الجيش المصرى يقود خطوات جديدة للتعاون العسكرى مع قبرص واليونان

خطوات واستراتيچية عمل وتعاوُن جديد قادتها القواتُ المسلحة المصرية مع اليونان وقبرص.. وهو تعاوُن له طبيعته وأهميته الخاصة تمس مصالح الدول الثلاثة وتأمين مصالحها الاستراتيچية بهدف تحقيق أقصى درجات الأمن والاستقرار لشعوبها.

والاجتماع الذى شهدته القاهرة الأسبوع الماضى يأتى فى إطار سلسلة منتظمة من الفاعليات المشتركة بين الدول الثلاث، فهو الاجتماع الخامس لوزراء دفاع مصر وقبرص واليونان لبحث علاقات التعاون العسكرى المشترك، بحضور عدد من قادة القوات المسلحة المصرية والقبرصية واليونانية.

وقد عقد القائد العام للقوات المسلحة لقاءً ثنائيًا مع خارلامبوس بيتريدس وزير الدفاع القبرصى، تناوَل اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك فى ضوء مجالات التعاون العسكرى ونقل وتبادُل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين.

 الاستقرار بالشرق الأوسط

كما عقد الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، لقاءً ثنائيًا مع نيكولاوس باناجيوتوبولوس وزير الدفاع اليونانى، تناول اللقاءُ استعراضَ الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة وانعكاساتها على الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط وشرق المتوسط وسُبل تعزيز التعاون والعلاقات العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين.

خلال الاجتماع الثلاثى أكد الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، أهمية دعم سُبل التعاون والشراكة بين مصر وقبرص واليونان مما يسهم فى تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط، مشيدًا بالتعاون المثمر الذى تشهده العلاقات «المصرية- القبرصية- اليونانية» خلال الآونة الأخيرة مما يدعم توحيد المفاهيم تجاه كل القضايا التى تمس المصالح المشتركة للدول الثلاثة.

 تبادُل الخبرات

وأكد وزير الدفاع القبرصى خلال الاجتماع على أهمية استمرار التنسيق بين مصر وقبرص واليونان لدعم العلاقات الممتدة من الشراكة والتعاون؛ لا سيما فى المجال العسكرى والتدريبات المشتركة وتبادُل الخبرات بين القوات المسلحة لكل منهم، معربًا عن تقديره الكامل للقوات المسلحة المصرية نظرًا لما تمثله من قوة عسكرية ذات صقل استراتيچى بمنطقة الشرق الأوسط.

فيما أشار وزير الدفاع اليونانى إلى أهمية الاجتماع وما خلص إليه من نتائج تعزز المصالح المشتركة، كما أعرب عن تقديره لدور مصر المؤثر والفاعل فى محيطها الإقليمى والدولى وتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط.

خلال فعاليات الاجتماع تم توقيع بيان مشترك فى إطار مساعى القوات المسلحة المصرية والقبرصية واليونانية لدعم علاقات التعاون فى المجالات الدفاعية والأمنية من أجل مواجهة التحديات والتهديدات ودعم سُبل السلام والاستقرار فى منطقة شرق البحر المتوسط.

وعلى هامش الاجتماع تم تنظيم مؤتمر صحفى لوزراء دفاع كل من مصر وقبرص واليونان؛ وذلك فى إطار عرض نتائج الاجتماع وجلسات المباحثات التى تهدف إلى دعم علاقات التعاون العسكرى بما يلبى المصالح المشتركة للدول الثلاثة.

 أقصى درجات التفاهُم

وتضمنت فعاليات المؤتمر استعراض كل من الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والسيد خارلامبوس بيتريدس وزير الدفاع القبرصى، والسيد نيكولاوس باناجيوتوبولوس وزير الدفاع اليونانى؛ للجهود المبذولة بما يدعم ركائز الأمن والاستقرار بمنطقة شرق البحر المتوسط، فضلًا على تتويج التنسيق العسكرى «المصرى- القبرصى- اليونانى» المشترك بأقصى درجات التفاهُم الذى أدى إلى توحيد الرُّؤَى تجاه مختلف القضايا والموضوعات على الصعيدَيْن الإقليمى والدولى.

 تعاوُن عسكرى ناجح

إذن؛ فالتعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان له ذات خصوصية قائمة على الحرص والتفاهم، وهى من المبادئ الأهم فى وجود أى تعاون عسكرى ناجح.. وقد تمّت ترجمة هذا التعاون فى واحد من أهم التدريبات المشتركة بين الدول الثلاثة، وهو (ميدوزا)، كان آخرها العام الماضى.. وبنظرة سريعة على فاعليات آخر تدريب يمكن أن نستخلص مدَى أهميته.

فقد شهدت دولة اليونان على مدار عدة أيام فعاليات التدريب (ميدوزا - 11)، وبدأت المرحلة الرئيسية من التدريب بتقديم عرض تفصيلى على متن حاملة المروحيات «جمال عبدالناصر» تضمّن عرض الأنشطة والفعاليات التى تم تنفيذها فى مراحل التدريب المختلفة، علاوة على عرض المخطط الزمنى لتنفيذ الأنشطة خلال المرحلة الرئيسية.

عدد من الأنشطة التدريبية خلال التدريب المشترك نفذتها عناصر الدول المشاركة فى التدريب تضمنت تنفيذ قذف جوى ضد عدد من الأهداف المعادية على الساحل بواسطة الطائرات متعددة المهام، وتنفيذ رماية مدفعية للوحدات البحرية بالأعيرة المختلفة ضد الأهداف غير النمطية أبرزت مَدى ما تتمتع به القوات من دقة ومهارة عالية فى إصابة الأهداف، أعقبها تنفيذ إسقاط مظلى لتأمين رأس الشاطئ؛ وذلك بتنفيذ قفزة صداقة لعناصر المظلات.

 التفتيش وحق الزيارة

كما شملت الفعاليات تنفيذ تدريب حق الزيارة والتفتيش على سفينة مشتبه بها، وتنفيذ القوات الخاصة البحرية عددًا من الأنشطة كفتح الثغرات وتأمين رأس الشاطئ والإغارة على هدف ساحلى أظهرت مدى القدرة على العمل المشترك بكفاءة واقتدار، تلا ذلك تنفيذ عملية برمائية للسيطرة على الأهداف الحيوية بواسطة وسائط الإبرار المحمولة على متن حاملة المروحيات، كذلك قيام طائرات الهليكوبتر الهجومى بتقديم الدعم النيرانى المكثف لتأمين ممر الاقتراب لوسائط الإبرار، كما نفذت قوات الصاعقة عملية الاقتحام الرأسى بالأساليب الاحترافية التى تمكنهم من السيطرة والقضاء على العناصر المعادية بأزمنة قياسية، كذلك تنفيذ الإبرار البحرى الذى أبرز مدى ما تتمتع به العناصر المنفذة من قدرات قتالية عالية لتنفيذ كل المهام التى توكل إليهم.

تدريب «ميدوزا».. يعكس وبشكل أساسى العمل المشترك لحماية الثروات البحرية وتأمين المياه الإقليمية للدول الثلاثة من أى عدائيات فى ظل التوترات العالمية والإقليمية، وهو ما نجح بالفعل فى تنفيذ أهدافه بشكل مثالى.

 جسر الصداقة وبطليموس

علاوة على التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان على مستوَى التدريبات المشتركة فهناك تدريبات مشتركة ثنائية أيضًا سواء بين الجيش المصرى مع نظيره اليونانى أو القبرصى، ومنها التدريب المهم (جسر الصداقة 3) وهو تدريب مهم بين البحرية المصرية واليونانية علاوة على التدريبات العابرة التى تتم بينهما من وقت لآخر.

هناك أيضًا التدريب الثنائى المشترك بين مصر وقبرص (بطليموس) الذى تضمّن تنفيذ عدد من الرمايات النمطية وغير النمطية بالذخيرة الحية باستخدام الأسلحة الصغيرة من أوضاع الرمى المختلفة، وكذلك التدريب على عملية اقتحام بؤرة إرهابية فى منطقة سكنية وتطهيرها من العناصر المسلحة.