السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فن الرعب الضاحك فى البيت بيتى

رحلة داخل قصر مهجور منذ سنوات طويلة تجمع شخصيتين جمعهما القدر، وليس الصدفة، لكل منهما دوافعه لاستكمال تلك الرحلة التى تحمل مخاطر فى إطار من الإثارة الممتزجة بالكوميديا. يخرج لنا مسلسل (البيت بيتى) الذى يعرض على منصة «شاهد» ليقدم عملاً فنيًا مميزًا من نوعه، فهو عمل ينتمى لنوعية كوميديا الرعب التى تعتمد على حبكة الكشف.



 

حيث تشارك أنت كمشاهد مع شخصيات العمل فى كشف أسرار ذلك القصر، ومنها سر الساعة التى تم ضبطها على الثالثة وصوت بكاء الطفل وسر حركة التماثيل وحقيقة وجود «عابدين» حارس القصر من عدمه، كل تلك الأسرار وغيرها تفكر فيها وتزداد التساؤلات مع مرور الأحداث، خصوصًا أن أول مشهد من كل حلقة يجعلك تحتار أكثر حول حقيقة كل ما يحدث، مما يدمجك كمشاهد مع الشخصيات ومع الأحداث فأنت الآن مشارك فى الحدث وتحل ألغازه ولست مجرد متفرج يستمتع به، وما يعزز حالة الإثارة تلك المؤثرات البصرية التى تمت الاستعانة بها بشكل احترافى مثل حركة التماثيل والتحف التى تطير فى الهواء، إلى جانب المؤثرات السمعية ومنها صوت فتح باب قديم وصوت الكلاب التى تحيط بالقصر، مع الموسيقى التصويرية التى هى مزيج من الآلات الوترية والدق على الطبول بطريقة تثير الرعب مع آلات النفخ التى تعبر عن المفاجأة الكوميدية فتخفف من حدة الموقف، وكل ذلك نسمعه فى خلفية مشاهد تتلون باللون الأزرق مع الرمادى وهى الألوان التى توحى بالكآبة والتوتر والغموض.

أما عن الأداء التمثيلى فإن اختيار «كريم محمود عبدالعزيز» فى شخصية «كراكيرى» مع «مصطفى خاطر» فى شخصية «بينو» أضاف كثيرًا لإبداع العمل الفنى فهما يشكلان «دويتو» تمثيليًا يتصف بالانسجام وإتقان أداء الشخصية، ويكملان بعضهما البعض للوصول لهدفيهما فلكل منهما صفات وطباع ورسم خاص للشخصية وذلك ما يكسر الملل ويصنع المفاجآت، مع احترافية اختيار ملابس كل منهما فنجد «بينو» يرتدى السراويل القصيرة والألوان الفاقعة التى تناسب البيئة التى تربى فيها من ثراء ورفاهية وتناسب أيضًا شخصيته التى تفتقر للمسئولية والجدية، أما «كراكيرى» فيرتدى الملابس الرثة والبسيطة التى تعكس الفقر والاحتياج الذى يعانى منه.

كما أن تقديم تلك الفكرة فى عشر حلقات فقط مناسب جدًا لسير الأحداث، ويحقق الإيقاع المتوازن ويبعد العمل عن المط والتطويل. إلا أن نهاية الأحداث وحل الألغاز هى من ستحدد قوته من ضعفه، فإما ترفع من قيمة العمل وتضعه فى خانة القلائل المبدعين فى مجال كوميديا الرعب المصرى، أو تمحوه من تلك القائمة القصيرة فى الأساس وتضعه فى خانة النسيان.