديميات التمثيل، لأنه بقدر اهتمامه بإظهار حركاته الجسدية والانفعالية كان اعتناؤه بإخفاء أفكاره ومشاعره الداخلية.. كان عليه طوال الوقت أن يؤكد أن هذا المظهر المرعب الذى يتطابق مع أعتى الإرهابيين فى العالم وراءه فكر أكثر رعبًا ومشاعر حاقدة من الممكن أن تحرق العالم بأكمله فى لحظة واحدة.  

 

 

 

 هشام عشماوى... أحمد العوضى

أخطر أنواع الإرهابيين هو ذاك الشخص الذى يتلقى أعلى مستويات التدريب والتعليم، من قبل صفوة القادة والمعلمين، طبعًا كانوا يعدون هذا الشخص ليخدم الوطن والشعب وليس ليدمر البلاد ويقتل أهلها. من هنا تأتى قوة شخصية إرهابى مثل «هشام عشماوى» الذى قام بتجسيد دوره «أحمد العوضى» فى الجزء الأول من مسلسل (الاختيار). «هشام عشماوى» كان ضابطًا تحول إلى إرهابي، شخصية غامضة وكتومة، لا يتحدث كثيرًا، يحافظ على تعبيرات وجه جامدة وخشنة، لا يمكن أن تنفذ منها لتقرأ أو تفهم ما بداخله أو فى ماذا يفكر. وهذا ما جعل «أحمد العوضى» قادرًا على تقديم الشخصية، لأنها لم تكن تتطلب الكثير من الأداء التمثيلى أو تظهر الانفعالات الصعبة إلا فى مشاهد قليلة. كان عليه فقط أن يحيط تلك الشخصية بهالة سوداء ومعتمة، مقبضة ومخيفة لحلفائه وأعدائه.

 

 

 

الإرهابى على.. عادل إمام

النموذج المثالى للإرهابى، شكلًا ومضمونًا، قدمه الفنان الكبير «عادل إمام» فى واحد من أهم أفلامه (الإرهابى). شخصية «على» كانت تجسيدًا لكل أنواع غسل الدماغ التى تقوم بها الجماعات الإرهابية للمنضمين إليها. ولكن لم تكن لدى «على» رفاهية التعبير عن أفكاره المزروعة ومشاعره الظاهرة. حيث دفعته الظروف – كما جاء فى قصة الفيلم – إلى العيش مع أسرة عادية على أنه شخص عادي وليس إرهابيًا. من هنا كانت المفارقة فى رد فعل «على» وتعبيراته عن كل ما يراه أو يسمعه ممن حوله. وبعد خروجه من هذا المنزل يتحول «على» لإنسان آخر، شخص يفكر ولا يتلقن فقط. التفكير يجعله يهتدى للطريق القويم. طريق الحق وليس طريق الإجرام والإرهاب.   

 

 

 

على الزناتى... رياض الخولى

إذا اجتمع مئة قلم لكتابة فيلم (طيور الظلام)، فلن يظهر أفضل مما جاء، وذلك لأن كاتبه الكبير الراحل «وحيد حامد» كان الأقدر والأكثر وعيًا وفهمًا وحفظًا لتاريخ الجماعة الإرهابية وأفرادها.. فردًا فردًا. شخصية «على الزناتى» التى قدمها بإبداع وفكر وقوة الفنان الكبير «رياض الخولى» كانت كل أبعادها ظاهرة أمامنا. بداية من تاريخه «مش على الزناتى كان شيوعى أيام الجامعة»، جملة توضح أن «على» شخص «ملتوى»، وليس له مبدأ، يلهث فقط وراء مصلحته الشخصية. يجامل صديقه ويقول له «هنعتبرها جميلة ترد فى الوقت المناسب». شخص أقرب للتاجر الذى يبيع ويشترى طوال الوقت، يعيش على الادعاء ويتنفس كذبًا، تعبيراته غير واضحة فى معظم الأوقات، مربك، لا يمكن أن تصل إلى ما يفكر فيه. حتى عندما يجتمع بصديقي عمره، تشعر كما لو أنه، رغم احتياجه لتلك اللحظات الصادقة، إلا أنه من الممكن أن يغرس سكينًا فى ظهر أحدهما فى أى لحظة.. هو شخص جبان و«ملتوى»، يرتجف رعبًا عندما يذهب إليه الإرهابيون الذين هربوا من الشرطة ويرتعد مرددًا «لله الأمر من قبل ومن بعد» عندما يداهمه رجال الأمن ويشهرون أسلحتهم فى وجهه.