كورة شراب

فكرت كثيرًا قبل اتخاذ قرار الكتابة عن محمد الشوربجى وتناول قضيته خاصة أن قناعاتى الشخصية كانت تقودنى لتجاهل القضية برمتها لرفضى قرار اللاعب ومبرراته، ورفضى أيضًا لرد فعل اتحاد الاسكواش ممثلًا فى رئيسه فى قضية أعتبرها ناقوس خطر فى ظل تردى الأوضاع للرياضة المصرية.

بعد تفكير عميق قررت تناول القضية من منظور مختلف على أمل إيجاد حل وإنارة الطريق أمام الاتحادات الرياضية التى أعتبرها للأسف شريكة فيما حدث مع الشوربجى ومن سبقوه من أبطالنا وأبنائنا، ولا أعتبر هذا مبررًا للشوربجى الذى أخطأ فى حق نفسه قبل أن يخطئ فى حق بلده وتاريخه.

رسالتى للشوربجى التى أتمنى أن تصل له حتى وإن فات الأوان هى: الأزمات التى تعرضت لها ما هى إلا خبرات كبيرة لا تعلم عنها شيئًا، لأنك لو جلست مع نفسك مثل ما ذكرت ودققت فى ما تعرضت له طوال مشوارك ستجده خبرات أكثر ما هو صعوبات، خبرات رسمت ملامح شخصيتك وصنعت منك بطلاً، ولا تنسَ أنه من رحم المعاناة يولد الأمل ويترتب على الأمل النجاح والإنجازات «التى فرطت فيها بكل سهولة».

رسالتى للاتحادات الرياضية التى أعتبرها السبب الرئيسى فيما حدث وما سيحدث فى المستقبل: لا تتعاملوا مع ملف تجنيس اللاعبين مثل رواد السوشيال الذين يتفاعلون مع التريند حتى ينتهى ويظهر غيره، تصريحاتكم دائمًا تؤكد أن لديكم أزمة فى الاستيعاب مما يترتب عليه تكرار نفس الأزمة، متى نراكم تتساءلون عن الأسباب وتعلنون الطوارئ لإيجاد حل بدلاً من إلقاء التهم والاتهامات فى كل مرة بطريقة مسيئة لنا جميعًا، أنتم تمثلوننا أمام العالم «للأسف».

أكررها، ما فعله الشوربجى مرفوض رفضًا تامًا بالنسبة لى، هذ الرجل تنازل عن هويته وهو أمر كارثى، الإنسان مهما طال به الزمن لن يتبقى منه سوى هويته وسيرته، والشوربجى عقب قراره هذا مهما كانت أسبابه أصبح بلا هوية أو أثر حتى وإن فاز بجميع البطولات القادمة، لكن متى نسأل أنفسنا: ما  الدوافع التى جعلته هو ومن سبقوه يتخذون هذا القرار؟ إذا سألنا أنفسنا ولو مرة واحدة عن السبب ونحن مقتنعون، وقتها سنكون على أول طريق القضاء على تلك الظاهرة المشينة.

التمسوا لى العذر على تملك الغضب منى، الرياضة المصرية ستظل تدفع ثمن وجود هؤلاء المسئولين، كيف تدار الرياضة المصرية من خلال تلك العقليات الخاوية؟! بيان اتحاد الاسكواش ردًا على الشوربجى: «وهو المفروض أنجح الاتحادات» دليل على وجود أزمة كبيرة فى العقليات وأسس الإدارة، بيان لا يخرج من طفل يبرر لوالدته أخطاءه ليفلت من العقاب.. أخيرًا، يا دكتور أشرف يا معالى الوزير أرجوك ضع فى اعتبارك أن أزمة الشوربجى لن تكون الأخيرة، قلل من الزيارات والجولات وافتح الملفات لتنقذ ما تبقى قبل أن نجد كل عام بطلاً من خيرة أبنائنا تحت مظلة بلد غير مصر.