الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كورة شراب

رصدتُ ظاهرةً غريبة خلال المفاوضات الدائرة مع المدربين الأجانب الذين سيتولى أحدهم تدريب منتخب مصر، معظم المدربين المطروح أسماؤهم رواتبهم التى كانوا يتقاضونها تتراوح ما بين 30 إلى 50 ألف دولار، لكن فى مفاوضاتهم مع منتخب مصر تتخطى المرتبات 100 ألف دولار ولا أعرف السّر ولا أريد أن أظلم أحدًا!



جمهور الكرة فى مصر عاطفى أكثر منه على دراية بفنيات كرة القدم، والدليل أن الذين هاجموا «موسيمانى» هم أنفسهم الذين ينظرون إليه الآن على أنه مظلوم، لكن الحقيقة ليست فى «موسيمانى» وحده أو غيره؛ الأزمة الأساسية أصبحت أزمة كواليتى لاعبين.

أنا أشفق على المدير الفنى الجديد لمنتخب مصر وعلى الأموال التى سيتم إهدارها لتعيين ذلك المدرب، هل سنضحى بهذا الكم من العُملة الصعبة فى ظل الظروف الراهنة لنأتى بمدرب لن يقدم شيئًا لعدم توافر الأدوات التى تساعده على رأسها الخامة الجيدة للاعبين؟.

على مدار الأيام الماضية تابعتُ اختبارات الناشئين وجدتها غير مُبَشرة لاكتشاف مواهب جديدة، المسئول عن الاختبارات أو رئيس القطاع لديه قناعة أن الجميع يأتى بأبنائه من أجل المال وليس حُبًا فى كرة القدم، والنتيجة عدم منح اللاعب فرصة فتجد نفسَك خسرت لاعبًا مميزًا بسبب قناعة شخص غير مؤهل لهذا المنصب.

مصطفى شوبير ويوسف أسامة نبيه وسيف جعفر وغيرهم من أبناء اللاعبين القدامى أثبتوا خطأ نظرية أبناء العاملين التى يرددها الجمهور، خامات مبشرة ومميزة ولديهم مستقبل كبير، لا يحتاجون سوى الاستمرارية للظهور بشكل أفضل ليكونوا امتدادًا حقيقيًا لآبائهم الذين كانوا نجومًا كبارًا.

ندرة المواهب التى نعانى منها سببُها أن كرة القدم أصبحت حكرًا على أبناء الطبقة الراقية القادرين على الذهاب للأكاديميات التى تحصل على أموال طائلة، رُغْمَ أن العُرف يقول إن المَواهب الحقيقية تخرج من «الأزقة» والطبقات الفقيرة، ولدينا أمثلة كثيرة على ذلك، لذا أنا مصمم أن صلاح حال الكرة فى مصر مرتبط بتغيير تلك العقليات وتلك المنظومة بالكامل.

شاهدتُ   انفعالات الكابتن عصام عبدالفتاح رئيس لجنة الحكام عندما أعلن اتحاد الكرة نيته فى استقدام خبير أجنبى لتطوير لجنة التحكيم المصرية، بين السطور وجَّه الكابتن عصام اتهاماته لاتحاد الكرة أنهم شخصيات عشوائية عندما قال وقت انفعاله: أنا خبير بالشهادات وليس خبيرًا بكلام على الورق لمجرد أننى أجنبى!!!