الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد البروفة الأخيرة بقمة «بون» الألمانية العالم يترقب «Cop 27» بشرم الشيخ

قبل أشهر قليلة من مؤتمر cop 27 بين 7 و18 نوفمبر المقبل فى منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، لا تزال بعض النقاط عالقة بشأن المناخ، وقد شهد العالم منذ ذلك الحين الغزو الروسى لأوكرانيا وانعكاساته على أسواق الطاقة.



وقد جاء لقاء ممثلى حوالى مئتى دولة فى بون الألمانية لبحث سبل تعزيز مكافحة الاحترار ومفاعيله المدمرة وإقرار وتوسيع المساعدة للفئات الأكثر هشاشة، سعيا لإعطاء دفع للمؤتمر المقبل حول المناخ المقرر عقده فى نوفمبر المقبل فى مصر.

 

وبعد ستة أشهر على مؤتمر المناخ «كوب 26» الذى عقد فى جلاسجو وأكد على هدف الحد من ارتفاع حرارة الأرض بمقدار 1,5 درجة مئوية، وهو هدف يبدو مستحيلا حاليا فى وقت ارتفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض حتى الآن 1,1 درجة مئوية مقارنة بمستوى عصر ما قبل الصناعة، ستسعى هذه «الجولة المرحلية» من المفاوضات حول البيئة للحفاظ على التقدم الطفيف الذى حققه المؤتمر.

وأعلنت رئيسة وكالة الأمم المتحدة للمناخ التى تتخذ مقرا فى المدينة الألمانية باتريسيا إسبينوزا «إننا بحاجة إلى قرارات وخطوات الآن ويعود لكل البلدان أن تحقق تقدما فى بون».

 الربط بين القمتين

فى مقدمة هذه النقاط خفض انبعاثات الغازات الدفيئة التى تتسبب بالاحترار. وطلب اتفاق جلاسجو من الأطراف «إعادة النظر وتعزيز» أهدافهم للعام 2030 «للتماشى مع أهداف اتفاق باريس لخفض درجة الحرارة بحلول نهاية العام 2022».

وشهد اتفاق باريس الذى أبرم فى العام 2015 ويشكل حجر الأساس فى مكافحة التغيّر المناخى، موافقة الدول الموقعة على حصر الاحترار بـ«أقل بكثير» من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعى، و1.5 درجة إذا أمكن.

 «فصل»

إلا أن دولا كثيرة لا تلتزم بتعهداتها الحالية التى تجعل بالأساس أهداف باريس مستحيلة، برأى خبراء الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ.

ويرى الخبراء أن العالم يتبع حاليا مسارا كارثيا مقدرين أن يبلغ الاحترار 2,8 درجة مئوية. ولم تقدم سوى دول قليلة التزامات جديدة بالأرقام.

ويتعين بالتالى إنعاش الجهود من أجل أن يفضى مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ إلى «تدابير جريئة وملموسة مدعومة بخطط محددة» من أجل تحقيق التغير الضرورى «قبل أن يفوت الأوان»، على حد قول إسبينوزا.

وقال مدير معهد البحث حول وطأة التغير المناخى فى بوتسدام يوهان روكسروم إن هناك فى الوقت الحاضر «فصلًا بين الأدلة العلمية على أزمة عالمية ترتسم مع وطأة لا يمكن تصورها على المناخ، وقلة التحرك».

ومن الملفات الساخنة التى طرحت فى بون المساعدة التى يترتب على الدول الغنية التى غالبا ما تكون مسئولة عن أعلى انبعاثات للكربون، تقديمها للدول الفقيرة التى تتحمل قدرا أقل من المسئولية عن الاحترار لكنها غالبا ما تكون فى الصفوف الأمامية لمواجهة مفاعيله.

ولم تتحقق حتى الآن الوعود التى قطعتها الدول الغنية فى 2020 بتقديم مساعدات بمقدار مئة مليار دولار فى السنة للدول الفقيرة لمواجهة تحديات التغير المناخى. وفى مواجهة تزايد موجات الجفاف والفيضانات والحرائق وارتفاع مستوى مياه المحيطات، بات الملف المطروح على طاولة المفاوضات يتعلق بتمويل محدد عن «الخسائر والأضرار» الناجمة عن الكوارث التى لم يعد بالإمكان تفاديها.

ورفضت الدول الغنية هذا الطلب فى جلاسجو وتم التوصل أخيرا إلى تسوية تقضى بإنشاء إطار «حوار» حتى العام 2024 لـ«مناقشة سبل التمويل».

واعتبر ماغنوس بنزى الباحث فى معهد ستوكهولم للبيئة أنه من الأساسى أن تتوصل الأطراف إلى وضع رد شامل وقال «علينا الربط بين المخاطر المعممة التى يواجهها العالم ومنها مخاطر أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن التغير المناخى» والتى ظهرت بوادرها مع النزاع فى أوكرانيا، لكنه قال محذرَا «سوف نفوت هذه الفرصة إذا طرحنا فقط مسألة التكيف من منظار «نحن» أو «هم».

 بروفة لقمة شرم الشيخ

وقالت صحيفة «بيزنس ستاندرد» الهندية إن الموضوعات التى تم مناقشتها وتسليط الضوء عليها فى اجتماعات مؤتمر تغير المناخ فى مدينة بون الألمانية، هى إطار التحضير الجارى لاستضافة مصر لمؤتمر المناخ (COP27). 

وذكرت أن الاتفاق على أهداف جديدة لخفض الانبعاثات وغازات الاحتباس الحرارى والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ كانت من ضمن أهم الموضوعات التى تمت مناقشتها فى مؤتمر بون لتغير المناخ الذى عقد بمركز المؤتمرات العالمى فى بون بألمانيا، ويستمر حتى 16 يونيو، فى إطار التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 الذى تستضيفه مدينة شرم الشيخ فى نوفمبر من هذا العام. 

وأكدت أن مؤتمر المناخ «COP27» سيركز على النتائج الإيجابية التى أسفرت عنها قمة جلاسجو «COP26» خلال العام الماضى 2021، ببريطانيا، ومدى توافقها مع مبادئ اتفاقية باريس، إضافة إلى تحديد مسارات العمل فى المستقبل، فى المجالات الرئيسية للتخفيف والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ، فضلًا عن قضايا التمويل والخسائر والأضرار. 

ونقلت الصحيفة عن الأمينة التنفيذية لتغير المناخ فى الأمم المتحدة، باتريشيا إسبينوزا، قولها إن مؤتمر المناخ بمصر يعقد على خلفية تسارع تأثيرات المناخ والتوتر الجيوسياسى على المستوى العالمى، داعية الحكومات إلى اتخاذ إجراءات فورية من أجل تنفيذ الالتزامات التى تم التعهد بها لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية لاتفاقية باريس، مشيرة إلى أن تلك الإجراءات يجب أن تظهر بشكل واضح فى مؤتمر بون. 

وأضافت: «نحن بحاجة إلى قرارات وإجراءات فورية.. يسير العالم حاليًا على المسار الصحيح لتحقيق أكثر من ضعف هدف 1.5 درجة مئوية لاتفاقية باريس بحلول نهاية القرن».

وتابعت أنه فى مؤتمر بون جرت مناقشات حول مجموعة من الموضوعات المهمة بما فى ذلك خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، والتكيف مع تأثيرات المناخ، وتقديم الدعم المالى للبلدان النامية لخفض الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ.

ونقلت عن رئيس الهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية (SBSTA)، توسى مبانو مبانو، قوله «بالرغم من ثقتى فى السياق الجيوسياسى الذى يسير عليه هذا العام، لا يزال تغير المناخ يتصدر جدول أعمال الحكومات».

وأضاف «تغير المناخ هو أكبر تهديد للحياة وسبل العيش التى نواجهها. نحتاج إلى التأكيد على أن تغير المناخ هو أكبر قضية فى عصرنا، وهناك شهية كبيرة لإحراز تقدم بهذا الشأن فى بون».

 

دعوة للأفضل

ودعت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ باتريشيا إسبينوزا الدول إلى القيام بما هو أفضل، وذلك مع اقتراب انعقاد قمة المناخ السابعة والعشرين المقرر فى مدينة شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل.

وذكرت الأمم المتحدة - فى بيان أنه بدأ فى مدينة بون الألمانية مؤتمر الأمم المتحدة السنوى المعنى بتغير المناخ، ويهدف إلى تمهيد الطريق لنجاح مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27، والمقرر عقده فى شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل.

وتعد هذه المرة الأولى التى تجتمع فيها الحكومات منذ اختتام الدورة 26 لمؤتمر الأطراف فى مدينة جلاسجو بأسكتلندا فى نوفمبر الماضى، والتى شهدت الانتهاء بنجاح من التفاصيل التشغيلية لاتفاق باريس لعام 2015، مما يمهد الطريق لتنفيذها.

وركزت الحكومات خلال اجتماعها فى مدينة بون بألمانيا على العمل فى المجالات الرئيسية المتعلقة بالتخفيف والتكيف مع آثار تغير المناخ ودعم البلدان النامية، والخسائر والأضرار، وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

وأكدت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ باتريشيا إسبينوزا - خلال حديثها فى افتتاح جلسات مؤتمر بون - ضرورة أن تتخذ الحكومات «تدخلات وقرارات على المستوى السياسى فى كل مجال من هذه المجالات من أجل تحقيق حزمة متوازنة».

وقالت باتريشيا إسبينوزا: «إن القيام بذلك سيرسل رسالة واضحة للعالم بأننا نسير فى الاتجاه الصحيح، لأن العالم سيكون لديه سؤال واحد فى شرم الشيخ: ما هو التقدم الذى أحرزتموه منذ جلاسجو؟».

ومع وجود 197 طرفا رسميا، تحظى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بعضوية شبه عالمية، وهى المعاهدة الأم لاتفاق باريس بشأن تغير المناخ لعام 2015، والتى تهدف إلى الحفاظ على ارتفاع متوسط ​​درجة الحرارة العالمية هذا القرن، إلى أقل من درجتين مئويتين، ودفع الجهود الرامية للحد من زيادة درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.

ووفقا لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيركز مؤتمر COP27 بشكل أساسى على التنفيذ، ومن المتوقع أن تظهر الدول كيف ستبدأ - من خلال التشريعات والسياساتص والبرامج - فى وضع اتفاق باريس الطموح موضع التنفيذ.