الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«العَفى محدّش ياكل لقمته» قدرات عسكرية غير مسبوقة بحريًا وجويٍا وبريًا للجيش المصرى

(العَفِى مَحَدّش ياكل لقمته).. هكذا عَبَّر الرئيسُ عبدالفتاح السيسى رئيسُ الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة عن أهمية أن تكون مصرُ (قوية) ومن ضمن أساسيات تلك القوة هو وجود جيش قادر على الحفاظ على (لقمة) ومقدرات الشعب؛ لأن أى دولة من دون جيش قوى تكون مَطمعًا ومُهددة طوال الوقت.



 

وعلى مدار 8 سنوات ومنذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الحُكم وبسبب التطورات فى المحيط الإقليمى والدولى علاوة على ما كانت تعانيه الدولة المصرية من إرهاب على أراضيها؛ فقد شهد الجيش المصرى طفرة تسليحية غير مسبوقة؛ بحريًا وجويًا وبريًا.

بحريًا؛ فقد حرصت القيادة العامّة للقوات المسلحة على تنفيذ استراتيچية شاملة لتطوير وتحديث القوات البحرية ودعم قدراتها على مواجهة التحديات والمَخاطر الحالية فى المنطقة لتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة ويقينًا بمدَى أهمية الحفاظ على القدرات القتالية للقوات البحرية؛ خصوصًا بَعد تنوُّع المهام الحالية التى تنفذها القوات البحرية من تأمين جميع موانئ جمهورية مصر العربية الرئيسية التخصصية بصفة دائمة وعلى مدار 24 ساعة.

 الصناعات البحرية

واهتمت القيادة السياسية بتطوير الصناعات البحرية الثقيلة متمثلة فى التطوير الذى تم بالفعل لترسانة الإسكندرية التابعة لجهاز الصناعات البحرية للقوات المسلحة لكى تواكب فى معداتها وأجهزتها بأحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوچيا العالمية، وقد افتتحها الرئيسُ عبدالفتاح السيسى بَعد التطوير فى مايو 2015.

وفى مجال دعم الأفرُع الرئيسية؛ حرصت القيادتان السياسية والعسكرية، على دعم القوات البحرية وزيادة قدرتها على تأمين المجال البحرى لمصر، والتى تتمتع بإطلالات بحرية استراتيچية فريدة، تبلغ أكثر من ألفَى كيلومتر، على شواطئ البحرَيْن الأبيض والأحمر، كذلك تأمين المجرَى الملاحى لقناة السويس وحرصت على تزويدها بأحدث الأسلحة البحرية المستخدمة فى جيوش الدول المتقدمة.

 فرقاطات جديدة

وزودت القوات البحرية بفرقاطة فرنسية من طراز «FREMM - تحيا مصر» لدعم أسطول الفرقاطات المصرية فى البحرين الأبيض والأحمر، كما تم تزويد البحرية المصرية بالحصول على حاملات الهليكوبتر الفرنسية من طراز ميسترال، التى تمثل قوة هائلة متعددة القدرات ومتنوعة المهام فى المنظومة القتالية للبحرية المصرية، كذلك تم تزويد البحرية بالفرقاطة الشبحية «چوويند - Gowind-2500»، هى صفقة وقّعتها مصر مع الجانب الفرنسى.

كما تم تزويد مصر بفرقاطتين من الجانب الإيطالى من طراز «فریم بيرچامینی» هما «الجلالة» و«برنيس»، كما تم تسليح البحرية المصرية بالغواصات الألمانية طراز 209 / 1400، وهى تعد الأحدث والأكثر تطورًا فى عالم الغواصات، بالإضافة لتدبير عدد من لنشات الصواريخ المتطورة، ولنش صواريخ (أحمد فاضل) من طراز (مولينيا)، وعدد آخر من السفن القتالية من كوريا الجنوبية.

 التعاون العسكرى

كما أن هناك تعاونًا عسكريًا كبيرًا أيضًا مع الجانب الألمانى فى الجانب البحرى، بالإضافة إلى اللنشات السريعة والقوارب «الزودياك - الرفال» الخاصة بنقل الضفادع البشرية، وكثير من الاحتياجات الفنية والإدارية والتكنولوچية الحديثة والمتطورة، وهو الأمْرُ الذى أتاح تشكيل أسطولين بحريين قويين فى كل من البحرين الأبيض والأحمر.

ولخدمة تمركزات وإدارة عمل الأسطولين «الجنوبى- والشمالى»، تم إنشاء عدد من القواعد الجديدة كـ «3 يوليو - وشرق بورسعيد»، كذلك تطوير عدد من القواعد والموانئ البحرية على رأسها «قاعدة برنيس الجو بحرية» العسكرية، وتزويد القواعد بجميع الاحتياجات الإدارية والفنية وأنظمة القيادة والسيطرة ومنظومات التعاون مع مختلف القوات العسكرية والأجهزة المدنية فى نطاقات العمل بالبحرين الأبيض والأحمر.

 العمل فى المياه العميقة

كما أن الصفقات التى تم تسليح القوات البحرية بها، خلال الـ 8 سنوات الماضية، ساهمت بشكل مباشر فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية، والقدرة على العمل فى المياه العميقة، والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية فى أقل وقت، مما يساهم فى دعم الأمن القومى المصرى فى ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا.

وامتلاك قوات بحرية قوية وحديثة يتطلب تكلفة تشغيلية عالية، ولكن بالنظر إلى المهام التى تقوم بها القوات البحرية، تُعتبر تلك التكلفة صغيرة، فالقوات البحرية تقوم بتأمين مَصادر الثروات القومية بـ «أعالى البحار»، مثل حقول الغاز والبترول، بالإضافة إلى أن القاطرة الاقتصادية وعَجَلة تنمية الدولة التى تسير بخُطى ثابتة لا بُدّ لها من قوة عسكرية قوية تحميها.

  تسليح القوات الجوية

القوات الجوية حظيت بدورها باهتمام كبير فى رؤية القيادتين السياسية والعسكرية نظرًا لحيوية دورها فى منظومة الدفاع المصرية، وارتكز التطوير على تزويد القوات الجوية بطائرات جديدة حديثة ومتطورة، ومن مصادر متعددة وفق استراتيچية مصر فى تنويع مصادر السلاح.

وتشمل الصفقات التى عُقدت مختلفَ أنواع التسليح والذخائر والاحتياجات الفنية الخاصة بالطائرات، وفى هذا المجال حصلت مصر على عدد من الطائرات الفرنسية من طراز رافال متعددة المهام، كذا التعاقد على عدد كبير من الطائرات الروسية المقاتلة والمتقدمة من طراز «ميج 29 أم 2 – mig29 m2».

كما تم التعاقد على عدد كبير من الطائرات الهيل الهجومية من طراز كاموف 52، ومروحية القتال والنقل متعددة المهام « mi 24»، وطائرات أخرى من طراز كاسا C-295، كما تم الحصول على عدد من الطائرات الأمريكية من طراز إفـ 16 بلوك 52، وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة من دون طيار، كما تم تجهيز عدد من طائرات الجازيل بالصواريخ المضادة للدبابات، بالإضافة لتدبير جميع أنواع الصواريخ والذخائر والمساعدات الفنية والأرضية الخاصة بالطائرات.

 منظومة الدفاع الجوى

منظومة الدفاع الجوى المصرى، من أعقد منظومات الدفاع فى العالم؛ حيث تتكون من عناصر استطلاع وإنذار وعناصر إيجابية ومراكز قيادة وسيطرة تمكن القادة على جميع المستويات من اتخاذ الإجراءات التى تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوى تنتشر فى جميع ربوع الدولة طبقًا لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها.

ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشتمل على أجهزة الرادار مختلفة المدايات تقوم بأعمال الكشف والإنذار، بالإضافة إلى عناصر المراقبة الجوية وعناصر إيجابية من صواريخ متنوعة والمدفعية م. ط والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية.

وتتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوى بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية؛ بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى وإفشال هدفه فى تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة.

 رادارات حديثة

فى مجال تطوير وتحديث منظومة الدفاع الجوى؛ فقد راعت خطط التسليح أن يتم تدبير عدد كبير من الرادارات مختلفة الطرازات، التى تؤمّن التغطية الرادارية للأجواء المصرية على مختلف الارتفاعات، كما راعت تدبير عدد من كتائب الصواريخ من طراز بوك / تور إم، وأعداد كبيرة من فصائل الصواريخ المحمولة على الكتف من طراز إيجلا إس؛ وذلك لزيادة قدرة الاشتباك مع الأهداف الجوية على الارتفاعات المختلفة.

كما تم تدبير منظومات كهروبصرية حديثة لزيادة قدرة الدفاع الجوى على اكتشاف الأهداف وسرعة التعامل معها، فضلًا عن تطوير منظومات التأمين الفنى للصواريخ والرادارات والمعدات الفنية.

كما اشتمل التطوير على تحديث ورفع كفاءة عدد من مراكز القيادة الخاصة بالدفاع الجوى وفق منظومات آلية القيادة والسيطرة، ويُعد ذلك التطوير والتحديث فى قدرات الدفاع الجوى طفرة كبيرة تزيد من كفاءته وقدرته على حماية سماء مصر وفرض السيطرة على أجوائها بالتعاون مع القوات الجوية وعناصر الحرب الإلكترونية ومن قواعد ثابتة وعناصر متحركة تكفل التغطية الكاملة لسماء مصر على مدار النهار والليل.

 التصنيع العسكرى

القوات المسلحة خاضت شوطًا كبيرًا كذلك فى مجال التصنيع؛ خصوصًا فى مجال التصنيع المشترك الذى يتركز فى الدبابة إم 1 أ 1 للوفاء باحتياجات القوات المسلحة من الدبابات الحديثة. ويمتد التصنيع بشركات الإنتاج الحربى ليشمل كذلك العديد من الأسلحة الرئيسية والكثير من المعدات الفنية والصواريخ المضادة للدبابات والذخائر الثقيلة ولنشات المرور السريعة والطائرات الموجهة من دون طيار وكبارى الاقتحام وكبارى المواصلات ومَعديات العبور والمَركبات والجرارات الخاصة بحَمل الدبابات وبعض المعدات الهندسية.

وفى ظل التطورات الأخيرة والخطيرة التى تحدث فى العالم من حولنا وتفرز العديد من التهديدات المؤثرة على أمن مصر القومى؛ فقد ارتأت القيادتان السياسية والعسكرية ضرورة تطوير التمركزات العسكرية فى مصر بإنشاء قواعد عسكرية متكاملة على مختلف الاتجاهات الاستراتيچية، تضم القوات البرية المتمركزة بها تجمعًا قتاليًا يشمل قواعد جوية وموانئ بحرية قوية وكافية للتعامل مع مختلف التهديدات الموجهة لمصر من كل اتجاه بسرعة وحسم وتوفير جميع عناصر التأمين القتالى والإدارى والفنى لتلك القواعد.

 القواعد العسكرية

ومن أبرز القواعد التى تم إنشاؤها فى هذا الإطار هى قاعدة (الحمام العسكرية) غرب الإسكندرية، التى أطلق عليها «قاعدة محمد نجيب العسكرية» تكريمًا لرمز من رموز الثورة المصرية عام 1952؛ حيث تُعَد أول قاعدة عسكرية متكاملة على أرض مصر يتمركز بها تجميع قتالى قوى يتوافر به المأوَى الحضارى وميادين التدريب المجهزة لمختلف العناصر القتالية والتخصّصية.

قاعدة برنيس العسكرية تُعد إنجازًا جديدًا يضاف إلى إنجازات القوات المسلحة المصرية؛ حيث تم إنشاؤها فى إطار استراتيچية التطوير والتحديث الشامل للقوات المسلحة المصرية لتعلن جاهزيتها لجميع المهام التى توكل إليها على الاتجاه الاستراتيچى الجنوبى، كما أن بناء القاعد يعكس فلسفة القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة فى بناء قواعد عسكرية تكون مرتكزًا لانطلاق القوات المسلحة المصرية لتنفيذ أى مهام توكل إليها بنجاح.

 رفع كفاءات الوحدات

تقوم القوات المسلحة أيضًا بعملية إنشاء وتطوير ورفع كفاءة عدد آخر من القواعد العسكرية المتكاملة على مختلف الاتجاهات الاستراتيچية لتوفير أفضل الظروف المعيشية والتدريبية وتنفيذ مختلف الالتزامات العسكرية أو الإسهامات الإنشائية والتعميرية التى تقررها القوات المسلحة لدعم جهود التنمية الشاملة للدولة فى مختلف الاتجاهات؛ وذلك انطلاقًا من استراتيچية العمل للقوات المسلحة فى المسارات المختلفة.

كذلك الارتقاء المستمر بقدرات القوات المسلحة وتطوير منظوماتها القتالية والإدارية والفنية، ومسار التصدى لجميع العدائيات والتهديدات المؤثرة على أمن مصر وسلامتها، بالإضافة إلى مساهمة القوات المسلحة ببعض من قدراتها فى خطط ومشروعات التنمية المستدامة للدولة؛ خصوصًا فى مجال البنَى التحتية والمشروعات الاستراتيچية.

 تدريبات مشتركة

 الجيش المصرى وبسبب القدرات العسكرية التى امتلكها خلال السنوات الأخيرة زادت معه ثقة دول العالم فى تنفيذ تدريبات مشتركة ومهمة، فمثلاً نفذت القوات المسلحة المصرية 41 تدريبًا عسكريًا مع جيوش الدول الأخرى خلال العام 2021، من بينها 29 تدريبًا على الأراضى المصرية و12 تدريبًا فى الخارج، وتنوّعت هذه التدريبات ما بين تدريبات بحرية وجوية ودفاع جوى، فضلاً عن تدريبات فى مجال مكافحة الإرهاب.

ومن أبرز الدول التى شاركت فى التدريبات كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا والهند وإيطاليا وإسبانيا واليونان والسودان والإمارات والسعودية؛ بينما شهد العام 2020 تنفيذ 20 تدريبًا عسكريًا للجيش المصرى مع جيوش دول أخرى، بحسب وسائل إعلام مصرية.