الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

زينة عصام مُؤسِسة مبادرة «شارع أليف» ل «روزاليوسف»: ننتظر موافقة البرلمان على أول قانون لرعاية الحيوان

«هناك أكثر من 500 ألف حالة قتل سنويًا للحيوانات الضالة تقع دون رحمة فى شوارعنا، ظاهرة غريبة لا تليق مطلقًا ببلد عظيم مثل مصر، احترم الحيوان فى حضارته القديمة منذ آلاف السنين، بل استنكرت أديانه المختلفة تعذيب الحيوانات وتعنيفها بل حثت على الرأفة بها».. هكذا عبّرت المهندسة زينة عصام عن حزنها من التعذيب الذى تتعرض له الحيوانات من قطط وكلاب بالشوارع وكان دافعًا لها لتدشين مبادرة « شارع أليف» من أجل شوارع آمنة تعيش فيها الحيوانات.



 

فى حديث هاتفى مع «روزاليوسف» تحكى «عصام» مُؤسِسة ومُنسِقة «شارع أليف» عن أسباب تدشين المبادرة وعلاقة حقوق الحيوان بأهداف مصر للتنمية المستدامة وخطتها لـ 2030، وتجهيز المبادرة لأول مشروع قانون لتنظيم تربية ورعاية حقوق الحيوان فى مصر.

«شارع أليف» مبادرة أهلية تأسسّت العام الماضى وترعاها مؤسّسات الدولة المعنية كوزارة الزراعة، والتخطيط، والهيئة العامة للخدمات البيطرية، الأزهر والكنيسة.

 فى البداية.. حدثينا عن الأسباب التى دفعتك لتدشين مبادرة « شارع أليف»؟

- لدى شغفٌ وحبٌ عميق للحيوانات بدأ قبل 14 عامًا من تربيتى لها؛ وبخاصة الكلاب، فى المقابل يُثير حزنى ما يحدث فى شوارعنا المصرية من كم الوحشية والإهانات المختلفة التى تتعرض لها الحيوانات سواء بالقتل، السم، التعذيب، قطع أجزاء من أجساد الحيوانات، ربطها بأسلاك وخيوط حتى تختنق !.. إلخ.. ظاهرة غريبة لا تليق مطلقًا ببلد عظيم مثل مصر، احترم الحيوان فى حضارته القديمة منذ الآف السنين، بل استنكرت أديانه المختلفة تعذيب الحيوانات وتعنيفها بل حثت على الرأفة بها.

وتلاقى شغفى بحقوق الحيوانات مع عملى فى مجال التنمية المستدامة؛ خصوصًا بعدما شرُفت باختيارى، من جانب معالى وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد، لأكون من بين سفراء التنمية المستدامة لوزارة التخطيط بعد التحاقى بتدريب لمدة عام ونصف العام بالوزارة، ففكرت آنذاك لماذا لا ننطلق بمبادرة تستهدف التنمية المستدامة وخدمة المجتمع. ودشنا مبادرة « شارع أليف» العام الماضى كفريق عمل يضم أربعة من الشباب الواعد المؤمن بأهمية إحداث تغيير إيجابى من أجل شوارع آمنة للحيوانات؛ محمد عزت، أحمد سلمان، حسام العربى وحسين هريدى.

 ولكن ما الجديد الذى تقدمه مبادرة «شارع أليف» يختلف عما نادت به عشرات الجمعيات الأهلية الفاعلة فى مجال حقوق الحيوان؟

- صحيح الجمعيات الحقوقية فى مجال رعاية الحيوان طالما نادت بوقف قتلهم وتعذيبهم، ولكن قضية حقوق الحيوان الآن أصبحت أكثر عمقًا ولها أبعاد أصيلة للتنمية المستدامة فى كل دول العالم، حماية حقوق الحيوانات لم تعد مجالاً للرفاهية، وهو ما تنطلق منها مبادرتنا «شارع أليف» الأولى من نوعها فى مصر من أجل أهداف مصر فى 2030، ومن أجل حياة كريمة للإنسان.. مساهمات المبادرة ورؤيتها تتآزر مع توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحقيق أهداف مؤتمر المناخCOP27 التى تستضيفه البلاد نوفمبر المقبل وأهداف التنمية المستدامة 2030.

الجديد فى مبادرة «شارع أليف» أنها تهدف لتحقيق التنمية المستدامة فى إطار مفهوم الأمم المتحدة الذى تم إطلاقه ليكون شعار 2030 وشعار الـCOP27 وهو مفهوم «الصحة الموحدة» حق الإنسان، حق الحيوان، حق البيئة المحيطة بهم. المبادرة تسعى لخَلق مستقبل رحيم من أجل الحيوان والتعريف بواجب الإنسان نحو الحيوانات؛ للحفاظ على استقرار النظام الأيكولوچى، ومن ثم تغيير وجهة النظر السائدة بوحشية الحيوانات، ونبذ العنف تجاه الحيوان، وتشجيع الجهات المعنية بحقوق الحيوان؛ لتفعيل وتعزيز دورها من خلال تقديم المساعدة والإشراف والمتابعة، ذلك فضلاً عن تشجيع سَن القوانين الرادعة للعنف ضد الحيوان.

نسعى من خلال «المبادرة» إلى التوعية مع الجماهير فى الندوات واللقاءات الشعبية التى نظمناها خلال الفترة الماضية وكان منها فى حى الأسمرات، بالاستعانة ودعم من رجال الدين الإسلامى والمسيحى لتأكيدهم على أن قتل الحيوانات يخالف كل الأديان والإنسانية بصفة عامة،

وأيضًا توعيتهم بأن قتل الحيوانات الضالة يُسبب خللًا بيئيًا يؤثر على الإنسان ويعود عليه بالضرر فى النهاية لأنه يقضى على التنوع البيولوچى للبيئة، مثلما حدث فى محافظة البحيرة عام 2018، عندما تم تسميم وقتل الكلاب والقطط بالمحافظة ترتب على ذلك خلل جعل الثعابين تُهاجم البيوت! فالعقر يمكن مواجهته من خلال تعقيم وتطعيم الكلاب والقطط، وهنا نحمى الإنسان ونحافظ على التنوع البيولوچى للبيئة بدًلا من سلسلة العنف اللا نهائية التى يعيش فيها المجتمع ولن تتوقف من دون تغيير هذه الصورة تجاه حقوق الحيوان.

 عنف لا نهائى.. تعبير مخيف؟

- بكل تأكيد، هناك أكثر من 500 ألف حالة قتل للحيوانات الضالة سنويًا من دون ذنب، بل نقرأ فى الصحف ونشاهد فيديوهات بشعة يتفنن فيها الكبار والأطفال فى إيذاء الحيوانات وتعذيبها، حادثة قتل الطفل للقط أو الكلب التى تُقابل بتسامح فى شوارعنا الآن، سوف تعود بحادث أبشع يقتل فيه هذا الطفل لأمه أو أخيه أو صديقه عندما يكبر بعد 10 سنوات! استسهال العنف ضد الحيوان هو الذى ضاعف حالات العنف بشوارعنا بين المواطنين والعنف الأسرى، وغير ذلك من أشكال العنف؛ نظرًا لهذه السادية فى التعامل مع الحيوان الضعيف، والتى تنسحب فيما بعد على ممارسة العنف ضد أى كائن ضعيف سواء كان شخصًا من ذوى الإعاقة أو المرأة أو الكبير فى السّن ونتابع يوميًا هذه المعدلات المرتفعة من العنف بين الأشخاص.

 كيف ترين حملات المحافظات والأحياء للتخلص من الحيوانات الضالة؟

- للأسف هذه الحملات التى تستخدم فيها المديريات التابعة لهيئة الخدمات البيطرية بالمحافظات سم «الاستكرنين» وهو محظور دوليًا، ونطالب من خلال المبادرة التوقف نهائيًا عن استخدام هذا السم القاتل لكل كائن حى على البيئة والحيوان والإنسان،كل ما يتعرض لهذا السم يموت لخطورته الشديدة، 

نطالب بوقف شرائه من جانب هيئة الخدمات البيطرية؛ حيث تتكبد الدولة المصرية ملايين الجنيهات رغم أنه يمكن توجيه الأموال لتطعيم وتعقيم الكلاب الضالة لمنع التكاثر وحماية الأشخاص من العقر، لأن هذا السم يؤدى بقاؤه فى التربة للتأثير على المزروعات وهو ما نلمسه بعد سنوات فى الإصابات المنتشرة بالسرطان.

نحن نتواصل مع وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية للتوقف عن استخدام هذا السم المحرّم دوليًا، ولكن يوضحوا عدم توافر بدائل وخيارات أخرى كالإنفاق على الأمصال والتطعيمات فى ظل شكاوَى المواطنين بالمناطق المختلفة لحمايتهم من عقر الكلاب الضالة، وهو ما يضطرهم لاستخدام سم الاستكرنين «للتخلص من الحيوانات»! ولكن كمبادرة «شارع أليف» سنعمل بكل جهودنا لوقف هذا السم؛ خصوصًا مع خروج قانون «تنظيم تربية ورعاية الحيوان» الذى انتهينا من إعداده خلال الفترة الماضية وننتظر خروجه  للنور قريبًا بعد الموافقة عليه من مجلس النواب.

 حدثينى أكثـر عن القانون الجديد وأهم بنوده؟

- نجحنا خلال الفترة الماضية بالتعاون مع النائب عبدالمنعم إمام أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، فى الانتهاء من إعداد أول قانون موحد لتنظيم تربية ورعاية حقوق الحيوان فى مصر، بدلاً من القوانين المتفرقة التى تخص حقوق الحيوان ما بين قانون العقوبات وآخر قانون لوزارة البيئة ووزارة الزراعة، فبعد نقاشات عمل طويلة مع المتخصصين سواء التشريع أو الهيئة العامة للخدمات البيطرية، الزراعة، الصحة، خرجنا بمشروع القانون، ونجح النائب عبدالمنعم فى الحصول على توقيعات 60 نائبًا بالبرلمان ومن ثم السير فى باقى إجراءات العملية التشريعية وعرضه على اللجنة التشريعية قريبًا..

أمّا عن أهم بنود القانون وفلسفته منها؛ جميع أنواع الحيوانات بموجب القانون المقترح لها الحق فى الماء والعلاج والغذاء والعيش فى أمان فى بيئة مناسبة، لممارسة سلوكها الطبيعى دون أذى جسدى أو معنوى أو اعتداء.

الحيوان له الحق فى التطعيمات المناسبة التى تحددها البيئة على أن يكون التطعيم من السعار إلزاميًا. بنود حول الضوابط الخاصة بعمل الشلاتر، وكذلك ضوابط لتربية حيوانات الحراسة وإلزام مالكيها بضوابط قانونية وصحية محددة للتربية، كذلك يضم القانون مواد بعقوبات من الغرامة والحبس فيما يتعلق بتعذيب الحيوانات وقتلها.

 ما  الاستراتيچية التى تتبناها المبادرة على أرض الواقع من أجل الوصول لشارع أليف للحيوانات؟

- تنظيم فعاليات جماهيرية عبر اللقاءات المفتوحة مع المواطنين من خلال الندوات مثلا بالأحياء المختلفة، مثلما نظمنا لقاءً سابقًا بالأهالى فى حى الأسمرات للتوعية بمخاطر قتل الحيوانات وتأثير هذه السلوكيات العنيفة على تربية الأطفال والنشء الجديد الذى سيتأثر بهذه الأفعال العنيفة ويعيد إنتاجها فى الكبر، ونجهز لتنظيم فعاليات أخرى بأحياء كالسيدة زينب ومنطقة وادى حوف بحلوان- جنوب القاهرة-؛ حيث رصدت المبادرة ارتفاع معدلات قتل وتسميم الحيوانات الضالة بكلتا المنطقتين.

ونوعى من خلال هذه اللقاءات بفلسفة مبادرة «شارع أليف» وهدفها فى جعل شوارعنا آمنة للحيوانات، وأن هناك طرُقًا أخرى غير القتل مثل تعقيم الحيوانات وتطعيمها وأهمية الحفاظ على التنوع البيولوچى فى البيئة الذى يصب فى النهاية لمصلحة الإنسان وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ونحظى فى المبادرة برعاية ودعم مؤسّسات وهيئات وزارات حكومية؛ وزارة الزراعة، التخطيط، الصحة، الثقافة، الأزهر والكنيسة، الشباب والرياضة، ومن خلال مراكز الشباب وقصور الثقافة نستطيع أن نتواصل مع الجمهور ونقوم بتوعيته.

 ماذا عن خطط المبادرة التى تتبناها للتوعية بحقوق الحيوان؟

- أوًلا أود فى التعبير عن سعادتنا كمبادرة أن ملف الدفاع عن حقوق الحيوان والرأفة بهم أصبح موجودًا على طاولة الدراما المصرية، وهو ما شاهدناه خلال الموسم الرمضانى الماضى فى مسلسلين مثل (فاتن أمل حربى)، و(راجعين يا هوى)  وظهور الشخصيات التى تكفل قططا من الشارع وترعاهم، وهو توجُّه محمودٌ ومهمٌ للدراما المصرية فى بث ونشر القيم الخاصة بحقوق الحيوان ونأمل فى المزيد،

أمّا عن خططنا؛ فشرفت مبادرة «شارع أليف» باختيار الفنانة ناهد السباعى لتكون سفيرة المبادرة، وهى إحدى الفنانات المؤثرات والتى تحظى بجماهيرية كبيرة، واختيارها سفيرة  للحملة يأتى من اهتمامها بحقوق الحيوانات ومن ثم ستلعب دورًا فى التأثير على الجمهور من خلال السوشيال ميديا أو الفعاليات المختلفة فى بث رسائل لنبذ وقتل وتعذيب الحيوانات وأهمية استعادة سلوكياتنا الرحيمة مع الحيوانات الضالة فى الشوارع، 

كذلك نجهز للتعاون مع أسطورة الكرة المصرية والعالمية الكابتن محمد صلاح، الذى فوجئنا بتسجيله فيديو منذ فترة عن علاقته بالحيوانات الأليفة وقيامه بصنع mention لحسابنا على الانستغرام، وهو ما نفخر به من اهتمامه ومتابعته لأنشطة المبادرة، ونسعى مستقبلا لتجهيز فيديوهات مع النجم العالمى لنشر ثقافة رعاية حقوق الحيوان وبثها على السوشيال ميديا.