الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تم الإطلاق بنجاح.. «نايل سات 301» نقلة حضارية مصرية نحو المستقبل

أطلقت الشركة المصرية للأقمار الصناعية، أحدث قمر صناعى «نايل سات 301»؛ ليحل محل «نايل سات 201»، الذى ينتهى عمره الافتراضى 2028، وشهد المصريون اللحظة التاريخية لإطلاق القمر الصناعى الجديد «نايل سات 301» من ولاية فلوريدا الأمريكية.



ويتميز القمر الجديد بامتلاكه إمكانيات فنيَّة متعددة، فيبلغ عمره الافتراضى 15 عامًا ويزن 4.1 طن ويضم 38 قناة قمرية، مقابل 26 قناة قمرية فى القمر الحالى 201؛ لا سيما أنَّه سيتوسع فى نطاق تغطيته الموجودة حاليًّا، فيضاف لها دول جنوب القارة الإفريقية ودول حوض نهر النيل، وذلك لتحقيق تواصل أكبر مع شعوب القارة الإفريقية ويواكب توجهات القيادة السياسية فى تعميق العلاقات «المصرية- الإفريقية».

ولم تقتصر إمكانيات القمر الجديد «نايل سات 301» عند ذلك الحد فقط؛ بل يُقدِّم خدمات الإنترنت عريض النطاق لتغطية محافظات الجمهورية والمناطق النائية؛ لتوفير خدمات الإنترنت للمشروعات الجديدة ومشروعات البنية الأساسية والمجتمعات العمرانية الجديدة وحقول البترول شرق البحر المتوسط؛ خصوصًا حقل ظهر.

كما أنه يُعَد أحدث جيل من أجيال الأقمار الصناعية الموجودة فى الفضاء وله مميزات غير متوافرة فى أى أقمار أخرى. علاوة على ذلك، التقنية الحديثة التى يستخدمها القمر الصناعى الجديد 301 أثناء انطلاقه هى التقنية المطلوبة؛ لأنه يستطيع أن يغطى المناطق التى لم يكن بوسع القمر الحالى الوصول إليها.

وتوفير هذه الخدمة يُحقِّق تكاملًا مع القمر المصرى «طيبة 1»، وبذلك تكون مصر قادرة على تقديم خدمة الإنترنت الفضائى، من خلال قمرين صناعيين بما يضمن تأمين واستمرار هذه الخدمة.

 3 أهداف للقمر «نايل سات 301»

يتميز القمر الصناعى الجديد عن القمر الصناعى القديم فى 3 نقاط، هى أنه يلغى ما يسمى قرصنة؛ حيث إنه يستطيع أن يواجه القرصنة من خلال التقنية الحديثة التى يعمل بها، كما أنه يساعد على إرسال وبث جيد للإذاعة والتليفزيون؛ حيث إنه يستطيع أن يواجه التشويش بدرجة كبيرة، بجانب ذلك، يحتوى هذا القمر الصناعى على نظام مزدوج؛ حيث إنه يعمل على بث الإذاعة والتليفزيون إضافة إلى قدرته على الاتصالات والإنترنت، وكان القمر الصناعى القديم لا يحتوى على الإنترنت.

ومن ناحية أخرى؛ تُعتَبر مصرُ أول دولة فى إفريقيا والشرق الأوسط بدأت الدخول فى علوم الفضاء الأساسية؛ حيث بدأت عام 1905 العمل لرصد ومتابعة الفضاء عن طريق منظار 30 بوصة جرى العمل به فى مرصد حلوان، وظلت مساعى مصر نحو الفضاء مستمرة، وتطوّر الأمْرُ كثيرًا فى حقبة ستينيات القرن الماضى، وبدأت مصرُ متابعة الأقمار الصناعية بالتلسكوبات والكاميرات الفوتوغرافية وكذلك أشعة الليزر عالية الدقة فى مرصد حلوان بالتعاون مع دولة التشيك.

تم إطلاق «نايل سات 301» على قمر «فالكون 9» التابع لشركة «سبيس إكس» الأمريكية، وهى شركة تأسّست عام 2002، بهدف بناء صواريخ ميسورة التكلفة وتمكين استعمار المريخ، إضافة إلى أنها تهدف أيضًا إلى تقليل تكاليف النقل الفضائى، حققت الشركة منذ إنشائها شهرة كبيرة، وتُعتبر فى المقام الأول كشركة رائدة فى مجال الصواريخ.

شهد عددٌ لا يُحصَى من السجلات الفلكية، ومنذ إطلاق أول صاروخ يعمل بالوقود السائل إلى المدار إلى إرسال سيارة إلى الفضاء؛ حيث شهد العالم فى عام 2008، إطلاق أول صاروخ يعمل بالوقود السائل ممولًا من القطاع الخاص يصل إلى المدار، وبذلك أصبحت أول شركة خاصة تطلق جسمًا فى مدار حول الشمس.

كما حققت الشركة شهرة وتوسعًا كبيرًا، فبَعد أن كانت تشمل 160 موظفًا فى عام 2005 وصلت إلى نحو 7000 موظف فى عام 2019.

كما شهد عام 2018 إطلاق سبيس إكس أكثر من 100 عملية فى بيانها، وكانت تمثل نحو 12 مليار دولار (9.24 مليار جنيه استرلينى) فى إيرادات العقود.

 أول قمر صناعى فى العالم

وخلال حقبتَى سيتينيات وتسعينيات القرن الماضى، كانت هناك مساعٍ مصرية فى علوم الفضاء، يمكن القول إنها كانت تمهيدًا لنقطة الانطلاق والتصنيع التى بدأت جدّيًا سنة 1998، فعلى سبيل المثال كانت مصر من أوائل الدول فى إفريقيا والشرق الأوسط التى استخدمت الاستشعار عن بُعد فى خدمة المشاريع القومية، تلاها بَعد ذلك إنشاء مركز الاستشعار عن بُعد بأكاديمية البحث العلمى عام 1972، الذى أصبح لاحقًا الهيئة القومية للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء.

وفى 4 أكتوبر 1957، أطلق الاتحاد السوفيتى القمر (سبوتنيك 1) وكان أول قمر صناعى فى العالم، ومنذ ذلك الحين توالت عمليات إطلاق الأقمار الصناعية، وفى 1 يناير 2021، كان هناك 6542 قمرًا صناعيًا فى المدار، إلا أن نصفها فقط نشطة، أمّا البقية فهى أقمار صناعية «ميتة» لم تَعُد مستخدمة وتُعَد مخلفات فضاء.

وسيصبح الفضاء أكثر ازدحامًا، مع توقع ارتفاع عدد الأقمار الصناعية فى المدار بنسبة 500% خلال العقد المقبل.

والجدير بالذكر؛ أن إطلاق القمر الجديد، يُعَد استكمالًا للإنجازات التاريخية المصرية فى هذا المجال، ويُعَد هذا الإنجاز الجديد نقلة حضارية تُجَسّد التطلع نحو المستقبل والثقة بقدرة أبناء مصر وشبابها.

وإطلاق «نايل سات 301» بتكنولوچيا متقدمة سيكون نقلة نوعية من الفضائيات، كما أن وجود خدمة الإنترنت، وخاصية معرفة مناطق التشويش، تمكنه بمفرده وذاتيًا من تحديد أى مَصدر للتشويش ومعالجته؛ لتوفير التأمين الكامل للقنوات التليفزيونية العاملة عليه.