الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

جاليتنا فى الخارج التعليم والبحث العلمى فى مصر

أنا رجل أكاديمى، قضيت معظم عمرى فى التعليم والبحث العلمى سواء فى مصر أو فى الولايات المتحدة الأمريكية. وفى خلال العقود الثلاثة الماضية، هدفى الأساسى هو توظيف خبرتى لتطوير التعليم والبحث العلمى فى مصر، فهو السبيل نحو تحقيق التقدم العلمى وما يتبعه من تقدم على جميع المستويات خصوصا المستوى الاقتصادى والمستوى الطبى.



فيما يتعلق بالتعليم، شهدت السنوات الأخيرة ظهور منهجيات جديدة فى التدريس حول العالم غَيَّرَت البيئة التعليمية ودفعتها لتحقيق أداء أكاديمى أفضل بين الطلاب. أعتقد أن اتباع هذه المنهجيات فى مصر سواء فى التعليم الجامعى أو التعليم قبل الجامعى سيكون له أثر إيجابي وسنشعر به على المدى القريب والبعيد. تتلخص هذه المنهجيات فى النقاط الآتية:

الفصل المقلوب: إحدى المنهجيات الحديثة التى اكتسبت شعبية كبيرة فى السنوات الأخيرة. الفصول المقلوبة هى نهج تربوى يتم فيه عكس العناصر التقليدية للدرس الذى يدرسه المعلم، حيث يدرس الطلاب المواد التعليمية الأساسية فى المنزل، ثم يطبقونها فى الفصل. الهدف الرئيسى من هذه المنهجية هو الاستغلال الأمثل للوقت فى الفصل من خلال تكريسه لتلبية الاحتياجات الخاصة لكل طالب على حدة أو تطوير مشاريع تعاونية أو العمل على مهام محددة.

التعلم القائم على المشاريع: فهو يسمح للطلاب باكتساب المعرفة والمهارات الأساسية من خلال تطوير المشاريع التى تستجيب لمشاكل الحياة الواقعية.

التعلم التعاونى: فالعمل فى مجموعة يحسن الانتباه والمشاركة واكتساب المعرفة من قبل الطلاب.

التلعيب: هو تحويل عناصر الألعاب وروحها إلى إجراءات يمكن تنفيذها داخل العملية التعليمية.

التعلم القائم على حل المشكلات: هو عملية تعلم دورية تتكون من العديد من المراحل المختلفة مثل طرح الأسئلة واكتساب المعرفة التى بدورها تؤدى إلى المزيد من الأسئلة. إن وضع هذه المنهجية موضع التنفيذ لا يعنى فقط ممارسة الاستفسار من قبل الطلاب، ولكن تحويله إلى بيانات ومعلومات مفيدة.

التفكير فى التصميم: ينبع تطبيق التفكير التصميمى من المصممين الصناعيين وطريقتهم الفريدة لحل المشكلات وتلبية احتياجات عملائهم. عند تطبيقه على التعليم، يتيح هذا النموذج تحديد المشكلات الفردية لكل طالب بدقة أكبر وتوليد الخلق والابتكار فى التجربة التعليمية نحو إرضاء الآخرين.

التعلم القائم على التفكير: يهدف هذا النهج لتطوير مهارات التفكير بعيدا عن الحفظ، وبذلك تطوير التفكير الفعال لدى جزء من الطلاب، يمَكنهم من التعامل مع المعلومات التى يتلقونها من خلال التحليل والربط والمناقشة، ومن ثم تحويل المعلومات إلى معرفة.

التعلم القائم على الكفاءة: يتلقى الطلاب دعمًا متنوعًا فى الوقت المناسب بناءً على احتياجات التعلم الفردية الخاصة بهم، فتقدم الطلاب قائم على وجود دليل على الإتقان وليس على الوقت المستغرق فى التعليم، حيث يتعلم الطلاب بنشاط باستخدام مسارات مختلفة.

الاهتمام بالتعليم الفنى: فالتعليم الفنى يلعب دورا رئيسيًا فى تأهيل عدد كبير من الشباب وتزويدهم بالمهارات والقدرات التى تسمح لهم بتلبية احتياجات سوق العمل.

التعلم عن بعد: التعلم عن بعد يوفر فرصة للطلاب والمعلمين للبقاء على اتصال ومشاركة المحتوى أثناء العمل بعيدا عن قاعات التدريس وفى أى وقت. وبهذا يتحرر التعليم من حاجزى المكان والزمان، بالإضافة لضمان استمرارية التعليم فى حالات الطوارئ التى تشكل تهديدًا لسلامة الطلاب.

الاهتمام باعتماد البرامج التعليمية من هيئات الاعتماد الدولية مثل الـABET: فالاعتماد يوفر تأكيدًا على أن برنامج الكلية أو الجامعة يلبى معايير الجودة للمهنة التى عد لها هذا البرنامج.

بالنسبة للبحث العلمى فى مصر، فإنه يسير على الطريق الصحيح فى ظل القيادة الحالية الحكيمة، خاصة مع زيادة التمويل الموجه للبحث العلمى والباحثين، بالإضافة لإنشاء العديد من الجامعات الأهلية مثل جامعة العلمين الدولية والذى من شأنه تخفيف العبء عن الجامعات الحكومية وإتاحة فرصة أكبر لتعامل الباحثين المصريين مع جهات البحث الدولية. العمل من أجل المزيد من التطوير للبحث العلمى فى مصر يتطلب منا التركيز على تعزيز قنوات الاتصال بين جهات البحث العلمى المصرية وجهات البحث العلمى الدولية والتركيز على أساليب البحث العلمى المستخدمة فى الدول المتقدمة ومن أبرزها النقاط الآتية:

البحث التعاونى: فمع زيادة التقدم التكنولوجى، ولوائح البحث، وقيود التمويل، أصبحت عملية البحث معقدة بشكل متزايد، وتحتاج للعمل فى مجموعات.

البحوث التطبيقية ذات الأثر الاجتماعى والاقتصادى: وذلك بمشاركة المؤسسات الأكاديمية مع المنظمات والمجتمعات لمعالجة التحديات المجتمعية المهمة مثل الفقر وتغير المناخ والعدالة الاجتماعية.

البحث المعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى: بجانب تطوير الباحثين للتكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعى، عليهم أيضا استغلال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى فى إجراء البحوث الأكاديمية.

الهيئة المعاونة: على مراكز البحث العلمى تعيين هيئة معاونة كافية لمساعدة الباحثين فى الشئون الإدارية والمالية المتعلقة بتمويل الأبحاث.

الأبحاث الانتقالية: فهى تهدف إلى ترجمة نتائج البحث الأساسى إلى نتائج تفيد البشر بشكل مباشر.

الشركات الناشئة: فهى شركات شابة تتأسس لتطوير منتج أو خدمة فريدة، وتقديمها إلى السوق وجعلها لا تقاوم ولا يمكن الاستغناء عنها من قبل العملاء.

منهج البحث الهجين: هو مزيج من تقنيتين للأبحاث سواء كانت نوعية أو كمية لتقديم الحل الأمثل. حيث تهدف طرق البحث النوعى إلى الاستكشاف بينما يركز البحث الكمى على الإحصائيات والقياسات القابلة للقياس الكمى.

ربط المهجر والمصريين بالخارج بالوطن: وذلك بعقد مؤتمرات وندوات وورش عملية دورية بين العلماء المصريين بالخارج والباحثين فى مصر، يكون بعضها عن بعد عن طريق شبكة الإنترنت والبعض الآخر بزيارة علماء المهجر المصريين لمصر.

دور المصريين فى المهجر فى البرلمان ومساهماتهم: اختلاط المصريين بالمهجر بالثقافات الأخرى يكسبهم اتساعًا فى الإدراك والقدرة على رؤية مشاكل وطنهم الحبيب مصر من منظور آخر، لذا أقترح تخصيص مقاعد فى البرلمان المصرى للمصريين فى المهجر، خاصة العلماء.

مصالح المصريين فى الخارج الاقتصادية والاجتماعية: يجب الاهتمام بمصالح العلماء المصريين بالخارج الاقتصادية والاجتماعية وذلك قد يتم عن طريق إنشاء مكتب يمكن العلماء المصريين من متابعة مصالحهم فى مصر وهم فى الخارج.

تمثيل المصريين فى الخارج فى العمل العام وفى المجالس: يجب أن يكون هناك تمثيل رسمى للعلماء المصريين بالخارج فى العمل العام والمجالس سواء فى مصر أو خارجها .