الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«روزاليوسف» ترفض إهانة المرأة والتحريض ضدها: المرأة المصرية لن تكون «قفة» وليست عورة

عفوًا يا سيّدى لن تكون المرأة المصرية يومًا قُفّة أو أن تُقمَع فى بيتها، كيف يمكن أن نصل إلى هذا المستوى المتدنى من الحوار الذى يبرّر قتل فتاة نعتبرها شهيدة لخروجها فى سبيل العِلْم، وأن نقول للمراة المصرية لو عايزة تصونى نفسك البسى خيمة، فالدين الإسلامى دين سمح لا يدعو إلى القتل ولا الفجور، وللأسف الشديد نحن أصبحنا نعيش حالة من الخَلل بمفهوم الدين الصحيح المعتدل، فهل وصلنا إلى الادعاء والربط بين ارتداء الحجاب بأنه قد يمنع ارتكاب الجريمة، كيف وصل بنا الحال إلى هذا المستوى المتدنى من الفكر والتبرير للعنف ضد المرأة؟!



فالدينُ بعيدٌ عن هذه المزايدات الزائفة التى تحض على العنف والجريمة والقتل، ونحن فى «روزاليوسف» نرفض التصريحات التى أدلى بها الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على واقعة قتل فتاة آداب المنصورة، عبر فيديو نشره على صفحته بفيسبوك قائلًا: «الفتاة تتحجب عشان تعيش وتلبس واسع عشان متغريش» فكيف استطاع هذا العالمُ الذى درس فى جامعة الأزهر أن يكون منبرًا للتطرف والدعوة إلى استباحة الجريمة؟!

عفوًا ياسيّدى؛ فإن المرأة التى تتحدث عنها هى التى كرّمتها الأديانُ والإنسانية، ونحن لسنا بصدد الدفاع عن المرأة، فهى الأم.. نهر العطاء والتفانى والتضحية التى تواجه جميع التحديات دون كلل أو مَلل.. وهى الابنة والزوجة القوية الشجاعة المُخلصة.. هى المرأة العاملة ورَبّة الأسرة، فالمرأة المصرية نموذج يُحتذَى به فى جميع المَحافـــل الدوليـــة فـــى شــتى المجــــــالات.

المرأة المصرية هى البطلة فى نجاح سياسات الدولة وخططها، فلولا قوتها وعزيمتها وقدرتها على التحمل؛ لم نكن لنصل إلى ما نحن عليه الآن ودائمًا كانت إكسير النجاح.. فى كل مُعادلة صعبة مَرّ بها الوطن».. فكل التقدير والاعتزاز للمرأة المصرية.

إن احترام المرأة المصرية وتقدير دَورها.. قديم قِدَم الحضارة المصرية، ووصل هذا التقدير فى عهد التاريخ القديم.. إلى درجة التقديس، فكانت رمز الحكمة والعدل والقوة.. فى صورة امرأة.. وبهذا تكون المرأة المصرية قد سبقت نساءَ العالم فى تعظيم مكانتها فى المجتمع.

وقصص بطولة المرأة المصرية فى جميع المجالات.. فهى بمثابة قصة كفاح ونضال وتضحية تستحق منا كل الفخر والتقدير والاحترام.

عفوًا يا سيّدى؛ لا نسمح لك أن تتجاوز بحق المرأة المصرية التى أصبحت هى التى تفتح بيوتًا كاملة ترعَى أسرتها وتنفق مثل الرجل، فبدلاً من أن نأخذ بيدها ونرفض أى شكل من أشكال العنف تجاهها، ونقول لها شكرًا على ما تقدمينه؛ نُحرّض على العنف ضدها، فالمرأة هى نصف المجتمع؛ بل إنها المجتمع كله، ومن حق كل فتاة أن تتعلم وأن تعمل بحُرية تامة دون أن تتعرّض لأى إيذاء، والدين لله الذى يحاسب، فبدلاً من أن تهاجم قاتل «فتاة المنصورة» التى قُتلت غدرًا من زميلها الذى يدّعى أنه كان يحبها ويرغب فى الارتباط بها، كيف يتحول الحب إلى قتل، كيف يمكن أن تقف مع الجانى وتظلم المجنى عليها هل هذا هو الدين الذى تدعون إليه، كيف استطعت أن تبرّر جريمة بشعة بمظهر الفتاة أو لبسها، هل هذا هو الدين الإسلامى الذى تدعو إليه.. عفوًا ياسيّدى؛ الدين برىء من كل هذه الادّعاءات.

ونحن فى «روزاليوسف» نرفض كل تصريحاتك المُحرّضة على نشر الفسق والعنف فى المجتمع المصرى، كيف يمكن أن تربط بين الحجاب وهذه الجريمة البشعة رابطا بين رفض البعض ارتداءه وأنه قد يكون سببًا فى قتلك، كيف يمكن للشيخ أن يقول هذا الكلام الذى يدعو صراحة للتحرُّش فيقول بالنص: «سيبى المهفهف على الخدود يطير والبسى مَحزّق هيصطادك اللى ريقه بيجرى ويقتلك» فبدلاً من أن يدعو الشباب إلى غض البصر واحترام حرمة الآخرين يدعو إلى الفسق!، معذرة نحن لسنا فى غابة، نحن فى دولة قانون تحترم الإنسان ولا نقول المرأة ولا الرجل فكلاهما يعيشان فى مجتمع يقدر حقوقه وواجباته.

 بلاغ للنائب العام

وعلى أثر تصريحات الدكتور مبروك عطية، تقدمت الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة، ببلاغ للنائب العام ضد تصريحاته وكتبت عبر حسابها على فيسبوك: «تذكّروا وقوفَكم أمام الله.. ارفعوا أياديكم عنّا، نختصمكم أمام الله فى الآخرة»، مطالبة بضرورة وقف خطاب الكراهية والعداء والإرهاب.

وأضافت إن: «دماء فتاة المنصورة وغيرها فى رقبة كل من خرج علينا فى وسائل الإعلام والدراما بأعمال غير مسئولة تُحرّض على مثل هذه الجرائم، كما أن دماء هذه الفتاة وغيرها فى رقبة كل مَن يبرّر الجريمة، وفى رقبة كل رجل دين خرج وتكلم عن ملابس البنات واستباح أمنها».

وتابعت: «خرج علينا الشيخ مبروك بخطاب يرهب بنات مصر وسيداتها، رُغْمَ أنه لا يوجد مَظهر ولا مَلبس يبرر جريمة، كما أن لدينا قانونًا يحمينا ونظامَ عدالة يحمينا».

وطالبت أيضًا نهاد أبوالقمصان، المحامية وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، النائب العام بالتحقيق مع مبروك عطية بسبب تصريحاته الخاصة بواقعة مقتل فتاة على يد زميلها أمام جامعة المنصورة.

وكتبت على صفحتها على الفيسبوك: «فى مواطن اسمه مبروك عطية بيدّعى أنه شيخ بيقول للبنات لو عايزة تصونى نفسك البسى خيمة وبيبرر للى قتل البنت قدام جامعة المنصورة أن دى طبيعة المجتمع المصرى».

وأضافت: «عطية يرتكب عددًا من الجرائم ومنها تعطيل الدستور والقانون، فإذا كانت البنات هى المسئولة عن حماية نفسها ولازم تلبس خيمة علشان المجرمين المطلوقين فى الشوارع فهنا لا فى دستور ولا قانون»- بحسب نص حديثها.

 التحريض على العنف

وتابعت أبوالقمصان: «تانى جريمة هى التحريض على العنف، فالبنت اللى مش هتلبس الخيمة اللى بيقول عليها تستحق القتل، وثالثًا دى جرائم إنترنت طبقًا لجرائم الاتصالات والإنترنت، ورابعًا نتحدث عن إشاعة الإرهاب فى المجتمع المصرى وبنخوف كل البنات».

فإن مقتل الطالبة المفجع هو جرس إنذار بضرورة وجود قانون رادع لمناهضة جميع أشكال العنف المجتمعى والأسرى ضد المرأة، «نيرة» لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة مادام المجتمع استمر بتبرير العنف والقتل على أساس النوع كونها أنثى، وقد هالنا كم التبريرات للجريمة التى أغرقت وسائل التواصل الاجتماعى، وهو نتاج طبيعى لعدم وجود ردع كافٍ لجميع أشكال العنف.