الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد تسلمه جائزة الواحة الذهبية بالمهرجان الدولى بتونس عن فيلم «ديارنا» المخرج مهند دياب فى حوار خاص لـ«روزاليوسف»: أبطال الفيلم «كاملة وإيفلين» جعلتا من أعمالهما الحرفية مقصدًا للسائحين

شهدت محافظة الفيوم قصة نجاح سيدتين فى قرية تونس، وتم تتويج هذا النجاح وعمل فيلم تسجيلى لهما من قِبَل وزارة التضامن حتى يكون مصدر إلهام لكل امرأة فى العمل والكفاح والنجاح، فتناول فيلم «ديارنا» الذى فاز بجائزة «الواحة الذهبية» فى المهرجان الدولى للسينما البيئية بقابس بالجمهورية التونيسية، قصة سيدتين من الفيوم وهما الحاجة كاملة وإيفلين قامتا بأعمال حرفية ويدوية تحمل تراثا مصريًا أصيلا والاشتراك به فى العديد من المَعارض داخل مصر وخارجها، كما عرض الفيلم الكثير من الأماكن الخلابة الموجودة بمحافظة الفيوم.



 

وحاز الفيلم أيضًا على جائزة أفضل سيناريو فى مهرجان يوسف شاهين 2020، ولقد قدمت الوزارة العديد من الأفلام التسجيلية التى حصدت العديد من الجوائز والتكريمات فى المهرجانات المحلية والعربية والدولية، وذلك من خلال التوثيق المرئى بالوزارة.. وكان لـ«روزاليوسف» هذا الحوار مع المخرج مهند دياب، مستشار التوثيق المرئى بوزارة التضامن الاجتماعى، الذى أخرج أكثر من 75 فيلمًا تسجيليًا بالوزارة..  فى البداية يقول لنا:

كنت أعشق العلوم والاختراعات والابتكارات منذ طفولتى وكنت رئيس نادى الابتكارات بالمدرسة واشتركت فى الجمعية العامّة لرعاية النابغين وكنت رئيس منتخب علماء الغد، ثم التحقت بكلية الآداب قسم إعلام (إذاعة وتليفزيون) وكنت الأول على دفعتى وعملت فيلم (خارج نطاق الخدمة) الذى نال إعجاب الكثيرين وهو مشروع تخرُّجى، ويتحدث عن وصول الألغام بمنطقة سيوة وصورت أول حادثة عن وصول الألغام، وحصلت على تقدير امتياز وتم عرض الفيلم فى أحد المهرجانات، ولكن قابلنى أحد النقاد ووجدنى فرحًا بالعمل ففوجئت به يقول لى: «روحوا اتعلموا سينما الأول قبل ما تقرفونا» فأحرجت وتضايقت جدًا؛ خصوصًا أنه لا يوجد منهج لصناعة السينما فى كلية الإعلام، ولكن د.منى الصبان قالت لى: «فيلمك حلو جدًا ولكنه تليفزيونى وليس سينمائيًا» ونصحتنى بدراسة السينما وأكدت لى أن السينما لغة مثل أى لغة لا بُد أن نتمكن منها حتى نصنع أفلامًا ناجحة.

هل التوثيق المرئى بالوزارة كان موجودًا من قبل؟

- لم يكن بالوزارة توثيق مسبق، وعندما بدأت عملى كنت أعانى؛ لأنه لم يكن هناك مادة فيلمية وثائقية وعملت فيلمًا اسمه (حكاية وزارة) ولم أجد أى مادة فصورت مع الوزراء السابقين وذهبت إلى أرشيف الأهرام وحاولت التواصل مع مكتبة التليفزيون ولكنى لم أعثر على أى مادة فأصبح حلمى أن يكون للوزارة مكتبة فيلمية وشجعتنى كل من د.غادة والى الوزيرة السابقة ود.نيفين القباج الحالية، وكان هدفنا توعية المواطن بقضايا التضامن من خلال الفن والسينما التسجيلية وشراكتنا مع العديد من الوزارات مثل وزارة الثقافة ومسرح الشارع وغيرهما وعملنا مكتبة فيلمية تحتوى على أكثر من75 فيلمًا وثائقيًا.

 ما أهم القصص التى تناولتها الأفلام التسجيلية؟

- أول موضوع عملنا به هو «تكافل وكرامة» ويتناول فكرة الدعم النقدى المشروط ونرى به كيف أنقذ الكثير من الأشخاص من الفقر فى ظل الثورة، والجميل أننا نجد أول أفلامنا فيلم (مستورة) حقق مشاهدة لأكثر من 30 مليونًا، وشارك فى مهرجان (كان)، وحقق نجاحًا كبيرًا وأثبت أن مصر لديها برامج تضاهى البرامج التنموية الكبرى التى تتم فى أوروبا والمكسيك من تدخلات اقتصادية كبيرة تنقذ حياة الكثيرين من الفقر.

 كيف تختار الأفلام التى تعرض فى المهرجانات؟

- لدينا الكثير من الإنتاج للأفلام ولكنى أدقق فى الأفلام التى تقدم للمهرجانات فاختار قصة لها هدف تؤثر فى حياة الآخرين مثل ديارنا وفرصة ثانية ومستورة والشارع مش مكانك وعيون بصيرة وست الحبايب و%5 وغيرها. ففيلم فرصة ثانية يعرض ما يحدث وراء سور الأحداث فى المؤسّسة العقابية بالمرج وما يتعرض له الأطفال من جرائم، فتصوير الأطفال من دون إظهار الوجه ومن دون أن يشعر المتفرج أننا أخفينا صورة الوجه فى غاية الحرفية، فكنا نصور بطريقة تظهر فيها الروح وهو ما جعله ينال إعجاب الكثيرين، وتم عرضه فى الهند وحصل على جائزة أفضل موضوع فى مهرجان الهند.

 ما المدة التى تستغرقها فى إخراج الفيلم التسجيلى؟

- بعد عمل الكثير من الأفلام التسجيلية الناجحة أصبحت أستطيع إخراج الفيلم خلال 48 ساعة بعد اختيار الفكرة.

 هل هناك فرق بين الأفلام التسجيلية فى مصر وخارج مصر؟

- الاختلاف فى النظرة والتقييم للمُخرج التسجيلى، فهو خارج مصر أكثر تقديرًا. كما أن خارج مصر يتم عمل الأفلام التسجيلية بممثلين، أما فى مصر فيتم التصوير بأشخاص حقيقيين مما يجعل الأمر أكثر صعوبة لأن الشخص العادى حتى تطلب منه عمل مَشاهد معينة لا بُد من دراسته ومعرفة طريقة التحاور معه غير الممثل هو معد ومُهَيّأ للتمثيل وهذا يعتمد على مهارة المخرج.

 هل الأفلام التسجيلية تصلح لأن تكون أفلامًا روائية طويلة؟

- أثناء عرض فيلم (ست الحبايب) فى مهرجان الإسكندرية قالت المخرجة الكبيرة إنعام محمد على إن كل قصة فيلم من الأفلام التسجيلية تصلح لعمل مسلسل كامل. والفيلم الروائى يشبه زرعة زرعتها وتحصدها فى الحال، أما الفيلم التسجيلى فزرعة تزرع ولكن تنتظر الحصاد كيف تجنيه.

 هل مسلسل (الاختيار) هو تسجيل للواقع؟

- مسلسل (الاختيار) إعادة محاكاة الواقع بالتمثيل ولكن الحلقة الأخيرة منه هى حلقة تسجيلية مع أشخاص حقيقيين وهو ما يزيد من مصداقية العمل.

هل الفن له علاقة بالتنمية؟

- التنمية كأداة لا بُد أن توثق سينمائيًا حتى يشهد التاريخ حدوث هذه التنمية، كما أن الأفلام التنموية ملهمة تترك أثرًا إيجابيًا فى حياة الآخرين وتدفع لمزيد من النجاح والتنمية.

 كيف ترى وضع المرأة المصرية الآن؟

- نشأنا على أن صورة المرأة مهمشة؛ خصوصًا فى الريف والصعيد، وكنت مَعنيًا بتغيير هذه الصورة النمطية، فنجد المرأة فى الريف أكثر تأثيرًا وإيجابية وعملاً، فالسيدة تعمل وتربى الأبناء وتلحقهم بالعمل وتساعدهم فى الزواج لبناء أسرة جديدة رُغْمَ ظروفها القاسية، ومع ذلك نجدها صامدة وثابتة. وتناولت ذلك فى فيلم (حياة طاهرة) فهى امرأة عملت كل المهن الذكورية الشاقة من حدادة وبناء ولحام كاوتش واستطاعت أن تدخر 150 ألف جنيه لتزوج كل ابن من أبنائها بـ50 ألف جنيه، وتستطيع الحساب والاقتراض والتسديد والربح وهى غير متعلمة. ونجد سيادة الرئيس «عبدالفتاح السيسى» يهتم بالمرأة بشكل كبير ويعمل على تكريمها وتمكينها فى كل المجالات.

 لمن تنسب نجاحك؟

- أنسب نجاحى إلى المهندس محمد خضر- رحمه الله- وهو صاحب جمعية النابغين فمن خلال العمل معه بالكثير من المعسكرات اكتسبت الكثير من المهارات وترك فىَّ طابعًا مميزًا. كما أشكر معالى الوزيرة على تقديم السَّنَد لنا ودعمنا باستمرار وتشجيعنا.

 ماذا نحتاج فى الفترة المقبلة فى الأفلام التسجيلية؟

- نحتاج إلى وعى بالأفلام التسجيلية وعرضها بشكل أكبر حتى يزيد من وعى وثقافة الشباب ورؤيتهم، وتحتاج كل الجهات الحكومية لعمل توثيق مرئى لأعمالها حتى يكون وثيقة. وأيضًا نحتاج لتدريس السينما فى المدارس مثل الرسم والموسيقى ومن يختارهما يؤهل لدخول كليات السينما، وأيضًا دراسة صناعة السينما فى كليات الإعلام. ونجد فى الخارج تدرس السينما فى المدارس. وأتمنى أن نصنع أفلامًا تحصل على الأوسكار فى الإخراج.

 ما هى أعمالك المستقبلية؟

- أعمل فيلمًا روائيًا طويلا أتمنى أن يحقق نجاحًا وهو يتناول مرضًا نفسيًا له تأثيرات مختلفة وبه صراع ولم يُعرض سابقًا مثله فى السينما، كما أجهز لفيلم تسجيلى عن كفالة اليتيم وأن كل طفل لا بُد أن ينشأ فى أسرة أفضل من الدار، وأريد أن أغيّر نظرة المجتمع عن الكفالة من حيث الجنس أو  السّن.