الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فرصة حقيقية للظهور والعمل والتواصل الحقيقى مع الشارع الحوار الوطنى.. لماذا؟

أيام قليلة فاصلة لتدشين واحد من أهم إنجازات الجمهورية الجديدة.. وهو (الحوار الوطنى) المقرر انطلاقه فى الأسبوع الأول من شهر يوليو المقبل، ليؤكد أن الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى تتسع للجميع وجميع وجهات النظر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.



دعوة الرئيس للحوار والتى أطلقها خلال حفل إفطار الأسرة المصرية فى إبريل الماضى..جاءت أيضًا كدليل أننا أصبحنا نعيش فى وطن (قوى) له قواعد راسخة اقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا لتصبح الأجواء مناسبة لحراك سياسى حقيقى وواقعى.. للوصول لهدف واحد كما أعلن عنه الرئيس الأسبوع الماضى وكما قال نصًا: (نجتمع على حاجة واحدة إن البلد دى نحافظ عليها).

 

ضمانات الحوار الوطنى

ولكن السؤال هنا.. كيف نضمن أن يخرج الحوار الوطنى (بشىء مفيد)؟.. وهل هناك أى دلائل على نجاحه؟.. هنا يجب أن نرجع للوراء قليلاً وتحديدًا منذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم لنجد أن مبدأ الحوار والاستماع لمقترحات جميع الأطياف الوطنية هى سمة متأصلة فى شخص الرئيس.. والدليل (على سبيل المثال) هو كم التوصيات والمقترحات التى تمت مناقشتها خلال منتديات ومؤتمرات الشباب سواء محليًا أو دوليًا، ومن خلال معايشة شخصية، فالرئيس لا يترك جلسة واحدة خلال تلك الفاعليات إلا ويكون حاضرًا علاوة على تخصيص جلسات حوار مباشر تحت اسم (اسأل الرئيس) للاستماع ومناقشة كل ما يخص الشأن المصرى.

 الرئيس السيسى.. الذى يؤمن بأهمية لغة الحوار.. نجده  في أى فاعلية سواء افتتاح مشروعات أو أى مؤتمرات.. نجده دائمًا ما يخرج علينا بلغته البسيطة ليجيب على ما يشغل بال الشارع المصرى من خلال متابعته الدقيقة لما يحدث على أرض الواقع.. ليبدأ فى الشرح والتفسير بالأرقام لكل قضية قبل أن يتخذ قراراته التى ترضى المواطن.. ولعل آخرها (على سبيل المثال) ضمن فعاليات افتتاح مشروعات جديدة خاصة بالأمن الغذائى.. قراره بتأجيل زيادة أسعار الكهرباء لتخفيف العبء على المواطن.

لغة الحوار 

ما سبق هى مجرد إشارات إلى أن الرئيس السيسى هو رئيس مختلف فى الحرص على وجود لغة حوار حقيقية.. على أرض الواقع وبمجرد دعوته للحوار الوطنى.. تم التحرك بشكل علمى مدروس من جهات الدولة التى تتسم بالاحترافية الشديدة كدليل آخر على بذل كل الجهد لإنجاح الحوار.. فعلى المستوى اللوجيستى تم إسناد الترتيبات إلى الأكاديمية الوطنية للتدريب المنوطة بتنظيم المؤتمر الوطنى للشباب، وهى الجهة صاحبة النجاحات المستمرة فى تنظيم الفعاليات المهمة والتى يقتصر دورها على المهام التنظيمية، واتباع نهج الحياد والتجرد التام فى إطار دورها التنظيمى والفنى والتنسيقى بعيدًا عن التدخل فى مضمون الحوار الوطنى الفعال تحت مظلة الجمهورية الجديدة.

وتم تشكيل أمانة فنية من الأكاديمية الوطنية للتدريب برئاسة المستشار محمود فوزى، لمعاونة مجلس أمناء الحوار فى العملية اللوجيستية والتنظيمية للحوار الوطنى وتوفير كل المعلومات اللازمة لإدارة الحوار مضيفة أن الأمانة الفنية سلّمت جميع طلبات المشاركة والمقترحات المقدمة من فئات الشعب المختلفة.

تحركات القوى السياسية

ما سبق يوضح نية الدولة بشكل حاسم للعمل على إنجاح الحوار الوطنى.. وبنظرة سريعة على توجهات القوى المقرر مشاركتها فيه يمكن أن نستخلص عدة أمور، فقد قال حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إنه يتوقع طرح بدائل واقعية للتعاطى مع الأوضاع الاقتصادية الحالية إلى جانب آليات رفع القيود عن الحريات السياسية ورفع الحجب عن المواقع الصحفية وتعديل قوانين الحبس الاحتياطى وتحريمها فى قضايا الرأى.

وأعلن  حزب المؤتمر، عن دعم الحزب لجميع القرارات التى أعلن عنها الرئيس السيسى، مضيفًا أنها تعبر عن حرص القيادة السياسية على مشاركة كل فئات المجتمع فيما يدور من مشروعات وخطط ورؤى للمستقبل، مثمنًا دعوة الرئيس السيسى لإجراء حوار وطنى يضم كل القوى السياسية، أما حزب الإصلاح والتنمية فأشار إلى أن الفترة القريبة المقبلة ستشهد مراجعات قانونية وإنسانية للإفراج عن مزيد من المحبوسين احتياطيًا أو المحكوم عليهم ممن ينطبق عليهم شروط العفو الشرطى أو الرئاسى.

حزب العدل

كما أشاد حزب العدل بحرص الرئيس السيسى على جمع شمل المصريين بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية والدينية فى إفطار الأسرة المصرية، منوهًا بأن كلمات الرئيس جاءت مواكبة للحرص على جمع شمل جميع أطياف المجتمع المصرى، وتمثل خطوة جديدة نحو انطلاقة سياسية مختلفة خلال الفترة القادمة، كما ثمن القرارات التى أعلنها الرئيس وعلى رأسها تكليف إدارة المؤتمر الوطنى للشباب بالتنسيق مع التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسى حول أولويات العمل الوطنى خلال المرحلة.

وأشار حزب المصريين الأحرار إلى أن توجيهات الرئيس السيسى لم تخل من التوازن الهادف لخدمة الشعب بجميع فئاته، مرحبًا بدعوة الرئيس للحوار السياسى، مؤكدًا أن الحوار البناء يجب أن يستهدف الوصول إلى نقاط تواصل جيدة وركيزة بناءة بين الأفراد لخدمة صالح البلاد، متابعًا: «ويتعين علينا استثمار تلك الدعوة لتحسين المناخ وإصلاح الحياة السياسية وتحقيق الهدف الأسمى من الجهود الرامية للقيادة السياسية».

موقف حزب مستقبل وطن

وأعلن حزب مستقبل وطن دعمه وتأييده الكامل لجميع قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسى، مثمنا سعى القيادة السياسية الدائمة للتواصل مع جميع فئات الشعب المصرى وإطلاعهم بكل شفافية على جميع المستجدات على الساحة المصرية، مؤكدًا استمرار تحمل مسئولياته من خلال أعضائه بغرفتى البرلمان وتشكيلاته بالمحافظات فى تنفيذ تلك القرارات والعمل عليها باعتبارها خطوة حقيقية لبناء الجمهورية الجديدة.

حزب المحافظين من جانبه قال إن دعوة الرئيس السيسى إلى حوار سياسى يتناسب مع فكرة بناء أو إطلاق الدولة الجديدة أو الجمهورية الجديدة لابد أن يتزامن معها رغبة حقيقية من الإدارة السياسية فى استكمال جميع نواحى الحوار السياسى بالرغبة فى التغيير والإرادة السياسية فى الخروج بحوار وطنى فعال بتحديد أجندة واضحة ونية صادقة وسماع جميع الآراء السياسية ودعوة التيارات جميعها، وكل هذا لن يتأتى دون رفع الظلم عن المظلومين.

النية الحقيقية

إذًا ومما سبق يمكن أن نستخلص عدة أمور أهمها أن (النية) موجودة لحراك سياسى حقيقى وأن الدولة كان لديها المبادرة فى الدعوة وبدء الخطوات التنفيذية وتوفير جميع الأجواء لذلك خاصة أن الدعوة جاءت من رئيس الدولة شخصيًا وهو ما يضفى عليها طابع الجدية، وهو ما يعكس أن (الكرة) الآن فى ملعب القوى السياسية المختلفة لأن تعرض رأيها وأن تجد لها أرضية فى الشارع المصرى من خلال التعبير عن متطلباته، الأمر الذى قد يكون تمهيدًا لوجود أحزاب حقيقية وفعالة وذات ثقل ملموس.

حوار الأسبوع الأول من يوليو فرصة ذهبية للأحزاب والقوى السياسية والحقوقية لتوحيد وجهات نظرها لتكون مكملة لما تقوم به الدولة حاليًا لتكون النتائج فى اتجاه واحد وهو مصلحة الوطن والشعب المصرى، لأن عنصرًا أساسيًا من عناصر نجاح أى نظام سياسى هو وجود معارضة تعمل وفق معايير واضحة أساسها البناء لا النقد الهدام من دون وعى.