الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الباحث عن الاحتواء الشوربجى حائر بين صدق قلبه وضلال عقله

«أنا بحب بلدى مصر ولكنى تعرضت لمعاملة غير جيدة من بعض الأشخاص وليس من قبل بلدى» كانت بداية كلام لاعب الإسكواش محمد الشوربجى، بعد قرار تمثيله لمنتخب إنجلترا، بدلا من منتخب مصر، فى صدمة من العيار الثقيل ضربت الوسط الرياضى، حين خرج علينا بهذا التصريح والقرار الغريب منه وعندما تم سرده للأسباب زادت حدة الغضب والدهشة من هذا القرار، وكان نص تصريحاته «أن قراره لم يستغرق سوى 4 شهور، وكان حائرًا بين قلبه وعقله وهذا الصراع دام لمدة 4 أشهر، وأضاف أن قراره بتفضيل اللعب وتمثيل منتخب إنجلترا، جاء هذا القرار لاعتقاده فى إكمال السنوات المتبقية لى فى الإسكواش فى مستوى مرتفع».



أضاف الشوربجى «كلما كبرت فى السن تزداد حاجتك لفريق معك، تحتاج إلى طبيب ومدرب خاص فى كل بطولة. هذه الأمور لم تكن تتوفر لى من قبل، كنت بحاجة للمساعدة فى هذا الوقت من مشوارى الرياضى. وأتيت إنجلترا لتمنحنى كل الدعم الذى أحتاجه، أشعر بالضيق عندما أقول ذلك، ولكن هذا الدعم كان من المفترض أن تحظى به من بلدك، ولم تحصل عليه. عندما يكون وراك فريق تشعر أنهم يقدرونك بصراحة وأنهم سيمنحوك الدعم الذى تستحق، للأسف كان عليّ أن أفكر فى نفسى»، هذا ملخص ما قاله محمد الشوربجى لتبريره على قرار تفضيله تمثيل إنجلترا بدلًا من مصر.

 الاتحادات تتحمل جزءا كبيرا من قصة الهروب

المواهب الرياضية، فى الألعاب الفردية، بمصر، دائمًا يمثلها لاعبون ذوو مهارات وإمكانيات عالية، وتكون بداية اللعب مصحوبة بتألق وضجيج كبير، ولكن بعدها تبعد يد الراعى، وتختفى المساندات، وتتجمد الأيادى من الضخ والصرف عليهم، مما يجعلهم ينصرفون دون عودة، ويبتعدون عن الأضواء، ويختفى بريقهم، وتلك الذكريات المتكررة والقاسية، كانت من أسباب، تفضيل الشوريجى، اللعب لمنتخب إنجلترا، بدلًا من منتخب مصر.

رغم الخطأ الجسيم الذى ارتكبه محمد الشوربجى، والذى يدل عن ضعف انتمائه وفكره وولائه، وفشل عائلته فى زرع حب الوطن فى قلبه، وعدم تعليق أخطاء بعض الأفراد والإدارات على عاتق البلد التى حملت وتحملت وصنعت اسمه من لا شيء، هل كانت إنجلترا، أو غيرها البلاد تعلم من هو محمد الشوربجى، قبل أن يخرج من قمم الغمور، والصعود لعالم الشهرة والنجومية وبات اسمه ملء السمع والبصر.

الشوربجى يتحمل نسبة كبيرة من خطأ فادح ارتكبه، لكن للاتحاد دور لا يغفل أيضًا يجب وضعه فى عين الاعتبار عن تقييم هذه المشكلة، ووضع حل جذرى عدم تكرار هذه الكوارث، بفرار المواهب المصرية، من أرض الوطن، بحثًا عن المال أو الراعى والاحتواء. 

الشوربجى فاقد الثقة

عند النظر إلى تعليقاته أو تصريحاته، تجدها كلها منصبه فى مسألة القهر والظلم وبعد الأضواء، وعدم الاهتمام من قبل المسئولين، وهذا كان دافعًا لعدم رغبته فى تمثيل مصر، وبالتأكيد هو يعلم أن مصر، من تضيف وليس العكس، وكلامه هذا يدل أنه فاقد للثقة بنفسه ولا يقدرها، وتدل أنه ضيق الأفق كون فكره منصبًا عند فترة زمنية قليلة وهى فترة لعبه بالملاعب، ونسى أن النصيب الأكبر والأطول هى فترة ما بعد اللعب، وتواجده داخل بلده التى وسوف تتحمله وتحتضنه فى المرة قبل الحلوة، عكس بلاد الفرنجة التى فضلها لمصلحته الخاصة، والتى سوف تلفظه بعد انتهاء رصيده الفنى، عملًا بمبدأ المصالح تتصالح.

تحرك فعال من قبل قيادات الدولة

بالفعل عقد الدكتور أشرف صبحى وزير الرياضة، اجتماعا طارئا مع مجلس إدارة اتحاد الإسكواش لمناقشة ملابسات قرار اللاعب محمد الشوربجى، يبحث الاجتماع كافة الملابسات المتعلقة بقرار اللاعب محمد الشوربجى المصنف الثالث عالمياً فى رياضة الإسكواش، بتمثيل إنجلترا وترك تمثيل منتخب بلاده، بعد أن أعلن أعلن الاتحاد الإنجليزى للاعبى الإسكواش المحترفين تمثيل محمد الشوربجى المصنف الثالث عالميا لـ إنجلترا بداية من بطولة موريشيوس المفتوحة، وتقام منافسات بطولة موريشيوس خلال الفترة من 7 إلى 11 يونيو الجارى كواحدة من البطولات الذهبية فى الموسم، وكان محمد الشوربجى قد حقق العديد من الإنجازات تحت العلم المصرى منذ انطلاق مسيرته الاحترافية.

وقد علق المدير الفنى السابق لمنتخب مصر للإسكواش أشرف حنفى، على قرار اللاعب البارز محمد الشوربجى المصنف الثالث عالميا إنهاء مسيرته مع مصر واللعب باسم إنجلترا، واعتبر حنفى عضو لجنة التدريب والتنمية بالاتحاد الدولى للإسكواش، أن «الشوربجى خسارة بكل تأكيد لأنه لاعب كبير، لكنه قراره شخصى. لدينا لاعبون مميزون يستطيعون رفع اسم مصر عاليا، خاصة أننا استطعنا الفوز بالمسابقات الدولية طيلة السنوات الماضية التى لم يكن يمثل فيها اللاعب مصر».

 مازال قرار التراجع قائما، فقط يحتاج لتدخل العقلاء، لكى يعدل عن قراره وأخذ فى الاعتبار صغر سنه، مع عقد جلسة عاجلة مع و شرح وتقارب وجهات النظر، ليس لكونه لاعبًا كبيرًا أو من أجل الحصول على مركز متقدم أو حصد بطولة ولكن لإعادة زرع قيمة الانتماء والولاء، ويجب تواجد محلل نفسى ودكتور، لشرح قيمة الوطن، وفصلها عن الاشخاص، لغلق باب الهروب والحجج الواهية التى يميل لها و يختلقها البعض.

وردًا على تصريحه هذا «ينتابنى بعض القلق بعد اتخاذى هذا القرار، فى النهاية أنا إنسان وأعلم أنه قرار كبير جدًا، لا أعلم كيف سيتفاعل الجمهور مع القرار، الجماهير لم تؤذنى فى أى شيء نهائيًا، هناك بعض الأفراد عاملونى بصورة ليست جيدة، فى النهاية لا أتحدث عن البلد نفسها، أنا أحب بلدى ومصر»، جماهير مصر وفية ولا تعرف الأذى وعندما تعدل عن قرارك سوف تجد الاهتمام والاحتواء والمساندة، وتجيد لغة التسامح كونه عكس بعض البلاد التى تتعامل باحترافية فقط.