الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كواليتى اللاعب المصرى يفتح الملف هل تحتاج الكرة المصرية مدربين أجانب أمْ مكتشفين للمواهب؟

«إذا أردت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع»، يجب أن نضع هذا صوب الأعين قبل المطالبة بالحصول على كأس الأمم الإفريقية، أو الوصول للمونديال، والفوز بالمباريات، فى ظل وجود أشباه لاعبين، لا يعرفون مبادئ الكرة، من فنيات ومهارات، أو التسليم والتسلم، الحركة بكرة أو بدونها، مهاجمون لا يعرفون كيفية التحرك داخل مربع العمليات، ومدافعون يتراصون مثل الأصنام ولا يجيدون فنون الرقابة أو قوة الالتحام، وحتى حراس المرمى، لا يقدمون مستوى ثابتًا، ويكون تألقهم فى المباريات قبيل الصدفة، وتعد كل هذه العوامل السالف ذكرها عقبة كبيرة فى طريق وصول المنتخب لكأس العالم، أو حتى الفوز بالكأس الإفريقية. 



 بأى حق تطلبون هذه الملايين

بنشوف وبنسمع وبنقرأ، عن لاعبين يطلبون ملايين الدولارات، نظير التجديد للفريق، أو التعاقد مع ناد آخر، وعلى فكرة هُمّا نفس اللاعبين، الذين لا يجيدون التعامل مع الكرة، ولا التسلم ولا التمرير، وحتى التسديد بيكون «فشنك»، ورغم كل هذا لا يعترفون بالقصور الذاتى، ولا ضعف الإمكانيات ويطلبون أرقامًا مبالغًا فيها نظير مستوى متدن، ولكن اللوم ليس عليهم وحدهم، ولكن ينصب على مجالس إدارات الأندية، التى تفتح خزائنها نظير العناد، وكسب الأندية المنافسة فى خطف الصفقات، وتكبيد خزينة النادى ملايين، «علشان لاعب يلعب ماتش ويختفى 100، ولا يشوط كرة، وممكن يحرز له هدف ولا اتنين، بـ 39 مليون جنيه، «ربنا يجعل بيت المحسنين عمار».

لابد من وقفة حاسمة، وأيادى صارمة حاسمة عادلة، تعيد ميزان الكرة المصرية، إلى الدرب السليم، كون المتضرر الأوحد فى هذه المنظومة، هو منتخب مصر، الذى كان يصول ويجول فى كل ربوع القارة السمراء، ويكسب الكبير قبل الصغير، وكسب «الكان»، كان اللقب المفضل له، أصبح يهزم من فرق غير موجودة على خريطة كرة القدم، ويحقق الفوز بشق الأنفس على منافسين ضعفاء، بسبب منظومة غير احترافية.

خدعوك فقالوا: جلال فاشل

 الكل خرج يهاجم بضراوة المدير الفنى السابق إيهاب جلال، على 3 مباريات فقط، خاضها مع منتخب مصر الأول، يتخللها مباراة ودية، وطالبوا برحيله كونه فشل فى تقديم المنتخب بالشكل المناسب، وجعل الأداء باهتًا، والنتائج متراجعة، لكن الحقيقة التى يجب أن يقف عندها الجميع أن القماشة التى كان يملكها جلال، ومن قبله البرتغالى كارلوس كيروش، على «قد الحال»، وهذه هى إمكانيات المجموعة الحالية، ولا يستطيعون تنفيذ خططًا أو جملًا تكتيكية، على مدار المباراة، وإذا نجحوا فى تطبيق هذا فى لقاء، بفعل القوة الدافعة، والحماس، بالتأكيد فى الدورات المجمعة والبطولات ذات النفس الطويل، سوف ينخفض العزم والقدرة، وتظهر حقيقة الجميع أنهم لاعبون «نص لبة».

 روشتة النهوض بالكرة المصرية

تتمثل خطة علاج الكرة المصرية، فى المرحلة القادمة، فى النبتة الجديدة، والشبل الواعد، والعين الثاقبة التى تختار بتمعن ودقة من يصلح بعيدًا عن المجاملات والمحسوبيات، المتعارف عليها فى قطاع الناشئين، وتعيين اتحاد الكرة لجنة تقوم بدور الرقابة، على قطاعات الأندية، للوقوف على مستويات الأشبال الحقيقى، واختيار من هو صالح، ومن ثم تقوم بوضع بروتوكول مع إحدى البلدان المتقدمة كرويًا، لتبادل الأفكار التدريبية وجعل كرة القدم مهنة مهمة، ويطبق الاحتراف بحذافيره فى الصغر، لنحصد ثمارها فى الكبر.

وبدلًا من أن يصرف اتحاد الكرة المصرى المبجل  الملايين فى مدير فنى لاتحاد الكرة، لا يفعل شيئًا، يقوم بتوفير هذه المبالغ وتخصيصها للجان كروية، عادلة تختار وتنمى المواهب لنملك لاعبًا موهوبًا ذا ثقل فني وبدني ويملك العقلية الرياضية التى تجعله يصمد فى المحافل والدورات المجمعة الكبيرة، ونرى نتاجًا مفيدًا للكرة المصرية بدلًا من هذا «العك».

 سحر الجماهير له دور إيجابى

كرة القدم الآن خالية الدسم بدون تواجد الجماهير الغفيرة بالمدرجات، حيث غياب عنصر الجمهور، يفقد الكرة المصرية، ضلعًا مهمًا فى مثلث اللعبة، حيث تعد الجماهير مثل «الملح»، إذا غاب عن الطعام، فقد مذاقه وأصبح «زيرو» تيست.

 فى الماضى كان الجمهور يملأ المدرجات، مما يزيد من رغبة اللاعب، فى تقديم كل ما هو جديد، فى فنون الكرة، لينتزع من قلوب وحناجر المتفرجين الآهات وينال الاستحسان، مجرد ترديد الجمهور اسمه، وإدخاله فى أغانى، وأن يرى اللافتات مدونًا عليها رقم قميصه، يزداد تألقًا وتوهجًا، بعيدًا عن الجانب النفسى، تتكون خبراته فى مثل هذا المحك، ويقدر على الصمود، خارج أرضه وسط الأعداد الغفيرة من الجماهير بالمدرجات، ولكن بهذا المنظر المخزى الذى يكون حاضرًا فى المدرجات وهى خاوية أو تملؤها أعداد قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة، سوف تكون النتيجة غير مرضية للكرة المصرية فى المستقبل القريب، وسوف يتدهور الحال أكثر من الوضع الراهن.

 كان الله فى عون «الكوتش» القادم

ساعات قليلة ويسدل الستار عن اسم المدير الفنى الجديد لمنتخب مصر الأول، والترقب هو حال جماهير كرة القدم المصرية، وهى تنتظر المدير الفنى الجديد الذى سيقود منتخب مصر خلال الفترة المقبلة بعد رحيل المدرب الوطنى إيهاب جلال، وكان الاتحاد المصرى لكرة القدم قد أعلن، منذ أيام قليلة، عن إقالة إيهاب جلال من منصبه، بعد نحو شهرين فقط، من تعيينه، وذلك بعد الهزيمة من منتخب إثيوبيا، فى تصفيات كأس أمم إفريقيا ومن كوريا الجنوبية فى مباراة ودية، وبات البحث جاريًا عن مدير فنى جديد يقود سفينة منتخب مصر، خلال المرحلة القادمة.

المدير الفنى القادم لمنتخب مصر الأول سوف يكون عليه عب ثقيل، كونه مطالبًا بالبحث عن لاعبين يستطيعون تلبية رغبات جماهير الكرة المصرية، وتنفيذ مهامه، فى ظل مستويات متواضعة لمعظم المتواجدين، وهذا يتناسب عكسيًا مع عامل الزمن كون الفترة المقبلة قصيرة يتخللها مباريات مهمة ومصيرية تحدد بشكل كبير مستقبل مصر فيما هو قادم.

كما يجب عليه أن يجهز منتخب مصر الأول، سريعًا لموقعة مالاوى، فى الجولة الثالثة من دور المجموعات فى تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2023، ويعد لقائه ضد منتخب مالاوى، بمثابة الخروج من عنق الزجاجة، خاصةً بعد هزيمة الفراعنة الأخيرة أمام منتخب إثيوبيا، حيث لعب من قبل منتخب مصر، لقاءين فاز فى المباراة الأولى على غينيا بهدفٍ دون رد، وخسر فى المباراة الثانية على يد منتخب إثيوبيا، بهدفين مقابل لا شيء، ليتساوى الجميع فى هذه المجموعة بـ 3 نقاط للكل، وهذا موقف ومكانة لا تليق بتاريخ ومكانة منتخب مصر.